هذي الوغى مشبوبة النيران | مشدودة الأسباب والأقران
|
شابت مفارقها وكانت طفلة | عذراء منذ دقائق وثوان
|
طوى السّلام فليس ينشر بعدها | أو يبعث الملحود في الأكفان
|
شقوا الطّروس وحطّموا أقلامكم | أليوم يوم شواجر المرّان
|
هانت على الصّمصام كلّ يراعة | ما لليراعة في الحروب يدان
|
يا صاحبي ليس الوغى من مذهبي | هاتيك وسوسة من الشّيطان
|
فالنّاس إخوان وليس من النّهى | أن يفتك الإخوان بالإخوان
|
لو تعقل الأجناد أنّ ملوكها | أعداؤها انقلبت على التيجان
|
قوم إذا شاؤوا الصّعود لمطلب | تخذوا مراقيهم من الأديان
|
أو إن كرهت الحرب كنت يراعة | وإذا قتلت أخاك غير جبان؟
|
إن كان قتل النّفس غير محرم | ما الفرق بين المرء والحيوان؟
|
الحرب مجلبة الشّقاوة للورى | والحرب يعشقها بنو الإنسان
|
لمن الخميس خوافق راياته | متماسك الأجزاء كالبنيان
|
متألب كاللّيل جنّ سواده | مستوفز كالقدر في الغيان
|
متدّفق كالسّيل في الغدرا | متدفّع كالعاصف المرتان
|
تتنزلزل الأطواد من صدماته | وتظّل منه الأرض في رجفان
|
عجلان يكتسح البلاد وأهلها | إنّ الشّقىّ العاجز المتواني
|
في كلّ سرج ضيغم متحفّز | في كفّه ماضي الشّباة يمان |