بدأ الملايين من الناس في هذه الأيام باكتشاف فوائد الحركة ففي كل مكان تجد
من يمارس الرياضة بشتى أنواعها ، حيث تبين أن الناس النشيطين ممتلئون
بالحياة ، فهم أكثر قدرة على الاحتمال ، ومقاومة للأمراض الصحية أو النفسية
، والتي منها : القلق ، التوتر ، الاكتئاب وغيرها ، وهم أيضا يمتلكون
أجساماً ممشوقة ، ونراهم بالرغم من تقدمهم في السن لا يزالون يمتلكون
الطاقة الكبيرة التي تمكنهم من العمل ومجارات الظروف المحيطة بهم واحتمال
أكبر الضغوط العملية .
ولقد أظهرت الأبحاث الطبية مؤخراً أن قسماً من التوعك الصحي نتج مباشرة عن
نقص في النشاط البدني ، وبعد إدراك أهمية النشاط البدني ، وأهمية العناية
بالصحة ، بدأ نمط الحياة بالتغير ، فأصبح الحماس للحركة والرياضة السائدة
هذه الأيام ليس طفرة عابرة ، إذ أصبحنا نعرف الآن أن المحافظة على النشاط
الدائم ليس " لشهر أو سنة " إنما لمدى الحياة هو الحل الأمثل لتجنب
الأمراض والخمول والكسل .
العديد من الناس حينما يشاهد التلفاز ويظهر على الشاشة شاب مشدود الجسم
ورياضي ، خفيف الحركة ، قوي البنية ، يتمنى أن يحصل على هذا القوام المثالي
، وهذا أيضا ينطبق على السيدات .
وفي الحقيقة إن الإنسان يستطيع الوصول إلى ما وصل إليه الآخرون ، إذا كانت
لديه الرغبة الحقيقية لذلك ، عندها فقط عليه التفكير جيداً ، وإعداد الخطة
المناسبة ، والابتعاد كل البعد عن اليأس والتهاون ، والجزم بإمكانية
الوصول ، وأن يهب نفسه لهذه الفكرة ، مع الاقتناع بقدرته على تحقيق ما
يريد ، فإن هذا هو المبدأ الأول .
أما إذا فشل في الاقتناع بإمكانية الحصول على بنية قوية ، وشكك في قدراته ، فإنه فشل قبل أن يبدأ .
لذا عليه أن يضع طموحاته نصب عينيه ، وإن جسمه مهما كانت حالته فإنه يمكنه
أن يجعل منه نموذجاً رائعاً في عدة شهور قليلة . كأن يقول لنفسه مثلاً (
لا يجب أن أبقى هكذا هزيل الجسم ، ويجب أن أظهر بين زملائي وأقراني وأنا
أنتزع احترامهم لي ، وإعجابهم بجسمي وأناقتي ، وأن أتغلب على شعوري السلبي
نحو نفسي ، لتتملكني رغبة أكيدة وعزيمة قوية ) . وهذا سوف يمنحه مزيداً من
الشجاعة والثقة بالنفس .
وكل هذه العوامل النفسية ، إضافة إلى العزيمة والمبادرة بالتمارين الصحية والتغذية والرياضة ، تساعد على نمو الجسم والعضلات .
وعند وصوله لهذه المرحلة سيبهره أن المواصلة على الرياضة كما ساعدت على
تغذية الجسم والعضلات ونموهما أكسبت بشرته اللون الوردي ، وساعدت على صفاء
الدم الذي يجري في شرايينه ، وحينئذ يرجع بفكره إلى الماضي عدة أشهر على
أن يكون أميناً مع نفسه ويقارن حالته بما كانت عليه من قبل .
ترى هل ندم على الأيام التي ضاعت من حياته دون أن يستفيد منها .. ؟
ليس إذا بادر بالاستعداد للتغير ، وبذل المجهود للحصول على ما يريد ، فزمن
الضعف قد ولى وزمن الخمول والتكاسل ذهب ، والآن أهلاً بالصحة والراحة
والأمان .