حيّا الصّبا عني ربى لبنان | حيث الهوى ومراتع الغزلان |
ورعى المهيمن ساكنيه فإنّهم | في خير أرض خيرة السكّان |
قوم صفت أخلاقهم ووجوههم | فالحسن مجموع إلى الإحسان |
لهم الأيادي البيض والشّيم التي | لو مثلت كانت عقود جمان |
شيم الكرام قصائد في الكون غرّ ، | وهى في شيم الكرام معان |
قوم إذا زار الغريب بلادهم | جعلوه منهم في أجل مكان |
إن خفت شرّ طوارق الحدثان فاقصدهم، | تخفك طوارق الحدثان |
لو أنّ في كيوان دار إقلتي | لهجرت كيوانا إلى لبنان |
قيّدت قلبي في هواه فلم أعد | أهوى السّوى إذ ليس لي قلبان |
والحبّ تجمل في الشبيبة والصّبى | كجمال زهر الرّوض في نيسان |
هو جنّة الخلد التي منّى بها | رسل الهدى قدما بني الإنسان |
خلت الدّهور ولا يزال كأنّما | بالأمس شادته يد الرحمن |
يا ساكنيه تحية من نازح | إن التحيّة لهي جهد العاني |
أصبحتم فوق الممالك رقعة | لولا وجود معاشر(الغربان) |
قوم قد اتخذوا الديانة بينكم | شركا لصيد الأصفر الرّتان |
فتظاهر بالزّهد حتى أوشكت | تخفى دخائلهم على اليقظان |
وتفنّنوا بالمكر حتى أصبحوا | وغبّيهم أدهى من الشيطان |
ضربوا على الشّعب الرّسوم شراهة | حسب التعيس ضرائب السّلطان |
كفروا بنعمته التي أسداهم | ورموه بالإحاد والكفران |
ولقد تفانوا في انتهاك حقوقه | وهو المحبّ رضاهم المتفاني |
حتّى حسبنا أنه ينحطّ عن | كسل ، ولم قطّ بالكسلان |
لكنّه يسعى ويذهب سعيه | للقّس والشّماس والمطران |
لولا احترامي مذهبا عرفوا به | لكشفت مستوارتهم ببيان |
فتنّهبوا إن كنتم في غفلة | فالدّهر بالمرصاد للغفلان |
إنّ الأبالس حين أعيا أمركم | جاءتكم في صورة الرّهبان |
فحذرا من أن تخدعوا بلباسهم | فهم الضّواري في لباس الضّان |
من يتبع العميان حبّا بالهدى | لا يأمننّ تعثّر العميان |
** | |
فجعل قوم يلومونه على ذلك فقال: | |
- - - | |
إن كان لي ذنب وهم غفرانه | آثرت أن أبقى بلا غفران |
أو كنت في النيران حيث لديهم | منها النجاة رضيت بالنيران |
أشهى إلى من الذّل الرّدى | لا يرتضي بالذّل غير جبان |