يا من قربت من الفؤاد | و أنت عن عيني بعيد |
شوقي إليك أشدّ من | شوق السليم إلى الهجود |
أهوى لقاءك مثلما | يهوى أخو الظمإ الورود |
و تصدّني عنك النوى | و أصدّ عن هذا الصدود |
وردت نميقتك التي | جمعت من الدرّ النضيد |
فكأنّ لفظك لؤلؤ | و كأنّما القرطاس جيد |
أشكو إليك و لا يلام | إذا شكى العاني القيود |
دهرا بليدا ما ينيل | وداده إلاّ بليد |
و معاشرا ما فيهم | إن جئتهم غير الوعود |
متفرّجين و ما التفرنج | عندهم غير الجحود |
لا يعرفون من الشجاعة | غير ما عرف القرود |
سيّان قالوا بالرضى | عنّي أو السخط الشديد |
من ليس يصّدق في الوعود | فليس يصدّق في الوعيد |
نفر إذا عدّ الرجال | عددتهم طيّ اللحود |
تأبى السماح طباعهم | ما كلّ ذي مال يجود |
أسخاهم بنضاره | أقسى من الحجر الصلود |
جعد البنان بعرضه | يفدي اللجين من الوفود |
و يخاف من أضيافه | خوف الصغير من اليهود |
تعس امريء لا يستفيد | من الرجال و لا يفيد |
و أرى عديم النفع ان | وجوده ضرر الوجود |