يا شاعرا حلو المودّة في الحضور و في الغياب | |
شهد ولاءك و الأنام و لاؤهم شهد وصاب | |
أنا إن شكوت إليك منك ، و سال في كتبي العتاب | |
فحكايتي كحكاية الظمآن في قفر يباب | |
لم يروه لمع السراب فراح يستسقي السحاب | |
فهمي ، فكان الخير فيه للأباطح و الهضاب | |
" مسعود " أهون بالمشيب فما امّحى إلا الخضاب | |
ماذا عليك من الثلوج وفي ضلوعك حر آب | |
الكأس أجمل في النواظر إذ يرصّعها الحباب | |
إن شاب منك المفرقان فما أظنّ القلب شاب | |
لا تزعمنّ له المتاب فإنّ توبته كذاب | |
ما زال يخفق بالهوى ، و يفيض بالسحر العجاب | |
و يريك دنيا لا تحدّ ، ومن ورائك ألف باب | |
دنيا من اللّذات و الأفراح في دنيا عذاب | |
و يريك جنات الجمال و أنت في الطلل الخراب | |
* | |
أفتى القوافي الشاديات كأنّها أطيار غاب | |
إن قيل إنك صرت شيخا ، قل أجل شيخ الشباب | |
أترى إذا العنوان ضاع يضيع مضمون الكتاب | |
ألسيف ليس يعيبه مشي الخلوقة في القراب | |
و الخمر خمر في إناء من لجين أو تراب | |
و حياة مثلك ليس تدخل في قياس أو حساب | |
فغد زمانك مثل أمس و إن مضى عصر الشباب | |
لا يدرك الهرم النجوم و أنت في الدنيا شهاب | |
و إذا يعاب على المشيب فتى فمن ذا لا يعاب | |
أو كان يمدح بالسواد فمن ترى مدح الغراب | |
* | |
يا نفحة من شاعر | أرج الكتاب بها وطاب |
الفجر أهدى لي السنا | و الروض أهدى لي الملاب |