هُم أَوقَدوا بَينَ جَنبيكَ نارا
أَطالوا بِها في حشاكَ اِستِعارا
أَما يَخجَلُ المَجدُ أن يُرحِلوك
وَلَم يَصحبوكَ خباءً مُعارا
فَقَد قَنَعّوا المَجدَ إِن كانَ ذاك
وَحاشاهمُ منك خِزيا وَعارا
يَقِلُّ لعينيك أَن يَجعَلوا
سَوادَ العيونِ عَلَيكُم شِعارا
تُراهُم نَسوا حينَ جُزتَ القَفار
حَنِينا إِلَيهِم وَخضتَ البِحارا
بِعَهدِ لُزومٍ لِسُبلِ الوَفاءِ
إِذا حادَ عَنها وَجارا
وَقَلبي نَزوعٌ إِلى يُوسُفٍ
فَلَولا الضُلوعُ عَلَيهِ لَطارا
وَيَومَ العروبةِ ذُدتَ العدى
نَصَرتَ الهُدى وَأَبَيتَ الفِرارا
تَثَبَّتَ هُناك وَأَنّ القُلو
بَ بَينَ الضُلوع لَتأبى الفِرارا
وَلَولاكَ يا يُوسُفُ المُتَّقى
رَأَينا الجَزيرَة لِلكُفرِ دارا
رَأَينا السُيوفَ ضُحىً كالنُجوم
وَكالَّيل ذاكَ الغُبارَ المُثارا
فَلِلَّهِ دَرُّكَ في هَولِهِ
لَقَد زادَ بأسُكَ فيهِ اِشتِهارا
تَزيدُ اِجتِراءً إِذا ما الرِما
حُ عِندَ التَناجُز زِدنَ اِشتِجارا
كَأَنَّكَ تَحسَبُها نَرجِساً
تُديرُ الدِماءَ عَلَيها عُقارا
تُريكَ الرماحُ القُدودَ اِنثناءً
وَتَجلو الصِفاحُ الخُدود اِحمِرارا
إِذا نار حربكَ ضَرّمْتَها
حَسِبنا الأَسِنَّة فيها شَرارا
سَتَلقى فِعالَك يَومَ الحِسا
ب تنثرُ بالمِسك منك اِنتِثارا
وَلِلشهداءِ ثَناءٌ عَلَيكَ
بِحُسنِ مُقامِك ذاكَ النَهارا
وَأَنَّهُمُ بِكَ يَستَبشِرو
نَ أَلاّ تَخَافَ وَأَلّا تُضارا
وَتَلقى نَعيماً يُنسِّي الشَقا
وَتَجني سَراحاً يُنسِّي الإِسارا