لو استطيع كتبت بالنّيران | فلقد عييت بكم وعيّ بياني
|
ولكدت استحي القريض وأتّقي | أن يستريب يراعتي وجناني
|
أمسى يعاصيني لما جشّمته | فيكم وكنت وكان طوع بناني
|
يشكو إلّي وأشتكي إعراضكم | اللّه في عان يلوذ بعان
|
عاهدته أن لا أثير شجونه | أو يستير كوامن الأشجان
|
يا طالما استبكيته فبكى لكم | لولا الرّجاء بكيته وبكاني
|
كم ليلة أحيتها متململا | طرفي وطرف النّجم ملتقيان
|
تحنو على قلمي يميني والدّجى | حان على فتيات والفتيان
|
أجلو عرائسه لكم وأزفها | ما بين بكر كاعب وعوان
|
متألما فيكم وفي أبنائكم | وهم وأنتم نائمو الأحزان
|
ما غال نومي حبّ معسول اللّمى | ممنوعه، لكن هوى الأوطان
|
أنفقت أيّام الشّباب عليكم | في ذّمة المضي الشّباب الفاني
|
كم تسألوني أن أعيد زمانه | يا قوم ، مرّ زمانه وزماني
|
هان اليراع على البواتر والقنا | ما تصنع الأقلام بالمرّان
|
ليس الكلام بنافع أو تغتدي | حمر المضارب خلف كلّ لسان
|
والشّعب ليس بمدرك آماله | حتّى يسير على النّجيع القاني!..
|
***صلّ الحديد وشّمرت عن ساقها | وتنكّر الإخوان للإخوان
|
فالخيل غاضبة على أرسانها | والبيض غاضبة على الأجفان
|
والموت من قدّامهم وورائهم | والهول كلّ ثنيّة ومكان
|
بسطت جناحيها ومدّت ظلّها | فإذا جناحا السّلم مقصوصان
|
تغشى مواكبها ثلاث غياهب | من قسطل ودجنّة ودخان
|
ويردّ عنها كلّ خائض لّجة | سيلان: من ماء ومن نيران
|
أنّى التفتّ رأيت رأسا طائرا | أو مهجة مطعونة بسنان
|
يمشي الرّدى في إثر كلّ قذيفة | فكأنّما تقتاده بعنان
|
فالجوّ مّما من أرواحهم | لا تستبين نجومه عينان
|
والنّهر مّما سال من مهجاتهم | يجري على أرض من المرجان
|
والأرض حمراء الأديم كأنّها | خدّ الييّة أو خضيب بنان
|
كم من مبيح للضّيوف طعامه | أمسى طعام الأجدال الغرثان
|
ومقاتل ناش الكتيبة، ناشه | ظفر العقاب ومخلب السّرحان
|
ومخلّق بين المجرّة والسّها | صعد الحمام إليه في الطيران
|
ومشيّد وقف الزّمان حياله | متحيّرا بجماله الفتّان
|
أخنى على ذكر ((الخورنق)) ذكره | وسما على ((الحمراء)) و((الإيوان))
|
وقضى العصور النّاس في تشييده | أودت به مقذفة وثوان
|
ومدينة زهراء آمنة الحمى | هدمت منازلها على السّكان
|
خرست بلابلها الشّوادي في الضّحى | وعلا صياح البوم والغربان
|
وتعطلّت جنّانها وقصورها | ولقد تكون بغبطة وأمان
|
حرب أذلّ بها التّمدّن أهله | وجنى الشّيوخ بها على الشّبان
|
سحق القويّ بها الضّعيف وداسه | ومشى على أرض من الأبدان
|
بئس الوغى يجني الجنود حتوفهم | في ساحها والفجر للتيجان
|
ماأقبح الإنسان يقتل جاره | ويقول هذي سنّة العمران
|
بلي الزّمان وأنت مثلك قبله | يا شرعة قد سنّها الجدّان
|
فالقاتل الآلاف غاز فاتح | والقاتل الجاني أثيم جان
|
لا حقّ إلاّ تؤيّده الظّبى | ما دام حبّ الظّلم في الإنسان
|
لو خيّر الضّعفاء لاختاروا الرّدى | لكنّ عيش الأكثرين أماني
|
ما بال قومي نائمين عن العلى | ولقد تنبّه للعلى الثّقلان
|
تبّاع أحمد والمسيح ، هوادة | ما للعهد أن يتنكّر الأخوان
|
اللّه ربّ الشّرعتين وربّكم | فإلى متى الدّين تختصمان
|
مهما يكن من فارق فكلاكما | ينمى إلى قحطان أو غسّان
|
فخذوا بأسباب الوفاق وطهّروا | أكبادكم من لوثة الأضغان
|
في ما يحيق بارضكم ونفوسكم | شغل لمشتغل عن الأديان
|
نمتم وقد سهر الأعادي حولكم | وسكنتم والأرض في جيشان
|
لا رأي يجمعكم إذا اختلف القنا | وتلاقت الفرسان بالفرسان
|
لا رأية لكم يدافع دونها | مردالعوارض، والحتوف دواني
|
لا ذنب للأقدرا في إذلالكم | هذا جزاء الغافل المتواني
|
لو لم يعزّ الجهل بين ربوعكم | ما هان جمعكم على الحدثان
|
المرء ، قيمته المعارف والنّهى | ما نفع باصرة بلا إنسان
|
ما بالكم لا تغضبون لمجدكم | غضبات ملطوم الجبين مهان
|
أو لستم كالنّاس أهل حفائظ | أم أنتم لستم من الحيوان؟
|
أبناؤكم ، لهفي على أبنائكم | يلهو بهم أبناء جنكيز خان
|
النّازعون الملك من أيديكم | العابثون بكم وبالقرآن
|
أو كلّما طلعت عليهم أزمة | هاجوا ضغائنكم على الصّلبان
|
لا تخدعنّكم لسّياسة إنّها | شتّى الوجوه كثيرة الألوان
|
لو تعقلون عملتم لخلاصكم | من دولة القينات والخصيان
|
عارعلى نسل الملوك بني العلى | أن _ يستذلّهم بنو الرّعيان
|
ثوروا عليهم واطلبوا استقلالكم | ونشبّهوا بالصّرب واليونان
|
مذا يروع نفوسكم ، ما فيكم | وكلّ ولا التّرك غير جبان
|
وهبوهم الرّومان في غلوائهم | أفما غلبتم أمّة الرّومان
|
ما الموت ما أعيا النّطاسي ردّه | موت الذّليل وعيشه سيّان |