بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ،
ثم أما بعد :
يقول تعالى : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) الإنسان. كان من
فضل الله تعالى على البشرية جمعاء أن بيّن لهم طريق الخير وطريق
الشر ، فمن اختار الخير فقد شكر ومن اختار الشر فقد كفر ... فلينظر
أحدنا ما يختار لنفسه وليعلم أنه سيحاسب على ذلك الاختيار يوم القيامة.
ومن فضله جل في علاه أن بيّن لنا فوائد اتباع طريق الخير وأوضح لنا أن
السعادة الدنيوية والأخروية في اتباع طريق الخير والرشاد إذ يقول
سبحانه وتعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) [النحل : 97]
فالحياة الطيبة السعيدة المريحة المطمئنة لا تكون إلا لمن عمل صالحا
وهو مؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والقضاء والقدر
خيره وشره >> وفي هذا رد على من يقول أن الإيمان في القلب ولا
يظهر ذلك الإيمان على جوارحه بصلاته وصومه وزكاته وحجه وسائر
عبادته لأن المولى تبارك وتعالى ربط العمل الصالح بالإيمان ثم جعل
ثمرتهما الحياة الطيبة في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة.
وأما طريق الشقاء والتعاسة فإنه يورث النكد والوصب والتعب في الدنيا
وفي الآخرة لقوله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا
* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )[طه:124-126] وهذا
جزاء له لإعراضه عن ذكر الله واتباعه الهوى وتناسيه لآيات الله تعالى
فكانت عقوبته حياة الضنك والتعب في الدنيا وأنّ المولى جل في علاه
تناساه يوم القيامة فالجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا.
وبعد أن بيّن سبحانه وتعالى طريقي الخير والشر جعل العبد في حرية
من أمره في اختيار طريق حياته التي يعيشها لقوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ
مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) ولكنه جل في علاه جعل
ذلك العبد مسؤولا عن اختياره محاسبا عليه يوم القيامة لقوله تعالى :
( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا
لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي
الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ).
فلنحسن الاختيار إخوتي في الله فما هي إلا أياما معدودات ثم نغادر هذه
الدنيا وكأن شيئا لم يكن وتصبح الدنيا كلها كأن لم تغنَ بالأمس. جعلنا الله
وإياكم من أهل الخيرات وأصحاب الطاعات ومن أصحاب اليمين إنه سميع
مجيب والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ،
ثم أما بعد :
يقول تعالى : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) الإنسان. كان من
فضل الله تعالى على البشرية جمعاء أن بيّن لهم طريق الخير وطريق
الشر ، فمن اختار الخير فقد شكر ومن اختار الشر فقد كفر ... فلينظر
أحدنا ما يختار لنفسه وليعلم أنه سيحاسب على ذلك الاختيار يوم القيامة.
ومن فضله جل في علاه أن بيّن لنا فوائد اتباع طريق الخير وأوضح لنا أن
السعادة الدنيوية والأخروية في اتباع طريق الخير والرشاد إذ يقول
سبحانه وتعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) [النحل : 97]
فالحياة الطيبة السعيدة المريحة المطمئنة لا تكون إلا لمن عمل صالحا
وهو مؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والقضاء والقدر
خيره وشره >> وفي هذا رد على من يقول أن الإيمان في القلب ولا
يظهر ذلك الإيمان على جوارحه بصلاته وصومه وزكاته وحجه وسائر
عبادته لأن المولى تبارك وتعالى ربط العمل الصالح بالإيمان ثم جعل
ثمرتهما الحياة الطيبة في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة.
وأما طريق الشقاء والتعاسة فإنه يورث النكد والوصب والتعب في الدنيا
وفي الآخرة لقوله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا
* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )[طه:124-126] وهذا
جزاء له لإعراضه عن ذكر الله واتباعه الهوى وتناسيه لآيات الله تعالى
فكانت عقوبته حياة الضنك والتعب في الدنيا وأنّ المولى جل في علاه
تناساه يوم القيامة فالجزاء من جنس العمل جزاء وفاقا.
وبعد أن بيّن سبحانه وتعالى طريقي الخير والشر جعل العبد في حرية
من أمره في اختيار طريق حياته التي يعيشها لقوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ
مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) ولكنه جل في علاه جعل
ذلك العبد مسؤولا عن اختياره محاسبا عليه يوم القيامة لقوله تعالى :
( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا
لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي
الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ).
فلنحسن الاختيار إخوتي في الله فما هي إلا أياما معدودات ثم نغادر هذه
الدنيا وكأن شيئا لم يكن وتصبح الدنيا كلها كأن لم تغنَ بالأمس. جعلنا الله
وإياكم من أهل الخيرات وأصحاب الطاعات ومن أصحاب اليمين إنه سميع
مجيب والحمد لله رب العالمين.