قيم أخلاقية
اسْتـَسْقـَيْتـُهـَا
مِن صُـحْبَتِي مَعَهُ يَوْما ً في المقهَى حِينَ كنتُ أجالِسُهُ
فـَانـْتـَشـَلـَنِي مِن عُمْق التـّـَفـْكِير الذي كان قدْ أخذنِي في
متاهاتِ الحياةِ إلى صفحاتِ جريدتِهِ المُفضـّـَلةِ، ليَطلـُبَ مِنـّـِي
الإصغاءَ إلى قِصـّـَةِ نـَصـّـَابٍ مُحترفٍ تلاعبَ بالناس لمُدةٍ طويلةٍ
بـِشـَخصِيَاتٍ مُختـَلِفةٍ إلى أن افتـَـضـَحَ أمرُهُ مُؤخرا ً.
لمْ أتمالكْ نفسي عندَ
سَمَاع هذا الخبر حتى تصاعدَتْ مِنْ بَيْن شفتايَ "قهقهة ً" قويّـَة ً
اسْتـُجْلِبَتْ مِنْ عُمْقِي بعفويّـَةٍ لمْ أكنْ أتوقـّـَعُهـَا بَقِيَتْ
تـُصاحِبُنِي لبعض الوقت، أحْرجَنِي موقِفِي أمام زبناءِ المقهى فلم أكنْ
لألقِيَ نظرة في اتجاهِ أي منهم اعتِقادا مني أني أصبحتُ مصدَر قلق لهم.
قلتُ لهُ بصوتٍ مُنخفض :
أتممْ يا صاحِبـِي .
قال: ما بكَ، قلتُ: أتمم ولا عليْكَ سأخبرك في الأخير.
قال: تـَنكـّـَرَ على الخـَلـْق ِ بـِعدةِ شخصياتٍ
حيث كانَ يُجيدُ إخفاءَ نفسهِ وراءَ "رتـُوشاتٍ" يُضيفـُها إلى شعره
وملامِحِهِ وهيئتِهِ، مرة في صورة عجوز وأخرى في صورة امرأةٍ وأخرى أيضا في
صورة مُوظفٍ سام ٍ.
أعْصِرُ هذهِ المرَّة
الضّـِحْكة في فمي بقوةٍ ولم يتسرب منها سوى ضـُعْفـَهـَا بعد إحساس قوي
بانقباض وجهي وانفلاتِ قطراتٍ من الدموع من عيناي، مُقاومتِي وَضَعَتـْنِي
فِي موقفٍ جـِدّ صعْبٍ في المكان الذي أوجدُ فيه ، أستسْمِحُهُ وأطلبُ منهُ
مُواصلة قِصّـَة النصاب.
فقال: عجباً
يا صاحبي لهذا النصابِ الذي يُذكـَرُ عنهُ أنه ببَعض ِ الشخصياتِ
المُنتـَحَلةِ مِن طرفهِ يفعلُ بها الخيرَ، وأخرى يفعلُ بها الشرّ َ.
ألصقتُ وجهي بالطاولةِ
وأخفيتـُهُ بيدايَ وأشعُرُ بجسمي يهتز مِنْ كـُثرما أنا فيه مِن الضحك،
وَامتصاصا ً مِني لِمَا عَلِقَ بي مِن نـَبض الضحكِ المستقر في الأعماق،
ولكونِي وصديقي لا نقلق ُ مِنْ صراحةِ بَعضِنا
فـَقلتُ له: ما رأيُكَ في هذا النصاب؟
أجابَ بكل عفويةٍ:
يستحق أقصى العقاب.
كِدتُ أنفجرُ مِن الضحك لولا وضعتُ يدي في فمي وصدمتُ الضحكة َ بها ثم قلتُ لهُ:
ما رأيُكَ يا صاحِبـِي أن هذا النـّـَصابَ يُشبـِهـُكَ.
قال: كيف؟
قلتُ له: ألستَ أنتَ مُسجل في مُنتدى واحدٍ بعدةِ
شخصياتٍ ذكوريةٍ وأنثويةٍ، إحداهما تستعملها للشر وأخرى للخير، ألـا تستحق
أنتَ أيضاً أقسى العقوبة.
**********************
أحيانا
ً لا نفقه أو نتجاهلُ لبعض الأمور التي تستهوينا أو أتتْ على صدْر رحبٍ
على خاطِرنا ولو كانت مُخالفة للقيم الأخلاقية فلا نـُلقي لها بالاً وهي
حقيقة مُضرة بسلوكنا وبفكرنا التي تـَجذِبُهُ إلى الشر أكثر منه إلى الخير.
قد
نـَعيبُ في بعض الأحيان على تصرفات غيرنا وإنما العيبُ يكونُ فينا، فصاحب
البصيرة النقية لا يترك أي بابٍ مفتوح ليتصرف من خلاله بأمور قد تجرهُ إلى
أذى الناس ومنه إلى أذى نفسه.
علينا
أن نضعَ حداً لهذه التجاوزات التي قد تكون بسيطة في رأينا وهي حقيقة لها
أبعاد خطيرة في تكوين شخصيتنا قد تجعلنا نـُقدِم على الشر من حيث لا ندري
ولا نعلم.
في أمان الله ورعايته
منقول
اسْتـَسْقـَيْتـُهـَا
مِن صُـحْبَتِي مَعَهُ يَوْما ً في المقهَى حِينَ كنتُ أجالِسُهُ
فـَانـْتـَشـَلـَنِي مِن عُمْق التـّـَفـْكِير الذي كان قدْ أخذنِي في
متاهاتِ الحياةِ إلى صفحاتِ جريدتِهِ المُفضـّـَلةِ، ليَطلـُبَ مِنـّـِي
الإصغاءَ إلى قِصـّـَةِ نـَصـّـَابٍ مُحترفٍ تلاعبَ بالناس لمُدةٍ طويلةٍ
بـِشـَخصِيَاتٍ مُختـَلِفةٍ إلى أن افتـَـضـَحَ أمرُهُ مُؤخرا ً.
لمْ أتمالكْ نفسي عندَ
سَمَاع هذا الخبر حتى تصاعدَتْ مِنْ بَيْن شفتايَ "قهقهة ً" قويّـَة ً
اسْتـُجْلِبَتْ مِنْ عُمْقِي بعفويّـَةٍ لمْ أكنْ أتوقـّـَعُهـَا بَقِيَتْ
تـُصاحِبُنِي لبعض الوقت، أحْرجَنِي موقِفِي أمام زبناءِ المقهى فلم أكنْ
لألقِيَ نظرة في اتجاهِ أي منهم اعتِقادا مني أني أصبحتُ مصدَر قلق لهم.
قلتُ لهُ بصوتٍ مُنخفض :
أتممْ يا صاحِبـِي .
قال: ما بكَ، قلتُ: أتمم ولا عليْكَ سأخبرك في الأخير.
قال: تـَنكـّـَرَ على الخـَلـْق ِ بـِعدةِ شخصياتٍ
حيث كانَ يُجيدُ إخفاءَ نفسهِ وراءَ "رتـُوشاتٍ" يُضيفـُها إلى شعره
وملامِحِهِ وهيئتِهِ، مرة في صورة عجوز وأخرى في صورة امرأةٍ وأخرى أيضا في
صورة مُوظفٍ سام ٍ.
أعْصِرُ هذهِ المرَّة
الضّـِحْكة في فمي بقوةٍ ولم يتسرب منها سوى ضـُعْفـَهـَا بعد إحساس قوي
بانقباض وجهي وانفلاتِ قطراتٍ من الدموع من عيناي، مُقاومتِي وَضَعَتـْنِي
فِي موقفٍ جـِدّ صعْبٍ في المكان الذي أوجدُ فيه ، أستسْمِحُهُ وأطلبُ منهُ
مُواصلة قِصّـَة النصاب.
فقال: عجباً
يا صاحبي لهذا النصابِ الذي يُذكـَرُ عنهُ أنه ببَعض ِ الشخصياتِ
المُنتـَحَلةِ مِن طرفهِ يفعلُ بها الخيرَ، وأخرى يفعلُ بها الشرّ َ.
ألصقتُ وجهي بالطاولةِ
وأخفيتـُهُ بيدايَ وأشعُرُ بجسمي يهتز مِنْ كـُثرما أنا فيه مِن الضحك،
وَامتصاصا ً مِني لِمَا عَلِقَ بي مِن نـَبض الضحكِ المستقر في الأعماق،
ولكونِي وصديقي لا نقلق ُ مِنْ صراحةِ بَعضِنا
فـَقلتُ له: ما رأيُكَ في هذا النصاب؟
أجابَ بكل عفويةٍ:
يستحق أقصى العقاب.
كِدتُ أنفجرُ مِن الضحك لولا وضعتُ يدي في فمي وصدمتُ الضحكة َ بها ثم قلتُ لهُ:
ما رأيُكَ يا صاحِبـِي أن هذا النـّـَصابَ يُشبـِهـُكَ.
قال: كيف؟
قلتُ له: ألستَ أنتَ مُسجل في مُنتدى واحدٍ بعدةِ
شخصياتٍ ذكوريةٍ وأنثويةٍ، إحداهما تستعملها للشر وأخرى للخير، ألـا تستحق
أنتَ أيضاً أقسى العقوبة.
**********************
أحيانا
ً لا نفقه أو نتجاهلُ لبعض الأمور التي تستهوينا أو أتتْ على صدْر رحبٍ
على خاطِرنا ولو كانت مُخالفة للقيم الأخلاقية فلا نـُلقي لها بالاً وهي
حقيقة مُضرة بسلوكنا وبفكرنا التي تـَجذِبُهُ إلى الشر أكثر منه إلى الخير.
قد
نـَعيبُ في بعض الأحيان على تصرفات غيرنا وإنما العيبُ يكونُ فينا، فصاحب
البصيرة النقية لا يترك أي بابٍ مفتوح ليتصرف من خلاله بأمور قد تجرهُ إلى
أذى الناس ومنه إلى أذى نفسه.
علينا
أن نضعَ حداً لهذه التجاوزات التي قد تكون بسيطة في رأينا وهي حقيقة لها
أبعاد خطيرة في تكوين شخصيتنا قد تجعلنا نـُقدِم على الشر من حيث لا ندري
ولا نعلم.
في أمان الله ورعايته
منقول