The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
319 المساهمات
248 المساهمات
145 المساهمات
83 المساهمات
78 المساهمات
78 المساهمات
56 المساهمات
46 المساهمات
24 المساهمات
22 المساهمات
آخر المشاركات

مشاهير هداهم الله للاسلام

+3
افرودي
Akatsuki
(نور)
7 مشترك



×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyمشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

اسمحوا لي ان اضع بين يديكم موضوعا نتعرف به عن بعض المشاهير والشخصيات التي هداها الله لنور الاسلام ومنها شخصيات ربما لم نسمع عنها من قبل، وسوف نقوم بسرد نبذه عن حياتهم قبل وحتى دخولهم الى الاسلام



ومبدئيا فهذه هي اسماء للشخصيات التي سنبدا بالحديث عنها وسنرفق باقي اسماء الشخصيات تباعا باذن الله



الشيخ الاشقر ( انطوان الاشقر سابقا)
• مطرب البوب الإنجليزي 'كات ستيفنز' ( يوسف اسلام)
• جوناثان بيرت ( ابن رئيس هيئة البى بى سى السابق)
-الرسام الفرنسي 'إيتان رينيه
• الداعية البريطانية سارة جوزيف
• السفير الألماني بالجزائر 'مراد هوفمان'
• الشاعر الأمريكي 'دانيال مور' الذي كانت له دواوين عديدة تمثل ثورة في حركة الشعر الأمريكي,

• ابن المهاتما غاندي، واسمه 'هيرالالي'
• ليوبولد فايس' عندما كان يدين باليهودية،و اصبح الداعية الإسلامي النمساوي 'محمد أسد'
• محمد علي كلاي
• الكاتبة الأرستقراطية "فلانتين ديسان بوان"
• عالم الكمياء الامريكى جيفرى لانج
• الفيلسوف الفرنسى روجيه جارودى
• حمزة يوسف

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz

شقيق مايكل جاكسون: إشهار إسلامي في السعودية فاجأ أفراد أسرتي بأميركا


اشتهرت عائلة جاكسون الاميركية بالغناء والموسيقى. فقد كون جاكسون الأب فرقة غنائية موسيقية ناجحة من ابنائه. وكانت فرقة "جاكسون فايف" في بادئ الامر من انجح الفرق الغنائية الموسيقية في الولايات المتحدة الاميركية، وذاع صيتها في السبعينات وحصلت على شهرة عالمية واسعة. وسارت هذه الفرقة الغنائية الموسيقية من نجاح الى نجاح وتربعت على قمة الغناء الموسيقي الشعبي في اميركا. كما ان اسطواناتها واشرطتها حصلت على اعلى الايرادات. وتصدرت اغنياتها قائمة الاغنيات الاكثر مبيعا على نطاق العالم في ذلك الوقت. ومن ثم كبر هؤلاء الفنانون الموهوبون، وتفرقت بهم سبل الحياة الغنائية الموسيقية، فكون كل واحد منهم فرقته الخاصة. ولكن ظلت الاسرة ككل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالغناء والموسيقى. ففي وسط هذا الجو الغنائي الموسيقي نشأ جيرمين جاكسون شقيق المغني الاميركي المعروف مايكل جاكسون. فجيرمين ينتمي لاسرة فنية لا يجهل احد شهرتها واثرها في خارطة الاغنية الشعبية الاميركية. وكانت تنشئته وتربيته في هذه الاجواء الفنية التي تركت اثرا واضحا في مسار حياته الى يومنا هذا.


لقد بدأ جيرمين جاكسون رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام من رحلة فنية الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط، حيث كان مرافقا لاخته الكبرى. فهناك عرف حقيقة الاسلام من افواه الاطفال. قال جيرمين جاكسون: عند زيارتي الى عدد من دول منطقة الشرق الاوسط في عام 1989 بصحبة اختي الكبرى، حيث زرنا خلال هذه المرحلة البحرين ورحب بنا الكثيرون. وكنت مرة اتبادل الحديث مع الاطفال في المنامة خلال تلك الرحلة. فمن جملة اسئلتهم البريئة سؤال كان عن ديني، فأجبتهم بأنني مسيحي، وسألتهم بدوري عن دينهم، فأجابوني بصوت واحد ان دينهم الاسلام. وكانوا فخورين جدا بالانتماء لهذا الدين، وانطلقوا في الحديث عنه. وسألتهم اكثر عنه وصار كل واحد منهم يحدثني عن الاسلام بطريقة ادهشتني، فهؤلاء الاطفال الذين احببتهم كانوا فخورين جدا بدينهم ويتحدثون عنه بسعادة غامرة.

اعتناق الإسلام:
ويروي جيرمين قصة اسلامه وتفاصيلها في حوار اجرته معه مجلة "المجلة" في العدد 966 قائلا: انني بعد عودتي من البحرين والحديث مع اولئك الاطفال عن الاسلام تيقنت من انني سأصبح مسلماً. وتحدثت مع صديق لي اسمه علي قنبر عن هذا الشعور الذي بدأ ينتابني منذ فترة وافصحت له عن رغبتي في تعلم المزيد عن الاسلام. وسافرت معه الى المملكة العربية السعودية لأتعرف على الاسلام اكثر فأكثر، وهناك اعلنت اسلامي.

ولما كان جيرمين جاكسون محبا لاسرته وعاشقا للغناء والموسيقى منذ نعومة اظفاره، رأى انه لن يتخلى عن الغناء والموسيقى، بل اصبحت له رسالة من نوع جديد، فبدلا من ان يعتزل الفن، بدأ يشعر من خلال اسلامه بدفعة جديدة لتقديم المزيد ضمن مشواره الفني راغبا في الاستفادة من الاضواء وآلاف المشجعين المحبين له، وذلك بتقديم رسالة من نوع جديد.

إجابات على أسئلة حائرة :
ويواصل جيرمين جاكسون الحديث عن بداية مشواره في رحلته الايمانية التي قادته الى اعتناق الاسلام، حيث يقول: سافرت مع صديقي علي قنبر الى مدينة الرياض لمعرفة المزيد عن الدين الاسلامي، ومن هناك سافرت الى جدة واصطحبتني اسرة سعودية كريمة بعد اعتناقي للاسلام الى مكة المكرمة لاداء العمرة.

ويصف جاكسون انه بعد اسلامه شعر بأنه ولد من جديد بحق وحقيقة. ويقول: كانت لدي العديد من الاسئلة الحائرة التي ابحث لها عن اجابات، خاصة الاسئلة المتعلقة بالمسيحية وعيسى عليه السلام، فوجدت اجابات جاهزة ومقنعة لكل هذه الاسئلة لحظة اعتناقي الاسلام.

وقد كنت في حيرة من امري كمسيحي نشأ في اسرة متدينة، اذ كان يحيرني دائما ان الانجيل مكتوب على ايدي اشخاص عاديين. وكان دائما يخطر ببالي ان هؤلاء بشر فكل واحد منهم سيراعي نفسه ومجموعته في ما يكتب، بينما القرآن كتاب الله حفظه الله على مر السنين والاجيال "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون".

وفي السعودية وجدت اشرطة جميلة جدا للمغني البريطاني السابق والداعية الاسلامي يوسف اسلام، وفيها مناظرة حول الاسلام والمسيحية ومنها تعلمت الشيء الكثير.

حملة إعلامية جائرة:
ويتطرق جاكسون الى ان هناك حملة اعلامية سيئة ضد الاسلام والمسلمين في الولايات المتحدة الاميركية، ومما اعجب له ان الناس العاديين في اميركا يصدقون هذه الحملة الاعلامية الجائرة لجهلهم بحقيقة الاسلام وسماحة هذا الدين.

ومن العجيب ايضا انه رغم التشابه الكبير بين الاسلام والمسيحية في كثير من الطروحات الا ان التشويه الموجه ضد الاسلام اكبر بكثير.

وقال جاكسون: ان الحملة الاعلامية الجائرة في اميركا ضد الاسلام والمسلمين لم تقتصر على اجهزة الاعلام المختلفة، بل ان هوليوود عاصمة صناعة السينما الاميركية تحاول في ما تنتجه من افلام ان تصور للناس ان المسلمين ارهابيون وقتلة واشرار.

ولقد عرفت من خلال تجربتي قبل اعتناقي الاسلام وبعده ان الناس عليهم الا يصدقوا ما تنتجه هوليوود من افلام تسيء الى الاسلام والمسلمين. وان هذا التشويه يؤلم كل مسلم ويجعله يتمنى لو انه يستطيع تغيير هذه الصورة بصورة الاسلام الحقيقية اسلام الحضارة والنور، اسلام التسامح والاخاء.

الإسلام.. والحل:
وقال جاكسون: لقد قدم لي الاسلام حلا لكل مشكلاتي، فأصبحت انسانا بلا اي مشاكل. وكنت من داخلي اتغير بشكل رائع، حيث امتنعت عن شرب الخمر تماما وغيرها من الاشياء المحرمة امتثالا لاوامر ديني الجديد. وخشية من تأثيري على بقية افراد اسرة جاكسون واقناعهم باعتناق الاسلام، نظمت ضدي حملة واتهموني باني عدو للسامية، وانه بحكم اسلامي لا يمكن لي التعايش مع الاخرين، وهذا هراء، فان الدين الاسلامي دين تعايش في سلام وامان مع الاخرين.

الحكمة من تعدد الزوجات:
اما عن صدى اسلامه وسط افراد اسرته، يقول جيرمين جاكسون: ان والدته علمت بخبر اسلامه من وسائل الاعلام قبل وصوله الى الولايات المتحدة الاميركية من المملكة العربية السعودية، حيث اشهرت اسلامي وقمت بأداء عمرة في مكة المكرمة. فوالدتي انسانة متدينة وملتزمة بدينها، فلذلك كان سؤالها لما جئت الى المنزل، اذا ما كنت متأكدا تماماً من هذا الخيار الذي اريده فعلا، وكان جوابي ان الاسلام هو الخيار الذي اريده فعلا.

اما عن صدى اسلامه وسط اخوته واخوانه، يقول جيرمين: كان قراري باعتناق الاسلام قرارا مفاجئا لكل افراد اسرتي، ولذلك اندهشوا لقراري، ولما يسمعونه عن الاسلام والمسلمين من وسائل الاعلام المختلفة، منها مثلا ما يسمعونه عن تعدد الزوجات، فالاميركيون لا يفهمون ابدا الحكمة من اباحة تعدد الزوجات بالرغم من ان الخيانة الزوجية منتشرة في المجتمع الاميركي، بينما يبيح لك الاسلام ما دمت قادرا على الانفاق على الزواج باكثر من زوجة واحدة بدلا من مشاكل الطلاق والخيانة الزوجية.

واضاف جيرمين: ان المسلمين في العالم العربي محبون لزوجاتهم واطفالهم، والمرأة عندهم معززة مكرمة ولكن كثيرا من الاميركيين لا يفهمون هذا، ولقد اعجبت كثيرا باسلوب التربية في المجتمعات الاسلامية.

وقال جيرمين جاكسون انه عادة لا يقرأ الا القرآن الكريم، على الرغم من انه يمتلك الكثير من الكتب الاسلامية، لكنه يشعر بان هذه الكتب تصدر جميعها من القرآن الكريم، فلذلك يحرص دائما على قراءة كتاب الله.

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
ايفون ريدلى
الصحفيه الانجليزيه

اسلمت بعد اعتقالها على يد الطالبان
حمدت ربها ان لم تعتقل فى ابو غريب

نظم مركز قطر للتعريف بالاسلام مساء الخميس الماضي محاضرة تحدثت فيها الصحفية البريطانية ايفان ريدلي التي دخلت الاسلام واصبحت معروفة لدى العالم الاسلامي وذلك لنظرتها غير القابلة للوصف عن الاسلام ودفاعها عنه، وتقول ايفان «اتطلع بشوق لزيارتي لدولة قطر لأشارك بتجربتي لأنها تجربة تجمع بين المسلمين وغير المسلمين سوية». وكانت الوطن قد نشرت مؤخرا القصة الكاملة لإسلام الصحفية الإنجليزية. وكانت ايفان اعتنقت الاسلام بعد تحررها بـ 30 شهرا من معتقل حركة طالبان، وذلك اثناء مهمتها السرية في افغانستان، حين كانت عناوين اخبارها تتصدر الصفحات الرئيسية في الصحف العالمية ومنذ اسلمت كرست نفسها للمجتمع الاسلامي البريطاني.

كانت الصحفية الاكثر تميزا لدى صحيفة «صنداي تايمز» آنذاك، ليس ذلك فحسب بل قضت قرابة عشر سنوات تعمل لحساب كبرى الصحف في «فليت ستريت».

خلال الاحد عشر يوما التي كان معتقلة اثناءها قطعت ايفان ريدلي وعدا لخاطفيها بأن تدرس الاسلام وتقرأ القرآن ان اطلقوا سراحها لقد اوفوا بوعودهم وأوفت بوعدها.

كان لتلك التجربة اثر كبير على حياتها حيث تسببت في مجموعة من الاحداث المتتالية ادت لأن تكون من ضمن معتنقي الاسلام في الوقت الحالي، الا ان البعض ادعى أن حالتها تعتبر احدى حالات (متلازمة ستوكهولم) والتي توصف بأنها الحالة التي يتعاطف فيه المختطف مع خاطفيه ويؤمن بمعتقداتهم وقضيتهم، لقد تلقت الكثير من الاتهامات والدعاوى البطالة من قبل هؤلاء الذين لا يقبلون بفكرة اعتناق امرأة غربية الاسلام، وفي ردها على تلك الدعاوى أوضحت انها اثناء الاختطاف كانت تتعامل مع خاطفيها بفظاظة، حيث كانت تركل الآنية وترفض تناول الطعام وتسبهم، وكانت ابعد ما تكون عن التعاطف، بل انها كثيرا ما كانت تتساءل إن كانت هي أم خاطفوها من طالبان الاكثر سعادة بقرار اطلاق سراحها، والذي صدر من الملا عمر آنذاك لأسباب انسانية.

وفيما يلي تنشر قصتها كاملة حسب روايتها:

إيفون ريدلى 44 عاماً - صحفية بريطانية الجنسية تعمل لحساب جريدة صنداي تايمز وتعتبر من أنشط وأكفأ الصحفيين البريطانيين المتابعين للملفات الدولية عن قرب، وعملت لحساب أكبر الصحف في بريطانيا ، من بينها الإندبندنت والأبزيرفر وصنداي تايمز. أشهرت إسلامها وكان لذلك قصة غريبة للغاية بدأت بالعداء للإسلام وطالبان وانتهت بالعداء للغرب والاعتذار لطالبان.

ريدلى اعتقلت يوم 28 سبتمبر 2001 مع دليلين أفغانيين بالقرب من مدينة جلال آباد - وكانت ترتدي الرداء التقليدي لنساء الباشتون- بسبب دخولها أفغانستان بطريقة غير شرعية ، وأطلق سراحها بعد عشرة أيام، ولكن قبل إطلاق سراحها دعتها حركة طالبان إلى الإسلام بعد عودتها إلى لندن ، وردت في البداية بقولها: إن ذلك «غير ممكن» ، ولكنها وعدتهم بدراسة الإسلام وفهمه.

وفي لندن درست «إيفون ريدلي» القرآن والأحاديث الشريفة، ثم ألفت كتاباً عن تجربتها مع حركة طالبان وإشهارها لإسلامها وكيف أنها لقيت معاملة حسنة من شرطة طالبان ، وكتبت تثني على طالبان لدرجة أنها اعتبرت أنه ليس هناك نظام إسلامي حقيقي في أي بلد مسلم، منتقدة الأنظمة الغربية التي «أعلنت عداءها على الإسلام» بدوافع لا علاقة لها بالدين.

بداية القصة

وبالعودة إلى قصة «ايفون» الصحفية المغامرة التي قررت ـ قبل القصف الأميركي ـ التسلل إلى أفغانستان لترصد عن قرب كيف استعدت هذه البلاد الفقيرة للحرب التي أعلنتها عليها أضخم ماكينة حرب في التاريخ؟ وكيف سيواجه هؤلاء قرار قياداتهم التي تجر بلادهم إلى الدمار من أجل حماية ضيفهم «اسامة بن لادن» أخطر رجل مطلوب في العالم؟

فكانت رحلتها متسللة في جنح الليل بين الحدود الباكستانية ـ الأفغانية على ظهر حمار تارة أو في سيارة تتعطل كل خمس دقائق تارة أخرى ، مرتدية الزي الأفغاني النسائي المشهور وحذاء من البلاستيك القوي يكاد يدمي قدميها.

ونجحت في عبور الحدود مبهورة بهؤلاء الذين يستقبلون الحرب بإيمان شديد بالقدر ورغبة في مواجهة أي شيء يهدد استقلالهم. وفي إحدى القرى لمست المعنى الحقيقي للكرم والمشاركة حتى وإن كانت لقمة جافة أو طبقاً من الأرز، وضحكت من سخرية امرأة أفغانية منها لأنها أم لطفل واحد بينما الأفغانيات يلدن 15 طفلاً من أجل الحرب والاستقلال لبلاد لم تعرف الاستقرار منذ ربع قرن.

نزلت ريدلي في أثناء رحلتها ضيفة على بيت ريفي في إحدى القرى الحدودية وافترشت الأرض ووضعت رأسها على وسادة في صلابة الصخر لكنها نامت مرتاحة البال مع ثماني نساء تحت مروحة سقف تمنحهن قليلاً من الهواء. وعندما قررت العودة بعد أن أتمت مهمتها الصحفية كانت باكستان قد أغلقت حدودها مع أفغانستان فكان القرار هو الهروب من الطرق الجانبية منتحلة شخصية امرأة أفغانية خرساء اسمها «شميم» مسافرة مع زوجها إلى قرية في ضواحي جلال آباد لزيارة أمه المريضة، وعلى الحدود تقع المفاجأة التي ربما لو لم تقع لما أشهرت «ايفون ريدلي» إسلامها.

سقطت الصحفية المغامرة من فوق الحمار الذي تركبه ولم تدرك نفسها إلا وهي تصرخ باللغة الانجليزية ، وسقطت الكاميرا التي تحملها ليتحول الأمر إلى كارثة ورعب بعد أن سمعها أحد جنود طالبان.

تقول ايفون: «لن أنسى النظرة في وجه ذلك الرجل من طالبان وهو يرى الكاميرا. ووسط مشاعر الرعب كان لدي أمل في أن يبتعد ولكن ذلك لم يحدث. ينفجر الرجل غاضباً ويسحبني من على ظهر الحمار ويحطم الكاميرا وخلال دقائق يتجمع حشد من الناس الغاضبين.. إنه كابوس والكل يصرخون: جاسوسة أميركية.. جاسوسة أميركية.

أحست ايفون أن الموت قريب منها خاصة حين نقلوها في سيارة تحمل علماً عليه صورة ابن لادن، وكانت تفكر في رعب كيف سيعرف العالم وسط هذا الصخب والاستعداد للحرب أنها هنا في افغانستان أسيرة لدى طالبان؟!

لم يقم أحد من الرجال بتفتيشها بل أرسلوا لها امرأة لتفتشها لتعرف ما إذا كانت تحمل سلاحاً، وبعد أن تنتهي المرأة من عملية التفتيش تصفعها بالقلم - وهوالعقاب البدني الوحيد الذي واجهته- لأنها متهمة بكونها جاسوسة أميركية ليس أكثر.

لم يكن لدى ايفون أهم من إرسال أية إشارة لأمها تخبرها بوضعها الحالي ، وكيف أنها مرعوبة مما يحدث. فقد نقلوها إلى مكان مجهول وتركوها في غرفة مكيفة ملحقة بحمام حديث ومن حين لآخر كان هناك من يقوم باستجوابها لتقول لهم نفس الكلام وسبب دخولها أفغانستان بهذه الصورة ، وتتكرر مرات التحقيق ومع الوقت تشعر بالأمان أكثر.

جربت ايفون الاضراب عن الطعام أكثر من مرة ، وفي كل محاولة كان الحارس والمترجم يقولان لها : إنهما غير سعداء لأنها تفعل ذلك لأنها ترهق نفسها دون داع ، وتم إحضار طبيب ليتابع وضعها الصحي لأن طالبان كانوا قلقين من امتناعها عن الاكل ، وأمام ما يحدث تتناول ايفون طعامها ليصبح اهتمامها الأهم هو كيف تبلغ العالم أنها بحالة جيدة وأن جنود طالبان لا يغتصبونها ولا يعذبونها وتستخدم دورة مياه حديثة وغرفة مكيفة الهواء!
ويتكرر التحقيق ويضحك المحققون حين تحاول خداعهم بأنها جاءت لتنضم إلى طالبان !! وتضحك هي حين يتهمونها بأنها عميلة لـ( سي آي إيه ) .

وفي رحلتها من مكان إلى آخر كانت ايفون تدرك أنها وغيرها لا يعرفون عن الإسلام والمسلمين وثقافتهم وروحهم وإيمانهم شيئاً ، وهو ما قالته للشيخ الذي زارها بعد أن أعلنت طالبان أنها ستفرج عن الصحفية البريطانية الأسيرة ليدعوها للإسلام ويحصل منها على وعد بدراسة الأمر.

لم تر ايفون رجلاً واحداً من طالبان يتفحص جسدها أو يتحرش بها .. وحين نقلوها إلى مقر آخر في الطريق إلى الحدود ليتم تسليمها إلى بلادها مكثت في فترة مع ثماني عاملات في مجال الاغاثة الدولية تم اتهامهن بالتبشير بالدين المسيحي في أفغانستان أثناء عملهن فوجدتهن مثلها تأقلمن مع الحال ونصحنها بعدم الإضراب عن الطعام لأنهم سيتعاملون معه مثل الصيام ، ونصحنها أيضا بعدم نشر ملابسها الداخلية بعد غسيلها أمام الرجال لأن ذلك عيب عندهم، وكذلك عدم البصق على الأرض اعتراضاً وهي تتحدث مع المحققين ، وحين أغفلت النصيحة وبصقت على الأرض تم حرمانها من الاتصال بأهلها وابنتها التي كانت تحتفل في ذلك اليوم بعيد ميلادها عبر تليفون محمول متصل بالأقمار الصناعية حصل عليه رئيس الحرس بعد عناء.
وبعد عودتها إلى لندن اتهمت ايفون اجهزة المخابرات الغربية بالسعي إلى إقناع حركة طالبان بإعدامها بتلفيق وثائق توحي بأنها تسللت إلى أفغانستان بهدف التجسس وإيصال هذه الوثائق إلى الحركة، لأنها لو أعدمت لاستثمرت أميركا ذلك للدعاية في مواجهة رافضي الحرب ، لولا أن طالبان فهموا اللعبة واشفقوا عليها وأخلوا سبيلها.
وفي لندن أعلنت أمام العالم أن طالبان المتهمين بأنهم أسوأ نموذج للإسلام يستحقون كل احترام بعد أن التزموا بوعدهم ولم يتعاملوا معها بعدائية.. وحتى حين قاموا ببعض المناورات النفسية كانوا محترمين ، بينما أراد الغرب الذي يدعي المدنية الكاملة باستخدامها لإشعال حروب الإبادة أكثر وأكثر.

وبعد فترة وجيزة من الوقت تفرغت ايفون لدراسة الإسلام، وألفت كتاباً عن رحلتها الغريبة .. وبعد بحث ويقين بالغين أشهرت إسلامها وأعلنت عن إيمانها بالدين منقذ البشرية بعد أقل من عام كانت خلاله أسيرة مغامرة صحفية وضعت في حياتها لتنتهي بإشهار إسلامها وترد على من يهاجمون الإسلام من هناك في قلب لندن.




اعتقالها علي يد "طالبان" ادخلها الاسلام ... إيفان ريدلي تفتح النار على بوش وبلير وتتهمهما بالإرهاب



| تاريخ النشر:الأحد ,27 أغسطس 2006 2:14 أ.م.



نصر الله زادت شعبيته في العالم الإسلامي بعدما كسر كبرياء إسرائيل
بوش مجرم حرب ويداه ملطختان بدماء الأبرياء المسلمين
حماس وحزب الله حركتان ديمقراطيتان أظهرتا مواجهة صلبة للاحتلال
على القادة العرب الذين يدينون بالولاء لأمريكا أن ينظروا لمصير صدام
الجنود البريطانيون في العراق سيكونون أول ضحايا الحرب على إيران
اللوبي الصهيوني يسيطر على بيع السلاح والمحطات التليفزيونية بالغرب
والدتي ترفض الإسلام لأنه دين عربي وتنسى أن عيسى من الشرق الأوسط
ابنتي احترمت قراري وآمل أن ينفتح قلبها للإسلام
المرأة المسلمة تتمتع بالكثير من المزايا التي كفلها لها الإسلام
لمست في قطر اهتماما كبيرا بتحسين أوضاع المرأة والطفل



حوار - كوكب محسن -تصوير أيوب عبدالله :

لم تكن الصدفة وحدها المسؤولة عن تحولها العميق نحو الإسلام، وتفانيها في الدفاع عن قضاياه المشروعة بعد اعتقالها في أقصى ظروف حرب ممكنة على حافة النار كما تقول ايفان ريدلي في المنطقة الساخنة بين أفغانستان وباكستان بل كان هناك ما هو أعمق، انها الحرب ذاتها التي كشفت لها على أرض الواقع الحقيقة والزيف وأصحاب الحق والمعتدين، تلك قصة العدالة الضائعة على الأرض والتي لا تزال تجري فصولها حتى الان، ولكن في أماكن مختلفة أحياناً بأفغانستان وأحيانا أخرى بالعراق أو فلسطين أو ربما لبنان أو حتى في السودان والصومال والشيشان، الظروف واحدة والفاعل واحد والمجني عليه أيضا واحد، هذا ما جعلها تعيد النظر في كل ما هو حولها وهي الأنشط في مجال العمل الميداني بالصحافة الحرة، فقد زارت مئات المدن العربية والإسلامية وكذلك الأوروبية والأمريكية، وحصلت على جائزة أوورلد العالمية في الصحافة وكانت ولا تزال عضواً مؤسساً في حركة «أوقفوا الحرب» وحزب «respeot» السياسي البريطاني الشهير، وعملت على إنتاج العديد من البرامج المهمة لتليفزيونات وراديو BBC وCNN وCarlton، إضافة إلى القائها لمحاضرات سياسية متخصصة في قضايا العراق وفلسطين والشيشان وكشمير وأفغانستان وأوزبكستان وغيرها من مواضيع الإسلام والمرأة والإرهاب في عدد من الجامعات الأمريكية والاسترالية وفي جنوب أفريقيا والشرق الأوسط، اضافة إلى منصبها في تليفزيون الإسلام في لندن ومقالاتها الأسبوعية في نيويورك وبريطانيا.

السيدة ريدلي تحدثت عن تجربتها الثرية خلال ثلاثين عاماً من العمل الميداني في مناطق وبؤر الصراع بالعالم وعن قصة تحولها ودفاعها عن حقوق المسلمين في بريطانيا والعالم وهي من أشهر معتنقية الجدد بعد ثلاثين شهراً فقط على إطلاق سراحها من معتقل حركة طالبان وفيما يلي نص الحوار..

ü بداية ماذا عن تجربتك في الأسر لدى طالبان، وما إذا كان لها تأثير على التحول الذي طرأ على حياتك من بعد، خاصة إعتناقك الإسلام بعد سلسلة حوادث جرت في توقيت شديد الحساسية بالمنطقة والعالم ألا وهو سبتمبر 2001؟

- نعم حدث ذلك في 26 سبتمبر 2001 بالتحديد حيث دخلت إلى الأراضي الافغانية بشكل غير شرعي بدون جواز سفر أو تأشيرة دخول وقد كانت هذه التجربة من أكثر التجارب قيمة في حياتي كصحفية آنذاك الا انني للأسف الشديد وقعت في الأسر على أيدي جنود طالبان بعد فترة وجيزة.

ü في هذه الفترة كيف كانت نظرتك للمسلمين سواء من رأيتهم في أفغانستان أو من تعرفت عليهم من دول عربية وإسلامية أخرى؟

- لقد اجتزت منطقة المتاعب والمشاكل بين باكستان وأفغانستان واطلعت على الأوضاع هناك، ولا أعرف ماذا وجدت بالضبط ربما اكتشفت في ذلك الوقت العملة الحقيقية، حتى أنني شعرت بأنه إذا كانت لديَّ آلة للزمن وعدت للوراء مائتين أو ثلاثمائة سنة لما وجدت شيئا متغيراً عن كل القيم التي كانوا يحافظون عليها في هذه المنطقة من شرف وحقيقة يتمتع بها الشعب الباشتوني.

ü هذا على الصعيد الاجتماعي ولكن ماذا عن الصعيد السياسي والصراعات الداخلية والخارجية مع الولايات المتحدة مثلاً؟

- أفغانستان الان في كارثة، حامد كرزاي فاقد السيطرة على المناطق الداخلية وخارج العاصمة، والأمير يكون هناك على الرحب والسعة، ولن ينسى التاريخ الدرس الذي أعطاه الافغان لجنود بوش، بالاضافة إلى المرات الثلاث التي طرد فيها البريطانيون خارج أفغانستان بالاضافة إلى المجازر والمذابح التي تعرضوا لها، وهكذا يمكنكم أن تروا ان التاريخ يعيد نفسه، فهؤلاء الأفغان المحاربون استطاعوا من قبل هزم الروس وتحطيم الامبراطورية الروسية ومازالوا حتى الان يواجهون التسلط الأمريكي.

ü وصفت بوش من قبل بأنه مجرم حرب، ما هي مبرراتك وهل يتعلق ذلك بما يحدث في أفغانستان فقط أم العراق وفلسطين أيضاً؟

- هو بالفعل مجرم حرب لا يهتم لدماء الأبرياء خاصة المسلمين سواء كان ذلك في أفغانستان أو العراق أو فلسطين، وغيرها من المناطق، كما انه المسؤول الحقيقي عن كل هذه المجازر الوحشية التي يتعرضون لها، ولا أرى أي فارق بين الإرهاب الذي يمارسه والإرهاب الذي تمارسه الجماعات المسلحة ضد مدنيين أبرياء، فيداه ملطختان بالدماء وليس دماء المسلمين فقط ولكن أيضا الجنود الأمريكيين الذين ماتوا في العراق وأفغانستان، ولا يقل عنه توني بلير في ذلك شيئاً، وغالبية الشعب البريطاني يعرف العلاقة بينهما والتي تعدت العلاقة بين صديق وصديق إلى علاقة بين السيد والخادم.

ü إذن الولايات المتحدة تمارس إرهاب الدولة من وجهة نظرك؟

- نعم. فلم يحدث مثل هذه المجازر من قبل أن تدخل الولايات المتحدة العراق، ولم يؤذ أي من المدنيين العزل في أفغانستان حتى جاء الإحتلال إلى هذا البلاد، وبعد أن دخل التحالف الأمريكي البريطاني في حرب من هذا النوع.

ü باعتبارك ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومحللة سياسية بارزة هل تعتقدين بأن الشعب البريطاني مقتنع بمبررات بلير بشأن الديمقراطية والاصلاح في الشرق الأوسط والعالم؟

- الشعب البريطاني يشعر بالإرتباك حيال هذه الدعاوى، فالغالبية التي صوتت لتوني بلير لم تريد أن تدخل بريطانيا الحرب في العراق، ومازال بلير يتجاهل إرادة الأغلبية ويأخذ أوامره ممن انتخبوا رئيس الولايات المتحدة، الرجل الذي نشر الفساد وعدم العدالة وشق طريقه إلى البيت الأبيض وسط هذه الأجواء ليصل إلى الرئاسة، وهنا نتساءل: أين الديمقراطية عندما تؤخذ الأوامر من رئيس غير منتخب، وبعد ذلك يقتل مائة ألف عراقي، وكذلك في فلسطين قالوا نريد ديمقراطية وسوف نحرص على أن تحصلوا عليها في المنطقة وعندما يمارس الفلسطينيون حقوقهم ويصوتون ويختارون حماس بديمقراطية يجن جنون هؤلاء، وهكذا فإن الديمقراطية التي يقول بها الغرب انه يمكن التمتع بالحقوق طالما اخترتم من نريد طالما اخترتم مبارك وطالما إسرائيل موجودة، لكن ذلك يتغير من آن لاخر، وهذا ما أقوله للبعض في المنطقة إذا اعتقدتم أنكم اصدقاء أمريكا حقاً، فقط انظروا إلى صدام حسين فهو الان يجلس خلف القضبان ويواجه الاتهامات من كل صوب وهذا قد يحدث معكم.

ü على ذكركم حماس ونجاحها في الانتخابات كقوة إسلامية اختارها الشعب كيف تنظرون إلى تلك الحركات بالمنطقة بما في ذلك حزب الله في لبنان وما إذا كانت قادرة على التغيير الحقيقي مستقبلا لاسيما وأن أنصارها في إزدياد؟

- بالطبع يمكن لهذه الحركات والأحزاب أن تغير وتحدث فارقاً كبيراً في المنطقة، فحماس مثلاً استطاعت ان تكبد واحداً من أقوى الجيوش بالعالم خسائر فادحة بمجرد حجارة في يد الأطفال والوقوف في مواجهة الدبابات الإسرائيلية ومحاربة الجيش الإسرائيلي، وكذلك حزب الله الذي لقن الجيش الإسرائيلي درساً في لبنان وأخرجه عنوة مؤخراً بصموده بعد أن كسر كبرياءه، ليذكروا أنظمة المنطقة بأن هذا الجيش وهو الذي يرعب الجيشين المصري والأردني لا يحتاج سوى التوحد والثبات في مواجهته، وقد أثبت ذلك الشيخ حسن نصر الله بعدم خوفه وإيمانه، وهذا شيء بدأ في التغيير بالشرق الأوسط الان لم يعد هؤلاء جبناء أمام الجيش الإسرائيلي وكذلك حماس.

ü ولكن هل تعتقدين بأن المجتمع الدولي سوف ينجح في نزع سلاح حزب الله، لاسيما بعد استصدار حزمة قرارات ضده في مجلس الأمن كان آخرها 1701؟

- حزب الله انتخب ديمقراطياً من قبل الشعب اللبناني ويمثله وزراء في الحكومة اللبنانية والبرلمان، وإذا عقدت الانتخبات غداً فسوف يفوز حزب الله بالمقاعد بشكل أكثر، فالشعب اللبناني يحب حزب الله وهو ما لا يفهمه الإسرائيليون ولا الأمريكيون، فكلما حاولوا ايذاء وهزيمة شخص يعتني بهم يزداد تعلق الشعب به وينجذبون إليه أكثر سواء كان ذلك في حماس أو في حزب الله، وقد أظهر الحزبان أو الحركتان مقاومة صلبة في مواجهة كل هذه المحاولات التي تسعى لنزع أسلحتهم ولكن معظم هذه القرارات تأتي بلا فائدة فالأمم المتحدة أصبحت بلا فائدة وبلا أدوات بعيداً عن أمريكا التي تستخدمها لمصلحتها فقط، وكوفي أنان من أكبر العبيد في هذا البيت وإذا كان البعض يعتقد بأن العبودية انتهت فإن كوفي أنان يبرهن على أنها مازالت حية وهو واحد من أكبر العبيد للأمريكيين، وما حدث انه تم أسر جنديين كأسرى حرب على يد حزب الله والقانون الدولي يقر الدفاع عن الأرض بكل الطرق، وهذه أراض لبنانية وليست إسرائيلية ولكن كانت إسرائيل تبحث عن عذر للحرب والقتال، وقد جاءت هذه الحادثة لتمثل حافزاً مثالياً لها، ومهما حدث في العالم العربي سوف يبقى عربياً أما إسرائيل فإذا هزمت سوف ترحل.

ü هل تعتقدين أن مبررات إسرائيل للحرب على لبنان كانت منطقية وتستحق 34 يوماً من القصف المتواصل للمدنيين وتشريد ملايين العزل داخل وخارج لبنان؟

- كما ذكرت فإن إسرائيل لم تكن بحاجة لمبررات كانت فقط تحتاج لعذر لتشكو بسبب أنها تم الاعتداء عليها، لكي يعودوا لما كانوا يفعلونه من قبل ليست هذه أول مرة يتم الاعتداء فيها على لبنان الا ان الأمر أشبه بلعبة الطفل الغاضب أو يمكننا القول الطفل الفاسق للامبريالية الأمريكية والبريطانية وهو ما نتج عن هذا الاتحاد بين الأثنين الامر الذي أدى إلى خلق أكبر ارهابي في العالم وهو إسرائيل وبوش وبلير يشجعانها على ممارساتها العدوانية في المنطقة، وحقيقة لم نجد أبداً مسلمون يغزون أمريكا أو بريطانيا أو يحاولون غزو أي أرض أجنبية، وكل الاحتلال يأتي من الغرب، وبعد ذلك يقول بوش وبلير انهم يكرهوننا كثيراً، انهم يريدون أن يوقفوا الديمقراطية والحرية، ولكن ما يحدث ان الديمقراطية مقيدة في بلادنا ايضا فالتليفونات مراقبة والايميلات مراقبة ولا يمكننا التجمع امام البرلمان البريطاني واخيراً يعود الينا جنودنا موتى من العراق، لقد تم تقييد حرياتنا في بريطانيا لارضاء البيت الأبيض وداوننج ستريت.

ü إذا كان المجتمع الدولي ونقصد به الشعوب وليس الحكومات غير راض عن الحرب في لبنان، لماذا لم يحدث أي تدخل فوري لوقف هذا العدوان السافر على المدنيين الأبرياء؟

- لان إسرائيل خارج السيطرة وتعامل كابن غير شرعي للتحالف الأمريكي البريطاني والصهيوني، ومن ثم يمكن لإسرائيل ان تقوم بأي شيء بدعم أمريكي، والقادة العرب في غاية الضعف للتصدي لهذه الممارسات.

ü لبنان لم تكن خط مواجهة مباشر مع إسرائيل ولا تملك أي عناصر يمكن القول إنها استراتيجية في الحرب لا تملك جيشاً ولا نصراً سياسياً فما الذي حققته إسرائيل من وراء ذلك؟

- أعتقد ان إسرائيل كانت تسعى إلى سحق حزب الله بشكل أساسي، والذي كان يهدد إسرائيل من وجهة نظرها وهو ما حفز إسرائيل على القيام بذلك، لقد ظنوا انهم إذا دمروا لبنان فإن اللبنانيين سوف يتخلون عن حزب الله ولكن لم يحدث ذلك لسوء حظهم، وأصبح حزب الله أكثر شعبية من ذي قبل ومن أي وقت مضى فقد ظهروا كمحاربين ومقاومين للاحتلال خلال العدوان.

ü على صعيد آخر قامت القوات الأمريكية والبريطانية بالكثير من الفظائع ضد المدنيين العزل بالعراق وكان اخر الفضائح التي افردت لها صحف العالم أبو غريب والرمادي وغيرهما.. ماذا كانت ردة فعل المجتمع البريطاني على ذلك؟

- الغالبية العظمى في بريطانيا مثلها مثل الغالبية العظمى في الولايات المتحدة ضد الحرب في العراق، نحن نريد للقوات ان تغادر العراق وان يتم الانسحاب في أقرب وقت وحتى هؤلاء الذين شجعوا على الذهاب للحرب في البداية الان يقولون إنها غلطة ويجب إعادة الجنود فوراً، والخوف الأكبر لدينا انه يوجد حوالي 8 آلاف عسكري بريطاني في البصرة وهم محاصرون بحوالي 12 مليون شيعي، وإذا فكرت أمريكا وبريطانيا في دخول حرب مع إيران ما الذي يمكن ان يحدث لهؤلاء البريطانيين الذين لا يمثلون أكثر من شريحة رقيقة في الوسط، سوف تكون مجزرة بمعنى الكلمة، والجنود البريطانيون يعون ذلك جيداً، ونحن نشعر بالأسف الشديد حيال هؤلاء الجنود الذين استخدموا لاغراض سياسية وهم يعرفون ان البلاد لا تريد لهم الموت ولكنهم محاصرون بالملايين من الشيعة، ولكن توني بلير لا يستمع إلا لبوش فقط، حتى ان بعض المقربين له في مجلس الوزراء نصحه بالتحرك ولكن للأسف هو لا يريد ان يسمع ومن ثم فقد ابتعد الكثير من اعوانه عنه ومن ثم فقد الكثير من مؤيديه بسبب هذه السياسة، وقد ألقى بجاك سترو بعيداً عندما قال ان محاولة الاعتداء على إيران ستكون فكرة مجنونة، ولذا فهم يحاولون اقصاء اي شخص يوضح الحقيقة ويعارض خططهم.

ü كان الغرب يوجه انتقاداته للدول العربية التي تقيد الحريات باستخدام قوانين الطوارئ، الان أصبحت هذه القوانين سارية في بريطانيا وربما في معظم دول أوروبا، ألا يمثل ذلك تراجعاً عن الديمقراطي التي تنادون بها في الشرق الأوسط؟

- الشعب البريطاني لا يقبل هذه القوانين ويعاني منها ولا يريدها، كما أنه لا يريد أي نوع من أنواع الصداقة والشراكة بين الصهيونية واليمين المتطرف في واشنطن وفي بريطانيا، وكما تعلمون فاللوبي الصهيوني له نفوذ كبير في بريطانيا ويسيطر على الإعلام والسياسة والمال، ولكن علينا ايضا ان نتذكر انه ليس كل اليهود صهاينة وليس كل الصهاينة يهوداً، وللأسف الإعلام الغربي كله تحت سيطرتهم وكذلك على شركات السلاح ومن ثم يتحكمون في بيع وشراء السلاح في العالم، والصهيونية تريد أن تبني إسرائيل الكبرى، لذا فإن سحب البترول والغاز من الشرق الأوسط هدف أساسي يحتاج إلى كلب حراسة يبقى العالم العربي راكعاً على ركبتيه، والقادة العرب أغبياء لدرجة أنهم لا يدركون ذلك، وربما كان هناك عبيد للصهيونية من هؤلاء أكثر من الخارج.

ü كيف تنظرين إلى أوضاع المسلمين في بريطانيا بشكل خاص وفي الغرب بشكل عام في ظل الحملة الشعواء على الإرهاب والتطرف ولصق هذه التهم بالمسلمين دون غيرهم؟

- للأسف هذه أبشع مرحلة يعيشها المرء في ظروف مماثلة ضمن حملات متلاحقة للاتهام والقتل دون محاكمات، قبل فترة قبض على حوالي عشرين مسلماً بتهمة الإرهاب ومحاولة تفجير طائرات في الجو واختطاف بعض الطائرات على الخطوط الأمريكية والبريطانية، وقد تم استخدام هذه الحادثة لزيادة الضغط في الداخل على المسلمين وعلى البريطانيين أيضا حتى انني لا استطيع ان أحمل أي من أدواتي الشخصية في حقيبتي دون تفتيش أو مراقبة، انها حالة من الفوضي التي تعم المنطقة تحت قوانين مقيدة للحريات وقوانين طوارئ غير ديمقراطية، والحقيقة هي أن أكثر من نصف من تم القبض عليهم ليست لديهم جوازات سفر وقد تم اتهام هؤلاء دون الاخذ في الاعتبار حقيقة هؤلاء، ومن ثم تم نشر مخاوف حول وجود القاعدة في لندن وهناك محاولات للخطف والانفجار لتخويف الشعب البريطاني، حتى أن احد المشتبهين تم قتله بواسطة الشرطة البريطانية بعشر رصاصات في الرأس وكانوا يعتقدون أنه مسلم، فلا تهم ولا محاكمات ولا شيء على الاطلاق، كما أطلق النار على شاب مسلم في منزله في لندن وهو غير مسلح لانه اشتبه به بأن يكون يصنع اسلحة ومتفجرات، ولكن إذا كان ذلك صحيحاً لم تقوم الشرطة بذلك ولماذا لم تخل المنطقة أولاً من الأطفال والنساء وهم يقولون أو يدعون أنه يضع أسلحة كيماوية، لا حقيقة على الإطلاق.

ü وهل تعتقدين حقاً بأن القاعدة في لندن؟

- لقد ذكرت المخابرات الباكستانية بأنها قدمت تلك المعلومات عن «رعب في الجو» قبل فترة للبريطانيين من داخل الأراضي الباكستانية وليس من بريطانيا؟

- بالطبع هناك تعاون بين المخابرات البريطانية والأمريكية والباكستانية وربما كان معظم محتجزي غوانتانامو أو على الأقل نصفهم تم اعتقالهم بسبب المخابرات الباكستانية، ولكن دعنا نقول انه إذا تم توقيفك بواسطة المخابرات الباكستانية فسوف تعترف بأي شيء فقط لوقف التعذيب، تعلمون ان الامريكيين يضعون الناس في طائرات خاصة لنقلهم إلى بعض الأماكن لحملهم على الاعتراف بواسطة التعذيب، انهم ينقلونهم لمصر الذين يمتلكون طرقاً خاصة في نزع الاعترافات حيث يقولون دعنا نرسلك إلى المخابرات المصرية وعندها ستبدأ بالكلام والاعتراف أو نرسلك إلى الأردن أو باكستان هذا ما يحدث، التعذيب بالخارج، ولذا فنحن نشكك في هذه الأدلة، ما يجري هو حملة على الإسلام والمسلمين في أوروبا ومحاولة لدحض الإسلام في مختلف بلدان أوروبا يوصمه بالتشدد والتصرف وقد أرسلت رسالة إلى توني بلير سألته عن سبب حملته على الإسلام ووصفه بالتطرف إلا أنه لم يرد على وفي الغالب لن يفعل، وربما هو نفسه لا يعرف معنى التشدد، هل يعني ارتداء المرأة للحجاب أو اتباع تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلوات والزكاة والصدقات.

ü كيف يتصرف المسلمون في أوروبا حيال هذه الحملات المكثفة ضدهم سياسياً وإعلامياً وأمنياً؟

- للأسف بعض قادة المجتمع الإسلامي في بريطانيا كانوا مشغولين للغاية بتقبيل أقدام بلير انتظاراً لكسب رضاه ولكنهم فشلوا في ذلك، وكذلك فشلوا في كسب احترام المجتمع المسلم في بريطانيا، وبدأ الان بعض الشبان المسلمين ينتقدون هذه السياسة وينتقدون كذلك سياسة أمريكا وبريطانيا تجاههم وتجاه القضايا الخارجية، وظهر ذلك جلياً في الفترة الأخيرة وهم يحاولون جاهدين التعريف بالإسلام بشكل ذكي وحماس ولا يريدون بذلك الترقي على حساب آخرين ولكن فقط نشر التعاليم السامية للإسلام، وتعريف المجتمع البريطاني بحقيقته غير المتشددة وغير المتطرفة والتي هي أفضل طريق لنفي هذه التهم عن الإسلام، وقد نجح هؤلاء في كسب تعاطف الكثير من غير المسلمين الذين يقفون معهم كتفاً بكتف في مواجهة سياسات بوش وبلير واعتداءاتهما في العراق وفلسطين وافغانستان والشيشان وغيرها من المناطق في العالم.

ü على صعيد الأسرة كيف استقبل المقربون لك إشهارك للإسلام ماذا عن والدتك وأبنائك؟

- لدي ابنه واحدة في الثالثة عشرة من عمرها وهي تصطحبني دائماً في جولاتي وهي تكن احتراماً كبيراً للإسلام وامل ان قلبها ينفتح للإسلام وهي بالفعل تقرأ أو تفهم الان وتراقب ما يحدث في العالم من حروب وتستطيع ان تميز ما يحدث في هذه الحملة الدعائية، اما والدتي فقد بدأت تذهب للكنيسة أكثر بعد إسلامي وقد قلت لها إن الإسلام يفيدها في كلتا الحالتين فلو لم تسلمي فأنت أصبحت أكثر تقرباً إلى الله من خلال المسيحية التي هي ديانة عظيمة وقريبة للإسلام، وأذكر انني قلت لها العام الماضي انك بالفعل تتصرفين وكأنك مسلمة ولكنها قالت لن أدخل في دين عربي وقلت لها في ذلك الوقت ومن أين تظنين عيسى عليه السلام جاء من مانشستر فكري بالأمر، ولأول مرة في حياتها تدرك أن كل الديانات ترجع إلى الشرق الأوسط.

ü هل ليست أول زيارة لكي إلى قطر؟ كيف تجدين أحوال المرأة في المنطقة العربية وفي الخليج العربي خاصة؟

- نعم زرت قطر من قبل ومكثت فترة لمست فيها تطوراً كبيراً على صعيد الاهتمام بالمرأة والطفل، كما لاحظت مدى التقدم الذي تم انجازه بالبلاد في فترة وجيزه، سمو الشيخة موزة تهتم بشكل خاص بتعليم المرأة وتحسين أوضاع الفتيات وهناك فرص كثيرة متاحة لهن لتحسين أوضاعهن الاجتماعية والعملية، لاحظت أيضا الاهتمام بمجال التعليم بشكل كبير، وهو ما حثنا عليه الإسلام في أول سورة نزلت على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «إقرأ» وفيها يحث الله سبحانه وتعالى عباده على العلم والتعليم وبدونه لا يكون هناك تقدم أو نهوض في أي من المجالات، لذا فإن قطر من وجهة نظري تسعى بجديه نحو تحسين مستوى مواطنيها خاصة النساء بإتاحة فرص مناسبة لهم في المدارس والجامعات وفي أماكن العمل والتوظيف، المرأة في المنطقة العربية أيضا تتمتع بحقوق وحريات وتعاني من بعض المشكلات تماماً كما يحدث للمرأة في الغرب، إلا أن الإسلام عزز قيمة المرأة في المجتمع وأكد على صيانة كرامتها والحفاظ عليها ولذا نجد المرأة المسلمة تتمتع بوضع أفضل في معظم المجتمعات العربية عن نظيرتها في دول غربية أخرى، وهنا يأتي دور التوعية بأهمية التمسك بالتعاليم الإسلامية الحميدة التي ترقى العلاقات الإنسانية، وقد تلقيت دعوة من مركز ضيوف قطر التابع لمؤسسة الشيخ عيد الخيرية لالقاء بعض المحاضرات في الجامعات القطرية وفي المدينة التعليمية بقطر خاصة جامعة ايه أند ام تكساس وجامعة جورج تاون وكذلك بمقر المركز، ولذا فإنني انتهز هذه الفرصة لاشكر القائمين على مركز ضيوف قطر ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية وكل من يساهم في رفع الوعي الإسلامي ونشر الدعوة في كافة انحاء العالم.

إسلام ايفان ريدلي - الصحفية البريطانية التي حبستها طالبان إبان الحرب
مجلة العصر
أطلقت طالبان سراحها قبل أشهر: صحفية بريطانية مشهورة تعتنق الإسلام و تعتبره 'منقذ البشرية'1/8/2002
المحرر
----------------------------------------------------------
ذكرت القسم الباشتوني لإذاعة البي بي سي البريطانية أن صحفية بريطانية تعمل لحساب جريدة صانداي اكسبرس البريطانية أشهرت إسلامها معتبرة أن الإسلام هو الدين المنقذ. و قال المصدر أن الصحفية غيفون ريدلي -44 عاما- اعتقلت من قبل حركة طالبان في شهر سبتمبر 2001 بالقرب من مدينة جلال آباد بسبب دخولها افغانستان بطريقة غير شرعية و أطلق سراحها بعد عشرة أيام. و ذكرت الصحفية أن الحركة دعتها إلى الإسلام بعد رجوعها إلى لندن لكنها ردت بقولها أن ذلك "غير ممكن" و وعدتهم بالمقابل بدراسة الإسلام و فهمه.
و هو ما قامت به الصحفية حيث درست القرآن و كتبا أخرى، و ذكرت في الكتاب الذي ألفته بعد إطلاق سراحها بأنها التقت الدكتور زكي بدوي المسؤول مدير المركزي الإسلامي في لندن و تحدثت معه عن الإسلام. و أشارت ريدلي إلى أنها لقيت معاملة حسنة من شرطة طالبان و تعتبر من جانب آخر بأن ليس هناك نظام إسلامي حقيقي في أي بلد مسلم، منتقدة الأنظمة التي "استعبدت الإسلام" بدوافع لا علاقة لها بالدين.
و تعتبر الصحفية ريدلي التي اعتقلت يوم 28 سبتمبر رفقة دليلين أفغانيين من أنشط و أكفأ الصحفيين البريطانيين المتابعين للملفات الدولية عن قرب و عملت لحساب أكبر الصحف في بريطانيا من بينها الاندبندنت و الأبسرفر و صانداي تايمز، كما عرفت بإنصافها و مهنيتها تجاه القضايا العالقة بين العالم الإسلامي و الغربي، و قالت عن وكالة المخابرات الأمريكية -سي آي إي- مع بداية الحملة العسكرية الأمريكية بأنها تتمنى مقتلها حتى يخلو جو الحرب في أفاانستان للأمريكان، و هي أم لابن.

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
كينيث جينكينز القسيس الأمريكي السابق
Kenneth L. Jenkins



صورة بطاقته وهو قس


هذه قصة رجل صادق عرف الله فامن به ... ومن ثم كبر الإيمان في قلبه ... حتى أصبح هدفه هو هداية الناس جميعا !!! وهذا الرجل تنطبق عليه الآية الكريمة التالية : " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ " سورة المائدة اية82-84ولن نجد أروع مما كتب عبد الله الفاروق عن نفسه وعن رحلته الى الإيمان فى كتاب من تأليفه يصف فيه قصة اعتناقه لهذا الدين العظيم




صورة غلاف الكتاب


مرحلة الطفولة

كطفل صغير.... نشئت على الخوف من الرب ...وتربيت بشكل كبير على يد جدتي وهي أصولية مما جعل الكنيسة جزء مكمل لحياتي....وأنا لازلت طفلا صغيرا ...بمرور الوقت وببلوغي سن السادسة ... كنت قد عرفت ما ينتظرني من النعيم في الجنة وما ينتظرني من العقاب في النار.... وكانت جدتي تعلمني أن الكذابين سوف يذهبون الى النار الى الأبد... والدتي كانت تعمل بوظيفتين ولكنها كانت تذكرني بما تقوله لي جدتي دائماً... أختي الكبرى وشقيقي الأصغر لم يكونوا مهتمين بما تقوله جدتي من إنذارات وتحذيرات عن الجنة والنار مثلما كنت أنا مهتماً !! لا زلت أتذكر عندما كنت صغيرا عندما كنت انظر الى القمر في الأحيان التي يكون فيهاالعالم.من اللون الأحمر ... وعندها ابدأ بالبكاء لأن جدتي كانت تقول لي ان من علامات نهاية الدنيا ان يصبح لون القمر أحمر ....مثل الدم... عند بلوغي الثامنة كنت قد اكتسبت معرفة كبيرة وخوف كبير بما سوف ينتظرني في نهاية العالم ...وأيضاً كانت تأتيني كوابيس كثيرة عن يوم الحساب وكيف سيكون؟؟ بيتنا كان قريباً جداً من محطة السكة الحديد وكانت القطارات تمر بشكل دائم.... أتذكر عندما كنت أستيقظ فزعاً من صوت القطار ومن صوت صفارته معتقدا أني قد مت وأني قد بعثت !! هذه الأفكار كانت قد تبلورت في عقلي من خلال التعليم الشفوي من قبل جدتي وكذلك المقروء مثل قصص الكتاب المقدس.... في يوم الأحد كنا نتوجه الى الكنيسة وكنت ارتدي أحسن الثياب وكان جدي هو المسئول عن توصيلنا الى هناك ....وأتذكر ان الوقت كان يمر هناك كما لو كان عشرات الساعات !! كنا نصل هناك في الحادية عشر صباحا ولا نغادر الا في الثالثة.... أتذكر أني كنت أنام في ذلك الوقت في حضن جدتي... وفي بعض الأحيان كانت جدتي تسمح لي بالخروج للجلوس مع جدي الذي لم يكن متديناً ... وكنا معاً نجلس لمراقبة القطارات.... وفي أحد الأيام أصيب جدي بالجلطة مما اثر على ذهابنا الى المعتاد الى الكنيسة .... وفي الحقيقة كانت هذه الفترة حساسة جداً في حياتي ... بدأت اشعر في تلك الفترة بالرغبة الجامحة للذهاب الى الكنيسة وفعلا بدأت بالذهاب لوحدي .. وعندما بلغت السادسة عشرة بدأت بالذهاب الى كنيسة أخرى كانت عباالدراسة.ى صغير وكان يشرف عليها والد صديقي ...وكان الحضور عبارة عني أنا وصديقي ووالده ومجموعة من زملائي في الدراسة .... واستمر هذا الوضع فقط بضعة شهور قبل ان يتم إغلاق تلك الكنيسة ..

المرحلة الجامعية

وبعد تخرجي من الثانوية والتحاقي بالجامعة تذكرت التزامي الديني وأصبحت نشطا في المجال الديني.... وبعدها تم تعميدي .... وكطالب جامعي ... أصبحت بوقت قصير أفضل عضو في الكنيسة مما جعل كثير من الناس يعجبون بي ... وأنا أيضاً كنت سعيداً لأني كنت اعتقد أني في طريقي " للخلاص"... كنت أذهب الى الكنيسة في كل وقت كانت تفتح فيه أبوابها .... وأيضا أدرس الكتاب المقدس لأيام ولأسابيع. بعض الأحيان ... كنت أحضر محاضرات كثيرة كان يقيمه الكنيسة.دين .... وفي سن العشرين أصبحت احد أعضاء الكنيسة ...وبعدها بدأت بالوعظ .... وأصبحت معروفا بسرعة كبيرة.. في الحقيقة أنا كنت من المتعصبين وكان لدي يقين أنه لا يستطيع احد الحصول على الخلاص مالم يكن عضوا في كنيستنا !! وأيضا كنت استنكر على كل شخص لم يعرف الرب بالطريق التي عرفته أنا بها... أنا كنت أؤمن ان يسوع المسيح والرب عبارة عن شخص واحد ...

في الحقيقة في الكنيسة تعلمت ان التثليث غير صحيح ولكني بالوقت نفسه كنت اعتقد ان يسوع والأب وروح القدس شخص واحد !! حاولت ان افهم كيف تكون هذه العلاقة صحيحة ولكن في الحقيقة أبدا لم استطع الوصول الى نتيجة متكاملة بخوص هذه العقيدة !! أنا أعجب باللبس المحتشم للنساء وكذلك التصرفات الطيبة من الرجال .. أنا كنت ممن يؤمنون بالعقيدة التي تقول ان على المرأة تغطية جسدها!وليست المرأة التي تملأ وجهها بالميكياج وتقول أنا سفيرة المسيح !.... كنت في هذا الوقت قد وصلت الى يقين بأن ما أنا فيه الآن هو سبيلي الى الخلاص... وأيضاً كنت عندما ادخل في جدال مع أحد الأشخاص من كنائس أخرى كان النقاش ينتهي بسكوته تماما.... وذلك بسب معرفتي الواسعة بالكتاب المقدس كنت أحفظ مئات النصوص من الإنجيل .... وهذا ما كان يميزني عن غيري ...

البحث عن الحقيقة

وبرغم كل تلك الثقة التي كانت لدي كان جزء مني يبحث ... ولكن عن ماذا ..؟؟ عن شيء أكبر من الذي وصلت إليه! كنت أصلي من أجل أن اصل إلى الدين الصحيح ... وأن يغفر لي إذا كنت مخطئاً ... إلى هذه اللحظة لم يكن لي أي احتكاك مباشر مع المسلمين ولم أكن اعرف أي شيء عن الإسلام.... وكل ما عرفته هو ما يسمى ب " امة الإسلام" وهي مجموعة من السود أسسوا لهم ديناً خاصاً بهم وهو عنصري ولا يقبل غير السود ... ولكن أسموه "امة الإسلام" وهذا مما جعلني اعتقد ان هذا هو الإسلام ... مؤسس هذا الدين اسمه " اليجا محمد" وهو الذي بدأ هذا الدين والذي أسمى مجموعته أيضا "المسلمين السود" ....في الحقيقة قد لفت نظري خطيب مفوه لهذه الجماعة اسمه لويس فرقان وقد شدني بطريقة كلامه وكان هذا في السبعينات من هذا القرن ...

دعم جماعة اليجه محمد

بعد تخرجي من الجامعة كنت قد وصلت الى مرحلة متقدمة من العمل في المجال الديني .... وفي ذلك الوقت بدا أتباع "اليجه محمد " بالظهور بشكل واضح ... وعندها بدأت بدعمهم خصوصا أنهم يحاولون الرقي بالسود مما هم عليه من سوء المعاملة والأوضاع بشكل عام... بدأت بحضور محاضراتهم لمعرفة طبيعة دينهم بالتحديد... ولكني لم اقبل فكرة ان الرب عبارة عن رجل أسود ولم أكن أحب طريقتهم في استخدام الكتاب المقدس لدعم أفكارهم.... فأنا أعرف هذا الكتاب جيدا ... ولذلك لم أتحمس لهذا الدين(وكنت في هذا الوقت اعتقد انه هو الإسلام!!)

الانتقال الى تكساس

بعد ست سنوات انتقلت للعيش في مدينة تكساس ... وبسرعة التحقت لأصبح عضوا في كنيستين هناك وكان يعمل في واحدة من هاتين الكنيستين شاب صغير بدون خبرة في حين أن خبرتي في النصرانية كانت قد بلغت مبلغاً كبيراً وفوق المعتاد أيضا ... وفي الكنيسة الأخرى التي كنت عضوا فيها كان هناك قسيس كبير في السن ورغم ذلك لم يكن يمتلك المعرفة التي كنت أنا امتلكها عن الكتاب المقدس ولذلك فضلت الخروج منها حتى لا تحصل مشاكل بيني وبينه... عندها انتقلت للعمل في كنيسة أخرى.... في مدينة أخرى وكان القائم على تلك الكنيسة رجل محنك وخبير وعنده علم غزير... وعنده طريقة مدهشة في التعليم .... ورغم انه كان يمتلك أفكارا لا أوافقه عليها الا انه كان في النهاية شخصاً يمتلك القدرة على كسب الأشخاص...

اكتشاف حقيقة الكنيسة ولعبة المال

في هذا الوقت بدأت أكتشف أشياء لم أكن أعلمها بالكنيسة وجعلتني أفكر فيما أنا فيه من دين...!!! مرحبا بكم في عالم الكنيسة الحقيقي : بسرعة اكتشفت ان في الكنيسة الكثير من الغيرة وهي شائعة جدا في السلم الكنسي... وأيضا أشياء كثيرة غيرت الأفكار التي كنت قد تعودت عليمخجلة. على سبيل المثال النساء يرتدينالانتباه. كنت اعتبرها مخجلة ... والكل يهتم بشكله من اجل لفت الانتباه ... لا أكثر ...للجنس الأخر !! الآن اكتشفت كيف أن المال يلعب لعبة كبرى في الكنائس..لقد أخبروني ان الكنيسة إذا لم تكن تملك العدد المحدد من الأعضاء فلا داعي ان تضيع وقتك بها لأنك لن تجد المردود المالي المناسب لذلك .... عندها أخبرتهم أني هنا لست من اجل المال... وأنا مستعد لعمل ذلك بدون أي مقابل ... وحتى لو وجد عضو واحد فقط...!!

أسئلة بدون أجوبة

هنا بدأت أفكر بهؤلاء الذين كنت أتوسم فيهم الحكمة كيف أنهم كانوا يعملون فقط من اجل المال!! لقد اكتشفت ان المال والسلطة والمنفعة كانت أهم لديهم من تعريف الناس بالحقيقة ... هنا بدأت اسأل هؤلاء الأساتذة بعض الأسئلة ولكن هذه المرة بشكل علني في وقت المحاضرات .... كنت اسألهم كيف ليسوع أن يكون هو الرب؟؟.... وأيضاً في نفس الوقت روح القدس والأب والابن ووو... الخ... ولكن لا جواب!! كثير من هؤلاء القساوسة والوعاظ كانوا يقولون لي أنهم هم أيضاً لا يعرفون كيف يفسرونها لكنهم في نفس الوقت يعتقدون أنهم مطالبون بالإيمان بها !!

شذوذ وزنا وبغاء وتجارة مخدرات فى الوسط الكنسى

وكان اكتشاف الحجم الكبير من حالات الزنا والبغاء في الوسط الكنسي وأيضا انتشار المخدرات وتجارتها فيما بينهم وأيضا اكتشاف كثير من القساوسة الشواذ جنسيا أدى بي الى تغيير طريقة تفكيري والبحث عن شيء آخر ولكن ماهو ؟

العمل فى السعودية وبداية جديدة

وفي تلك الأيام استطعت أن أحصل على عمل جديد في المملكة العربية السعودية... بداية جديدة: لم يمر وقت طويل حتى لاحظت الأسلوب المختلف للحياة لدى المسلمين..... كانوا مختلفين عن أتباع "اليجه محمد" العنصريين الذين لا يقبلون الا السود ...

التعرف على الاسلام

كان الإسلام الموجود في السعودية يضم كافة الطبقات ...وكل الأعراق ... عندها تولدت لدي رغبة قوية في التعرف على هذا الدين... كنت مندهشاً لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وكنت أريد أن اعرف المزيد .. طلبت مجموعة من الكتب من أحد الأخوة النشيطين في الدعوة.... كنت أحصل على جميع الكتب التي كنت أطلبها ....قرأتها كلها بعدها أعطوني القرآن الكريم وقمت بقرائته عدة مرات ...خلال عدة أشهر ...

إجابة لكل سؤال

سألت أسئلة كثيرة جداً وكنت دائماً أجد جواباً مقنعاً ...الذي زاد في إعجابي هو عدم إصرار الشخص على الإجابة... بل انه ان لم يكن يعرفها كان ببساطة يخبرني انه لا يعرف وانه سوف يسأل لي عنها ويخبرني في وقت لاحق !! وكان دائما في اليوم التالي يحضر لي الإجابة .... وأيضا مما كان يشدني في هؤلاء الناس المحيرين هو اعتزازهم بأنفسهم !! كنت أصاب بالدهشة عندما أرى النساء وهن محتشمات من الوجه الى القدمين ! لم أجد سلم ديني او تنافس بين الناس المنتسبين للعمل من أجل الدين كما كان يحدث في امريكا في الوسط الكنسي هناك ....

كيف اترك الدين الذى نشأت عليه؟

كل هذا كان رائعا ولكن كان هناك شيء ينغص علي وهو كيف لي ان اترك الدين الذي نشأت عليه ؟؟ كيف أترك الكتاب المقدس؟؟ كان عندي اعتقاد انه به شيء من الصحة بالرغم من العدد الكبير من التحريفات والمراجعات التي حصلت له ....

اسلامى وولادة جديدة

عندها تم إعطائي شريط فيديو فيه مناظرة اسمها "هل الإنجيل كلمة الله" وهي بين الشيخ أحمد ديدات وبين القسيس جيمي سواجارت...وبعدها على الفور أعلنت إسلامي!!!!!!


بعدها تم اخذي الى مكتب الشيخ عبدالعزيز بن باز لكي أعلن الشهادة وقبولي بالإسلام ... وتم إعطائي نصيحة عما سوف أواجهه بالمستقبل ....إنها في الحقيقة ولادة جديدة لي بعد ظلام طويل

العودة لأمريكا

كنت أفكر بماذا سوف يقول زملائي في الكنيسة عندما يعلمون بخبر اعتناقي للإسلام؟؟ لم يكن هناك وقت طويل لأعلم .... بعد ان عدت للولايات المتحدة الامريكية من اجل الأجازة أخذت الانتقادات تضربني من كل جهة على ما أنا عليه من "قلة الإيمان " على حد قولهم !! وأخذوا يصفوني بكل الأوصاف الممكنة ... مثل الخائن والمنحل أخلاقيا ... وكذلك كان يفعل رؤساء الكنيسة ... ولكني لم أكن اعبىء بما كانوا يقولوه لأني الآن فرح ومسرور بما انعم الله علي به من نعمة وهي الإسلام ... أنا الآن أريد ان أكرس حياتي لخدمة الإسلام كما كنت في المسيحية ... ولكن الفرق ان الإسلام لايوجد فيه احتكار للتعليم الديني بل الكل مطالب أن يتعلم ...... تم إهدائي صحيح مسلم من قبل مدرس القران .... عندما توسم حاجتي لتعلم سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ... وأحاديثه وما عمله في حياته...... فقمت بقراءة الأحاديث المتوفرة باللغة الإنجليزية بقدر المستطاع ... أيضاً أدركت ان خبرتي بالمسيحية نافعة جدا لي في التعامل مع النصارى ومحاججتهم... حياتي تغيرت بشكل كامل ... وأهم شيء تعلمته ان هذه الحياة إنما هي تحضيرية للحياة الأخروية ... وأيضا مما تعلمته إننا نجازى حتى بالنيات .... أي انك إذا نويت ان تعمل عملا صالحا ولم تقدر ان تعمله لظرف ما فإن جزاء هذا العمل يكون لك .... وهذا مختلف تماما عن النصرانية.

تعلم اللغة العربية

الآن من أهم أهدافي هو تعلم اللغة العربية وتعلم المزيد عن الإسلام .... وأنا الآن اعمل في حقل الدعوة لغير المسلمين ولغير الناطقين بالعربية..... وأريد ان اكشف للعالم التناقضات والأخطاء والتلفيقات التي يحتويها الكتاب الذي يؤمن به الملايين حول العالم (يقصد الكتاب المقدس للنصارى) وأيضا هناك جانباً إيجابياً مما تعلمته من النصرانية انه لا يستطيع احد ان يحاججني لأني اعرف معظم الخدع التي يحاول المنصرون استخدامها لخداع النصارى وغيرهم من عديمي الخبرة. وكقسيس سابق وكرجل دين في الكنيسة كانت مهمتي هي إنارة الطريق للناس للخروج بهم من الظلمة التي هم بها...

الحمد لله على نعمة الاسلام

أنا احمد الله لرحمته بي بإدخالي للإسلام ولمعرفة جمال هذا الدين وعظمته كما شرحها الرسول الكريم وصحابته المهتدين... انه فقط برحمة الله نصل الى الهداية الحقة والقدرة لإتباع الصراط المستقيم الذي يؤدي للنجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة... ولقد رأيت هذه الرحمة تتجلى عندما ذهبت للشيخ عبدالعزيز بن باز واعتنقت الإسلام ولقد كانت محبته تزداد لدي وأيضا المعرفة في كل لقاء لي به .... هناك أيضاً الكثير الذين ساعدوني بالتشجيع والتعليم ولكن لخوفي لعدم ذكر البعض لن أذكر أسمائهم... انه يكفي أن أقول الحمد لله العظيم الذي يسير لي كل أخ وكل أخت ممن لعبوا دورا هاما لنمو الإسلام في داخلي وأيضا لتنشئتي كمسلم.... أنا أدعو الله ان ينفع بهذا الجهد القصير أناساً كثيرين ... وأتمنى من النصارى أن يجدوا الطريق المؤدي للنجاة.. ان الأجوبة لمشاكل النصارى لا تستطيع ان تجدها في حوزة النصارى أنفسهم لأنهم في أغلب الأحيان هم سبب مشاكلهم... لكن في الإسلام الحل لجميع مشاكل النصارى والنصرانية ولجميع الديانات المزعومة في العالم...نسأل الله ان يجزينا على أعمالنا ونياتنا.

الدعوة الى الله

ويقول عبد الله الفاروق، وبعد اعتناقي الإسلام تولدت لدي رغبة عارمة بنشر تجربتي مع هذا الدين لعل نوره وبركته تحل على الذين لم يعرفوه بعد...

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
الدكتور وديع أحمد
الشماس المصري سابقاً


ستكون هذه القصة علي اللسان الدكتور وديع نفسه

* الحمد الله على نعمة الإسلام نعمة كبيرة لا تدانيها نعمة ولقد مررت برحلة طويلة قاربت 40 عاما الى أن هدانى الله وسوف أصف لكم مراحل هذه الرحلة من عمرى مرحلة مرحلة:-


مرحلة الطفولة: ( زرع ثمار سوداء )


* كان أبى واعظا فى الاسكندرية فى جمعية أصدقاء الكتاب المقدس وكانت مهنته التبشير فى القرى المحيطة والمناطق الفقيرة لمحاولة جذب فقراء المسلمين الى المسيحية.

* وأصر أبى أن أنضم الى الشمامسة منذ أن كان عمرى ست سنوات وأن أنتظم فى دروس مدارس الأحد وهناك يزرعون بذور الحقد السوداء فى عقول الأطفال ومنها: -

1- المسلمون اغتصبوا مصر من المسيحين وعذبوا المسيحين.
2- المسلم أشد كفرا من البوذى وعابد البقر.
3- القرآن ليس كتاب الله ولكن محمد اخترعه.
4- المسلمين يضطهدون النصارى لكى يتركوا مصر ويهاجروا..... وغير ذلك من البذور التى تزرع الحقد الأسود ضد المسلمين فى قلوب الأطفال.
* وفى هذه الفترة المحرجة كان أبى يتكلم معنا سرا عن انحراف الكنائس عن المسيحية الحقيقية التى تحرم الصور والتماثيل والسجود للبطرك والاعتراف للقساوسة.


مرحلة الشباب ( نضوج ثمار الحقد الأسود ):


أصبحت أستاذاً في مدارس الأحد و معلما للشمامسة وكان عمري 18 سنة وكان علي أن أحضر دروس الوعظ بالكنيسة والزيارة الدورية للأديرة ( خاصة في الصيف ) حيث يتم استدعاء متخصصين في مهاجمة الإسلام والنقد اللازع للقرآن ومحمد ( صلي الله علية وسلم ) .

* وما يقال في هذه الإجتماعات :

1- القرآن مليء بالمتناقضات ( ثم يذكروا نصف آية ) مثل ( ولا تقربوا الصلاة ...)
2- القرآن مليء بالألفاظ الجنسية ويفسرون كلمة ( نكاح ) علي أنها الزنا أو اللواط .
3- يقولون أن النبي محمد ( صلي الله عليه وسلم ) قد أخذ تعاليم النصرانية من ( بحيره ) الراهب ثم حورها و إخترع بها دين الإسلام ثم قتل بحيره حتي لا يفتضح أمره ........ ومن هذا الإستهزاء بالقرآن الكريم و محمد ( صلي الله عليه وسلم ) الكثير والكثير ...


أسئلة محيرة :

الشباب في هذه الفترة و أنا منهم نسأل القساوسة أسئلة كانت تحيرنا :
شاب مسيحي يسأل :
س : ما رأيك بمحمد ( صلي الله عليه وسلم ) ؟
القسيس يجاوب : هو إنسان عبقري و ذكي .
س : هناك الكثير من العباقرة مثل ( أفلاطون ، سقراط , حامورابي .....) ولكن لم نجد لهم أتباعا و دين ينتشر بهذه السرعة الي يومنا هذا ؟ لماذا ؟
ج : يحتار القسيس في الإجابة

شاب أخر يسأل :
س : ما رأيك في القرآن ؟
ج : كتاب يحتوي علي قصص للأنبياء ويحض الناس علي الفضائل ولكنه مليء بالأخطاء .

س : لماذا تخافون أن نقرأه و تكفرون من يلمسه أو يقرأه ؟
ج : يصر القسيس أن من يقرأه كافر دون توضيح السبب !!

يسأل أخر:
س : إذا كان محمد ( صلي الله عليه وسلم ) كاذباًَ فلماذا تركه الله ينشر دعوته 23 سنة ؟ بل ومازال دينه ينتشر الي الأن ؟ مع انه مكتوب في كتاب موسي ( كتاب ارميا ) ان الله وعد بإهلاك كل إنسان يدعي النبوة هو و أسرته في خلال عام ؟
ج : يجيب القسيس ( لعل الله يريد أن يختبر المسيحيين به ).




مواقف محيرة


1- في عام 1971 أصدر البطريرك ( شنودة ) قرار بحرمان الراهب روفائيل ( راهب دير مينا ) من الصلاة لأنه لم يذكر أسمه في الصلاة وقد حاول اقناعه الراهب ( صموائيل ) بالصلاة فانه يصلي لله وليس للبطريرك ولكنه خاف ان يحرمه البطريرك من الجنه ايضا !!

وتسائل الراهب صموائيل هل يجرؤ شيخ الأزهر ان يحرم مسلم من الصلاة ؟ مستحيل

2- أشد ما كان يحيرني هو معرفتي بتكفير كل طائفة مسيحية للأخري فسألت القمص (ميتاس روفائيل) أب اعترافي فأكد هذا وان هذا التكفير نافذ في الارض والسماء .

فسألته متعجبا : معني هذا اننا كفار لتكفير بابا روما لنا ؟
أجاب : للأسف نعم
سألته : وباقي الطوائف كفار بسبب تكفير بطريرك الإسكندرية لهم ؟
أجاب : للأسف نعم
سألته : وما موقفنا إذا يوم القيامة ؟
أجاب : الله يرحمنا !!!


بداية الإتجاة نحو الإسلام


* وعندما دخلت الكنيسة ووجدت صورة المسيح وتمثاله يعلو هيكلها فسألت نفسي كيف يكون هذا الضعيف المعذب رباً و إلهاً ؟؟

* المفروض أن أعبد رب هذا الضعيف الهارب من بطش اليهود . وتعجبت حين علمت أن التوراة قد لعنت الصليب والمصلوب عليه وانه نجس وينجس الأرض التي يصلب عليها !! ( تثنية 21 : 22 – 23 ) .

* وفي عام 1981 : كنت كثير الجدل مع جاري المسلم ( أحمد محمد الدمرداش حجازي ) و ذات يوم كلمني عن العدل في الإسلام ( في الميراث ، في الطلاق ، القصاص ...... )

ثم سألني هل عندكم مثل ذلك ؟ أجبت لا.. لايوجد

* وبدأت أسأل نفسي كيف أتي رجل واحد بكل هذه التشريعات المحكمة والكاملة في العبادات والمعاملات بدون اختلافات ؟ وكيف عجزت مليارات اليهود والنصاري عن إثبات انه مخترع ؟

* من عام 1982 و حتي 1990 : وكنت طبيبا في مستشفي ( صدر كوم الشقافة ) وكان الدكتور محمد الشاطبي دائم التحدث مع الزملاء عن أحاديث محمد ( صلي الله عليه وسلم ) وكنت في بداية الأمر اشعر بنار الغيرة ولكن بعد مرور الوقت أحببت سماع هذه الأحاديث ( قليلة الكلام كثيرة المعاني جميلة الألفاظ والسياق ) و شعرت وقتها أن هذا الرجل نبي عظيم .


هل كان أبي مسلماً


* من العوامل الخفية التي أثرت علي هدايتي هي الصدمات التي كنت أكتشفها في أبي ومنها :
1- هجر الكنائس والوعظ والجمعيات التبشيرية تماما .
2- كان يرفض تقبيل أيدي الكهنة ( وهذا أمر عظيم عند النصاري )
3- كان لايؤمن بالجسد والدم ( الخبز والخمر ) أي لا يؤمن بتجسيد الإله .
4- بدلاً من نزوله صباح يوم الجمعة للصلاة أصبح ينام ثم يغتسل وينزل وقت الظهر ؟!
5- ينتحل الأعذار للنزول وقت العصر والعودة متأخرا وقت العشاء .
6- أصبح يرفض ذهاب البنات للكوافير .
7- ألفاظ جديدة أصبح يقولها ( أعوذ بالله من الشيطان ) (لا حول ولا قوة الا بالله )...
8- وبعد موت أبي 1988 وجدت بالإنجيل الخاص به قصاصات ورق صغيرة يوضح فيها أخطاء موجودة بالأناجيل وتصحيحها .
9- وعثرت علي إنجيل جدي ( والد أبي ) طبعة 1930 وفيها توضيح كامل عن التغيرات التي أحدثها النصاري فيه منها تحويل كلمة ( يا معلم ) و ( يا سيد ) الي ( يا رب ) !!!ليوهموا القاريْ ان عبادة المسيح كانت منذ ولادته .



الطريق إلي المسجد

وبالقرب من عيادتى يوجد مسجد ( هدى الإسلام ) اقتربت منه وأخذت أنظر بداخله فوجدته لا يشبه الكنيسة مطلقا ( لا مقاعد – لا رسومات – لا ثريات ضخمة – لا سجاد فخم – لا أدوات موسيقى وايقاع – لا غناء لا تصفيق ) ووجدت أن العبادة فى هذه المساجد هى الركوع والسجود لله فقط ، لا فرق بين غنى وفقير يقفون جميعا فى صفوف منتظمة وقارنت بين ذلك وعكسه الذى يحدث فى الكنائس فكانت المقارنة دائما لصالح المساجد.


فى رحاب القرآن

وددت أن أقرأ القرآن واشتريت مصحفا وتذكرت أن صديقى أحمد الدمرداش قال ان القرآن ( لا يمسه الا المطهرون ) واغتسلت ولم أجد غير ماء بارد وقتها ثم قرأت القرآن وكنت أخشى أن أجد فيه اختلافات ( بعد ما ضاعت ثقتى فى التوراة والانجيل ) وقرأت القرآن فى يومين ولكنى لم أجد ما كانوا يعلمونا اياه فى الكنيسة عن القرآن .
* الأعجب من هذا أن من يكلم محمد صلى الله عليه وسلم يخبره أنه سوف يموت ؟!! من يجرؤ أن يتكلم هكذا الا الله ؟؟!! ودعوت الله أن يهدين ويرشدني .


الرؤيا

وذات يوم غلبني النوم فوضعت المصحف بجوارى وقرب الفجر رأيت نورا فى جدار الحجرة وظهر رجلاً وجهه مضىء اقترب منى وأشار الى المصحف فمددت يدى لأسلم عليه لكنه اختفى ووقع فى قلبى أإن هذا الرجل هو النبى محمد صلى الله عليه وسلم يشير الى أن القرآن هو طريق النور والهداية .


أخيرا – أسلمت وجهى لله

وسألت أحد المحامين فدلني علي أن أتوجه لمديرية الأمن – قسم الشئون الدينية – ولم أنم تلك الليلة وراودني الشيطان كثيرا ( كيف تترك دين أبائك بهذه السهولة ) ؟

وخرجت في السادسة صباحا ودخلت كنيسة ( جرجس وأنطونيوس ) وكانت الصلاة قائمة ، وكانت الصالة مليئة بالصور والتماثيل للمسيح و مريم و الحواريين وأخرين إلي البطرك السابق ( كيرلس ) فكلمتهم : ( لو أنكم علي حق وتفعلون المعجزات كما كانوا يعلمونا فافعلوا أي شيء ... أي علامة أو إشارة لأعلم انني اسير في الطريق الخطأ ) و بالطبع لا إجابة .

وبكيت كثيرا علي عمر كبير ضاع في عبادة هذه الصور والتماثيل . وبعد البكاء شعرت أنني تطهرت من الوثنية وأنني أسير في الطريق الصحيح طريق عبادة الله حقا .

وذهبت الي المديرية و بدأت رحلة طويلة شاقة مع الروتين ومع معاناة مع البيروقراطية و ظنون الناس وبعد عشرة شهور تم اشهار اسلامي من الشهر العقاري في أغسطس 1992 .

اللهم أحيني علي الإسلام وتوفني علي الإيمان .. اللهم إحفظ ذريتي من بعدي خاشعين ،عابدين ، يخافون معصيتك ويتقربون بطاعتك

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
مريم الجميلة



بقلم د/ محمد موسى الشريف

إن أقدار الله في خلقه عجيبة ، وتصاريفه مدهشة ، وهدايته لخلقه تحار فيها العقول ، ولا تدركها الأبصار ، فمهما أراد من شيء حصل ، وإذا قدر شيئاً وقضاه لا بد من وقوعه كما أمضاه ، سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون.

كانت هذه مقدمة لا بد منها للحديث عن مريم جميلة ، تلك اليهودية الأمريكية التي هداها الله تعالى للإسلام في سياق عجيب ، وجذب مدهش ، وفي زمن لم يكن فيه للإسلام رواج ، ولا للمسلمين سوق نافقة ، ولكنها الهداية ، لا تعرف الحواجز ، ولا تقف دونها العقبات ، وتنفذ إلى القلوب نفاذ الشمس إلى الأرض ، وتسري إلى العقول سراية الضياء إلى الظلام.


النشأة


ولدت هذه المرأة العظيمة في نيويورك 1934 ، لأبوين يهوديين من أصل ألماني ، واسمها كان (مارجريت ماركوس) وكان لطريقة نشأتها في تلك البيئة المتلوثة بركام الجاهلية دليل على عناية الله تعالى بها ، فهي لم تذق الخمر في حياتها ، ولم تلتق بالرجال ، ولم تحضر حفلات القوم ، وكل هذا عجيب من مثلها ، وكانت وهي في طفولتها تحضر الدروس التي تقيمها مدرسة الأحد اليهودية ..

وتسمع الحاخام وهو يخبرهم بأن العرب واليهود هم أولاد إبراهيم الخليل ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم ـ فصارت تتمنى أن تذهب إلى فلسطين لرؤية أولاد عمها والاجتماع بهم ، ثم إنها صدمت بعد ذلك يوم رأت أبويها يحتفلان بقرار التقسيم سنة 1947 ، ويجمعان التبرعات لإقامة الدولة المسخ ، ثم يحتفلان بانتصار اليهود سنة 1367هـ 1948 ، فصارت تناقش أبويها بقوة في إقامة دولة اليهود على أحزان العرب وآلامهم ، فعجبا من كلامها.


القراءة تفتح باب الهدايه



أقبلت على القراءة المطولة والعجيبة من فتاة مثلها ، فقد قادتها هذه القراءة إلى الهداية ، وأبعدتها عن الغواية والعماية ، وقرأت أول ما قرأت ترجمة القرآن للبريطاني المسلم محمد بيكتهول فتأثرت بما قرأت ، وكان لقوة الترجمة أثر في حياتها لم يزل ، خاصة أنها قارنت بين هذه الترجمة وترجمة يوسف على التي وصفتها بأنها ضعيفة وتبريرية ، أي أن المترجم لم يستطع أن ينفك عن أَسرة النظرة الغربية وهو يترجم كتاب الله تعالى ، وهذه ملاحظة جيدة منها تدل على تعمق وفهم.

ثم إنها عثرت في مكتبة نيويورك العامة على كتاب مشكاة المصابيح مترجماً إلى الإنجليزية ، وهو كتاب في الحديث النبوي الشريف ، فعكفت عليه حتى فرغت منه !! ولو سألت طلاب العلم منا اليوم ومثقفينا عن هذا الكاتب فلربما جهلوا عنوانه ، فدع عنك قراءته ، ومن رحمة الله بها أنها اطلعت على هذا القدر الكبير من الأحاديث في مرحلة مبكرة ، فهذا الاطلاع الواسع حماها من القرآنيين ( الذين يزعمون أنهم يأخذون بالقرآن فقط ) وضلالاتهم ، واستطاعت أن تفهم الإسلام فهماً جليلاً باطلاعها على مصدريه ، والاغتراف من معينهما.


مرسلات مع شخصيات إسلامية


واصلت مريم دراستها الجامعية في جامعة نيويورك ـ كلية الآداب ، لكنها مرضت فانقطعت عن الدراسة سنتين ، وتناوشتها الوساوس في مرضها من كل جانب حتى كادت تلحد ، لكن الله تداركها بمزيد من القراءة والاطلاع ، والعجيب أنها استطاعت بهمتها ودأبها أن تتصل بشخصيات إسلامية رفيعة القدر في عصرها ، فقد أرسلت للبشير الإبراهيمي في الجزائر ، وسعيد رمضان في جنيف ، ومعروف الدواليبي في سوريا ، والأستاذ سيد قطب في سجنه بالقاهرة ـ رحمه الله عليهم جمعياً ـ .

وقد دلها الأستاذ سعيد رمضان على الأستاذ سيد ، وطلب منها أن تراسله ، وأرسلت رسائل عديدة لشخصيات أخرى ، لكن كانت نقطة التحول في حياتها هي صلتها بالأستاذ المودودي ـ رحمه الله تعالى ـ وقد عرفته بقراءتها مقالة في مجلة إسلامية كانت تصدر في جنوب أفريقيا ، وأيضاً كان الأستاذ سيد هو الذي نصحها بالاتصال بالمودودي ، وقد أعجبت بالمقالة جداً ، وأرسلت للأستاذ رسالة على عنوانه في باكستان ، فما راعها إلا وقد جاءها الجواب بعد قرابة شهرين فسرت له أيما سرور ، واستمرت المراسلات بينهما قرابة ثلاثة سنين ، وكانت تنقل له في مراسلتها ما يقال عنه في إعلام أمريكا وكندا ..


أسئلة تدل علي عمق الثقافة


والعجيب أن هذه المراسلات اتضح منها عمق ثقافة مريم جميلة إلى الحد المدهش ، فقد سألته أسئلة متنوعة عن الشخصيات التالية ، وناقشته مناقشة مطولة في أشياء بدرت منهم ، فعلى سبيل المثال سألته عن شاه ولي الله الدهلوي ، وهو من الأعلام الكبار في تاريخ الهند ، ويعد من جملة المجددين ، فظنت أنه أراد اختراع مذهب جديد خارج عن المذاهب الأربعة ، فبين لها المودودي أن الشاه أرد أن يجتهد في تقريب المذاهب الأربعة ، والاستفادة منها جميعا ، وليس كما ذهبت إليه في ظنها ..

وسألته عن إقبال ( الشاعر المشهور ) وقالت له : إن إقبال نصر القومية والوطنية في شعره ، فصدقها الأستاذ المودودي وأخبرها أن هذا من الأمور التي بالغ فيها إقبال ـ رحمه الله ـ وسألته عن عبد الناصر وقالت : إنه شخص يريد أن يعمل لنفسه ولمجده الشخصي ، وأن كل مساعداته لأفريقيا وغيرها تصب في مصلحته الشخصية ، وهذا منها فهم دقيق في ذلك الوقت العصيب الذي طغت فيه سمعة عبد الناصر على مفاهيم كثيرة ، وكانت شخصيته القوية ودعاواه القومية قد ضللت أكثر الناس ، فأن تفهم مريم جميلة شخصيته بهذا الوضوح في آخر الخمسينات فهذا يعد فهماً متقدماً.

وسألته عن أتاتورك والمآسي التي صنعها في تركيا ، ولها قول جميل في النورسي ، حيث قالت عنه : " إنه ليس بمبالغة أن نقول : إن ما تبقي من الإيمان الإسلامي في تركيا إنما يرجع إلى الجهود المثابرة لبديع الزمان النورسي " وسألته عن القاديانية التي كانت آنذاك في بداية انتشارها وتأسيسها مساجدها الضرار في أمريكا ، وهذه الأسئلة والمناقشات جرت في زمن يهوديتها ـ وهذا عجيب ـ فهي قد وصلت إلى مرحلة عالية للفهم والنضج والوعي والثقافة وهي يهودية نتمنى أن يصل إليها أغلب المسلمين !!.


أسلمت لله رب العالمين


ثم شرح الله صدرها في سنة 1381 – 1961 فذهبت إلى إمام مسجد في بروكلين في نيويورك وهو داود فيصل ، وأسلمت على يديه ، وسمت نفسها بمريم الجميلة ، وابتدأت في حياتها مرحلة عجيبة كلها ابتلاءات ومحبة
ابتلاءات


1-كانت تذهب إلى المسجد وتناقش المسلمين الذين كانوا يغضبون من آرائها عن عبد الناصر وأتاتورك !! وجاءها طالب سعودي في الجامعة ليخبرها أن على كل المسلمين أن يصلوا مع النصارى في كنيسة الجامعة ، فإن لم يستطيعوا فعلى الأقل يحضرون دروس الأخلاق النصرانية في الجامعة !!!.

2-ورأت المركز التجاري للتوشي في نيويورك فولجته سعيدة به لتفاجأ بالخمور تملأ المركز من أرضه على سقفه !! وفوجئت بامرأة فرنسية موظفة في المركز أخبرتها أن بورقيبة بدأ مرحلة جديدة في تونس ترك فيها الدين خلف ظهره !!.

3-وكانت بعد تخرجها في الجامعة تبحث عن عمل ، فذهبت إلى المركز العربي في نيويورك فما إن عرفوا أنها كانت يهودية فأسلمت ، وأنها تعارض أعمال وأفكار عبد الناصر إلا وأعرضوا عنها ، وبعد مقابلة باردة.

4-وكانت تحضر الجمعة في المسجد ، فاتفق الطلبة على أن يتداولوا الخطب فيما بينهم ، فلما وصلتها النوبة كتبت خطبة بديعة رائعة عن وضع المسلمين وكيفية علاج أمراضهم ، وألقاها أحد الطلبة نيابة عنها ، فقامت عليها قيامة سائر الطلاب ؛ لأنها ذكرت القومية ورموزها بسوء ، وبينت أنها علة العلل في الجسم الإسلامي !!.

5-وكان هناك من الطلاب من يشكك في الحديث النبوي !! ومن كان يزين لها طريقة أتاتورك ونهرو !!.

وهكذا تعرضت لمحن كثيرة في عقيدتها وفكرها وثقافتها ، وكانت تخبر الأستاذ المودودي بكل هذا ..

6-ثم بعد ذلك أخبرها والدها بأنهما سيتقاعدان قريبا ، ويتركان شقتهما ذات الغرف الأربعة ، ويسكنان في شقة أخرى صغيرة ، وأنها ليس بوسعها أن تكون معهما ، ولا بد أن تدبر أمرها !! وكان عمرها آنذاك سبعة وعشرين عاماً فضاقت عليها الدنيا ، وكان الأستاذ المودودي قد عرض عليها مراراً أن تنتقل إلى باكستان لكنها كانت مترددة ، ثم بعد كل الذي جرى عليها قررت الذهاب ، وأقنع المودودي أمها وأباها وطمأنهما على ابنتيهما التي ستجد كل الرعاية والاهتمام ، وفعلاً حزمت حقائبها وتركت نيويورك سنة 1382- 1962 واتجهت إلى لاهور بالباخرة !!..

فيا لها من رحلة شاقة ! لكن الإيمان العظيم يذلل المصاعب والمشاق ، والغريب أنها وقفت في الإسكندرية ونزلت من الباخرة فصادفت مسجداً فصلت فيه ، فسألها الإمام عن وجهتها فأخبرته أنها ذاهبة إلى باكستان ، فما كان منه إلا أن قال لها ـ غفر الله له ـ : هل أنت غبية لتتركي أمريكا ؟! .

فانظروا رعاكم الله إلى هذا الإمام وإلى صبر مريم جميلة على ما واجهته

تقبل التعدد


ثم إنها وصلت لاهور ، وأحسن إليها الأستاذ المودودي ، وأسكنها في بيته سنتين ، ثم إنه زوجها لأحد أتباعه وهو محمد يوسف خان ، وهو متزوج وعنده خمسة من الأولاد ، لكن هذه المرأة العجيبة لم تمانع في التعدد ، وقد اقتنعت به وهي ما زالت في أمريكا ، وكانت تحزن من المانعين له ... ، أو من المبررين له تبريراً ضعيفاً ، ثم طبقته بنفسها في لاهور ، والطريف أنها عرضت على المودودي الزواج منها لكنه اعتذر !! ولها ابنان وبنتان واثنا عشر حفيداًوهي تعيش اليوم مع ضرتها في بيت واحد ، وهي سعيدة بحياتها وراضية.
وعاشت في لاهور من سنة 1383 – 1963 إلى يوم الناس هذا ، ولم تخرج أبداً ، ولم تعد إلى أمريكا التي يتمنى كثير منا الذهاب إليها والعيش فيها !! .

وعاشت حياة إسلامية رائعة ، وهي مشرفة على حلقات نسائية في بيتها ، وما زالت تكتب الكتب وترسل الرسائل إلى الآن ـ حفظها الله ـ وقد كلمتها بالهاتف ورجوتها أن تأتي للحج لكنها اعتلت عليّ بضعفها وكبرها ، وقلت لها : إن مجيئك إلى المملكة سيكون له أثر كبير على المسلمات اللواتي سيعرفن قصتك أو عرفنها ، لكنها اعتذرت ـ حفظها الله ـ فقلت لها : ما هي وصيتك للمسلمين فقالت : ادرسوا القرآن والحديث ، ولا تتبعوا الحضارة الغربية ، وأدرسوا الثقافة الإسلامية..

محطات مهمة في حياتها


- بقيت بضع سنوات وهي ملحدة تماماً بسبب أنها لم تجد ديناً يشبع نهمها الثقافي والفكري والروحي حتى أضاء حياتها الإسلام.

2- لبست الحجاب الكامل والتزمت به ، فلقد رأيت لها صورة وهي بالجلباب الأسود السابغ ، ولا يظهر من جسدها شيء ، وهذه أعظم رسالة لكل المسلمات اللواتي يتساهلن في لبس الحجاب ، ويتهاون به ، فهذه كانت يهودي أمريكية ، والتزمت بالحجاب الكامل السابغ.

3- حاولت أن تدعو والديها للإسلام مراراًَ عندما كانت في أمريكا وبعد وصولها إلى لاهور برسائل متعددة لكنهما رفضا ، وماتا كافرين سنة 1405 / 1985 ، وهكذا الإيمان إذا تمكنت بشاشته من القلوب لا يستطيع صاحبه إلا أن يدعو من يحب إليه ، ولا يتصور قعوده عن تلك المهمة الجليلة.

4- عدد كتبها التي ألفتها قرابة 14 كتاباً ، وكلها تفيض بروح وثابة ، وفهم متميز ، واطلاع وثقافة واسعة ، وأفردت كتاباً في مأساة الفلسطينيين سمته أحمد خليل ، ونشره الأستاذ المودودي في باكستان.



4- تعد المودودي أعظم مفكري القرن على أنها كانت تراسل شخصيات مثل الأساتذة سيد قطب وجملة غيره ، ذكرتهم لكم في ثنايا ما كتبته آنفاً ، وهذه شهادة محترمة من امرأة واسعة الثقافة ، عظيمة الاطلاع مثلها.



5- أظن أن القراء الكرام يوافقونني على عدّ هذه المرأة مثلاً كبيراً ومهماً في الوصول إلى الهداية عن طريق الاقتناع الكامل الذي تولد إثر قراءة مطولة وثقافة واسعة ، ومراسلات مع عدد كبير من الشخصيات الإسلامية رفيعة المستوى ، وهي بهذا تصلح أن تكون مثلاً رائعاً لبنات جنسها اللواتي يقرأن قليلاً ، وثقافة الكثرة الكاثرة منهن ضعيفة.



وأخيراً أقول ما أعظم التبعة الملقاة علينا في إيصال الإسلام لكل البشر ، إذ كم فيهم من أمثال مريم جميلة ممن يبحث عن الحق ويريده ؟!!

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
شكرا جزيلا

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
عالم الرياضيات والمنصر السابق الدكتور الكندي جاري ميلر




قصة اليوم ستكون مختلفة عن قصص المشاهير السابقين فهو عالم كبير و قد تكلم عن معجزات القرآن بشكل كبير و له مؤلفات بعد إسلامه تبهرك و لذلك سيكون عرض القصة عن طريق عرض لوجهة نظره و تفصيلة لمعجزات القرآن الذى أعتقد أن نقل مثل هذه الأراء سيكون له المتعة و الإفادة إن شاء الله .



أستاذ للرياضيات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن اسمه جاري ميلر..كندي الأصل..كان قسيساً يدعو للنصرانية وبعد أن من الله عليه بالإسلام وقف يخطب في الناس قائلاً :

"أيها المسلمون, لو أدركتم فضل ما عندكم علي ما عند غيركم لحمدتم الله أن أنبتكم من أصلاب مسلمة ورباكم في محاضن المسلمين وأنشأكم علي هذا الدين العظيم, إن معني النبوة..معني الألوهية..معني الوحي..الرسالة..البعث..الحساب..كل تلك المعاني-عندكم وعند غيركم- فرق مابين السماء والأرض."

ثم يضيف قائلاً:" لقد جذبني لهذا الدين وضوح العقيدة ,ذلك الوضوح الذي لا أجده في عقيدة سواه"



لغة الأرقام
هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير.... لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور....

في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني .... كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ..... لكنه ذهل مما وجده فيه .....بل واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم .......

و الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم !!ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهن.

وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 4 مرات فقط فزادت حيرة الرجل .



من يجرؤ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه ....ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء : { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }

يقول الدكتور ميلر عن هذه الآية : " من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test...

يقول أيضا عن هذه الآية : لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد.




القرآن وتطورات الأحداث

من الآيات التي وقف الدكتور ميلر عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء : { أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون }..

يقول: "إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب. فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله."



يقول الدكتور ميلر عن آية أبهرته لاعجازها الغيبي :

من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لايمكن أن يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق ألا وهو Falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى.

القرآن يقول أن اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر الى وقتنا الحاضر فأشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود.




ويكمل الدكتور ميلر :

أن هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط ألا وهو أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها : ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول أننا أشد الناس عداوة لكم , إذن القرآن خطأ ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان

هل رأيتم أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول !!

{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ، وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ، وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين } [ المائدة : 82 - 84 ]

وعموما هذة الآية تنطبق على الد كتور ميلر حيث أنه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن و دخل الإسلام وأصبح داعية له...

وفقه الله




القرآن يعلمك الجديد

بدون أدنى شك يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر , وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة ويقول لك : لم تكن تعلمها من قبل.
مثل :
{ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } [ سورة آل عمران : آية 44 ]
{ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين } [ سورة هود : آية 49 ]
{ ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون } [ سورة يوسف : آية 102 ]


لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب , كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أتت هذه المعلومات , على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم فلان وفلان ..الخ .

ولكن هذا الكتاب (الإنجيل المحرف) دائما يخبرك إذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلاني أوالكتاب الفلاني لأن هذه المعلومات أتت منه.


بعكس القرآن الذي يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !! بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت مترددا في صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر !!. والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت -أي وقت نزول هذه الآيات - ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه ,, بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه , أبدا لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات , ايضا لم يحدث مثل هذا , ولكن الذي حدث أن أحدا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأنها فعلا معلومات جديدة كليا !!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل"





و يكمل الدكتور ميلر


مخالف للتوقعات


يتوقع غير المسلمين أنه كتابٌ قديمٌ جاء من الصَّحراء العربيَّة قبل أربعة عشر قرناً، ويتوقَّعون بأنَّه بالضرورة يحمل نفس الانطباع –كتابٌ قديمٌ من الصَّحراء. لكنَّهم بعدئذٍ يجدون بأنَّه لا يشبه مُطلقاً ما كانوا يتوقَّعون.


من أوِّل الأشياء الَّتي يفترضها بعض النَّاس هو أنَّ هذا الكتاب القديم، ولأنَّه جاء من الصَّحراء، فإنَّه بالضَّرورة يتحدَّث عن الصَّحراء. ولكنَّه أيضاً يتحدَّث عن البحر, ولقد صوَّر لنا كيف تكون العاصفة على سطح البحر.


قبل بضع سنوات، وصلتنا قصَّةٌ إلى تورونتو (كندا) عن رجلٍ كان بحَّاراً في الأسطول التجاريّ، ويكسب رزقه من عمله في البحر.

أعطاه أحد المسلمين ترجمةً لمعاني القرآن الكريم ليقرأها، ولم يكن هذا البحَّار يعرف شيئاً عن تاريخ الإسلام، لكنَّه كان مهتمّاً بقراءة القرآن الكريم. وعندما أنهى قراءته، حمله وعاد به الى المسلم الَّذي أعطاه إياه, وسأله: "مُحمَّدٌ هذا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم), أكان بحَّاراً؟" فقد كان الرجل مندهشاً من تلك الدِّقَّة الَّتي يصف بها القرآن العاصفة على سطح البحر.
وعندما جاءه الردُّ: "لا، في الحقيقة لم يكن. فمحمَّدٌ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عاش في الصَّحراء." لقد كان هذا كافياً له ليُعلن إسلامه على الفور. لقد كان مُتأثِّراً جدّاً بالوصف القرآنيِّ للعاصفة البحريَّة. لأنَّه بنفسه كان مرَّةً في خِضَمِّها, وكان لذلك يعلم أنَّه أيّاً من كان الَّذي كتب هذا الوصف, فإنَّه لا بُدَّ وقد عاش هذه العاصفة بنفسه. فالوصف الَّذي جاء في القرآن عن العاصفة لم يكن شيئاً يستطيع أن يكتبه أيُّ كاتبٍ من محض خياله. والموج الَّذي من فوقه موجٌ من فوقه سحاب لم يكن شيئاً يمكن لأحدهم تخيُّله والكتابة عنه، بل إنَّه وصفٌ كتبه من يعرف حقاًّ كيف تبدو العاصفة البحريَّة.



معجزات أخرى


العلم الحديث قد اكتشف بأنَّ هذه الوحدة الأصغر للمادَّة –وهي الذرَّة الَّتي تحمل نفس خصائص المادة الَّتي تنتمي إليها- يمكن تقسيمها إلى مُكوِّناتها. وهذه حقيقةٌ جديدةٌ تُعدُّ نتاجاً للتطوُّر في القرن الماضي. فمن المثير جدّاً للاهتمام أنَّ هذه المعلومة كانت قد وُثِّقت فعلاً في القرآن الكريم قبل ذلك بأربعة عشر قرناً، والَّذي يقول الله تعالى فيه:
" وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْءَانٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ " (يونس 61)



ماذا نفعل مع المشككين ؟

في إحدى المرَّات جاءني رجلٌ بعد أن أنهيت محاضرةً ألقيتها في جنوب إفريقيا. لقد كان غاضباً جدّاً لما قلتهُ, ولذلك ادَّعى قائلاً: "سأذهب إلى بيتي الليلة ولا بُدَّ أن أجد خطأً ما في القرآن." فأجبته طبعاً: "أُهنِّئُك. فهذا هو الشيء الأكثر ذكاءً فيما قلته." بالتأكيد, هذا هو الموقف الَّذي يجب أن يتَّخذه المسلمون مع أولئك الَّذين يشكُّون في أصالة القرآن الكريم, فالقرآن الكريم أساساً يؤكِّد أنَّه وحيٌ يوحى, فإن كان هناك من لا يصدِّق ذلك, فليثبت له مصدراً آخر! وهذا هو التحدِّي. لدينا هنا كتابٌ مصنوعٌ من الورق والحبر، فمن أين أتى؟ وهو يقول أنَّه وحيٌ إلهي؛ فإن لم يكن كذلك، فما هو مصدره؟ والحقيقة المثيرة هي أنَّه لا يوجد أحدٌ على الإطلاق لديه تفسيرٌ يصلح ليناقض ما جاء في القرآن الكريم. في الواقع, والاكتشاف بأنَّ القرآن حقّ, فإنَّهم سيؤمنون به لأنَّهم لم يستطيعوا أن يجرِّدوه من صحَّته



القرآن و علم الأجنة

قبل عدَّة سنوات, قام بعض المسلمين من الرِّياض –في المملكة العربيَّة السعوديَّة- بجمع كلِّ الآيات القرآنيَّة الَّتي تتحدَّث عن علم الأَجِنَّة، وهو العلم الَّذي يدرس مراحل نموِّ الجنين في الرَّحم؛ ثمَّ قالوا: "هذا ما يقوله القرآن الكريم. فهل هو حقّ؟" في الحقيقة، لقد أخذوا بنصيحة القرآن الكريم: "فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون". وحصل أن اختاروا أستاذاً جامعيّاً في علم الأجنَّة من جامعة تورونتو في كندا، ولم يكن مسلماً. هذا الأستاذ يُدعى كيث موور, وهو مؤلِّفٌ للعديد من الكتب في علم الأجنَّة، ويُعدُّ من الخبراء العالميِّين المُبرِّزين في هذا المجال. وجَّهوا له الدَّعوة إلى الرِّياض, ثمَّ قالوا له: "هذا ما يقوله القرآن الكريم فيما يخصُّ تخصُّصَكم. فهل هو صحيح؟" ماذا تستطيع أن تخبرنا عن ذلك؟" وأثناء إقامته في الرِّياض, قدَّموا له كلَّ المساعدة الَّتي احتاجها في الترجمة وكلَّ العون الَّذي كان يطلبه. لقد كان مذهولاً جدّاً بما وجد بحيث إنَّه غيَّر بعض النُّصوص في كتبه. في الواقع, قام في الطبعة الثانية لكتابه (قبل أن نولد), وفي الطبعة الثانية من (تاريخ علم الأجنَّة) بإضافة بعض المواد الَّتي لم تكن موجودة في الطبعة الأولى, وذلك لما وجده في القرآن الكريم. وحقّاً فإنَّ هذا يُصوِّر بوضوحٍ أن القرآن الكريم سابقٌ لزمانه, وأنَّ أولئك الَّذين يؤمنون به يعرفون ما لا يعرفه الآخرون.


لقد كان من دواعي سروري أنِّي أجريت لقاءً تلفازيّاً مع الدكتور كيث موور, وتحدَّثنا مُطوَّلاً حول هذا الموضوع, وكان ذلك بالاستعانة بالصور التوضيحيَّة وغيرها. وقد ذكر بأنَّ بعض الأشياء الَّتي ذكرها القرآن الكريم عن نموِّ الإنسان لم تكن معروفةً إلى ما قبل ثلاثين عاماً. لقد ذكر في الواقع موضوعاً مُعيَّناً بشكل خاص, وهو وصف القرآن الكريم للإنسان "بالعلقة" في إحدى مراحل نموِّه, وأنَّ هذا الوصف كان جديداً بالنسبة إليه, ولكنَّه عندما تفحَّص الأمر وجده حقيقة, وهكذا أضافه إلى كتابه. لقد قال: "لم يخطر ببالي ذلك أبداً من قبل". ولهذا فقد ذهب إلى قسم علم الحيوان وطلب صورةً للعلقة. وعندما وجد أنَّها تشبه الجنين تماماً في هذه المرحلة من النموّ, قرَّر أن يضع الصورتين في أحد كتبه (صورة الجنين وصورة العلقة).


بعد ذلك قام الدكتور موور أيضاً بتأليف كتابٍ عن علم الأجنَّة السريريِّ, وعندما نشر هذه المعلومات في تورونتو سبَّبت ضجَّةً كبيرةً في كلِّ أنحاء كندا. لقد كانت في بعض الصُّحف على الصَّفحات الأولى وفي جميع أنحاء كندا, وبعض العناوين الرئيسيَّة كانت شديدة الطَّرافة. فمثلاً, كان أحد العناوين الرئيسيَّة يقول: "شيءٌ مدهشٌ وُجِدَ في كتابٍ قديم!" ويبدو واضحاً من هذا المثل أنَّ النَّاس لم يفهموا بوضوحٍ حول ماذا كانت كلُّ تلك الضجَّة. وأحد الأمور الَّتي حدثت حقّاً أنَّ أحد الصحفيين سأل الدكتور موور: "ألا تعتقد أنَّ العرب ربَّما كانوا يعرفون هذه المعلومات عن هذه الأشياء، أي عن وصف الجنين، وعن شكله وكيف يتغيَّر وينمو؟ فربَّما لم يكن هناك علماء, ولكنَّهم ربَّما قاموا بشيءٍ من التشريح الوحشيِّ على طريقتهم – أي قاموا بتقطيع النَّاس وتفحُّص هذه الأشياء."


فأشار له الدكتور على الفور بأنَّه نسي شيئاً في غاية الأهميَّة, وهو أنَّ كلَّ صور الجنين الَّتي عُرضت في الفيلم قد جاءت من صورٍ أُخِذت عن طريق المجهر؛ وأضاف قائلاً: "ليست المسألة هي إنْ كان أحد النَّاس قد حاول اكتشاف علم الأجنَّة قبل أربعة عشر قرناً مضت, ولكنَّها في أنَّه لو حاول ذلك فإنَّه لم يكن باستطاعته رؤية شيءٍ على الإطلاق!"


فكلُّ ما يصفه القرآن الكريم عن شكل الجنين هو عندما يكون صغيراً جدّاً ولا يُرى بالعين المجرَّدة, لذا فالمرء بحاجةٍ إلى مجهرٍ ليرى ذلك. إلَّا أنَّ مثل هذه الآلة لم تُكتشف إلَّا قبل أكثر من مائتي عامٍ بقليل. وأضاف الدكتور موور ساخراً: "ربَّما كان لدى أحدهم -قبل أربعة عشر قرناً مضت- مجهراً سرِّيّاً, فقام بعمل هذه الأبحاث، ولم يرتكب أثناء ذلك أيَّ خطأٍ يُذكر، ثمَّ علَّم محمَّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ذلك بطريقةٍ ما, وأقنعه بأن يضع هذه المعلومات في كتابه؛ وبعدئذٍ حطَّم مجهره، واحتفظ بسرِّه للأبد. فهل أنت تصدِّق ذلك؟! يجب عليك حقّاً ألَّا تفعل، حتَّى تحضر دليلاً للإثبات, لأنَّ مثل هذه النظريَّة ما هي إلَّا سخافة!"


وعندما سُئِل الدكتور موور: "كيف تفسِّر إذاً وجود مثل هذه المعلومات في القرآن؟" كان ردُّه: "لم يكن هذا ممكناً إلَّا بوحيٍ من الله (سبحانه وتعالى)!"


ومع أنَّ المثل المذكور سابقاً عن بحث الإنسان في معلوماتٍ مُحتواةٍ في القرآن الكريم قام به عالمٌ غير مسلم, إلَّا أنَّه يعتبر صحيحاً, وذلك لأنَّ هذا الرَّجل واحدٌ من أهل الذِّكر في هذا المجال. فلو ادَّعى شخصٌ عاديٌّ بأنَّ ما يقوله القرآن حول علم الأجنَّة صحيح، لما كان لزاماً علينا قبول كلامه. على أيَّة حال فإنَّ المركز المرموق والاحترام والتقدير الَّذي يكنُّه المرء للعلماء تجعل الإنسان يفترض تلقائيّاً صحَّة النتائج الَّتي يتوصَّلون اليها نتيجة البحث في موضوعٍ ما.






و يتابع الدكتور ميلر


فإنَّ القرآن الكريم يحوي معلوماتٍ كثيرةٍ لا يمكن نِسبة مصدرها لأحد إلاَّ لله تعالى. فمثلاً، من أخبر محمَّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عن سدِّ ذي القرنين، وهو مكانٌ يبعد مئات الأميال إلى الشمال؟ ومن أخبره عن علم الأجنَّة؟ وعندما يُواجَه النَّاس بمثل هذه الحقائق، فإنَّهم –حتَّى وإن كانوا لا يريدون نسبتها إلى مصدرٍ إلهيٍّ- يصنِّفونها تلقائيّاً حسب فرضيَّة أنَّ أحد النَّاس قدَّمها لمحمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، وهو بدوره قام باستخدامها لخداع النَّاس. ومع ذلك فإنَّ هذه النظريَّة يمكن دحضها بسؤالٍ بسيط: "إذا كان محمَّدٌ كاذباً (حاشاه عليه وآله الصَّلاة والسَّلام)، فمن أين له بكلِّ تلك الثِّقة؟ ولماذا قال للنَّاس مُواجهةً ما لم يستطع أحدٌ منهم قوله أبداً؟ فمثل تلك الثِّقة اعتمدت بالكليَّة على اقتناعه التامِّ بأنَّ ما يأتيه هو وحيٌ إلهيّ.



ما حدث مع أبى لهب ؟



ومثال على ذلك أنَّه كان للنبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عمّاً يُكنَّى بأبي لهب. وكان هذا الرَّجل يكره الإسلام لدرجة أنَّه كان يتبع النبيَّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أينما ذهب ليُكذِّبه. فكان إذا رأى النبيَّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يتحدَّث إلى أحد الغرباء, كان ينتظر حتى يتفرَّقا, ثمَّ يذهب إلى ذاك الغريب ويسأله: "ماذا كان يقول لك؟ هل قال أبيض؟ لا، بل هو أسود. هل قال نهار؟ لا، بل هو ليل." وقد كان مُثابراً في قوله عكس ما يسمعه من محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أو من المسلمين الآخرين. ورغم ذلك، وقبل عشر سنواتٍ تقريباً من موت أبي لهب، نزلت سورةٌ قصيرةٌ من القرآن الكريم بخصوصه بالذَّات، وتقول بأنَّه سوف يكون من أهل النَّار. وبتعبيرٍ آخر، فإنَّ هذه السُّورة تؤكِّد بأنَّه لن يدخل الإسلام أبداً، وبذلك سيكون محكوماً بالخلود في النَّار. ولمدَّة عشر سنواتٍ بعد نزول هذه السُّورة، كان كلُّ ما عليه قوله هو: "لقد سمعت بأنَّه قد نزل على محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بأنِّي لن أتغيَّر أبداً –أي أنِّي لن أُصبح مسلماً وسأدخل النَّار. حسناً، أنا أُريد دخول الإسلام الآن. فهل يعجبكم ذلك؟ وماذا تظنُّون بوحيكم الآن؟" ولكنَّه لم يفعل ذلك أبداً، مع أنَّ هذا السُّلوك كان بالضَّبط هو المُتوقَّع من شخصٍ مثله كان دوماً يسعى لمعارضة الإسلام. لقد كان هذا وكأنَّ محمَّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قد قال له: "أنت تكرهني وتريد القضاء عليّ؟ هاك، قل هذه الكلمات (الشَّهادتيْن)، ويتمُّ لك ذلك.

هيَّا، قُلْها!" لكنَّ أبا لهب -ولعشر سنواتٍ كاملة- لم يقلها أبداً! حتَّى أنَّه لم يصبح من المتعاطفين مع الإسلام. فكيف كان بإمكان النبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أن يعلم يقيناً بأنَّ أبا لهب سيحقِّق النبوءة القرآنيَّة إنْ لم يكن حقّاً رسول الله تعالى؟! كيف كان بإمكانه (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام) أن يمتلك مثل تلك الثِّقة ليتحدَّى أحد ألدِّ أعداء الإسلام -ولمدَّة عشر سنواتٍ- مانِحاً إيَّاه الفرصة لتكذيب زعمه النبوَّة؟! والجواب الوحيد هو أنَّه (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام) كان رسول الله تعالى. فَلِكَيْ يضع نفسه أمام هذا التحدِّي الخطير, لا بُدَّ وأنَّه كان على ثقةٍ تامَّةٍ بأنَّ ما يأتيه هو وحيٌ من الله تعالى.


ما حدث فى الهجرة ؟




مثلٌ آخرٌ على الثِّقه الَّتي كان يمتلكها محمَّدٌ بنبوَّته (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) –وما يتبعها من حمايةٍ إلهيَّةٍ له ولرسالته- هو خروجه من مكَّة واختباؤه في الغار مع أبي بكرٍ الصدِّيق (رضي الله عنه) خلال هجرته إلى المدينة المنوَّرة. فقد رآى كلاهما بوضوحٍ أنَّ الكفَّار قد جاءوا لقتلهما، وأصاب الخوف أبا بكرٍ الصدِّيق (رضي الله عنه). ومن المؤكَّد أنَّ محمَّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لو كان كاذباً، أو مُزوِّراً، أو أحد الَّذين يحاولون خداع النَّاس ليؤمنوا بنبوَّته، لكان من المتوقَّع أن يقول لصاحبه في مثل هذه الظروف: "يا أبا بكر، انظر إن كان بإمكانك إيجاد طريقٍ للخروج من هذا الغار." أو: "اخفض نفسك في ذلك الرُّكن هناك، والزم الهدوء." إلاَّ أنَّ ما قاله حقيقةً يصوِّر بوضوحٍ ثقته المطلقة. فقد قال (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام) لصاحبه (رضي الله عنه): "لا تحزن، إنَّ الله معنا."


والآن، إذا كان أحدهم يدَّعي المعرفة بأنَّه (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام) كان يخدع النَّاس، فمن أين له (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام) أن يقف هذا الموقف النوعيّ؟ فواقعيّاً، هذا النوع من التفكير لا يُعدُّ على الإطلاق سمةً للكذَّاب أو المُزيِّف. لهذا –وكما ذُكر سابقاً- فغير المسلمين يظلُّون يدورون ويدورون في الدائرة المُفرغة ذاتها، باحثين عن طريقٍ للخروج منها، لكن بالعثور على طريقةٍ يفسِّرون بها الاكتشافات في القرآن الكريم دون نسبتها إلى مصدرها المناسب. فمن ناحية، كلُّهم -في أيام الاثنين والأربعاء والجمعة- يقولون: "كان الرَّجل كذَّاباً"؛ ومن ناحيةٍ أخرى - في أيام الثلاثاء والخميس والسبت- يقولون لك: "لقد كان مجنوناً". وما يرفضون قبوله هو أنَّ الإنسان لا يمكن أن يكون الاثنين معاً؛ ومع ذلك فإنَّهم يحتاجون الحُجَّتَيْن معاً لتفسير ما جاء في القرآن الكريم.



محاورة مع راهب


قبل سبع سنواتٍ تقريباً, زارني أحد الرُّهبان في بيتي. وفي تلك الحجرة الَّتي كنَّا نجلس فيها كان هناك قرآنٌ على الطاولة ووجهه إلى الأسفل, فلم يعرف الرَّاهب أيّ كتابٍ هو. وفي منتصف نقاشنا, أشرت إلى الكتاب قائلاً: "أنا لديَّ الثِّقة بهذا الكتاب". فأجاب ناظراً إلى القرآن الكريم من غير أن يعرف ما هو: "حسناً, وأنا أقول لك بأنَّه إن كان ذلك الكتاب ليس الإنجيل، فقد أُلِّف من قِبَلِ الإنسان!" فكان ردِّي عليه: "دعني أُحدِّثك شيئاً عمَّا جاء في هذا الكتاب." وخلال ثلاثٍ أو أربع دقائق فقط ذكرت له ما يتعلَّق ببضعةٍ من الأمور الموجودة في القرآن الكريم. وبعد تلك الثَّلاث أو الأربع دقائق فقط غيَّر موقفه تماماً وقال: "أنت على حقّ. فالإنسان لم يؤلِّف هذا الكتاب، بل الشيطان هو الَّذي ألَّفه!" طبعاً، اتِّخاذ مثل هذا الموقف هو غايةٌ في سوء الطَّالع، وذلك لأسبابٍ عدَّة، منها أنَّه عُذْرٌ مُتسرِّعٌ ورخيصٌ كمَخْرَجٍ فوريٍّ من ذلك الوضع المزعج.

وفيما يتعلَّق بهذا الأمر، هناك قصَّةٌ مشهورةٌ في الإنجيل تذكر كيف أنَّ بعض اليهود في أحد الأيَّام كانوا شهوداً حين أقام يسوع (عليه الصَّلاة والسَّلام) رجلاً من الموت. كان ذلك الرَّجل ميتاً لأربعة أيَّام، وعندما وصل يسوع، قال ببساطة: "انهض!" فقام الرَّجل ومشى في طريقه. وحين رأوا هذا المشهد، قال بعض الشُّهود من اليهود مُنْكِرِيْن: "هذا هو الشيطان. الشيطان هو الَّذي ساعده!" وهذه القصَّة تُكرَّر الآن كثيراً في الكنائس في جميع أنحاء العالم، والنَّاس يذرفون دموعاً غزيرةً لسماعها قائلين: "آه، لو كنت هناك، فما كنت لأكون غبيّاً مثل اليهود!" ويا للسخرية، فمع هذا فإنَّ هؤلاء النَّاس يفعلون ما فعله اليهود تماماً حين تعرض عليهم -في ثلاثٍ أو أربع دقائق- جزءًا صغيراً فقط من القرآن الكريم؛ وكلُّ ما يستطيعون قوله هو: "آه، الشيطان فعل ذلك. الشيطان هو الَّذي ألَّف هذا الكتاب!" لأنَّهم حقّاً يكونون قد حُشِروا في الزَّاوية؛ وحين لا يملكون أيَّ إجابةٍ مقبولة، فإنَّهم يلتجئون إلى أسرع وأرخص حُجَّةٍ مُتاحةٍ لهم.


ومثلٌ آخرٌ على استخدام النَّاس لهذا الموقف الضَّعيف يمكن إيجاده في تفسير كفَّار مكَّة لمصدر رسالة محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم). فقد اعتادوا القول بأنَّ الشيطان هو الَّذي يُملي عليه القرآن! لكنَّ القرآن –كعادته مع أيِّ حُجَّةٍ لهم- يقدِّم الإجابة على ذلك: فيقول الله تعالى في سورة التكوير: "وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ(25)فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ(26)إِنْ هُوَ إلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ(27) " .


وهكذا فإنَّ القرآن يعطي ردّاً جليّاً على هذا الادِّعاء. في الواقع، هناك العديد من البراهين في القرآن الكريم جاءت كردٍّ على الادِّعاء بأنَّ الشيطان هو الَّذي أملى على محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) رسالته.
فمثلاً في سورة الشعراء:

"وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ(210)وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ(211)إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)".

وفي مكانٍ آخرٍ في القرآن الكريم يعلِّمنا الله تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(98) سورة النحل".


والآن، فهل بهذه الطريقة يكتب الشيطان كتاباً؟ وهل يقول للإنسان: "قبل أن تقرأ كتابي, اسأل الله أن يحفظك منِّي."؟ فما هذا إلاَّ افتراءٌ كبير، كبيرٌ جدّاً. طبعاً، إنَّ بإمكان الإنسان أن يكتب شيئاً كهذا، ولكن هل كان للشيطان أن يفعل ذلك؟ الكثير من غير المسلمين يقولون بوضوحٍ أنَّهم لا يستطيعون الوصول إلى استنتاجٍ بخصوص هذا الموضوع.
فهم من ناحيةٍ يدَّعون بأنَّ الشيطان لم يكن ليفعل مثل هذا الشيء، وحتى لو استطاع فإنَّ الله تعالى لم يكن ليسمح له بذلك، ويؤمنون أيضاً بأنَّ الشيطان أقلَّ بكثيرٍ من الله تعالى.
ومن ناحيةٍ أخرى -وفي جوهر ما يطرحونه- هم يزعمون بأنَّ الشيطان يمكنه ربَّما فعل أيِّ شيءٍ يستطيعه الله تعالى. وكنتيجةٍ على ذلك، عندما ينظرون إلى القرآن الكريم -وحتَّى عند انذهالهم بعَظَمَتِهِ- فإنَّهم ما زالوا يصرُّون: "الشيطان هو الَّذي فعل ذلك!" الحمد لله أن ليس للمسلمين مثل هذا الموقف.

فمع أنَّ الشيطان يمتلك بعض القدرات، إلاَّ أنَّ الفرق بينها وبين قدرات الله تعالى كبير جداًّ. ولا يكون المسلم مسلماً إلاَّ إذا آمن بذلك.

ومن البديهيِّ أيضاً -حتَّى لدى غير المسلمين- أنَّ الشيطان يمكنه بسهولة أن يقع في الأخطاء، ولذا فمن المتوقَّع أن يناقض نفسه إن حصل وكتب كتاباً. ولهذا فإنَّ الله تعالى يقول في سورة النِّساء: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا(82)".

الرد على من يتهم الرسول بالجنون ؟


وبالإضافة إلى الحجج الَّتي يقدِّمها غير المسلمين في محاولاتهم التافهة لتبرير وجود الآيات الَّتي لا يفهمونها في القرآن الكريم، فإنَّ هناك هجوماً آخر غالباً ما يظهر كمزيجٍ من النظريَّتين معاً، وهو أنَّ محمَّداً (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كان مجنوناً وكاذباً. فأولئك النَّاس يقترحون أساساً بأنَّه (عليه وآله الصَّلاة والسَّلام) كان مخبولاً، وكنتيجةٍ لتوهُّمه فقد كذب وضلَّل النَّاس. ولهذا اسمٌ في علم النّفس، وهو الميثومانيا Mythomania (المسُّ الأساطيريّ: وهو نزوعٌ مفرطٌ أو غير سويٍّ إلى الكذب والمبالغة.).

وهو يعني ببساطة أنَّ الإنسان يكذب، ثمَّ يصدِّق ما كذب. هذا هو ما يدَّعيه غير المسلمين عمَّا كان يعاني منه محمَّدٌ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم). إلاَّ أن المشكل الوحيد الَّذي يواجهونه بخصوص هذه الحُجَّة هو أنَّ الإنسان الَّذي يعاني من الميثومانيا لا يمكنه التعامل مع الحقائق مطلقاً، مع أنَّ القرآن الكريم كلّه قائمٌ تماماً على الحقائق. فكلُّ ما فيه يمكن بحثه والتثبُّت من صحَّته. في حين أنَّ الحقائق تعتبر مشكلاً كبيراً للمصاب بالميثومانيا. فعندما يحاول الطبيب النفسيُّ علاج أحد الَّذين يعانون من هذا المرض، فإنَّه باستمرارٍ يواجهه بالحقائق. فمثلاً، إذا كان أحدهم مريضاً نفسيّاً ويدَّعي قائلاً: "أنا ملك إنجلترا"، فإنَّ الطبيب النفسيَّ لا يقول له: "لا، أنت لست كذلك، بل أنت مجنون!" فالطبيب لا يفعل ذلك، بل بدلاً من ذلك يواجهه ببعض الحقائق قائلاً: "حسناً، أنت تقول بأنَّك ملك إنجلترا، لذا قل لي أين هي الملكة اليوم؟ وأين رئيس وزرائك؟ وأين هم حرَّاسك؟" وعندما يكون لدى هذا المريض مشكلٌ في محاولته التعامل مع هذه الأسئلة، سيحاول إيجاد الأعذار: "آه....الملكة....ذهبت إلى بيت أُمِّها. آه....رئيس الوزراء.....حسناً، لقد مات.
" وفي النِّهاية سيشفى من مرضه تماماً لأنَّه لم يستطع التعامل مع الحقائق. فإذا استمرَّ الطبيب النفسيُّ بمواجهته بحقائق كافية، فإنَّه بالنِّهاية سيواجه الواقع قائلاً: "أظنُّ بأنِّي لست ملك إنجلترا". والقرآن يصل إلى كلِّ إنسانٍ يقرأه بنفس الطريقة الَّتي يعالج بها الطبيب النفسيُّ مريضه بالميثومانيا.
يقول الله تعالى في سورة يونس: "يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ(57)".



للوهلة الأولى قد يبدو هذا التصريح غامضاً، ولكنَّ المعنى لهذه الآية يتَّضح عندما يُنْظر إليها على ضوء المثل السابق.
فالإنسان يُشفى أساساً من أوهامه بقراءة القرآن الكريم. فهو في جوهره علاجٌ يشفي الضَّالِّين تماماً وذلك بمواجهتهم بالحقائق. ومن المواقف السائدة في القرآن الكريم هو ما يخاطب به النَّاس بأنَّهم يقولون كذا وكذا حول شيء ما؛ فماذا عن هذا أو ذاك؟ وكيف يستطيعون قول ذلك وهم يعلمون؟ وهكذا. (كقوله تعالى في سورة البقرة: "الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاََ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(22)")


إنَّه يرغم المرء على تدبُّر الحقيقة وما له علاقة بها، في حين يقوم في نفس الوقت بعلاجه من أوهامه، وذلك لأنَّ الحقائق المقدَّمة من الله تعالى للبشريَّة يمكن توضيحها وفصلها عن كلِّ النظريَّات والحُجج الرَّديئة. إنه نوعٌ خاصٌّ من التعامل مع الأشياء –مواجهة النَّاس بالحقائق- بحيث أسر اهتمام الكثير من غير المسلمين.


وفي الواقع، يوجد مرجعٌ مثيرٌ للاهتمام بخصوص هذا الموضوع في الموسوعة الكاثوليكيَّة الجديدة. ففي فقرةٍ بخصوص موضوع القرآن الكريم تُصرِّح الكنيسة الكاثوليكيَّة: "عبر القرون الماضية قُدِّمت نظرياتٌ كثيرةٌ عن أصل القرآن... واليوم لا يوجد إنسانٌ عاقل يقبل بأيٍّ منها."! فها هي الكنيسة الكاثوليكيَّة المٌعمِّرَةِ, والماثلة هنا وهناك لقرونٍ عديدة, تنكر تلك المواقف التافهة لدحض أصل القرآن الكريم. القرآن الكريم بالطبع يمثِّل مشكلاً للكنيسة الكاثوليكيَّة, فهو يصرِّح بأنَّه وحيٌ من الله تعالى, ولذلك هم يدرسونه. ومؤكَّدٌ أنَّهم يودُّون إيجاد برهانٍ على أنَّه ليس كذلك، ولكنَّهم لا يستطيعون. فهم لا يستطيعون إيجاد تفسيرٍ مقبول.

لكنَّهم على الأقلِّ شرفاء في بحثهم، ولا يقبلون بأوَّل تفسيرٍ غير مدعومٍ بدليلٍ يأتي إليهم. فالكنيسة تصرِّح بأنَّه -وخلال أربعة عشر قرناً- لم يُقدَّم بعد تفسيرٌ معقول. فهي بذلك على الأقلِّ تعترف بأنَّ القرآن الكريم ليس موضوعاً سهل الإنكار. لكن هناك بالتأكيد آخرون ممَّن هم أقلُّ شرفاً حين يقولون على عَجَل: "آه، لقد جاء القرآن من هنا، أو من هناك." وهم حتَّى لا يتفحَّصون مصداقية ما يصرِّحون به في معظم الأحيان. وطبعاً، فإنَّ مثل هذا التصريح من الكنيسة الكاثوليكيَّة يسبِّب للمسيحيِّ العاديِّ شيئاً من الصُّعوبة. وذلك لأنَّه ربَّما يكون لديه أفكاره الخاصَّة عن أصل القرآن، ولكنَّه كعضوٍ في الكنيسة لا يستطيع التصرُّف حقّاً حسب نظريَّته. فمثل هذا التصرُّف قد يكون مناقضاً للخضوع والإخلاص والولاء الَّذي تطلبه الكنيسة. فبموجب عضويَّته في الكنيسة، يتوَّجب عليه قبول ما تعلنه الكنيسة الكاثوليكيَّة دون سؤال، وأن يجعل تعاليمها كجزءٍ من روتينه اليوميّ. لذا، فجوهرياًّ إذا كانت الكنيسة الكاثوليكيَّة في عمومها تقول: "لا تستمعوا لتلك التقارير غير المؤكَّدة حول القرآن"، فما يمكن أن يقال حول وجهة النَّظر الإسلاميَّة؟ فحتَّى غير المسلمين يعترفون بأنَّ هناك شيئاً في القرآن –شيئاً كان يجب أن يكون معترفاً به- إذاً فلماذا يكون النَّاس عنيدين، وهجوميِّين، وعدائيِّين، حين يقدِّم المسلمون نفس النظريَّة؟ هذا بالتأكيد شيءٌ لأولي الألباب ليتأمَّلوا فيه –شيءٌ للتأمُّل لأولئك الَّذين يعقلون!
قام حديثاً واحدٌ من المفكِّرين القياديِّين في الكنيسة الكاثوليكيَّة –يدعى هانز- بدراسة القرآن الكريم، وأدلى برأيه فيما قرأ.

هذا الرَّجل أثبت حضوره القوي على الساحة ولزمنٍ طويل، وهو ذو منزلةٍ رفيعةٍ في الكنيسة الكاثوليكيَّة، وبعد تفحُّص دقيقٍ نشر ما وجده مستنتجاً: "إنَّ الله قد كلَّم الإنسان من خلال الإنسان، محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)". ومرَّةً أخرى يأتي هذا الاستنتاج من مصدرٍ غير مسلمٍ –وهو مفكِّرٌ قياديٌّ كبيرٌ في الكنيسة الكاثوليكيَّة نفسها! أنا لا أظنُّ بأنَّ البابا يتَّفق معه، ولكن على الرغم من ذلك فإنَّ رأي مثل هذه الشخصيَّة العامَّة ذائعة الصِّيْت وذات السُّمعة الحسنة يجب أن يكون له وزنه في الدِّفاع عن الموقف الإسلاميّ. ويتوَّجب التَّصفيق له لمواجهته الواقع بأنَّ القرآن الكريم ليس شيئاً يمكن أن يلقى بعيداً بسهولة، وبأنَّ الله تعالى حقّاً هو مصدر كلماته.

يتَّضح من كلِّ ما تقدَّم سابقاً بأنَّ كلَّ البدائل قد استنزفت، ولذا فالفرصة لإيجاد إمكانيَّةٍ أخرى لإنكار القرآن الكريم لا وجود لها. لأنَّ هذا الكتاب إن لم يكن وحياً، فإنَّه عندئذٍ خداع؛ وإن كان خداعاً، فإنَّ على الإنسان أن يتساءل: "فما هو مصدره؟ وفي أيِّ جزءٍ منه يقوم بخداعنا؟" وطبعاً فإنَّ الإجابات الصحيحة على هذه التساؤلات تُلقي الضَّوء على أصالة القرآن الكريم، وتُسكت ادعاءات الكفَّار اللاذعة وغير القائمة على دليل.

ومن المؤكَّد أنَّه إذا استمرَّ أولئك النَّاس بالإصرار على أنَّ القرآن الكريم ما هو إلاَّ خداع, فإنَّه يتوَّجب عليهم تقديم البرهان الَّذي يدعم ادعاءهم. فعبء إيجاد البرهان يقع على عاتقهم، وليس على عاتقنا! فلا يُفترض من أحدهم أبداً أن يقدِّم نظريَّةً بدون حقائق كافية تعزِّزها؛ لذا فأنا أقول لهم: "أروني خداعاً واحداً! أروني أين يخدعني القرآن الكريم! أروني ذلك، وإن لم تفعلوا، فلا تقولوا لي بأنَّه خداع!

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
روجيه جارودي من الماركسية الى الاسلام


ولد روجيه جارودى فى 17 مايو 1913، فى مدينة مارسيليا الفرنسية، وهو ويعمل أستاذا للفلسفة المادية وكان قبل إسلامه شيوعيا ملحدا ، ، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1953، وفي عام 1954 حصل على الدكتوراة في العلوم من موسكو. ثم انتخب عضوا في مجلس الشيوخ وفي عام 1970 اسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات، لكنه طرد من الحزب الشيوعي سنة ۱۹۷۰ م وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وبما أنه كان عضواً في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، هذا الأديب والمفكر شغل منصب رئيس المجلس الوطني الفرنسي من 1956-1958

رحلة الى الاسلام

استمرت رحلة " روجيه غارودي " الى الاسلام قرابة نصف قرن - معتمدا على البحث و الحوار و الفكر - بغية البحث عن الحقيقة الأزلية حتى أسقطت كل المعتقدات و الفلسفات و الأفكار، و بعد ان قرأ الديانات كلها
وانتهى المفكر العالمي " روجيه " إلى الحقيقة الأزلية : لا إله إلى الله محمد رسول الله، واسلم جارودي في 11/رمضان/1402 هـ. يوليو عام 1982 وبدّل اسمه إلى (رجاء) وأحدث إسلامه ضجّة كبيرة في الغرب.

يقول جارودي عن اعتناقه الاسلام، أنه وجد أن الحضارة الغربية قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وأنه عبر حياته كان يبحث عن معنى معين لم يجده، حسبما يرى جارودي، إلا في الإسلام. وظلّ جارودى ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية، ووجد أن الإسلام، حسب فهمه، ينسجم مع ذلك ويطبقه بشكل فائق.و ظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا.



دوافعه الى الاسلام

و أكد " روجيه " في مؤلفاته عن أهم دوافعه إلى اعتناقه الإسلام عندما تعرض للسجن: (أول مرة أتعرف فيها على الإسلام.. عندما أودى بي موقف إلى السجن ثلاث سنوات، و أصدر الكوماندوز الفرنسي حكما بإعدامي رميا بالرصاص، و أصدر أوامره إلى الجنود الجزائريين المسلمين، و كانت المفاجاة.. رفض إطلاق النار، و بعدها عرفت السبب.. إن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل ).

هذه صورة المفكر الذي يقول: ( إن اعتناقي الإسلام لم يكن شيئا من قبيل التجربة، و لكنه كان شيئا كالإنجازات الكبرى في حياة الإنسان.. و عندما شرح الله صدري للإسلام تكونت لدي قناعة بإن الإسلام ليس مجرد دين يختلف عن بقية الأديان فحسب بل إنه دين الله، أعني بذلك أن الإسلام هو الدين الحق منذ خلق الله آدم.. الإنسان الأول.

يقول الدكتور "گرين" وهو أحد كبار الخبراء السياسيين في أمريكا ومن الذين اعتنق الاسلام وهو المؤسس والمنشىء لمركز الحضارة والتجديد في أمريكا. " وفي الندوة التي جمعتني مع البروفسور (روجيه غارودي) في دمشق سمعته يتحدث ويهاجم الرأسمالية منذ كان شيوعياً، وكلانا كان لديه نفس الهدف، وهو أن يدعم العدالة.

وكلانا كان ضدّ التركيز على الثروة، لأنّ الاهتمام بجمع الثروة ليس بعدل. لقد اتّبع غارودي المبدأ الماركسي الذي يسعى لتحطيم الملكيّة، في حين أنّي كنتُ أعتبر الملكيّة مفتاحاً للحريّة.
لكن كلانا كان يرى أن الملكيّة تؤدّي في النهاية الى الظلم وعدم انتشار العدل، وكلانا كان يدعو الى نظام يدعو الى انتاج واعطاء العدالة للجميع..
لذلك وجدنا أنّ الاسلام هو الحلّ الوحيد، فهو الذي يحمل العدالة في مقاصد الشريعة وفي الكليّات والجزئيّات والضروريّات، وأنا كمحام كنتُ أسعى الى مبادىء ليست من وضع البشر..".
ويواصل د. گرين حديثه متطرّقاً الى أنّ الغرب أخذ هذه الفضيلة من الشرق أي المقاصد والغايات ثمّ وسّعها وحوّلها سعياً وراء القوّة الى مدنيّة كبيرة، وقد أدّت هذه القوّة الى التحكّم بالعالم. وقد فقد الغرب هنا الدّوافع لحضارته ومدنيّته.

وفي الواقع أنّ تحرّي العدالة ليس هدفاً في الغرب "لذلك بدأتُ أسعى واُفتش عن العدالة. والمفارقة انّني عندما ذهبتُ الى جامعة هارفارد وحصلتُ على شهادتي في القانون، مكثتُ هناك ثلاث سنوات لم أسمع خلالها كلمة العدل ولا مرّة واحدة".


الأمل الذى يقدمه الاسلام للإنسانية


وعندما شرح الله صدرهللإسلام تكونت لديه قناعة بأن الإسلام ليس مجرد دين يختلف عن بقية الأديان فحسب، بلإنه دين الله دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها وهو يعني ان الإسلام هو الدينالحق منذ ان خلق الله آدم.. في هذه المرحلة اختلطت الكثير من القناعات لدى جاروديلكن بقي الإسلام القناعة الوحيدة الراسخة وظل يبحث عن النقطة التي يلتقي فيهاالوجدان بالعقل، ويعتبر ان الإسلام مكنه بالفعل من بلوغ نقطة التوحيد بينهما ففيحين أن الاحداث تبدو ضبابية وتقوم على النمو الكمي والعنف، في حين يقوم القرآنالكريم على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة.

يكتسب فيها الدور الذي يسهم بهالإنسان معنى، وان نسيان الله خالق هذا الكون يجعلنا عبيدا هامشيين خاضعين للعديدمن الاعتبارات الخارجية، بينما ذكر الله في الصلاة فقط يكسبنا وعيا بمركزناوبموردنا: الذي هو اصل الوجود دين المستقبل
وقال روجيه جارودي حين أعلن إسلامه: أنا لم أعلن إسلامي إعجاباً بما قدم الإسلام للناس فيما سبق من الزمان ، بل بالأمل العظيم الذي يمكن للإسلام أن يقدمه للإنسان في مستقبله حينما يريد أن يتعايش لسلام على هذه الأرض.نعم فجارودي نظر إلى الموضوع بشكل مختلف، وهو أننا نحمل بعض القيم الإنسانية ولا نعرف قيمتها جيداً، وهذه الأخوة والمساواة وعدم احتقار الناس في أعراقهم ولغاتهم وأجناسهم إنها نعمة كبرى، هذا شيء كبير يفتقده الناس الآن في العالم لا يمكن أن يصر موحداً إلا إذا اعترف الناس بعضهم ببعض في حق الحياة، وأنهم إخوة لأنهم جميعاً من آدم(كلكم لآدم وآدم من تراب)و(ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى)، هذا مفهوم إنساني غير قابل للانغلاق ، وهذا هو الذي يحتاج إليه الناس في المستقبل ولا يمكن أن يتوقف



الحضارة الإسلامية

وعن الحضارة الإسلامية يقول» جارودي»: انه لن يحدث الفصل والتجزئة بين الأشياء، في الإسلام، فالعلم متصل بالدين والعمل مرتبط بالإيمان والفلسفة مستوحاة من النبوة، والنبوة متصلة بالعقل.

هذه الوحدانية في مفهوم الحضارة ومفهوم الجماعة يحتاج إليها عالم اليوم المجزأ في كل شيء وهذا ماجذبني نحو المفهوم الإسلامي للوجود وعلى جانب آخر يقول جارودي: ان ما يجعل الإنسان إنسانا هو إمكانية تحقيقه للمقاصد الإلهية، وفي استطاعته ان يلتزم بالعهد او ان ينقض العهد، فعلى حين أن الإسلام لا يدخل في نطاق إرادة المخلوقات الأخرى من نبات وحيوان وجماد. اذ لا تستطيع الهروب من القوانين التي تسوسها. نجد ان الإنسان وحده يستطيع الامتثال. فيصبح مسلما بقرار حر وباختيار كامل عندما يعي نظام الوحدة والكل الذي يكسب الحياة معنى. وهو مسئول مسؤولية كاملة عن مصيره طالما باستطاعته ان يرفض او يستسلم للواجبات المفروضة عليه
ويؤكد جارودي على أن القرآن خالد وأبدي ويستطيع في كل وقت وزمن من التاريخ ان يفهمنا ويوضح لنا الطريق أو الصراط المستقيم وأن يرينا الهدف ويفند ادعاءات الغرب ضد الإسلام موضحا أن روحانية الإسلام تجلت في صورعديدة بقوله: ان الإسلام وضع اللبنة لحل مشاكل الإنسان الروحية. ولكنه لا يحلهابنفسه إنهم الأشخاص الذين يحلون المشاكل ويبحثون عن الحلول لها


لقد أسلم روجيه جارودي ، وانخلع عن كل انتماءاته السابقة ، لينضم َّ إلى قافلة الإسلام ، وسرعان ما انهالت السهام ، والرماح ، على رجاء جارودي من كل حدب وصوب ، بعد أن كانت تنهمر عليه باقات الزهور ، وهدايا التقدير من كل حدب وصوب .


وبدأ رجاء جارودي يمارس قناعاته الجديدة على أرض الواقع، وبدأ يجاهر بآرائه الإسلامية بجرأة وعزم، متحديا كل الأعاصير والأنواء التي تولت كبر إثارتها ضده جماعات الضغط الصهيونية في فرنسا وأوروبا ، التي أدركت أن إسلام هذا الرجل ، يشكل خطرا حقيقيا على جهودها التي تبذلها للسيطرة على الرأي العام الأوروبي .


وقف رجاء جارودي يعلن بكل جرأة :



الإسلام هو تاريخ المرحلة القادمة ... وهو الأمل الوحيد لمستقبل أفضل للبشرية .



الإسلام وحده هو الذي سيحقق للعالم ما فشلت الحضارة الرأسمالية والحضارة الشيوعية في تحقيقه له من أمن وسعادة حقيقية .



" إسرائيل " تقوم بدور الوكيل للاستعمار الغربي في العالم الإسلامي .



الصهيونية تعيش على أحلام توسعية ، ونزعة عنصرية .


الصهيونية تقف وراء حملات التشويه ضد العرب والمسلمين في أوروبا .


وكان من الطبيعي أن تشتاط الصهيونية غضبا وحقدا ، فاستنفرت قواها المعلنة والمستترة ، لخوض المعركة ضد رجاء جارودي ، وسرعان ما بدأت معالم الهجمة الصهيونية تتضح ، بل على الأصح تنفضح .


البارون دي روتشيلد ، رئيس مجلس الجالية اليهودية في فرنسا ، رفع دعوى قضائية ضد رجاء جارودي ، نيابة عن يهود فرنسا ، يتهمه فيها بإحياء " اللاسامية " مستندا إلى بيان نشره جارودي في صحيفة لوموند يحتج فيه على عملية الاجتياح الإسرائيلي للبنان




(الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية)




واجه جارودي حملة ضارية في أوروبا بعد صدور كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسات الإسرائيلية) الذي فند فيه مزاعم الإسرائيليين فيما حدث لهم أيام الحرب العالمية الثانية من اضطهاد وأكذوبة الرقم الذهبي من الضحايا الذي يبتزون به الضمير العالمي،
يطرح روجيه جارودى فى هذا الكتاب أشكال الأساطير اللاهوتية التى قامت عليها دولة إسرائيل مركزا على أسطورة الأرض الموعودة وأسطورة الشعب المختار وأسطورةالتطهير العرقى .

ووصف أسطورة الأرض الموعودة بأنها ذريعة للاستعمار الدموى الذى مارسته إسرائيل تحت شعار دينى وقال إن الأسطورة لا أساس دينى لها باعتراف الحاخام (آلمر برجر) الرئيس السابق لرابطة مناجل اليهود كما يؤكد على نفس النتيجة البير دى بورى أستاذ العهد القديم فى كليةاللاهوت البروتستانتينية فى جنيف ووثق أدلته فى رسالته للدكتوراه حول الوعد الإلهى والخرافة الشعائرية فى أدبيات يعقوب وخلص فيها إلى أن تفسير الوعد الإلهى بمعناه الكلاسيكى (الذى تروج له إسرائيل) جاء لإضفاء الشرعية على غزو فلسطين واحتلال الأرض بالقوة وبعد مناقشة مطوله للأسطورة يؤكد جارودى على أن الوعد الإلهى الموهوم يستغل سياسياً ويتحول إلى صك من صكوك الملكية لخدمة أغراض غير توارتية.

وحول أسطورة الشعب المختار يرصد جارودى القراءة المتطرفة للصهيونية السياسية التى تسعى لإرساء عقيدة التميز بدون أساس تاريخى الأسطورة تؤكد أن الله ميز اليهود وحدهم بالعهد القديم لكن التوراة ذاتها لا تؤكد هذا الزعم وان من كتب التوراة ذاتها (يهوى وايلوحى) لم يكن أى منهما وحدانيا فقد كانا يناديان فقط بتفوق الإله العبرانى على سائر الآلهة كما جاء فى سفر الخروج وأضافت ترجمة مجمع الكنائس حاشية جاء فيها ((منذ زمن بعيد كان الاعتقاد سائدا فى إسرائيل بوجود آلهة أجانب



أسطورة التطهير العرقى عند اليهود


وعن أسطورة التطهير العرقى يرى جارودى أن هذه الأسطورة تم تلميعها بعد اقتباسها من سفر يشوع لإضفاء شرعية على سياسة التطهير العرقى فى فلسطين أو ما يسمونه الإبادة المقدسة وجعلها تكراراً لما فعله الأنبياء وكأنه أمرإلهى.

ويلجأ جارودى هنا إلى علم الآثار ليؤكد أن الحفائر الأثرية برهنت على أن الإسرائيليين الذين وصلوا فى نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد لم يستطيعوا الاستيلاء على أريحا لأنها كانت غير مأهولة ولهذا فمن المستحيل ربط تدميرأريحا بدخول الإسرائيليين – كما يدعون – وهكذا الحال مع باقى مدن الأسطورة التى إذاتم تفريغها من الكذب ستتحول إلى أداة لإدانة سياسات التطهير العرقى فى دير ياسين وصبرا وشاتيلا والحرم الإبراهيمى



الهولوكوست وخرافة الملايين الستة


وقد ناقش روجيه جارودي في هذا الكتاب تحت عنوان أسطورة وخرافة الملايين الستة‏.
‏ناقش جارودي هذه الخرافةوكان رأيه أن ارقام الضحايا مبالغ فيها بشكل غير صحيح‏.‏
وقد كتب روجيه جارودي في هذا الموضوع أكثر من مرة‏,‏ وحوكم واضطهد كما حورب في رزقه وتعرض للمحاكمة وحكمت عليه المحكمة بغرامة اثقلت كاهله ولو نجح السعي الأمريكي في استصدارقرار بمنع التعرض للمحرقة فان هذا معناه أن تتحول المحرقة إلي تابوت مقدس يستعصي علي الدراسة والأبحاث العلمية بل يستعصي علي الكلام عنه بصفة نهائية ورغم أن هناك اكثرمن عالم وباحث شككوا في الأرقام التي تقدمها اسرائيل حول ضحايا المحرقة‏,‏ إلا أنه ليس هناك ادني شك في أن اليهود كانوا احد العناصر التي استهدفها هتلر انطلاقا من نظريته العرقية حول تفوق العرق الآري‏.‏

وفيما يتعلق بأسطورة الستة ملايين من ضحايا الهولوكوست والتى تحولت إلى وسيلة للابتزاز وتحويل إسرائيل الضحية إلى دولة فوق القانون الدولى فإن هذا الرقم لا يستند إلا لشهادتين فقط أدلى بهما أثنان من ضباط الأمن النازيين وهو أمر يدفع إلى الشك ويشير إلى أنه لا يوجد دليل حاسم على إبادة هتلر لليهود كماأنه لا ترد كلمة الإبادة فى خطاب جرونج الموجه إلى هيدريش بشان الحل النهائى للمسألة اليهودية ولم يتوصل احد إلى آية آثار لجثث الضحايا أو سلاح الإبادة المستخدم وهو غرف الغاز.

يقول روجيه جارودي ـ مستعرضا عدد ضحايا هتلر ـ ان الحرب العالمية الثانية اسفرت عن مقتل ‏50‏ مليونا من البشر‏,‏ من بينهم ‏17‏ مليونا من مواطني الاتحاد السوفيتي و ‏9‏ ملايين من الالمان‏,‏ كما تكبدت بولندا وغيرها من دول أوروبا التي احتلها النازيون ملايين القتلي‏.

يري روجيه جارودي إن الهجمة النازية لم تكن مجرد مذبحة واسعة النطاق استهدفت اليهود في المقام الأول‏,‏ أو استهدفتهم وحدهم‏,‏ وهو الأمر الذي تحاول بعض الدعايات ان ترغمنا علي تصديقه بل كانت بالأحري كارثة إنسانية أصابت اليهود فيمن اصابته من البشر‏.





بعد نشر الكتاب تعرض جارودى لحملة قاسية من أجهزة الإعلام فى فرنسا وغيرها من الدول الغربية وأعيد توجيه الإتهام الذى وجه إليه من قبل تهمة معاداة السامية وكان جارودى قد تعرض لحملة مماثلة عام 1983 عندما ندد بالعدوان الإسرائيلى على لبنان وقدم لمحاكمة فى 11 مارس 1983 بتهمة معاداة السامية والتحريض على الحقد العنصرى والإساءه المعنوية لليهود وحصل على البراءة فى 21 مارس من نفس الشهر.

وتجددت الاتهامات بعنف وأقامت 15جمعية صهيونية دعوى قضائية ضد المؤلف واتهمته فى عريضة الدعوى بالتحريض على الكراهية العنصرية والتحريض على أعمال العنف ضد اليهود وإنكار الجرائم التى ارتكبت ضد الإنسانية وإشترك فى إقامة الدعوى جمعيات قوية مثل" الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية والمعاداة للسامية" "والحركة المناهضة للعنصرية من اجل الصداقة بين الشعوب"
بدأت تحقيقات النيابة 25/4/1996 وتقرر إحالته للمحاكمة أمام محكمة جنح باريس الدائرة 19 فى 26/4/1996 وكان مجموع العقوبات طبقا للتهمة الموجهة تقضى بحبس المؤلف 16 شهرا مع إمكانية وقف تنفيذ الحكم بسبب التقدم فى العمرإضافة إلى غرامات تصل فى مجموعها 150 ألف فرنك.


وبدأت جلسات المحاكمة فى 9/1/1998 .


وتوالت ردود الأفعال العربية والإسلامية على النحو التالى :


دعا المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة إلى وقف محاكمة المفكر الفرنسى لأن المحاكمة تمثل إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان (الاهرام14/1/1998


ووصفت منظمة تضامن الشعوب الأفروأسيوية قرار تحويل جارودى للمحاكمة بتهمة معاداة السامية بانه لطمة صاعقة لكل أحرار العالم ومحكمة للضمير الإنسانى وحرية التعبير


أجرىالأمين العام لاتحاد المحامين العرب اتصالا بجارودى لتنسيق الجهود والدفاع عنه بمشاركة 16 منظمة مصرية وعربية معنية بحقوق الإنسان وتوجيه نداء إلى الرأى العام الفرنسى والدولى لوقف المحاكمة .


فى جلسة المحاكمة بتاريخ15/1/98 وبمشاركة محامين مصريين وعرب قدم جارودى شرحا للحركة الصهيونية باعتبارها حركة سياسية لا دينية وإن القضية قضية سياسية بالدرجة الأولى


أصدر إتحاد كتاب مصر بياناً بشأن محاكمة جارودى أكد فيه قلقة البالغ من محاكمة مفكر أمام القضاء


أكد رئيس المنظمة الدولية لحقوق الإنسان أن محاكمة جارودى خطأ كبير لأنه نقل مناقشة الكتاب للمحاكم وأمام القضاة بدلا من مناقشته فى قاعات الحوار


وفى 26/2/1998 صدر الحكم بالغرامة 120 ألف فرانك بعد إدانة جارودى بتهمة التشكيك فى الجرائم ضد الانسانية وبرأته من تهمة التمييز العنصرى والحقد العرقى ورفضت تهمة معاداة الصهيونية كما قضت بالإفراج عن ناشرالكتاب

ورغم كل ما واجه الرجل الذي تجاوز الثمانين من عمره فإنه يزداد صلابة وتمسكأ بما أورده في كتابه وهو يواجه اللوبي الصهيوني الأوروبي والمحاكمة التي خضع لها وفق قانون جيسو الفرنسي الذي يحرم المساس او تكذيب الاضطهاد النازي لليهود
ويقف جارودي وحيدا إلا من إيمانه بالله وبالإسلام ويقينه من أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz
نجوم كرة القدم

نيكولاس أنيلكا





بداية إسلام أنيلكا


تصدرت انباء تواجد انيلكا في السعوديه لاداء مناسك العمره خلال العام الماضي بعد اعلانه اسلامه رسميا وتغيير اسمه الي بلال كبري الصحف العالميه والعربيه .


وانيلكا لمن لا يعرف هو اشهر من ارتدي ثوب المتمرد في كل الانديه التي لعب لها بداية من باريس سان جيرمان مرورا بريال مدريد وارسنال الفرنسي ونهاية بمانشستر يونايتد حيث انتقل مؤخرا الي فنربخشه التركي في يناير 2005 الحدث وقتها لم يكن فقط مهما بل مثيرا من نوعه .



اول من اسلم بين نجوم العالم

فهو اول نجم عالمي يعلن اسلامه رسميا ورفضه السقوط وراء مبررات البعض بضرورة اخفاء اسلامه بسبب ما هو معروف عن الغرب من كرهه الشديد للاسلام وهي شجاعه من انيلكا الذي اعترف اثناء ادائه العمره

في السعوديه عندما سأل كيف اسلمت ؟ فقال حبي لسماع الاذان كان له دور في اسلام في تركيا ،كنت غاضبا وثائرا علي الدوام سافرت الي تركيا والكل يؤكد لي اني سأكتب نهايتي الكرويه هناك ولكنن فوجئت

بالهدوء النفسي هناك حيث كنت استمع الي صوت المؤذن بايمان شديد وهو يؤذن للصلاه والتفت الي زملائي وهم يحرصون علي اداء المناسك الدينيه وكان
هذا الشعور ليس غريبا علي اذ انني كنت اعيش في اجواء مماثله في سنواتي الاولي بمرسيليا فقررت بعدها الذهاب الي احد المساجد بالعاصمه اسطنبول سرا دون علم اسرتي .



تعمقه لسماع القران



وطلبت من شيخ هناك ويدعي مصطفي شوكير يعلم الصغار القرأن ان يطلعني علي القرأن الكريم ويفسر لي معاني مفرداته وفي جلستنا الاولي تلي علي سورة يوسف عليه السلام وعجبت بشده من ترفعه عن النساء الجميلات خشية غضب الله فطلبت منه المزيد وبالفعل عقد معي جلسات استمرت 3 اشهر
بواقع 3 جلسات اسبوعيا ووجدت نفسي اميل الي القرأن واحبه وفي احد الايام سألني الشيخ ماذا انتظر لم يشر بقصد صريح ولكنه القي عبارته في مفاجأة فلم اتردد وسألته كيف يصبخ الانسان مسلما فاجاب بنطق الشهادتين فرددتها وراءه ثم سألني ان كنت تسرعت ولكني وجدت الايمان الذي انتظرته طويلا وفضلت كتمان الامر عن اقرب المقربين مني حتي اكون اكثر الماما بالدين لأن اول سؤال وقتها لي لماذا الاسلام يا انيلكا حتي تعلمت الكثير واعلنت الاسلام واخترت لنفسي لقب بلال لأن اول ما جذبني للدين هو الأذان .



فان بيرسي اعتنق الاسلام وهو في بداية
شبابه




البداية كانت لا اخلاقية ولكن نهايتها كالتالي (الحقيقه تظهر في النهايه)

في صيف العام الماضي اتجهت انظار عشاق الكره الي هولندا بعد الاعلان عن القبض علي رفائيل فان بيرسي نجم الأرسنال والمنتخب الهولندي بتهمة التحرش بفتاه ومحاولة اغتصابها بعد تقدم الاخيره بشكوي الي المحكمة ووجهت التهامات الي النجم الشاب الذي لم يتجاوز الثانيه والعشرين من العمر علي الفور هاجمته الصحف في بلاده وهناك من من

اصدر حكم مبدئي يطالب بضرورة حبسه اكثر من 10 سنوات وكان مفترضا ان تمر العقوبه مرور الكرام لولا نظرية المؤامره التي غطت جنبات القضيه وقضية الفساد التي فاحت رائحتها حتي تعلن المحكمه برائة

بيرسي وعدم تعرضه للفتاه لتعترف بعدها الفتاه انها تريد الشهره والتعويض المالي .




وبداية اسلام مغربية



ولكن لم هذا هو هدف الفتاه فتلك التهمه صاحبت فان بيرسي بعد اسبوعين من اشهاره اسلامه وزواجه من مغربيه عقد قرانه عليها في العاصمه مراكش بمجرد الحصول علي اجازته السنويه من ناديه الارسنال
قبلها كان فان بيرسي قد اعتنق الاسلام بعد 6 اشهر من خضوعه لدراسات اسلاميه لدي شيخ مغربي يدعي سالم يقيم بلندن الانصاف ان نقول ان

استحالة زواج هنري من الفتاه المغربيه هو السبب الاول الذي جعل فان

بيرسي يفكر في اعتناق الاسلام قبل ان يشهره علي الورق من اجل اتمام زفافه وخلال السته اشهر حفظ فان بيرسي ما يزيد علي 4 اجزاء من القرأن وكما يقول عنه زملاءه انه فضل اعلان اسلامه بعد نهاية الموسم المنقضي حتي لا يتحول الي حديث الساعه ويرفض الي الان الحديث عن قصة
اسلامه بسبب خشيته من هجوم الجاليات اليهوديه واسعة الانتشار بهولندا.





ريبري





البداية في المجهول



قبل عامين من الان لم يكن ريبري معروف كلاعب بل كان اسمه مجردا من النجوميه


والبداية جزائرية المانية


وقتها تزوج ريبري من وهيبه الجزائريه وطبيعي كما تعلن الشريعه الاسلاميه ان يشهر اسلامه وقتها ازاعت الصحف الفرنسيه خبر اسلام احد نجوم مرسيليا الشباب وتردده علي احد المساجد بالعاصمه الفرنسيه دون الاشاره الي اسم ريبري واستمر نفس التجاهل حتي اختير ريبري لتمثيل المنتخب في كأس العالم الماضيه للمره الاولي في تاريخه وخلاله لفت

ريبري الانظار بتألقه اللافت في الدور الأول قبل ان يصبح حدوتة المونديال باحرازه هدف مهم في مرمي الماتادور الاسباني وعقب نهاية اللقاء فوجئ الملايين بالنجم الشاب يركع علي الارض ويسجد لله شكرا علي الفوز ومعه بدأ الحديث.




كيف اسلم ريبيري




عن اسلام ريبري انه كان ذلك النجم الذي تحدثت عنه الصحافه والذي كان يتردد علي المساجد الفرنسيه متخفيا من اجل التقرب من المسلمين

ودراسة شرائع الدين بعض رفض وهيبه الحديث معه وبداية قصة حب ملتهبه عندما اعترف بحبه لها كانت المساجد بمثابة طريق الهدايه للنجم الشاب الذي لم يتجاوز 23 سنه.


عزام تعرف عليه واشهر اسلامه



ساعده خلالها رحال دين يدعي عزام تعرف عليه اثناء تردده علي المساجد وعندما كشف عزام الهويه الحقيقيه للنجم الفرنسي طلب منه عدم

التزام الصمت التام وعدم الحديث لرواد المسجد عنه او اصدقائه وتولي الشيخ عزام تعريفه بالدين الاسلامي ومن هنا علم النجم الفرنسي بسر

رفض وهيبه الحديث معه فقرر التمعن اكثر في دراسة الاسلام واشهر اسلامه بعد 3 اشهر من تعرفه علي الدين وبعدها تزوج وهيبه وسافر معها الي بلدها للتعرف اكثر علي عائلتها وليعيش وسط الدفئ الاسري الذي افتقده واذا كان ريبري قد اعلن اسلامه في المونديال الاخير فانه اعلن انه رفض تغيير اسمه الذي ولد به لانه يظن ان الايمان محله القلب وليس في الاسم.






فريد






في النهاية اسلم



لم يصدق نجوم المنتخب البرازيلي ومدربهم كارلوس البرتو بريرا انفسهم عندما شاهدوا النجم فريد يسجد لله شكرا بعدج احرازه هدفا بمرمي المنتخب الاسترالي في كأس العالم بألمانيا وقبل اللقاء قال
انه لا يعلم ماذا سيفعل اذا احرز هدفا في كأس العالم قد يبكي وقتها .


هكذا أشهر اسلامه




وشاءت الأقدار ان يشارك النجم فريد في اخر عشر دقائق ويحرز هدفا ليخرج عن هدوئه ويعلن هويته الدينيه كان هذا كفيلا بفتح الديانه التي ينتمي اليها النجم البرازيلي.



احداقارب والدته وراء اسلامه


قصة اسلامه كما رواها بنفسه تعود في المقام الاول الي احد اقارب والدته ذات الاصل اللبناني ويدعي جولين اعلن اسلامه وغير اسمه الي صلاح الدين وقتها اعلنت العائله مقاطعته الا ان فريد حرص علي عدم مقاطعته وعبرها بدأت اهتمامات النجم الي الاسلام من خلال مكتبة قريبه التي تضم 300 كتاب مؤلف عن الاسلام.


هنا اطمئن لاسلامه



وحافظ علي ذلك الاهتمام بعد انتقاله الي ليون الفرنسي وبدأ يتردد علي المساجد بصحبة صديقه المالي ديارا وزميله بالفريق ويقال انه اعتنق الاسلام في سبتمبر 2005 اثناء مباراة منتخب البرازيل مع نظيره الاماراتي في احد المراكز الدينيه هناك المثير ان فريد لم يغير اسمه بعد الاسلام لعلمه بتمتع اسمه بشعبيه كبيره في المجتمع الاسلامي .




بداية بيرسي رد عليها فريد




والي الان يرفض الحديث عن واقعة السجود والشيئ الذي يؤيد اسلام فريد هو تصريحه المثير ( ديانتي لا تسمح لي باقامة علاقات نسائيه لا يتوجها الزواج)


وهناك أيضا لاعبين أخرين مثل :



كانوتيه لاعب اشبيليه نبذه عنه


هذا اللاعب عندما سمع أن مسجد في أسبانيا قد يهدم ويحتاج للمال لم

يتردد والله لا أذكر المبلغ لكن لم يكن بالمبلغ الهين

descriptionمشاهير هداهم الله للاسلام - صفحة 2 Emptyرد: مشاهير هداهم الله للاسلام

more_horiz

"ريتا" البريطانية"أم سليمان": ذهبت لتنصير المسلمين في شرق لندن فصليت معهم لمدة عام ثم أشهرت إسلامي!

المدينة المنورة: أحلام علي

المصدر : مجلة المجتمع


سورة الفاتحة التي يتلوها المسلمون في صلواتهم، ويرددون خلالها الآية الكريمة اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم تذكرني دائماً أن الله سبحانه وتعالى امتن عليِّ برحمته وفضله بهدايتي إلى الإسلام..". بهذه الكلمات بدأت المهتدية البريطانية "أم سليمان" "ريتا" سابقاً تروي قصة إسلامها منذ عام 2000م ونشاطها الدعوي الحالي:


ماذا عن نشأتك الأولى؟


نشأت وترعرعت في أحضان بيت ملتزم بالنصرانية، وحينما كنا صغاراً كنا نذهب إلى كنيسة الرهبان التي تعرف بالتزامها الشديد بالكتاب المقدس، حيث كان لزاماً على النساء والفتيات أن يغطين رؤوسهن، وإذا جاءت بعضهن إلى الكنيسة كاشفات رؤوسهن أسرعت الكنيسة بإعطائهن غطاءً للرأس، ورغم أن أيام الأحد هي أيام راحة إلا أنه لا يسمح بمشاهدة التلفاز أو التنزه في الحدائق أو غسل الملابس أو عمل أي نوع من الأعمال الدنيوية، حتى الألعاب التي كنا نمارسها كان لابد أن يكون لها علاقة بالكتاب المقدس!


وحينما بلغت الثامنة من عمري أصبحت "مسيحية" أعتقد أن المسيح يرعاني.. وبأن الله أرسله لأن الأنبياء فشلوا في أن يعيدوا الإنسان إلى الله، وكنت في ذلك الوقت أخاف أن يأتي المسيح ليأخذ النصارى إلى الجنة وأُترك وحدي، وكان ذلك دافعاً رئيساً لتمسكي بالنصرانية.

وفي سن الرابعة عشرة عُمدت حيث وُضعت في حوض به ماء لكي أتصور أنني تخلصت من حياتي القديمة وأصبحت طاهرة أستقبل حياة جديدة مع المسيح ولأنني أصبحت "مسيحية" فإن كل ذنوبي قد غُفرت كما أخبروني، لأن المسيح صُلب من أجلي وتحمل عني ذنوبي، كما منحني التعميد مكاناً في الجنة.. والآن أتعجب من نفسي كيف آمنت بهذا الهراء"؟!



وكيف تنظرين لفترة نشاطك بالكنيسة بعد تعميدك؟ ودورها في إقبالك على الإسلام؟

بعض الكنائس المهتمة بالروح القدس تزعم أن كل مُعمد في الروح القدس يستطيع التحدث بلغات شتى كأنه ملهم من عند الله.. وبينما كنت أعمل في كندا ذهبت إلى إحدى الكنائس وتقدمت في نهاية الصلاة لكي أستقبل الروح القدس، وأُمرت بأن أفتح فمي وأن أتكلم بهذه الألسن الجديدة، ولكن للأسف لم يحدث شيء من هذا!!

هذا الموقف مثل لي صدمة كبيرة، رغم ذلك سرت على خُطى المسيح وتعاليمه، حيث سافرت إلى الهند للعمل لمدة عامين، وبعدها قضيت عاماً ثالثاً في الفلبين، وكانت الكنيسة في بلدتي فخورة بي واعتبرتني إحدى "المبشرات" لها؛ إلا أنني وجدت الكثير من مواقف التحدي التي كان تعليلي لها دائماً: ما فعله المسيح من أجلنا كان دليلاً، وساعدني إيماني على التمسك بأخلاقي.. ومنذ ذلك الوقت بدأ شكي في الدين المسيحي لمدة سنوات، وقابلت العديد من الناس الذين ينتمون إلى الأديان الأخرى، حينئذ وجدت الكثير من التناقضات في الكنيسة المسيحية. وأثناء عودتي إلى بريطانيا كنت أبحث عن كنيسة تناسبني، بعدما فقدت الثقة في الكنيسة البروتستانتية، وأعطتني الكنيسة الإنجيلية بعض الأسس، ولكنها كانت من صنع البشر وتعتمد على الطقوس.


وعندئذ أقلعت عن الفكر المسيحي.. ولكن كنت على إيماني بالله وفي ذلك الحين لم يكن لدي فكرة أن هناك بديلاً آخر.



ماذا عن نقطة تحولك للإسلام؟!

في ذلك الوقت كنت أعمل في شرق لندن في حي المسلمين في مجال التنصير لبعض سنوات، على أساس أنه تجمع شبابي عمالي، وكان لدي بعض الأصدقاء الطيبين منهم، وأصبحوا كعائلة بالنسبة لي ورحبوا بي كثيراً، وتأثرت بوضوح بدينهم وبطريقة صلاتهم أمامي وبحديثهم عن دينهم بدون أي تخبط، فأدركت أن الإسلام هو الذي يوجه حياتهم إلى حد كبير، حيث الصوم والصلاة والعلاقات العائلية الدافئة.. وغير ذلك.



ولم يدر بخاطري أبداً أن أعتنق دين الإسلام.. فقط أحببت أصدقائي المسلمين وطريقتهم في الترحاب بي في حياتهم، وفي عملي استطعت أن أتعامل مع البنات المسلمات الملتزمات في مساعدتي في الزيارات المنزلية، وفي الوقت نفسه حاولت إقناع الآباء أن يسمحوا لبناتهم بالذهاب معنا في الرحلات اليومية أو داخل المساكن، وفي إحدى المساكن تعرفت على فتاتين ملتزمتين تصليان أمام الآخرين وتتحدثان بحماس شديد عن إسلامهما، لم أسمع عن هذا الجانب في الدين الإسلامي من قبل، ولهذا تأثرت تأثراً كبيراً.



وبمرور الوقت بدأت تدريس اللغة الإنجليزية في العديد من أماكن تعليم الكبار، وفي أحد الفصول الليلية قابلت نموذجا ًحيا ًللطالب المسلم الملتزم النشيط، هذا الطالب لم يفتأ يتحدث عن الإسلام، وسألني عدة أسئلة عن الدين المسيحي، مثل: ما هي معتقداتي؟ ما هو الثالوث؟ ما هي الشرائع التي تتعلق بالأيتام والمواريث؟ إلخ؟ وحاولت أن أرد عليه، ولكن المشكلة تكمن في أنني كنت أبحث لنفسي عن أجوبة لهذه الأسئلة! لقد تعجبت كيف أنني قضيت معظم حياتي في "المسيحية" ولكني لم أستطع أن أرد على مثل هذه الأسئلة التي تعد من أساسيات الدين، واضطررت لأن أقول إن هذه الأشياء تعود إلى الدين وأن عليك التسليم بها، ورغم ذلك كنت أعلم أن هذا الرد ليس كافياً، واتضح لي جليا ًقصور النصرانية أمام وضوح منطقية الإسلام.


في بداية الأمر لم أستطع مقابلة أي من الذين اعتنقوا الإسلام، ولم أستطع أن أخبر أحداً عما يدور في داخلي، وكنت أشعر وكأنني منشار يتم تجميعه ببطء. ووجدت أن مفهوم الإله الذي أعتقده هو نفسه مفهوم الإسلام له، واكتشفت حاجتي إلى الصلوات الخمس، وأعجبتني الصلاة لأنها مرتبة وبها طمأنينة، وأخبرني الطالب المسلم أني حين أسجد أكون أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولهذا فإنه من الأفضل أن أسأل الله كل ما أريد، وحينما فعلت ذلك لأول مرة وجدتني في سعادة غامرة.. ومنذ ذلك الحين داومت على تعلم الصلوات؛ بالرغم من أنني لم أكن قد أسلمت.


لقد شعرت أني وجدت الهدوء النفسي ووحدة المعتقد والسلوك في آن واحد، أزال عن نفسي لوعة معايشة التناقض بين السلوك والعقيدة النصرانية، وهو ما كنت أبحث عنه منذ سنوات، وتشجعت، فقابلت بعض الذين اعتنقوا الإسلام من الكاثوليك والبروتستانت، وكلهم كانوا عوناً كبيراً لي وأجابوا على أسئلتي وشكوكي ومخاوفي.


وكان شهر رمضان يقترب، وأردت الصيام، ولم أخبر أحداً في العمل ولكني كنت أبدأ العمل مبكراً وأذهب إلى المنزل لأتناول الإفطار.. علمت أن المسلمين يحرصون على قراءة القرآن أثناء هذا الشهر.. وبالرغم من أن هذا شيء كنت أتجنبه منذ فترة طويلة إلا أنه حان وقته، وحينما بدأت قراءة الآيات القرآنية أحسست براحة نفسية غير عادية، وأيقنت أنه تعبدي وأنه واقعي.. وأكد عندي أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. كانت ليالي الصيام مريحة في القراءة، مما ساعدني على إنهاء قراءة القرآن قبل نهاية شهر رمضان.. وكانت تلك المرة الأولى التي أصلي فيها أمام الناس، ولكنني حتى هذا الوقت كنت مضطرة لأن أقول إنني لست مسلمة.


أثناء المقابلات تعرفت على بعض النساء المسلمات اللاتي لهن اهتمام بأعمال الخير والبر.. وبعد أن تركت هؤلاء المسلمات قلت لنفسي: إذا كان هناك هذا النوع من المسلمات.. فلماذا هذا الخوف؟!


ولم يبق من أجزاء المنشار داخل نفسي سوى الجزء المتعلق بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولأنني كنت أعتقد أن المسيح هو آخر الأنبياء فقد أخذ مني وقتاً لأسلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله، وفي لحظة ما جال بخاطري أنه إذا كنت أؤمن بأن القرآن من عند الله فلابد أنه منزل على رسول ليبلغ كلام الله. فلماذا أنكره؟ وبدون رسول الله لم يكن هناك قرآن ولا سنة.


وانتهى الأمر بي في نهاية شهر رمضان لأن أعلن أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".. حقاً إنها بعض الكلمات البسيطة ولكنها استغرقت عاماً حتى أقولها من قلبي.. وهذا الأمر كان منذ خمس سنوات، وهذا أفضل قرار اتخذته في حياتي.


وقد أنعم الله سبحانه وتعالى علي بزوج هو الطالب الذي عرفني بالإسلام وأربعة أطفال سأقوم بتربيتهم بإذن الله على هدي الإسلام.



لم تكتف بالانتقال من النصرانية إلى الإسلام فأنشأت أنت وزوجك مركزاًً لتعليم اللغة والثقافة العربية.. فهلا حدثتينا عن ذلك؟

يجب على كل مسلم أن يكون عنصراً فعالاً يقدم شيئاً لأمته، ولا يكتفي بأن يكون مسلماً فحسب.. لذا قمنا (أنا وزوجي أبو سليمان) بإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية، بدأ أعماله في يناير عام 2000م نظراً لحاجة المنطقة في شرق لندن إلى مركز يُعلم الإسلام، وبدأنا العمل مع الأطفال من سن 54 سنوات مع 15 طالباً نظراً لضيق المكان، رغم أن هناك العديد من الطلبات.


ويقوم "أبو سليمان" بتدريس اللغة العربية لمدة أربعة أيام في الأسبوع، ونظراً لزيادة الطلب على المركز فإننا نبحث عن مكان أوسع لمواصلة رسالتنا بإذن الله

 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
مشاهير هداهم الله للاسلام
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة