خاطرة ( لعشاق الصداقة فقط)

عندما فتحت عيني لأرى الحياة بعد ولادتي وبدأت اسير على الارض بعد ان كنت ازحف عليها وبدأت ارى الاشياء من حولي واريد ان افهم كل ما اراه امامي فصرت اكبر قليلا قليلا واستوعب هذا العالم الذي اول مرة اراه كبرت وكبر معي فهمي لهذا العالم الغريب والمليئ بالبشر المختلفين حتى اني لم ارى احد يشبه الاخر في افعاله بدأت الدراسة في اول عمري لم يكن لي صديق في ذلك الوقت لأنني لم اكن اعرف شي يسما الصداقة بين الناس لأنني في اول دربي واجمل اوقات حياتي قبل ان اعلم ان الشخص لابد له من صديق مخلص يواسيه في جميع اموره ..بعد ان عرفت هذه الحقيقة ايقنت ان حياتي ينقصها شي واحد وتكون اجمل حياة هل تعرفون ماهو ؟؟




@ انه صديق يوفيني ويفهمني ويواسيني القاه اذا احتجته ويأتيني اذا طلبته ولا يتركني اذا اخطأت بحقه @

لقد دخلت كل هذه المعاني في حياتي لم تفارقني يوما من الايام قبل ان اجد الصديق الذي اتمناه ..


لقد بدأت رحلة البحث الشاقة والمخيفة والحساسة لأنني سمعت من الناس ما ارعبني كلما قلت لأحد انا اريد صديق وفي اجابني بكل تعجب وفضاضة واستهزاء قائلا يالك من احمق ألم تفهم الحياة بكل معانيها مالذي دعاك لهذا الشي المستحيل في هذا العالم المليئ بالظلم تقول لي صديق وفي .. ارجوك لا تتعب نفسك ولا تقتل قلبك من اجل شي في الحلم تراه ولكنك لن تراه بين هؤلاء البشر لكنني ساقول لك شي اذا رأيت يوما من الايام سرابا عند مشيك المتواصل وبحثك عن صديق فأعرف ان هذا الصديق سيكون يوما ما مثله ؟؟؟؟.)

فقلت في نفسي بعد كلام الناس هذا عن الصديق وامنيتي متعجبااااا يالل الهول اهذا حقا الصديق الذي ابحث عنه افعلا سيأتي يوما ينساني يالل الوقاحة اهذه الصداقة التي كنت احلم يوما من الايام ان اعرف معانيها ::؟؟؟!!)

في الحقيقة كدت استسلم من اول خطوة في رحلتي لكن كان هناك شيئا يدعوني لاكمال الرحلة ورمي كلام الناس ورائي كي لايعيقني هل تعرفون ماهذا الشي الذي اجبرني ودعاني لمواصلة المسير والبحث عن صديق في رحلتي؟؟؟


@ انه حب التجربة في قلب اخي ( المغامر )هو الذي دعاني اواصل المسير قال في نفسي لا حلاوة للحياة بدون تجارب فهذه الحياة كلها تجارب هيا واصل المسير ابحث انا متأكد ان هذا العالم لن يخلوا من الطيبين والاصدقاء الاوفياء..@

لقد بدأت المسير من جديد وفي يوما من الايام عندما كنت في المدرسة خرج جميع اصاحبي للفسحة وبقيت انا جالسا لوحدي لم اشتهي اكل شيئا لوحدي لم اعد اطيق حياتي وانا بمفردي جلست اكتب اشياء على مذكرتي كانت تعبر عن مافي داخلي وانا لم اركز عليها جيدا فقط كنت اكتب وانا افكر وفجاة وانا غارقا في تفكيري وفي كتاباتي مر بجاني احد زملائي في الصف كان يجلس وحيدا لايحب احداا لم يدخل الى قلب احد من زملائة او اصاحبه كان في حياته وحيدا فلما لمح شيئا من كتاباتي وقف فجأة يقرأ ما اكتب ولم اشعر به لانني كنت افكر بعمق فلما حاولت ان اتوقف قليلا عن الكتابة ناداني بصوت حزين متذلل
وقال ارجوك اكمل ارجوك لا تتوقف عن الكتابة ارجوك ارجوك!!!..)


فنظرت إليه وملامح الحزن قد لبدت وجهه فلما رأيت هذا منه .. عدت مباشرة اكتب في مذكرتي ولكني هذه المرة كتبت عبارة جديدة في حياتي وقاسية لهذا الزميل لقد كتبت بكل فرح وصدق وامنية في قلبي @ لقد وجدت صديقا لي بعد هذا العناء الطويل في بحثي عنه @

فتعجب الزميل الوحيد ونظرت اليه وإذا بملامح الخيبة والحزن تملأ وجه والعبرة كادت تسقط من عينيه الرائعتين ..؟؟
ففهمت لماذا تحول وجه إلى هذا الشكل والحزن الشديد كان يظن انه فقد الامل الاخير في ان يجد صديقا له والذي كان يريدني انا ..!!

فمباشرة سالته وقلت له : ( هل تعرف من هذا الصديق الذي اخترته ؟؟؟؟
اجابني حائرا ماذا يقول فقال بالتوفيق اخي اينا يكون هو فلا يهمني ) لقد قالها وفي قلبه ألم شديد كنت احس به من نظرة عينه الخائبة ...
ومباشرة قاطعته وقلت له : ( انه واقف بجاني يقرأ ما اكتب )
فلم يصدق من شدة فرحة لانه كان طول حياته لا يعرف معنى الاصدقاء وفجاة اذا به يضمني الى صدره وهو يذرف الدموع فرحاا فقلت له ( تعال واجلس بجانبي لانك من هذا اليوم ستكون صديقي الذي طالما بحثت عنه )

وبعد هذا الحديث المؤثر معه عاد الطلاب الى الصف ودرسنا حتى جاء وقت الذهاب إلى المنزل فنظرت إلى صديقي وّاذا به غارقا في تفكيره العميق حتى انه لم يسمع صوت الجرس وانتهاء الدوام فذهبت إليه وقلت له : لؤي ماذا بك (لأن اسمه كان لؤي)
هيا بنا لقد حان وقت الذهاب إلى المنزل ألم تسمع الجرس ؟؟

فقال : ( هاه شكرا لك صديقي لم اسمع صوت الجرس لأني كنت افكر في هذا اليوم الجديد من حياتي ..!!)
فقلت له : ( هيا بنا اليوم ستشرفني إلى بيتي على الغداء ...)

فلم يعرف مايقول : وقال شكرا لك اخي لقد غمرتني بلطفك وحبك شكرا لك شكرا لك ..)

وبعدها ذهبنا الى منزلي وتناولنا الغداء سويا وجلسنا نتحدث كل عن حياته وكل ما مر عليه وما يفكر فيه وما يتمناه ...
حتى عرف كل واحد منا حياة صديقه الجديد لكي يسهل عليه فهمه ومساعدة ..

ثم ذهب صديقي لؤي إلى منزله قبل غروب الشمس ..
فقلت في نفسي ياله من صديق طيب ولطيف ..
الحمد لله من الان سأبدأ حياة جديد ومليئة بالمحبة والصداقة الطيبة انشاء الله..

وبعدها عشت سنينا رائعة مع صديقي ومواقف متنوعة جفاء ورجعة وحزن وفرح ومحبة ووفاء ...
لقد عشت معه اجمل اوقاتي ومرينا سويا بكل عقبات الحياة وبكل لحظات الصداقة الرائعة..

مرت السنين ونحن سويا حتى جاء يوم الفراق الذي مزق قلبي من البكاء والحزن على ذهاب اعز صديق لي ..
هل تعرفون ماذا حصل ؟؟




لقد قررت عائلة لؤي السفر إلى احد الدول البعيدة بسبب ظروف عمل والد لؤي الذي يعمل هناك ..؟
فلم يكن من لؤي إلا ان اتاني في الليلة التي تسبق سفرهم فدق علي الباب . فتعجبت من الطارق في هذا الوقت؟؟

فذهبت لأرى من عند الباب؟؟؟!
فلما فتحت تفآجات بصديقي لؤي عنده فقلت له مباشرة هيا تعال إلى الداخل ..
فقال أرجوك : انت تعال معي أريد ان اخبرك شيئا ونحن نمشي في الطريق هذا أفضل ؟؟

فقلت له : كما تشاء انتظرني سألبس ملابسي واتي ....

ثم ذهبنا نسير فكان يتحدث معي حديث اخ يودعني فأستقربت الامر وقلت له : ماذا بك قل لي هيا ألسنا اصدقاء؟؟

فلم يتكلم ولم يدري كيف يخبرني بسفرهم المفاجأ فتركته حتى وصلنا إلى احد الحدائق وقلت له : هيا نجلس هناك على احد الكراسي ونتحدث على راحتنا..

فلما جلسنا اعدت له السؤال مرة اخرى..
وفجأة اذا بالدموع تنهمر من عينيه كأنه فقد اغلى ماعنده..
فقلت له اسف اذا ازعجتك بهذا السؤال ارجوك كف عن البكاء لأنك تعلم انني احبك ارجوك فمسحت الدمع من عينيه ونظرت لعينيه فقلت له : (ان في عينيك شيئا تريد ان تقوله هيا لا تخف قل ..؟)

فقال سأقول لك ماجرى لكن ارجوك لاتغضب مني او تنساني ؟؟
قلت هيا تكلم لا تخف قل ..
فقال اخي ارجوك انا احبك فلا تنساني لقد قرر ابي السفر واخذنا معه لدولة اخرى بسبب ظروف عمله )

فلم استطع الرد على لؤي لأنني اصبت بحزن عميق لم استطع ان اصدق ما يحدث لي ؟؟؟ ( هل حقيقة سيذهب اعز صديق لي ؟؟؟)
وقال لؤي والدموع تنهمر من عينيه وهو ينظر إليارجوك لا تنساني سأراسلك كل يوم عبر البريد كم سأشتاق لك يا أعز صديق لي منذ ان عرفت حياتي ...)

فتمالكت نفسي قليلا وقلت له دعني اظمك إلى صدري لكي اعطر ملابسي بريح اعز صديقا لي قبل ان يذهب فأستمر العناق بيننا ونحن نتبادل الكلام من شدة المحبة التي في قلوبنا لبعضنا البعض...)
فقلت له لؤي لن انساك ابداا ثق بهذا الكلام ستبقى في قلبي مادمت حيا وسنتراسل كل يوم انشاء الله عبر البريد فوافني عن كل اخبارك ياصديقي الوفي ..)

وبعدها قلت له : هيا اذهب إلى اهلك اخاف ان يفقدوك واعذرني اذا لم ترني غدا في لحظة وداعك وسفرك لأنني لا اتحمل لحظات الوداع القاسية .. إلى القاء صديقي....)

لقد سافر صديقي ولكنه لم ينساني وما زلنا إلى الان نتبادل الرسائل اليوميه عبر البريد......




شكرا على قرائتكم خاطرتي ارجو ان تعجبكم لقد انتهت خاطرة (رحلة لم تنتهي )

شكرا لك على الموضوع