كثيرا ما يتم تصدير واستيراد اللحوم
والأغذية المختلفة من بلد إلى آخر، وعند وصولها إلى البلد المعنيّ، عادةً
ما تقوم المختبرات المسؤولة بفحص عينات منها لمعرفة ما إذا كانت صحيّة
وسليمة وخالية من البكتيريا المسببة للتسمم. غير أن عملية الفحص لا تتم
دائما بشكل سريع، إذ يمكن أن تستغرق أساليب الكشف التقليدية عن الجراثيم
والبكتيريا عدة أيام، كما تحتاج هذه المختبرات إلى تجهيزات باهظة والتي
يمكن بواسطتها التحقق من سلامة المواد الغذائية.
لذا قام باحثون من جامعة ماكماستار في
مدينة هاملتون الكندية بتطوير طريقة جديدة سهلة التطبيق مخبريا للكشف
السريع عن الجراثيم المسببة للأمراض ودون الحاجة إلى معدات غالية. وتتمثل
الطريقة الجديدة في إجراء فحص بسيط، تدل فيه رؤية ضوء لامع مُجَهَّز مسبقا
على وجود الجراثيم في وقت قصير جدا.
ويوضح الباحث ينغفو لي:"عندما تأكل إحدى
الجراثيم في وسط ما وتتكاثر فيه تترك وراءها كمية كبيرة نسبيا من البراز
البكتيري الذي نستخدمه للكشف عن وجودها".
ولتحقيق الكشف عن البكتيريا عن طريق
مخلفاتها قام العلماء بإنتاج مادة حيوية أطلقوا عليها اسم "دي إن إيه زيم"
وهي عبارة عن حمض نووي ولكن بشريط واحد منفرد، يتمتع بخاصية الالتصاق
بالبراز البكتيري، علما بأن الحمض النووي العادي "دي إن إيه" عادة ما
يتكوّن من شريطين اثنين ملتصقين ببعضهما.وألصق العلماء على الشريط المنفرد
جزيئين اثنين. أحدهما يلمع بالضوء والآخر يحجب هذا الضوء. فإذا التصق براز
البكتيريا بهذا الشريط ينفصل الجزيء الحاجب عن الشريط كاشفا عن لمعان
الجزيء الآخر الضوئي. وتؤكد رؤية هذا الضوء على وجود البكتيريا الضارة في
المادة الغذائية المعنيّة. ويشير ينغفو لي إلى إمكانية استخدام هذا الأسلوب
في اكتشاف كل أنواع البكتيريا قائلا:"انه يمكن إنتاج شريط ضوئي كاشف
ومتخصص لكل جرثومة موجودة في العالم"، مشيرا إلى سهولة إنتاج الشريط النووي
الكاشف