اضطرت إحدى كبريات الشركات المنتجة لأجهزة السمع، وخاصة قطع حلزون الأذن ، إلى سحب إنتاجها من السوق في العام الماضي بعد تكرر ظهور حالات التهاب السحايا بالارتباط مع هذه الأجهزة التي تزرع في مناطق قريبة من الدماغ.
ويبدو أن الحالة لا تقتصر على شركة معينة أو جهاز أو جهازين فقط لانها تبقى تهديدا محتملا بحصول التهاب السحايا حسب آخر الدراسات. ونشر الباحثون نتائج دراسة في مجلة «نيو انجلاند» يقولون فيها ان منتجات الشركات الأخرى من حلزون الاذن تهدد أيضا بحدوث التهاب السحايا. وطالبت الدراسة السلطات الصحية الاميركية بإلحاح بضرورة فرض التلقيح ضد التهاب السحايا لكافة متلقي أجهزة السمع الصناعية الخاصة بحلزون الاذن.
وكانت ثلاث شركات اميركية قد اخبرت السلطات الصحية الاميركية عن 15 حالة التهاب سحايا بعد زرع حلزون لهم.
وهكذا تم سحب منتجات الشركة التي تسببت في الحالات بعد ضغط من السلطات الصحية. وذكرت هذه السلطات الاميركية لاحقا انها سجلت حدوث 118 حالة التهاب سحايا حتى مارس (اذار) 2003 وكانوا من متلقي أجهزة هذه الشركة. وكان هذا الرقم المرتفع هو الدافع الذي دفع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى إجراء دراسة حول الموضوع بتعاون السلطات الصحية الاميركية.
ومن خلال الدراسة التي أجرتها جينيتا ريفيويس وزملاؤها على 4264 طفلا تقل أعمارهم عن 6 سنوات وطوال الفترة بين يناير (كانون الثاني) 1997 واغسطس (اب) 2002 خلص الباحثون إلى النتائج التالية. استطاع الأطباء حصر29 حالة التهاب سحايا بكتيرية في 26 طفلا، و15 حالة التهاب سحايا بالبكتيريا الرئوية العنقودية، إضافة إلى حالتين اخريين من الاصابة بهيموفيلوس انفلونزا. وتوفي طفل خلال هذه الفترة بسبب التهاب السحايا واضطر الاطباء إلى إزالة الحلزون المزروع خشية على حياة ثلاثة أطفال. وحسب الباحثون فان التهاب السحايا يشكل خطرا على الأطفال الذين يتلقون حلزون الاذن بنحو 138.2 لكل مائة ألف شخص سنويا. وتزيد هذه المخاطر عن التي يتعرض لها الأطفال الأصحاء من العمر ذاته حوالي 30 مرة في الولايات المتحدة. كما لاحظ الأطباء أن الحلزون المزروع في الأذن هو المسؤول أيضا عن نسبة عالية من إصابات السحايا في فترة متأخرة، اي اكثر فترة الدراسة التي دامت 5 سنوات. عدا عن ذلك، تبين أن الحلزون المزروع يسبب أيضا تشوه الأذن الداخلية وظهور سائل فيها.[b]