أفي الله شك؟
د. عائض القرني
هذا الجزء من آية كريمة يهز الكون ويصيح في الأحياء يطلب منهم الإجابة بعدما عرض الله آياته الشرعية في كتابه المسطور وآياته الكونية في العالم المنظور. وللأستاذ حمد المرزوق كتاب بهذا العنوان «أفي الله شك؟»، أجاد فيه كل الإجادة وأورد أدلة علمية ونظرية وكونية ونقل عن كبار العلماء والفلاسفة ما شفى وكفى، وسبب تأليفه الكتاب أنه خلا بكتاب الله متدبرا ففتح عليه بإجابات صادقة عن أسئلة الحائرين، وأنا أدعو كل إنسان أن يطالع كتابين اثنين إلـهيين: كتاب الله المفتوح، وهو هذا الكون الهائل العظيم، وكتاب الله المشروح، وهو القرآن الكريم، وأنا أنصحك إذا أطلقت نظرك أن تُعمل فكرك وتسأل نفسك: من الذي خلق وأوجد وأبدع وصوَّر؟ لقد سافرت من جاكرتا شرقا إلى لوس أنجليس غربا، ومن جبال الكندوش بأفغانستان شمالا إلى سفوح إثيوبيا جنوبا، فوالله لقد شاهدت لوحة هائمة بالحسن من صنع الباري: بحار تتلاطم، وأمواج تتصارع، وجبال شاهقة كأنها أصابع تسبيح تشير بالوحدانية لله، وصحارى صامتة ممتدة، في جوفها أسرار وأخبار بمن مر على ثراها وسهول خضراء تملأ القلب بهجة والنفس رضا، مكثت في الطائرة قرابة ثماني ساعات في سماء المحيط الهادي في ليلة مقمرة وأنا أنظر من نافذة الطائرة: يا الله.. سكون رهيب، مرة أنظر في وجه القمر: حسن وسناء، ومرة أشاهد وجه المحيط: زرقة وبهاء، كون متسع.. أحيانا الساعات طويلة بالطيران بلا بشر، ومن هم البشر في كون الله الواسع؟ وما قدرتهم أمام قدرة الله الهائلة؟ سبحان من هذا ملكه. ثم تعود لتفتح كتابه المسطور: قرآن يتلى ووحي منزَّل على نبي معصوم، فإذا بالقرآن يدلك على براهين الوحدانية في الأنفس، وآفاق في الديار والبحار والقفار والليل والنهار. المهم أن تغسل فؤادك من المعتقدات الترابية الخرافية الأرضية، وأن تكنس ذاكرتك من الأوهام والأفكار الرخيصة التافهة وتعمل بتوجيهات القرآن في التفكر والتأمل ليزداد إيمانك ويعظم يقينك، وكبار علماء العالم أذعنوا لحقيقة وجود الله تعالى، والمطلوب توحيده سبحانه بالعبادة على منهج شرع الله، وأطالع كتاب «الله يتجلى في عصر العلم»، وكتاب «الطب محراب الإيمان»، وكتاب «الإنسان لا يقوم وحده»، وكتاب «الإنسان ذلك المجهول»، فأعجب من سخف الملاحدة وحمقهم، فهم يركبون رؤوسهم في غباء لينكروا نواميس الكون وبراهين الوحدانية وأدلة قدرة الله تعالى، شاهدنا جبالا من السحب تحتنا ونحن في الطائرة يسوقها الله بالرياح سوقا لبلد ميت ليسقيه، ثم يخبرك القرآن بهذا المشهد مفصلا، رأيت الطير والبهائم والزواحف والأسماك والحشرات كلها تطلب الرزق وتصارع من أجل البقاء وقد أرشدها الله لطرق عيشها «الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى»، هناك نملة تجاهد وتحمل الحبة إلى بيتها ثم تفقسها لئلا تنبت ثم تضعها في المخزن، فمن الذي علمها؟ إنه الله العلي القدير، وهناك نحلة ترحل بين الزهور وتطوف على البساتين ترشف أحلى الثمر والطلع لتصبه عسلا مصفى في خلية قامت بصنع بناء هندسي وشركة عاملة بتخصصات متعددة، وهناك طائر يبني عشه بمنقاره ثم يضع فيه بيضه ثم يطعم فراخه حتى تستأنف الحياة، فمن الذي أرشد وألهم؟ إنه اللطيف الخبير من الذي رتب المجرات، ونظم الكواكب كل شيء بدقة وحكمة «لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» الرياح، الأمطار، الثمار، الحرارة، البرودة، الفصول، الليل، النهار، الكل بتقدير ونظام وإتقان، بلا زيادة ولا نقصان، فسبحان الملك الديان، افتحوا أبصاركم أيها الناس وبصائركم وتأملوا في جمال الصنع وإتقانه ووقته وحسن الخلق ونظامه ولطفه ثم قولوا: «رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».
د. عائض القرني
هذا الجزء من آية كريمة يهز الكون ويصيح في الأحياء يطلب منهم الإجابة بعدما عرض الله آياته الشرعية في كتابه المسطور وآياته الكونية في العالم المنظور. وللأستاذ حمد المرزوق كتاب بهذا العنوان «أفي الله شك؟»، أجاد فيه كل الإجادة وأورد أدلة علمية ونظرية وكونية ونقل عن كبار العلماء والفلاسفة ما شفى وكفى، وسبب تأليفه الكتاب أنه خلا بكتاب الله متدبرا ففتح عليه بإجابات صادقة عن أسئلة الحائرين، وأنا أدعو كل إنسان أن يطالع كتابين اثنين إلـهيين: كتاب الله المفتوح، وهو هذا الكون الهائل العظيم، وكتاب الله المشروح، وهو القرآن الكريم، وأنا أنصحك إذا أطلقت نظرك أن تُعمل فكرك وتسأل نفسك: من الذي خلق وأوجد وأبدع وصوَّر؟ لقد سافرت من جاكرتا شرقا إلى لوس أنجليس غربا، ومن جبال الكندوش بأفغانستان شمالا إلى سفوح إثيوبيا جنوبا، فوالله لقد شاهدت لوحة هائمة بالحسن من صنع الباري: بحار تتلاطم، وأمواج تتصارع، وجبال شاهقة كأنها أصابع تسبيح تشير بالوحدانية لله، وصحارى صامتة ممتدة، في جوفها أسرار وأخبار بمن مر على ثراها وسهول خضراء تملأ القلب بهجة والنفس رضا، مكثت في الطائرة قرابة ثماني ساعات في سماء المحيط الهادي في ليلة مقمرة وأنا أنظر من نافذة الطائرة: يا الله.. سكون رهيب، مرة أنظر في وجه القمر: حسن وسناء، ومرة أشاهد وجه المحيط: زرقة وبهاء، كون متسع.. أحيانا الساعات طويلة بالطيران بلا بشر، ومن هم البشر في كون الله الواسع؟ وما قدرتهم أمام قدرة الله الهائلة؟ سبحان من هذا ملكه. ثم تعود لتفتح كتابه المسطور: قرآن يتلى ووحي منزَّل على نبي معصوم، فإذا بالقرآن يدلك على براهين الوحدانية في الأنفس، وآفاق في الديار والبحار والقفار والليل والنهار. المهم أن تغسل فؤادك من المعتقدات الترابية الخرافية الأرضية، وأن تكنس ذاكرتك من الأوهام والأفكار الرخيصة التافهة وتعمل بتوجيهات القرآن في التفكر والتأمل ليزداد إيمانك ويعظم يقينك، وكبار علماء العالم أذعنوا لحقيقة وجود الله تعالى، والمطلوب توحيده سبحانه بالعبادة على منهج شرع الله، وأطالع كتاب «الله يتجلى في عصر العلم»، وكتاب «الطب محراب الإيمان»، وكتاب «الإنسان لا يقوم وحده»، وكتاب «الإنسان ذلك المجهول»، فأعجب من سخف الملاحدة وحمقهم، فهم يركبون رؤوسهم في غباء لينكروا نواميس الكون وبراهين الوحدانية وأدلة قدرة الله تعالى، شاهدنا جبالا من السحب تحتنا ونحن في الطائرة يسوقها الله بالرياح سوقا لبلد ميت ليسقيه، ثم يخبرك القرآن بهذا المشهد مفصلا، رأيت الطير والبهائم والزواحف والأسماك والحشرات كلها تطلب الرزق وتصارع من أجل البقاء وقد أرشدها الله لطرق عيشها «الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى»، هناك نملة تجاهد وتحمل الحبة إلى بيتها ثم تفقسها لئلا تنبت ثم تضعها في المخزن، فمن الذي علمها؟ إنه الله العلي القدير، وهناك نحلة ترحل بين الزهور وتطوف على البساتين ترشف أحلى الثمر والطلع لتصبه عسلا مصفى في خلية قامت بصنع بناء هندسي وشركة عاملة بتخصصات متعددة، وهناك طائر يبني عشه بمنقاره ثم يضع فيه بيضه ثم يطعم فراخه حتى تستأنف الحياة، فمن الذي أرشد وألهم؟ إنه اللطيف الخبير من الذي رتب المجرات، ونظم الكواكب كل شيء بدقة وحكمة «لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» الرياح، الأمطار، الثمار، الحرارة، البرودة، الفصول، الليل، النهار، الكل بتقدير ونظام وإتقان، بلا زيادة ولا نقصان، فسبحان الملك الديان، افتحوا أبصاركم أيها الناس وبصائركم وتأملوا في جمال الصنع وإتقانه ووقته وحسن الخلق ونظامه ولطفه ثم قولوا: «رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».