[/font] كيف حآلكم جميعًا ؟ إن شاء الله بخير .. أول زيآرة لي بموضوع حصري في هذا القسم أتمنى أن لكم الإستفادة .. ~ عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما بعث الله من نبي ولااستخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشروتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى " [رواه البخاري] . ~ أبو سعيد الخدري : صحابي جليل، هو سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري الخزرجي ، ويكنّى بأبي سعيد، من علماء الصحابة وفقهائهم، ومن مكثري الرواية عن الرسول ، فقد روى 1170 حديثًا ، غزا مع النبي عليه السلام 12 غزوة ، وتوفي بالمدينة سنة 74 هجري. يعد هذا الحديث أصلاً من الأصول التي يقوم عليها نظام الحكم في الإسلام ، حيث جعل الإسلام مهمة الحاكم الأساسية رعاية شوؤن الأمة، والحاكم لا يستطيع أن يقوم بذلك بمفرده، فهو بحاجة إلى من يساعده في تسيير شؤون الأمة والعمل على رفعتها وتقدمها . وهذا الحديث يرشد الحاكم إلى أن يختار الوزراء والمقربين والمستشارين من المؤمنين الصادقين المخلصين لله تعالى في نصحهم وعونهم للحاكم على الحق والخير ، وهؤلاء هم بطانة الخير . من صفاتها [ الإيمان ، تقوى الله ، التحلي بالفضائل من أمانة وإخلاص ، وترى في الحكم وسيلة للإصلاح وضمان تحقيق العدل والمساواة ، والعمل على رفعة الامة وقوتها، وأهلها من أصحاب الكفاية والخبرة والقدرة على إدارة شؤون الحكم ، ولا تأخذهم في الله لومة لائم ] . من واجبتها [ حث الحاكم على المعروف ، فعل الخير ، نهيه عن الشر والظلم ، تقديم النصح والإرشاد ، تذكيره بالخير إن نسي، تعينه إذا تذكر والعمل على نصرته ودعم توجهاته الإيجابية البناءة، امتثالاً لقول الرسول : المستشار مؤتمن ] . وواجب الحاكم تجاه هذه البطانة : أن يقربها من ويستمع لنصحها ويعمل بهديها ، ويضعها أمام مسؤولياتها ، لتحقيق الخير في البلاد . من صفاتها [ الخبث والنفاق ، فاسدة لا تتقي الله ولا ت خشاه ، نيتها سيئة ، ترى في الحكم وسيلة للنهب والسرقة وتحقيق المصالح الشخصية ، وتغري الحاكم أبواب الشر ، وتزينها له ، وتحبب له الظلم والشر والفساد والإضرار بالناس والآخرين ، وتقلب له الحقائق وتزوده بعلومات مضللة كاذبة ، بالتالي لا يهمها إلا نفسها . حيث تحرص هذه البطانة على حجب الناس عن المسؤول لأهداف في أنفسهم فمنهم يرد أن يقوي نفوذه ويكون هو صاحب الأمر والنهي ] . واجب الحاكم تجاه هذه البطانة : أن يبعدها عنه ، لأنها تجره للشر والويلات والأضرار ، لأنه لا يمكن للأمة ان تتقدم ويصلح أمرها وأن تحافظ على كيانها ما دامت بطانة الشر تأخد بزمام الأمور في الدولة ، قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ] يؤكد هذا الحديث أن الحاكم الذي يجرص على اتخاد بطانة خير يحفظه الله من الوقوع في إفساد مصالح الأمة ، ويكسب محبة وثقة الأمة ، ويتحقق الإصلاح والخير والتقدم للبلاد والعباد على يديه ، وينال رضوان الله تعالى ، ويدخل جنته ، فكلما كانت البطانة من أهل العلم والتقوى وسداد الرأي والاستقامة كان الحاكم أبعد عن الزلل بإذن الله تعالى . 1- الحاكم مسؤولية عظيمة ، وأمانة كبيرة تقع على عاتق الحاكم . 2- بطانة الخير تساعد الحاكم على تحقيق ما فيه صلاح للأمة ، أما بطانة الشر تهدف إلى تحقيق المصالح الشخصية . 3- الحاكم الصالح او المسؤول يبحث عن بطانة الخير ويقربها منه ، ويسند إليها المهام والمسؤوليات ، ويقصي بطانة الشر لشرها . 4- المسلم يختار الأصدقاء الذين يكونون عونًا له على الخير والإصلاح . أتمنى أنكم أستفدتم من هذا الموضوع المهم ، وامعنوا النظر في أحكام ديننا التي لو اتبعناها لأصبحنا أفضل الأمم لكن في حالنا هذا نعتبر [ لو ] الإستحآلة .. أتمنى أن يصبح حال العرب والمسلمين أفضل .. دمتم في حفظ الرحمن . |