{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً } البقرة (30)
الْمَلائِكَة : جمع ملك وأصله مألك من المألكة والألوكة والألوك، وهي: الرسالة.
وأراد
بهم الملائكة الذين كانوا في الأرض وذلك أن الله تعالى خلق السماء والأرض
وخلق الملائكة والجن فأسكن الملائكة السماء وأسكن الجن الأرض فغبروا فعبدوا
دهرا طويلا في الأرض، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي فأفسدوا وقتلوا فبعث الله
إليهم جندا من الملائكة يقال لهم: الجن، وهم خزان الجنان اشتق لهم من الجنة
رأسهم إبليس وكان رئيسهم ومرشدهم وأكثرهم علما فهبطوا إلى الأرض فطردوا
الجن إلى شعوب الجبال وبطون الأودية وجزائر البحور وسكنوا الأرض وخفف الله
عنهم العبادة فأعطى الله إبليس ملك الأرض، وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة
وكان يعبد الله تارة في الأرض وتارة في السماء وتارة في الجنة فدخله العجب
فقال في نفسه: ما أعطاني الله هذا الملك إلا لأني أكرم الملائكة عليه (1)
فقال الله تعالى له ولجنده: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً } أي
بدلا منكم ورافعكم إلي، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة.
والمراد
بالخليفة هاهنا آدم سماه خليفة لأنه خلف الجن أي جاء بعدهم وقيل لأنه
يخلفه غيره والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه
(2).
__________
(1) ذكر ذلك أيضا الواحدي في التفسير: 1 / 74، وانظر
تفسير ابن كثير: 1 / 131-133 و138-141، ففيه بعض الروايات، وقد ضعفها ابن
كثير رحمه الله ونقل ذلك عنه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الطبري: 1 /
505.
(2) ولابن القيم في كتابه "مفتاح دار السعادة" 1 / 151 كلام مفيد وتفصيل رشيد حول خلافة الله في أرضه فليراجع لفائدته.
الْمَلائِكَة : جمع ملك وأصله مألك من المألكة والألوكة والألوك، وهي: الرسالة.
وأراد
بهم الملائكة الذين كانوا في الأرض وذلك أن الله تعالى خلق السماء والأرض
وخلق الملائكة والجن فأسكن الملائكة السماء وأسكن الجن الأرض فغبروا فعبدوا
دهرا طويلا في الأرض، ثم ظهر فيهم الحسد والبغي فأفسدوا وقتلوا فبعث الله
إليهم جندا من الملائكة يقال لهم: الجن، وهم خزان الجنان اشتق لهم من الجنة
رأسهم إبليس وكان رئيسهم ومرشدهم وأكثرهم علما فهبطوا إلى الأرض فطردوا
الجن إلى شعوب الجبال وبطون الأودية وجزائر البحور وسكنوا الأرض وخفف الله
عنهم العبادة فأعطى الله إبليس ملك الأرض، وملك السماء الدنيا وخزانة الجنة
وكان يعبد الله تارة في الأرض وتارة في السماء وتارة في الجنة فدخله العجب
فقال في نفسه: ما أعطاني الله هذا الملك إلا لأني أكرم الملائكة عليه (1)
فقال الله تعالى له ولجنده: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً } أي
بدلا منكم ورافعكم إلي، فكرهوا ذلك لأنهم كانوا أهون الملائكة عبادة.
والمراد
بالخليفة هاهنا آدم سماه خليفة لأنه خلف الجن أي جاء بعدهم وقيل لأنه
يخلفه غيره والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ وصاياه
(2).
__________
(1) ذكر ذلك أيضا الواحدي في التفسير: 1 / 74، وانظر
تفسير ابن كثير: 1 / 131-133 و138-141، ففيه بعض الروايات، وقد ضعفها ابن
كثير رحمه الله ونقل ذلك عنه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الطبري: 1 /
505.
(2) ولابن القيم في كتابه "مفتاح دار السعادة" 1 / 151 كلام مفيد وتفصيل رشيد حول خلافة الله في أرضه فليراجع لفائدته.