الحمد
لله. الذنوب بحر لا ساحل له وقد تكلم العلماء في تصنيف أنواع الذنوب إلى
قسمين: الأول: الكبائر وهي ما ترتب عليه حدأ وعيد في الدنيا والآخرة فتكون
كبيرة وفي الحديث (رمضان إلى رمضان والجمعة الى الجمعة مكفرات لما بينهما ما اجتنبت الكبائر ).
وقد اجتهد كثير من العلماء في تحديدها
وبيانها وصنفوا الكتب في الكبائر كالذهبي وبن حجر الهيتمي وغيرهما.
والثاني : الصغائر وهي ما دون ذلك وقد ذهب كثير من المفسرين إلى تحديد
أنواع منها اجتهاداً عند تفسير قول الله تعالى ( الذين يجتنبون كبائر الإثم
والفواحش إلا
اللمم) النجم (32).
وذكر بن القيم تقسيم الذنوب إلى صغائر
وكبائر ثم قال وأصول الذنوب ثلاثة :
الكبر وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره
الثاني: الحرص وهو الذي أخرج آدم من الجنة
الثالث: الحسد وهوالذي جرأ أحد بني آدم على أخيه فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقي الشر .
وانظر مزيد تفصيل في الداء والدواء
والفوائد لابن القيم والكبائر للذهبي .
وأعلم أن خطر الذنب عظيم والواجب على المسلم أن يخاف الذنب ويحاذره ففي
الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن المؤمن ليري ذنوبه كأنه في
أصل جبل يوشك أن يقع عليه وأما الفاجر فيرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال
به هكذا فطار"
يقول بن المعتز:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر مايرى
لاتحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى والذنوب إذا اجتمعت على قلب العبد تهلكه
قال الله تعالى ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون) والتساهل في
الصغائر يصيرها كبائر لاصرار العبد عليها ومناداتها لأخواتها من الذنوب حتى
يألف العبد الذنب .قال بن عباس (لاكبيرة مع الاستغفار ولاصغيرة مع
الاصرار) أعاذنا الله وإياكم من الذنوب صغيرها وكبيرها.
لا تنظر لصغر المعصية وانظر الى عظمة الذي تعصيه.
والله أعلم