من الذي يستغلك؟ ولماذا يستغلك؟
ما الذي يجعل الإنسان مستغِلاَّ ؟:
1- لا يهتم المستغل بالآخرين ، فهم عنده "أشياء" تخدم "ذاته هو". وهو
يتعامل معهم بلطف بمقدار ما يزيدون من أرباحه المادية والمعنوية.
المستغِلُّ أناني يريد أن يحقق مكاسبَه الخاصة دونَ النظر إلى مصالح من
حوله ، ولا مشكلة عنده في أن يتظاهر بالخلق النبيل والإيثار - ومعالي
الأخلاق - حتى يكسب ما يريد.
لا تغتر بما تراه من لطف في السلوك أو سمو في الخلق عند شخص مستغل ..
سيتبخر هذا كله حين يشعر أن سحابة الصيف قد انقشعت عنك .. وأنك لم تعد تقدم
له ما يحتاج ، وحينها ستكون منديلاً ورقياً انتهى صاحبه من استخدامه !!
2- يشعر المستغِلُّ في أعماقه بالدونية ، واحتقار الذات - أو على الأقل :
نقص الاحترام لها - فيسعى إلى تَمَلُّك الآخرين (لا سيما من يملكون ما لا
يملك من المهارات أو القدرات) ، وبامتلاكهم يشعر بالتفوق.
وكثيراً ما يخفى عليك شعوره بالدونية .. لأنه يكون قاعاً لبناء ضخم كثير
الزخارف .. يموِّه به المستغل عليك حتى تشعر بقوته .. لأنه بدون " وهم
القوة " لا يستطيع استغلالك.
العين البصيرة هي التي ترى الدونية خلف الاستعلاء .. والضعف وراء القوة.
3- يسعى المستغِلُّ إلى أن يجمع أسباب القوة في يده ، ويفسر محاولاتك
للاستقلال بأنها معاداة له. (هل تتذكر ما صنعته دول الغرب الاستعمارية مع
البلاد المستعمَرة .. وهل ترى ما تصنعه الدول المستبدة مع كل من يحاول
الاستقلال عن هيمنتها وظلمها ؟).
لابد أنك سمعت عن دراكولا مصاص الدماء .. المستغل يمتص دمك ليعيش هو .. حتى وإن متَّ أنت .
ولن ينتقد أحدٌ دراكولا .. لأنه دراكولا !!
وإذا حاولت الهرب من مصاص الدماء فهذا يعني بالنسبة له شيئاً واحداً : أنك
لا تريده أن يعيش .. لأن حياته مرهونة بدمك الذي يشربه. ولذا فإن محاولتك
الاستقلال عنه تمثل له حالة إعلان حرب .. تستنفر لديه قانون الطوارئ !!
4- المستغِلُّ مولَع بالسيطرة ، ويريد أن يكون دائماً في مركز الضوء ، وهذا
يفسر تصدُّرَ كثير من المستغلين للقضايا العامة ، ورئاستهم عدداً من
المشاريع الاجتماعية الخيرية ، أو محاولة جمع الأسرة وقيادتها . لأنه - في
النهاية - سيستغل الآخرين في القيام بالمهام المطلوبة، ثم يُنسَب إليه
الفضل ، ويحصل على المكاسب الحسية والمعنوية.
هل تذكرت قريباً لك يسعى إلى اكتساب مكانته في " مجلس العائلة " بادعاء القيام بمهام عديدة تعب الآخرون فيها ؟
هل تعمل مع مدير يريد أن يرى اسمه على كل ورقة ، وأن يسمع مدحه من كل لسان.
ضوء الشهرة بالنسبة للمستغل كضوء الشمس للنبات .. ينمو به .. ويذوي بدونِه !!
هل يعرف المستغل .. أنه مستغل ؟
بعض المستغِلين يخطط للاستغلال ، ويعي أنه يمتص طاقات الآخرين ، وليست لديه
غضاضة في ذلك .. وهو يراه حقاً له بموجب " قانون البقاء للأقوى".
قد لا تستطيع فهم " النظام الأخلاقي " الذي يتبعه شخص كهذا .. لا سيما إن كان محافظاً على بعض الشعائر الدينية كالصلاة والصوم ..
الخلل هنا ليس في " مظاهر السلوك " وإنما في " القيم الأصلية " التي تقوم عليها حياته.
المستغل إنسان ترسخ في نفسه أنه هو الأول .. حتى لو لم يكن بعده أحد.
وهو ينتقي من أصول الدين وقواعد الأخلاق ما يؤكد هذا المعتقد .. ولن يُعجِزَه أن يجد ما يريد !!
والبعض يحاول أن يُفلسِف استغلاله بحججٍ مثل " إنه لا يعرف مصلحته .. وأنا
أساعده " ، أو " صحيح أنه ماهر .. ولكنه لا يحسن الإدارة ، وهذا دوري" .
هذا الصنف يعرف أنه مستغل .. ولكنه يحمي نفسه بادعاء المساعدة النبيلة .
كان احتلال الغرب للعالم مبنياً على مبدأ نبيل .. ظريف .. لطيف .. هو : مساعدة الهمج في أن يكونوا متحضرين .
وفي سبيل ذلك .. فلا غضاضة في أن نؤدبهم بالضرب .. والتجويع .. والقتل .. وسلب الثروات .. ما دامت الغاية نبيلة !!
أنت تعلم بالطبع أن هذه الغاية زائفة .. وأن أول من يعلم زيفها هو الناطق بها !!
ولن يكف هذا المزيف عن النطق بزيفه إلا حين يواجَه بالحقيقة القادرة على حماية نفسِها.
والبعض لا يشعر أنه مستغل أصلاً ، بينما تحركه دوافع الاستغلال بصورة لا
شعورية .. ولو واجهتَه بصورته الحقيقية لأنكر أنه كذلك .. ولكان أول من يسب
صاحب هذه الصورة.
ومثل هذا يتعارض عنده نبل الظاهر وزيف الباطن .. وهو في حاجة إلى مرآة يطلع
بها على الحقيقة .. وربما كان ذلك كافياً في إصلاح تناقُضِه.
كيف ينظر المستغل إلى الحياة:عالم المستغل ثنائي صارم ، شعاره "من ليس معي فهو ضدي".
فالحق ما أنا عليه .. والباطل ما يؤمن به من يخالفني .. وليس ثمة إمكانية لرأي ثالث.
ولذا فهو يرى الحياة مسرحاً للصراع ، والناس فيها منتصرٌ ومهزوم .. ولا ثالث .
وإذا كانت كل علاقة لابد أن تنتهي بفائز أو خاسر .. فينبغي أن يكون الخاسر أنت!!
يتكئ المستغل على ميراث من الأمثال والأفكار ، مثل " إن لم تكن ذئباً أكلتك
الذئاب " ، " من لا يظلم الناس يظلم " ، " إن لم أتلاعب بالناس تلاعبوا بي
". أما أن يكون هناك مجال لعلاقة أكثر تركيباً ، وأرحب مدى .. فذلك ما لا
يفكر فيه !!
العلاقة التبادلية القائمة على المساواة بين الناس في الحقوق .. خرافة.
لأنه يرى أن الآخرين لا يساوونه ، بل ينبغي أن يظل هو الآمر وهم المطيعون
.. وهو المقدَّم .. وهم الأتباع. والآخرون إنما يوجدون لتحقيق رغباته فقط ،
وهو يستحق ذلك!!
لا يكتفي المستغل أن ينظر إلى الحياة بهذه الصورة ، وإنما يرى أن الناس
جميعاً تنظر إليها هكذا .. ولذا : لابد أن يكون هو المبادر بالاستغلال .
وهذا أمر طبيعي تكرر في الأمثال الشعبية ..
أما سمعت بمثَل " كلٌ يرى الناس بعين طبعه " .. وبقول الشاعر: كن جميلاً ترى الوجود جميلاً .
والمتأمل لطبيعة التنافس بين الشركات العالمية الكبرى يجد أنها تفترض في الطرف الآخر أنه سيهاجمها ، ولذا تبدأ هي الهجوم.
وهي ترى " الأعمال التجارية " ساحة حرب ينبغي أن تصف عساكرَها فيها بعناية.
وكثيراً ما تقرأ صفحات التجارة والاقتصاد فتجد نفسك أمام جيوش متصارعة .. وليس شركات متنافسة.
بل إن الصراع الاقتصادي يتحول إلى حربٍ حقيقية يتناثر قتلاها ، حين تتحول
جيوش الدول إلى " حماة لاقتصاد شركاتها " ، وتتصاعد الحروب لتفتح الطريق
للمستثمرين كي ينهبوا الأرض .. ويراكموا الأرصدة.
وهذه أردأ تجليات النظرة " التشييئية " التي لا تعتبر الإنسان أكثر من "
شيء " يساهم في " زيادة الثروة " .. وهي تنطق بوضوح أن " الدولار .. أعلى
قيمةً من ألف إنسان !!" .
ما الذي يجعل الإنسان مستغِلاَّ ؟:
1- لا يهتم المستغل بالآخرين ، فهم عنده "أشياء" تخدم "ذاته هو". وهو
يتعامل معهم بلطف بمقدار ما يزيدون من أرباحه المادية والمعنوية.
المستغِلُّ أناني يريد أن يحقق مكاسبَه الخاصة دونَ النظر إلى مصالح من
حوله ، ولا مشكلة عنده في أن يتظاهر بالخلق النبيل والإيثار - ومعالي
الأخلاق - حتى يكسب ما يريد.
لا تغتر بما تراه من لطف في السلوك أو سمو في الخلق عند شخص مستغل ..
سيتبخر هذا كله حين يشعر أن سحابة الصيف قد انقشعت عنك .. وأنك لم تعد تقدم
له ما يحتاج ، وحينها ستكون منديلاً ورقياً انتهى صاحبه من استخدامه !!
2- يشعر المستغِلُّ في أعماقه بالدونية ، واحتقار الذات - أو على الأقل :
نقص الاحترام لها - فيسعى إلى تَمَلُّك الآخرين (لا سيما من يملكون ما لا
يملك من المهارات أو القدرات) ، وبامتلاكهم يشعر بالتفوق.
وكثيراً ما يخفى عليك شعوره بالدونية .. لأنه يكون قاعاً لبناء ضخم كثير
الزخارف .. يموِّه به المستغل عليك حتى تشعر بقوته .. لأنه بدون " وهم
القوة " لا يستطيع استغلالك.
العين البصيرة هي التي ترى الدونية خلف الاستعلاء .. والضعف وراء القوة.
3- يسعى المستغِلُّ إلى أن يجمع أسباب القوة في يده ، ويفسر محاولاتك
للاستقلال بأنها معاداة له. (هل تتذكر ما صنعته دول الغرب الاستعمارية مع
البلاد المستعمَرة .. وهل ترى ما تصنعه الدول المستبدة مع كل من يحاول
الاستقلال عن هيمنتها وظلمها ؟).
لابد أنك سمعت عن دراكولا مصاص الدماء .. المستغل يمتص دمك ليعيش هو .. حتى وإن متَّ أنت .
ولن ينتقد أحدٌ دراكولا .. لأنه دراكولا !!
وإذا حاولت الهرب من مصاص الدماء فهذا يعني بالنسبة له شيئاً واحداً : أنك
لا تريده أن يعيش .. لأن حياته مرهونة بدمك الذي يشربه. ولذا فإن محاولتك
الاستقلال عنه تمثل له حالة إعلان حرب .. تستنفر لديه قانون الطوارئ !!
4- المستغِلُّ مولَع بالسيطرة ، ويريد أن يكون دائماً في مركز الضوء ، وهذا
يفسر تصدُّرَ كثير من المستغلين للقضايا العامة ، ورئاستهم عدداً من
المشاريع الاجتماعية الخيرية ، أو محاولة جمع الأسرة وقيادتها . لأنه - في
النهاية - سيستغل الآخرين في القيام بالمهام المطلوبة، ثم يُنسَب إليه
الفضل ، ويحصل على المكاسب الحسية والمعنوية.
هل تذكرت قريباً لك يسعى إلى اكتساب مكانته في " مجلس العائلة " بادعاء القيام بمهام عديدة تعب الآخرون فيها ؟
هل تعمل مع مدير يريد أن يرى اسمه على كل ورقة ، وأن يسمع مدحه من كل لسان.
ضوء الشهرة بالنسبة للمستغل كضوء الشمس للنبات .. ينمو به .. ويذوي بدونِه !!
هل يعرف المستغل .. أنه مستغل ؟
بعض المستغِلين يخطط للاستغلال ، ويعي أنه يمتص طاقات الآخرين ، وليست لديه
غضاضة في ذلك .. وهو يراه حقاً له بموجب " قانون البقاء للأقوى".
قد لا تستطيع فهم " النظام الأخلاقي " الذي يتبعه شخص كهذا .. لا سيما إن كان محافظاً على بعض الشعائر الدينية كالصلاة والصوم ..
الخلل هنا ليس في " مظاهر السلوك " وإنما في " القيم الأصلية " التي تقوم عليها حياته.
المستغل إنسان ترسخ في نفسه أنه هو الأول .. حتى لو لم يكن بعده أحد.
وهو ينتقي من أصول الدين وقواعد الأخلاق ما يؤكد هذا المعتقد .. ولن يُعجِزَه أن يجد ما يريد !!
والبعض يحاول أن يُفلسِف استغلاله بحججٍ مثل " إنه لا يعرف مصلحته .. وأنا
أساعده " ، أو " صحيح أنه ماهر .. ولكنه لا يحسن الإدارة ، وهذا دوري" .
هذا الصنف يعرف أنه مستغل .. ولكنه يحمي نفسه بادعاء المساعدة النبيلة .
كان احتلال الغرب للعالم مبنياً على مبدأ نبيل .. ظريف .. لطيف .. هو : مساعدة الهمج في أن يكونوا متحضرين .
وفي سبيل ذلك .. فلا غضاضة في أن نؤدبهم بالضرب .. والتجويع .. والقتل .. وسلب الثروات .. ما دامت الغاية نبيلة !!
أنت تعلم بالطبع أن هذه الغاية زائفة .. وأن أول من يعلم زيفها هو الناطق بها !!
ولن يكف هذا المزيف عن النطق بزيفه إلا حين يواجَه بالحقيقة القادرة على حماية نفسِها.
والبعض لا يشعر أنه مستغل أصلاً ، بينما تحركه دوافع الاستغلال بصورة لا
شعورية .. ولو واجهتَه بصورته الحقيقية لأنكر أنه كذلك .. ولكان أول من يسب
صاحب هذه الصورة.
ومثل هذا يتعارض عنده نبل الظاهر وزيف الباطن .. وهو في حاجة إلى مرآة يطلع
بها على الحقيقة .. وربما كان ذلك كافياً في إصلاح تناقُضِه.
كيف ينظر المستغل إلى الحياة:عالم المستغل ثنائي صارم ، شعاره "من ليس معي فهو ضدي".
فالحق ما أنا عليه .. والباطل ما يؤمن به من يخالفني .. وليس ثمة إمكانية لرأي ثالث.
ولذا فهو يرى الحياة مسرحاً للصراع ، والناس فيها منتصرٌ ومهزوم .. ولا ثالث .
وإذا كانت كل علاقة لابد أن تنتهي بفائز أو خاسر .. فينبغي أن يكون الخاسر أنت!!
يتكئ المستغل على ميراث من الأمثال والأفكار ، مثل " إن لم تكن ذئباً أكلتك
الذئاب " ، " من لا يظلم الناس يظلم " ، " إن لم أتلاعب بالناس تلاعبوا بي
". أما أن يكون هناك مجال لعلاقة أكثر تركيباً ، وأرحب مدى .. فذلك ما لا
يفكر فيه !!
العلاقة التبادلية القائمة على المساواة بين الناس في الحقوق .. خرافة.
لأنه يرى أن الآخرين لا يساوونه ، بل ينبغي أن يظل هو الآمر وهم المطيعون
.. وهو المقدَّم .. وهم الأتباع. والآخرون إنما يوجدون لتحقيق رغباته فقط ،
وهو يستحق ذلك!!
لا يكتفي المستغل أن ينظر إلى الحياة بهذه الصورة ، وإنما يرى أن الناس
جميعاً تنظر إليها هكذا .. ولذا : لابد أن يكون هو المبادر بالاستغلال .
وهذا أمر طبيعي تكرر في الأمثال الشعبية ..
أما سمعت بمثَل " كلٌ يرى الناس بعين طبعه " .. وبقول الشاعر: كن جميلاً ترى الوجود جميلاً .
والمتأمل لطبيعة التنافس بين الشركات العالمية الكبرى يجد أنها تفترض في الطرف الآخر أنه سيهاجمها ، ولذا تبدأ هي الهجوم.
وهي ترى " الأعمال التجارية " ساحة حرب ينبغي أن تصف عساكرَها فيها بعناية.
وكثيراً ما تقرأ صفحات التجارة والاقتصاد فتجد نفسك أمام جيوش متصارعة .. وليس شركات متنافسة.
بل إن الصراع الاقتصادي يتحول إلى حربٍ حقيقية يتناثر قتلاها ، حين تتحول
جيوش الدول إلى " حماة لاقتصاد شركاتها " ، وتتصاعد الحروب لتفتح الطريق
للمستثمرين كي ينهبوا الأرض .. ويراكموا الأرصدة.
وهذه أردأ تجليات النظرة " التشييئية " التي لا تعتبر الإنسان أكثر من "
شيء " يساهم في " زيادة الثروة " .. وهي تنطق بوضوح أن " الدولار .. أعلى
قيمةً من ألف إنسان !!" .