كيف تتخلص ممن يستغلك؟
نقطة البدء:
• لن يتغير شيء ما دمتَ تفكر بنفس الطريقة التي أوقعتك في أسر الاستغلال .
• لابد من أن تتوقف عن ممارسة دور الضحية التي يستغلها الآخرون ، وتبادر إلى التغيير.
• لا تظن أبداً أن مشكلتك في نقص إمكاناتك ، أو قصور مهاراتك .. مشكلتك الأساسية في : تصوُّرك عن نفسك.
• أنت تخيَّلتَ أنك عاجز، ثم تكرَّرَ ذلك في متاهات نفسك آلافَ المرات حتى استقرَّ قاعدةً ثابتةً لا تحتاج إلى مناقشة .
• إذا لم تضع يدك على " أفكار العجز " التي تعشش في أعماقك فلا تحلم بالتغيير.
• ابحث عن الفكرة العاجزة.
• ثم ابحث عن : أسباب تكوين هذه الفكرة العاجزة في نفسك.
• ثم ضع أفكاراً قوية بديلة.
• ثم كررها حتى تترسخ لديك .. ليس تكرارَ ببغاءٍ لا يفقَه ما يقول .. وإنما
تكرار مؤمنٍ يعرف أن ما يقوله هو الحقُ الذي لا مِريَةَ فيه.
• عالم الأفكار هو قلبُ عالمِ الحركةِ والسلوكِ .. ولن تتمكن من الحركةِ القويَّةِ ما دام القلبُ عاجزاً.
البس نظارة مناسبة :
حين يضعف نظرُك فأنت في حاجة إلى " نظارة " تساعد عينك الضعيفة في رؤية الأشياء على حقيقتها.
وحين " تتشوه الأفكار " في ذهنك ، فأنت في حاجة إلى "نظارة" تعيد "نفاذَ البصيرة" إليك.
وهناك مهارات - بسيطة - تحتاج إلى تطبيقها لتعيد إلى بصيرتك نفاذيتها :
1- القول الرخيص .. والفعل المناقض :
ستسمع من المستغل كثيراً من الكلام العذب، ولكنك سترى أفعاله مناقضة لما
يعدك به .. احترس .. وانتبه دائماً إلى ما يفعله المستغل وليس ما يقوله .
لأن كلامه - في الغالب - مليء بمكارم الأخلاق .. ما يهمك هو الفعل .. وليس
الثرثرة التي لن تكلفه شيئاً.
2- اخرج من أسر المستغل أولاً ، ثم فكر في التميز عليه :
لا تستطيع التفوق على المستغل وأنت واقع تحت تأثيره. لابد من الخروج أولاً من أسره ، ثم التفكير في التغلب عليه ..
الخروج من المأزق لا يكون مرةً واحدة .. وإنما خطوة خطوة .. وإذا تعجلت الخلاص فأخشى أن توقع نفسك في أزمةٍ جديدة.
3- دعك من دور الواعظ :
لن تغير من طبيعة المستغل بنُصحِه والإشارة إلى عيوبه ، فلا تتعب نفسك. لن
يسمع لك ، وسينظر إلى الأمر باعتباره "استجداء للرحمة" لأن "منافذ
الاستقبال في نفسه" مضبوطة على قاعدة الاستغلال.
دع المواعظ لمن يمكنه أن يقبلها ، ولا تبتذلها ببذلها لمن لا يراها شيئاً.
4- وهم المَشَاعِر :
لا تطمع في أن يشعر بمشاعرك، أو يضع نفسه مكانك ، أو يحس بالذنب ، فذلك
أمر لا يشغلُه. ولو كان يفكر بهذه الطريقة ، ويشعر بالآخرين برهافة حس؛ لما
استغلهم من البداية!!
5- نفسك أولاً :
أهم ما ينبغي أن تفعله حتى " تسحب فتائل قَنابِله .. وتُعَطِّلَ مفعولها " : أن تغيِّرَ نفسك أنت، وتغيِّر طبيعة علاقتك به .
الغريب أننا نحاول طيلة الوقت أن نؤثر على " الآخر " فنستجديه ، ونبحث عمن
يمكنه أن يؤثر عليه .. ولا نفكر في أن نغير أنفسنا لنخرج من دائرة
الاستغلال .
أنت تكافئ المستغل حين تحقق له ما يريد . وحين تتوقف عن مكافأته سيتوقف هو
عن الاستغلال، لأنه سيدرك أنك مُصِرٌ على الخروج من إطار الدائرة .
بداية التحرر :
الآن أمامك خياران لا ثالث لهما : إما إنهاء العلاقة ، وإما المقاومة.
( إذا كنت تعرف خياراً ثالثاً غير الاستمرار طيلة حياتك مطيَّةً للآخرين .. فأرجو أن تخبرني به ).
كثيراً ما نخشى إنهاء العلاقة حتى لا نخسر ما حققناه من مكاسب ، ولكن هذه
المكاسب لم تكن مكاسب تامةً خالية من المكاره ، وإنما كانت " رشوة " لنا
على قبولنا بالاستغلال ، والأصح أن نعتبرها مكاسب له .. وليست مكاسب لنا .
هناك علاقات لا يمكنك أن تنهيها ( أبناء ، زوجة ، عمل مهم بالنسبة لك .. ) فلابد من التفكير في المقاومة .
عندما تقاوم المستغل فأنت تحاول أن تعيد العلاقة إلى ما ينبغي أن تكون عليه
العلاقات الإنسانية من توازن وتبادلية ، وندية ، وبحث كل طرف عن حقوقه دون
المساس بحق الآخر.
ولكن .. لا تنتظر من الطرف الآخر أن يستجيب لمحاولاتك هذه بالتصفيق.
كن مترقباً لردود أفعال فجة يسعى فيها إلى الاحتفاظ بالسيطرة.
خطوات المقاومة:
أحسن إدارة الوقت :
يراهن المستغل في خداعك على عنصر المفاجأة ، فهو يُحكِم الخيوط ، ثم يفاجئك
لترد بما يتوقعه هو ، ويلزمك بعد ذلك بما قلته في لحظة المفاجأة .. لا
تسمح له بذلك ، وامنح نفسك الوقت للتفكير .. أخبره أنك غير قادر على
الإجابة الآن (عقد توظيف ، عرض عمل ، بداية علاقة ..... الخ) . ثم اخرج من
دائرة سحره، وانفرد بنفسك، وتنفس بعمق .. وأعد التفكير بروية في الخيارات
(الحقيقة) المطروحة امامك .. وليست الخيارات التي يطرحها هو لك .
البدائل دائماً أوسع مما يطرح عليك المستغل :
من أخفى ما يستغلك به الطرف الآخر أنه يحصر الخيارات في بدائل محدودة من
جانبه ، ليوجه مسار تفكيرك نحو ما يريد .. حين تتأمل الأمر بعمق .. تجد أن
هناك أضعافاً مضاعفة لتلك البدائل ، ولكنه أخفاها عنك ببراعة لكي لا تفكر
فيها .. وفي الغالب ، تكون البدائل الأفضل بالنسبة لك هي البدائل التي لم
يطرحها .
**********
احم أذنيك من أذى لسانه !!:
يعلم المستغل تماماً أن " الزن على الودان أقوى من السحر " كما يقول المثل
المصري - وهو يعني : أن كثرة تكرار الكلام على الإنسان يبلغ من التأثير في
سلوكه مبلَغَ السحر - ، وهو يتحدث معك بثقةٍ مطلقةٍ وإلحاحٍ دائمٍ على
الفكرة التي يريد إيصالها إليك ، حتى يُشعِرَك أنها تبلغ من اليقين مبلغ "
طلوع الشمس من المشرق " ..
المستغل يعلمُ - دون أن يُعَلِّمَه أحد - أن : ما تكَرَّر تقَرَّر.
ولهذا يكرر عليك ما يريد أن يستقر في نفسك باعتباره حقيقةً واقعةً لا تستطيع الفكاك منها.
كان جوبلز وزير الدعاية النازية .. الذي ملأ الدنيا ضجيجاً ، وخلق كثيراً
من الأكاذيب .. يقول : الدعاية الناجحة يجب أن تحتوي على نقاط قليلة ،
وتعتمد التكرار .
التكرار يملأ أذُنَك ضجيجاً .. وحين لا تبني سداً منيعاً بين " أذنك " و "
عقلك " سيتسرب إلى أعماقك كثير من هذا الضجيج .. لتجد نفسك في النهاية
تابعاً لعدوِّك .
لا تسمح له بذلك .. وإنما تمهل ، واسأله عن الأشياء التي يطرحها باعتبارها مسلمات ، وناقشها بدقة من البداية ..
لا تسمح لفكرته أن تغزوك .. فهذا أول حائط صد بالنسبة لك .
أنت لست مذنباً حتى تقلق :
يلعب المستغل دائماً على وتَر إخافتِك أو إقلاقِك أو إشعارِك بالذنب : "إن
إن لم تستجب لما آمرك به ستخسر العمل ، وسترمى في الشارع ، ولن يكون لك دخل
ثابت ، وسيتأذى أولادك ، وتكون أنت السبب "!!
حين تشعر بهذا ستستثير جهازك العصبي ليعمل في حالة الطوارئ .. لن تتحرك في
الوضع الطبيعي ، وإنما ستكون قراراتك هي قرارات حالة الطوارئ.
أنت لست مذنباً حين تسعى إلى أن تعيد الحق إلى نصابه ، وكل إعادة حق تحتاج إلى بعض التضحية ..
لا تركز على ما ستفقد الآن ، وإنما على ما ستجنية من أرباح إن صبرت إلى الغد.
اصرف مشاعر القلق والذنب عنك ، وحاول أن تنفس كربك بالاسترخاء ، أو "
الفضفضة " مع صديق ، ثم أعد التفكير في الأمر من جديد بعد أن تكون قد هدأت
.. وأزلت من نفسك أسباب التوتر.
سمِّ الأشياء بأسمائها :
يلعب المستغل دائماً على الإبهام ، والعقود الصامتة غير المكتوبة .. عرِّ العلاقة عما فيها من رتوش زائفة ، وسمها باسمها الصحيح ..
سم العلاقة لنفسك، .. فأول ما تميز به آدم عليه السلام على الملائكة هو " وعلم آدم الأسماء .. " .
انزع الفتيل :
بعد أن تكون قد مررت بالخطوات السابقة ، وحددت موقفك جيداً ، فستعلم حتماً
أن استجابتك للاستغلال لن تفيدك ، حتى لو كان جنَيتَ بعض المكاسب الجزئية.
هذه المعرفة الجديدة هي أعظم سلاح في يدك.
كان المستغل يلاعبك في ساحة مظلمة .. فإن خرجت منها وجدت جواً ضبابياً ..
ولكنك لم تخرج قَطُّ إلى سماء صافية ترى فيها الأشياء على حقيقتها .
إذا كانت معركتك مع المستغل معركة استراد الحقوق .. فإن أهم سلاح فيها : أن تعرف الحق الذي تريد استرداده، وأن تتمسك به.
ضع شروطك:
إذا وصلت إلى حدِّ عدم تحقيق ما يريده المستغل منك ، فقد أبطلت مفعول سحره ،
وأنت الآن قادر على أن تعيد تحديد العلاقة بينك وبينه من جديد .
• ليكن واضحاً له أنك أنت من سيقرر لنفسه ما يفعل وليس هو . وأن لك قِيمَاً خاصة بك .
• وضح له الطريقة التي تحب أن يعاملك بها .
• ضع حدوداً واضحة لعلاقتكما .
ولا تتوقع منه أن يوافقك الرأي ، أو أن لا يثور في وجهك لتغييرك من نمط
العلاقة المربحة له إلى علاقة إنسانية .. ولكن .. صلابتك في عرض وجهة نظرك
هي التي ستحدد النتائج .
حتى لو هددك بإنهاء العلاقة ( وهي علاقة وثيقة ) فلا تستجب للضغط ، لأنه إن
كان هناك فائدة حقيقية في العلاقة فستبقى .. ولا يمكن لها أن تدوم في ظلال
الاستغلال .
تعلَّم بعض مهارات المفاوضات :
حين توصل المستغل إلى هذا الحد ، فسيعلم أنه لن يحصل منك على مكاسب
الاستغلال التام ، وسيعيد التفكير في العلاقة بصورة أكثر فائدة بالنسبة لك ،
وسيعرض عليك عروضاً مختلفة للعلاقة ، حاول أن تطرح أنت ما تريد ، وتصل معه
إلى حل وسط يخدم الطرفين.
أعلَمُ أن مهارات التفاوض ليست مما حرصت مدارسنا وجامعاتنا على أن نتعلمه
.. ولكننا بعد أن خرجنا إلى الحياة وجدناها كلها سلسلة متصلة من المفاوضات :
مع الباعة ، والمديرين ، والموظفين ، والزوجة ، والأبناء .. وإذا كان "
التفاوض " على هذا القدر من الأهمية فلماذا لا تقرأ عن مهاراته وألاعيبة ..
حتى لا تأتيك الخسارة من حيث تأمَن ؟!
هناك العديد من الكتب المتميزة في مهارات التفاوض .. ولعلنا نفرد لها جزءاً في هذه السلسلة إن شاء الله تعالى.
كيف تحافظ على ما اكتسبته من قوة :
• أهم من النجاح أن تحافظ عليه .
• وما أسهل أن يضيع الإنسان ما وصل إليه، لأنه اطمأن.
• راقب أفكارك التلقائية عن نفسك في المواقف الاجتماعية ، فهي أول بوابة يدخل منها من يريد استغلالك.
• سجل أفكارك وتصوراتك عن نفسك على ورقة.
• حدد الأفكار الخاطئة لديك ( الرغبة في استحسان الناس لما تفعل مهما كلفك ذلك ، الخوف من الصراع ، قلة الحسم ... الخ ).
• ضع أفكاراً بديلة صحيحة.
• عود نفسك على التفكير من خلال الأفكار الصحيحة.
نقطة البدء:
• لن يتغير شيء ما دمتَ تفكر بنفس الطريقة التي أوقعتك في أسر الاستغلال .
• لابد من أن تتوقف عن ممارسة دور الضحية التي يستغلها الآخرون ، وتبادر إلى التغيير.
• لا تظن أبداً أن مشكلتك في نقص إمكاناتك ، أو قصور مهاراتك .. مشكلتك الأساسية في : تصوُّرك عن نفسك.
• أنت تخيَّلتَ أنك عاجز، ثم تكرَّرَ ذلك في متاهات نفسك آلافَ المرات حتى استقرَّ قاعدةً ثابتةً لا تحتاج إلى مناقشة .
• إذا لم تضع يدك على " أفكار العجز " التي تعشش في أعماقك فلا تحلم بالتغيير.
• ابحث عن الفكرة العاجزة.
• ثم ابحث عن : أسباب تكوين هذه الفكرة العاجزة في نفسك.
• ثم ضع أفكاراً قوية بديلة.
• ثم كررها حتى تترسخ لديك .. ليس تكرارَ ببغاءٍ لا يفقَه ما يقول .. وإنما
تكرار مؤمنٍ يعرف أن ما يقوله هو الحقُ الذي لا مِريَةَ فيه.
• عالم الأفكار هو قلبُ عالمِ الحركةِ والسلوكِ .. ولن تتمكن من الحركةِ القويَّةِ ما دام القلبُ عاجزاً.
البس نظارة مناسبة :
حين يضعف نظرُك فأنت في حاجة إلى " نظارة " تساعد عينك الضعيفة في رؤية الأشياء على حقيقتها.
وحين " تتشوه الأفكار " في ذهنك ، فأنت في حاجة إلى "نظارة" تعيد "نفاذَ البصيرة" إليك.
وهناك مهارات - بسيطة - تحتاج إلى تطبيقها لتعيد إلى بصيرتك نفاذيتها :
1- القول الرخيص .. والفعل المناقض :
ستسمع من المستغل كثيراً من الكلام العذب، ولكنك سترى أفعاله مناقضة لما
يعدك به .. احترس .. وانتبه دائماً إلى ما يفعله المستغل وليس ما يقوله .
لأن كلامه - في الغالب - مليء بمكارم الأخلاق .. ما يهمك هو الفعل .. وليس
الثرثرة التي لن تكلفه شيئاً.
2- اخرج من أسر المستغل أولاً ، ثم فكر في التميز عليه :
لا تستطيع التفوق على المستغل وأنت واقع تحت تأثيره. لابد من الخروج أولاً من أسره ، ثم التفكير في التغلب عليه ..
الخروج من المأزق لا يكون مرةً واحدة .. وإنما خطوة خطوة .. وإذا تعجلت الخلاص فأخشى أن توقع نفسك في أزمةٍ جديدة.
3- دعك من دور الواعظ :
لن تغير من طبيعة المستغل بنُصحِه والإشارة إلى عيوبه ، فلا تتعب نفسك. لن
يسمع لك ، وسينظر إلى الأمر باعتباره "استجداء للرحمة" لأن "منافذ
الاستقبال في نفسه" مضبوطة على قاعدة الاستغلال.
دع المواعظ لمن يمكنه أن يقبلها ، ولا تبتذلها ببذلها لمن لا يراها شيئاً.
4- وهم المَشَاعِر :
لا تطمع في أن يشعر بمشاعرك، أو يضع نفسه مكانك ، أو يحس بالذنب ، فذلك
أمر لا يشغلُه. ولو كان يفكر بهذه الطريقة ، ويشعر بالآخرين برهافة حس؛ لما
استغلهم من البداية!!
5- نفسك أولاً :
أهم ما ينبغي أن تفعله حتى " تسحب فتائل قَنابِله .. وتُعَطِّلَ مفعولها " : أن تغيِّرَ نفسك أنت، وتغيِّر طبيعة علاقتك به .
الغريب أننا نحاول طيلة الوقت أن نؤثر على " الآخر " فنستجديه ، ونبحث عمن
يمكنه أن يؤثر عليه .. ولا نفكر في أن نغير أنفسنا لنخرج من دائرة
الاستغلال .
أنت تكافئ المستغل حين تحقق له ما يريد . وحين تتوقف عن مكافأته سيتوقف هو
عن الاستغلال، لأنه سيدرك أنك مُصِرٌ على الخروج من إطار الدائرة .
بداية التحرر :
الآن أمامك خياران لا ثالث لهما : إما إنهاء العلاقة ، وإما المقاومة.
( إذا كنت تعرف خياراً ثالثاً غير الاستمرار طيلة حياتك مطيَّةً للآخرين .. فأرجو أن تخبرني به ).
كثيراً ما نخشى إنهاء العلاقة حتى لا نخسر ما حققناه من مكاسب ، ولكن هذه
المكاسب لم تكن مكاسب تامةً خالية من المكاره ، وإنما كانت " رشوة " لنا
على قبولنا بالاستغلال ، والأصح أن نعتبرها مكاسب له .. وليست مكاسب لنا .
هناك علاقات لا يمكنك أن تنهيها ( أبناء ، زوجة ، عمل مهم بالنسبة لك .. ) فلابد من التفكير في المقاومة .
عندما تقاوم المستغل فأنت تحاول أن تعيد العلاقة إلى ما ينبغي أن تكون عليه
العلاقات الإنسانية من توازن وتبادلية ، وندية ، وبحث كل طرف عن حقوقه دون
المساس بحق الآخر.
ولكن .. لا تنتظر من الطرف الآخر أن يستجيب لمحاولاتك هذه بالتصفيق.
كن مترقباً لردود أفعال فجة يسعى فيها إلى الاحتفاظ بالسيطرة.
خطوات المقاومة:
أحسن إدارة الوقت :
يراهن المستغل في خداعك على عنصر المفاجأة ، فهو يُحكِم الخيوط ، ثم يفاجئك
لترد بما يتوقعه هو ، ويلزمك بعد ذلك بما قلته في لحظة المفاجأة .. لا
تسمح له بذلك ، وامنح نفسك الوقت للتفكير .. أخبره أنك غير قادر على
الإجابة الآن (عقد توظيف ، عرض عمل ، بداية علاقة ..... الخ) . ثم اخرج من
دائرة سحره، وانفرد بنفسك، وتنفس بعمق .. وأعد التفكير بروية في الخيارات
(الحقيقة) المطروحة امامك .. وليست الخيارات التي يطرحها هو لك .
البدائل دائماً أوسع مما يطرح عليك المستغل :
من أخفى ما يستغلك به الطرف الآخر أنه يحصر الخيارات في بدائل محدودة من
جانبه ، ليوجه مسار تفكيرك نحو ما يريد .. حين تتأمل الأمر بعمق .. تجد أن
هناك أضعافاً مضاعفة لتلك البدائل ، ولكنه أخفاها عنك ببراعة لكي لا تفكر
فيها .. وفي الغالب ، تكون البدائل الأفضل بالنسبة لك هي البدائل التي لم
يطرحها .
**********
احم أذنيك من أذى لسانه !!:
يعلم المستغل تماماً أن " الزن على الودان أقوى من السحر " كما يقول المثل
المصري - وهو يعني : أن كثرة تكرار الكلام على الإنسان يبلغ من التأثير في
سلوكه مبلَغَ السحر - ، وهو يتحدث معك بثقةٍ مطلقةٍ وإلحاحٍ دائمٍ على
الفكرة التي يريد إيصالها إليك ، حتى يُشعِرَك أنها تبلغ من اليقين مبلغ "
طلوع الشمس من المشرق " ..
المستغل يعلمُ - دون أن يُعَلِّمَه أحد - أن : ما تكَرَّر تقَرَّر.
ولهذا يكرر عليك ما يريد أن يستقر في نفسك باعتباره حقيقةً واقعةً لا تستطيع الفكاك منها.
كان جوبلز وزير الدعاية النازية .. الذي ملأ الدنيا ضجيجاً ، وخلق كثيراً
من الأكاذيب .. يقول : الدعاية الناجحة يجب أن تحتوي على نقاط قليلة ،
وتعتمد التكرار .
التكرار يملأ أذُنَك ضجيجاً .. وحين لا تبني سداً منيعاً بين " أذنك " و "
عقلك " سيتسرب إلى أعماقك كثير من هذا الضجيج .. لتجد نفسك في النهاية
تابعاً لعدوِّك .
لا تسمح له بذلك .. وإنما تمهل ، واسأله عن الأشياء التي يطرحها باعتبارها مسلمات ، وناقشها بدقة من البداية ..
لا تسمح لفكرته أن تغزوك .. فهذا أول حائط صد بالنسبة لك .
أنت لست مذنباً حتى تقلق :
يلعب المستغل دائماً على وتَر إخافتِك أو إقلاقِك أو إشعارِك بالذنب : "إن
إن لم تستجب لما آمرك به ستخسر العمل ، وسترمى في الشارع ، ولن يكون لك دخل
ثابت ، وسيتأذى أولادك ، وتكون أنت السبب "!!
حين تشعر بهذا ستستثير جهازك العصبي ليعمل في حالة الطوارئ .. لن تتحرك في
الوضع الطبيعي ، وإنما ستكون قراراتك هي قرارات حالة الطوارئ.
أنت لست مذنباً حين تسعى إلى أن تعيد الحق إلى نصابه ، وكل إعادة حق تحتاج إلى بعض التضحية ..
لا تركز على ما ستفقد الآن ، وإنما على ما ستجنية من أرباح إن صبرت إلى الغد.
اصرف مشاعر القلق والذنب عنك ، وحاول أن تنفس كربك بالاسترخاء ، أو "
الفضفضة " مع صديق ، ثم أعد التفكير في الأمر من جديد بعد أن تكون قد هدأت
.. وأزلت من نفسك أسباب التوتر.
سمِّ الأشياء بأسمائها :
يلعب المستغل دائماً على الإبهام ، والعقود الصامتة غير المكتوبة .. عرِّ العلاقة عما فيها من رتوش زائفة ، وسمها باسمها الصحيح ..
سم العلاقة لنفسك، .. فأول ما تميز به آدم عليه السلام على الملائكة هو " وعلم آدم الأسماء .. " .
انزع الفتيل :
بعد أن تكون قد مررت بالخطوات السابقة ، وحددت موقفك جيداً ، فستعلم حتماً
أن استجابتك للاستغلال لن تفيدك ، حتى لو كان جنَيتَ بعض المكاسب الجزئية.
هذه المعرفة الجديدة هي أعظم سلاح في يدك.
كان المستغل يلاعبك في ساحة مظلمة .. فإن خرجت منها وجدت جواً ضبابياً ..
ولكنك لم تخرج قَطُّ إلى سماء صافية ترى فيها الأشياء على حقيقتها .
إذا كانت معركتك مع المستغل معركة استراد الحقوق .. فإن أهم سلاح فيها : أن تعرف الحق الذي تريد استرداده، وأن تتمسك به.
ضع شروطك:
إذا وصلت إلى حدِّ عدم تحقيق ما يريده المستغل منك ، فقد أبطلت مفعول سحره ،
وأنت الآن قادر على أن تعيد تحديد العلاقة بينك وبينه من جديد .
• ليكن واضحاً له أنك أنت من سيقرر لنفسه ما يفعل وليس هو . وأن لك قِيمَاً خاصة بك .
• وضح له الطريقة التي تحب أن يعاملك بها .
• ضع حدوداً واضحة لعلاقتكما .
ولا تتوقع منه أن يوافقك الرأي ، أو أن لا يثور في وجهك لتغييرك من نمط
العلاقة المربحة له إلى علاقة إنسانية .. ولكن .. صلابتك في عرض وجهة نظرك
هي التي ستحدد النتائج .
حتى لو هددك بإنهاء العلاقة ( وهي علاقة وثيقة ) فلا تستجب للضغط ، لأنه إن
كان هناك فائدة حقيقية في العلاقة فستبقى .. ولا يمكن لها أن تدوم في ظلال
الاستغلال .
تعلَّم بعض مهارات المفاوضات :
حين توصل المستغل إلى هذا الحد ، فسيعلم أنه لن يحصل منك على مكاسب
الاستغلال التام ، وسيعيد التفكير في العلاقة بصورة أكثر فائدة بالنسبة لك ،
وسيعرض عليك عروضاً مختلفة للعلاقة ، حاول أن تطرح أنت ما تريد ، وتصل معه
إلى حل وسط يخدم الطرفين.
أعلَمُ أن مهارات التفاوض ليست مما حرصت مدارسنا وجامعاتنا على أن نتعلمه
.. ولكننا بعد أن خرجنا إلى الحياة وجدناها كلها سلسلة متصلة من المفاوضات :
مع الباعة ، والمديرين ، والموظفين ، والزوجة ، والأبناء .. وإذا كان "
التفاوض " على هذا القدر من الأهمية فلماذا لا تقرأ عن مهاراته وألاعيبة ..
حتى لا تأتيك الخسارة من حيث تأمَن ؟!
هناك العديد من الكتب المتميزة في مهارات التفاوض .. ولعلنا نفرد لها جزءاً في هذه السلسلة إن شاء الله تعالى.
كيف تحافظ على ما اكتسبته من قوة :
• أهم من النجاح أن تحافظ عليه .
• وما أسهل أن يضيع الإنسان ما وصل إليه، لأنه اطمأن.
• راقب أفكارك التلقائية عن نفسك في المواقف الاجتماعية ، فهي أول بوابة يدخل منها من يريد استغلالك.
• سجل أفكارك وتصوراتك عن نفسك على ورقة.
• حدد الأفكار الخاطئة لديك ( الرغبة في استحسان الناس لما تفعل مهما كلفك ذلك ، الخوف من الصراع ، قلة الحسم ... الخ ).
• ضع أفكاراً بديلة صحيحة.
• عود نفسك على التفكير من خلال الأفكار الصحيحة.