سويسري يبتكر أول ساعة في العالم تعمل بالتقويم الهجري
عندما تكون النشأة في سويسرا ،
البلد الأول في صناعة الساعات عالميا: لا بد وأن يكون هناك تأثير على كل ذي
موهبة وطموح ، وهو الحال الذي كان عليه ميشيل برمجياني "إمبراطور الساعات
في العالم" ، والذي توج إنجازاته مؤخرا بإطلاق أول ساعة من نوعها في العالم
تعمل بالتقويم الهجري.
وجود برمجياني في سويسرا - الدولة متصدرة العالم في صناعة الساعات - جعله
مولعا بهذا المجال ، خاصة وأن البيئة المحيطة دعمت هذا الاهتمام لديه ،
فضلا عن والده الذي زرع فيه حب معرفة معنى الشيء عند النظر إليه ، وليس
مجرد الوقوف على المظهر الخارجي له ، ما جعله يهتم بعالم الساعات بدقة ،
ومعرفة الأشياء خلف الوقت. فبعد ربع قرن من البحث والجهد ، تم الإعلان عن
هذا الإنجاز العلمي الفريد في أبو ظبي الأسبوع الماضي ، وسط احتفالية كبرى
"حسب موقع "mbc.net".
نشأة الفكرة
وعن بداية فكرة إنجاز هذه الساعة الجديدة ، قال برمجياني لصحيفة "الاتحاد"
الإماراتية: إنها ولدت للمرة الأولى عام 1984 ، حين تمكن من ابتكار ساعة
جيب تعمل بالتقويم الهجري غير أنها كانت تتطلب إعادة ضبطها يدويا ، وتغيير
الوقت مرة كل شهر ، وبعد ذلك تجمد المشروع لأسباب عديدة ، وتم إخضاعه
للمزيد من الأبحاث والدراسات.
وأكد برمجياني أنه قرأ على مدار أكثر من 15 عاما ترجمات الكتب الإسلامية
التي أشارت إلى أن العرب كانوا قبل الإسلام يستخدمون التقويم القمري
ويتعاملون مع الأشهر القمرية ويؤرخون بأبرز الأحداث ، ويرتبط التاريخ
الميلادي بحركة الشمس ، أما التاريخ الهجري فمرتبط بحركة القمر.
ومنذ خمس سنوات تقريبا تم تكثيف العمل للانتهاء من المشروع ، وطرح ساعة
حائط تعمل بشكل متواصل دون الحاجة إلى إعادة ضبطها يدويا بالتقويم الهجري
لأول مرة في العالم.
آلية العمل
وعن آلية عمل الساعة: بيّن برمجياني أنها تحتسب السنة الهجرية بشكل دقيق
على مدار ثلاثين عاما ، دون أي أخطاء ، وبعد 120 عاما قد يحدث اختلاف
مقداره يوم واحد ، وحينئذ تحتاج إلى إعادة الضبط يدويا ، أي أن التدخل سيتم
مرة كل 120 سنة.
ويتم احتساب الشهر الهجري وفقا لما قاله برمجياني كالتالي: 29" يوما 12و
ساعة 44و دقيقة و2,8 ثانية" ، لافتا إلى أنه توصل إليها بعد دراسات رياضية
وفلكية عديدة ومعقدة ، وربطها بالدورة القمرية.
وحول دور هذه الساعة في حل الخلاف بين الدول الإسلامية في بدايات الشهور
الهجرية ، نفى برمجياني حدوث ذلك ، مبينا أنها إنجاز علمي وليس دينيا وإن
كان يخدم الدول الإسلامية ، ويمكنهم من استخدام التوقيت المعتمد على حسابات
الدورة القمرية بشكل علمي ودقيق ، ويؤدي إلى ظهور ما يعرف بـ"التوقيت
الإسلامي".
وأوضح برمجياني أنه "تم تصنيعها بالكامل في المختبرات العلمية بمصانعه
لتعرض الميناء الساعات والدقائق والتاريخ بأرقام عربية واليوم والشهر بالخط
العربي والسنوات الكبيسة بأرقام عربية والسنوات البسيطة في شكل مؤشرات ،
كما تعرض مراحل طور الدقة ومخزون الطاقة".
وتستطيع ساعة برمجياني التي تحمل علامة جودة الصنع السويسرية الاحتفاظ بالطاقة لمدة 30 يوما.
وعن توزيعها على نطاق تجاري ، قال برمجياني إن الساعة تندرج تحت بند سلع
الرفاهية والتحف الثمينة ، ويبلغ سعرها مليونين ونصف المليون دولار ، غير
أنه من الممكن مستقبلا عمل نماذج مصغرة منها ، والعمل على نشرها على نطاق
أوسع ، مؤكدا أنه أراد أن يترك إرثا في عالم الساعات الفاخرة: لتظل باقية
في ذاكرة التاريخ.