The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
350 المساهمات
261 المساهمات
188 المساهمات
93 المساهمات
78 المساهمات
78 المساهمات
62 المساهمات
46 المساهمات
24 المساهمات
23 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionكيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ Emptyكيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟

more_horiz
قد تستيقظ صباح يومٍ ما، وفكرةٌ واحدة تسيطر على أفكارك: ما الفائدة؟ ما الفائدة من الذهاب إلى العمل وأنا ميتٌ لا محالة؟ ما الفائدة من فعل أي شيء، من رسم خططٍ كبيرة أو صغيرة؟ ما الفائدة وأنا لستُ متأكدًا إن كنتُ سأستيقظ صباح اليوم التالي أم لا؟ قد تشلّك الفكرة فعلًا، تمنعك عن فعل أي شيء، ناهيك بالاستمتاع به. قد تظنه خوفًا عدميًّا عابرًا، لكن مع الوقت يتحوَّل إلى حصارٍ كامل، إلى وحشٍ دؤوب يُلاحقك في كل خطوةٍ، بل ويتقدم عليك فيعيق سير أيامك. يراودك القلق، فتخرج مع أصدقائك وتشعر بأنّك لا تستمتع بما فيه الكفاية؛ لأنّك وبينما هُم يضحكون ويتهامسون، يقتحمكَ هذا الوسواس مرّة أخرى، وسواس المَوت، هل سيفتقدني هؤلاء؟ هل سيتذكّرني أحد إن متُّ في الغد؟

أحيانًا لا تكون أنتَ مَن يُطاردُك هاجس المَوت، أحيانًا قد ترى قلق المَوت ينهش أحد والديك، فحين يتقدّم الإنسان بالعُمر وبعد مُضي عشرين أو ثلاثين سنة على عملهما في إحدى الوظائف، يتقاعدان فجأة، ويشعران بوحشة مفاجئة وخوف شديد، وتحضر وساوس الموت أمامهما لأنّهما صارا في مواجهة مُباشرة معه بحكم فائض الوقت وشدّة الفراغ، وقد يخبركَ أحدهما: أفكّر كثيرًا بالموت، أو أشعر كما لو أنّني سأموت قريبًا. فماذا تفعل؟ وكيف تتصرّف لمساعدتهما على التخلّص من وساوس الموت وقلقه؟ هذا ما سيحاول المقال إجابتك عنه وإرشادك إليه عبر خطوات علمية وعملية من علم النفس.

ما يجب أن تعرفه

للخَوف من المَوت أربعة مصادر مختلفة: خسارة النفس أو فقدان شخصٍ آخر، وفقدان السيطرة، والخوف من المجهول (الجنة، النار، الحساب)، وألم الموت ومعاناته. هنا نتناول فكرة الموت في حد ذاته، ليس موت الآخرين. الخوف من الموت أمرٌ طبيعي، غرائزنا تحتم علينا النجاة، حدَّ أن المجتمع يكافئ من يتغلب على مخاوفه وغرائزه ويعرض حياته للخطر ليُنقذ الآخرين أو يقاتل في الحرب.

قد تستثار المخاوف من الموت إثر فقدان شخصٍ عزيز، فيُسلط الضوء على مدى هشاشة الحياة التي نعيشها وأنها قد تُنتزَع منا في أي لحظة. في حالاتٍ نادرة، التعرض لتجارب قريبة من الموت (مثل حادث سيارة أو مرض عضال) قد توقظ القلق وتزيد من حدته، كذلك العاملون في مجال الصحة أو الطوارئ، مَن يتعرضون للموت بشكلٍ مكثف قد تزيد عرضتهم للإصابة بقلق الموت نظرًا لقربهم الشديد منه. رغم ذلك، قد يتطور قلق الموت فجأةً دون دوافع أو مسببات.

بدايةً، يبدأ قلق الموت بخوفٍ وفضول طبيعي وصحي عن المجهول الذي ينتظرنا، لكن تجاهله وعدم التعامل معه بحكمةٍ يؤدي بسهولةٍ شديدة إلى حلقةٍ مفرغة من القلق، لأن ما نقاومه ونتجاهله يستمر في النمو والسيطرة على أفكارنا بطبيعة الحال. تظهر أعراض قلق الموت في صورة خوفٍ حاد يصل إلى الرعب حين تفكر فيه، كذلك تجنب المواقف أو المحادثات التي تشعر أنها قد تؤدي للحديث عنه، وتظهر بعض الأعراض الجسدية المتعارف عليها للقلق عند التفكير به، مثل سرعة ضربات القلب والتعرق وآلام المعدة والغثيان والأرق. في كثيرٍ من الأحيان يجتمع الخوف من الأمراض وقلق الموت، إذ كلاهما يتعلقان باستحالة التعامل مع المجهول أو توقعه، لذا يأتي مع الأعراض توقع الأسوأ دومًا في حالة الإصابة بنزلة بردٍ بسيطة أو ما شابه.

كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ I0lGcYs

لا يعدّ قلق الموت في حد ذاته اضطرابًا، لكن تكمن المخاوف الوجودية في صميم عددٍ من اضطرابات القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والهلع والوسواس القهري، ويرتبطُ على الأخص باضطراب القلق العام، أي القلق المتكرر بلا سبب مع عجزٍ عن السيطرة عليه أو إيجاد منطقٍ يبرره. التفكير في الموت والقلق منه ليس مشكلةً في حد ذاته، بل يقول الفيلسوف الفرنسي فرانسوا دو لاروشفوكو: "شيئان يعجزُ الإنسان عن مواجهتمها مباشرةً: الشمس والموت". يكون قلق الموت مشكلةً حادةً تستلزم الانتباه أو تدخل المختصين حين يظهر يوميًّا ويستمر فترةً طويلة (أكثر من 6 أشهر)، في هذه الحالة تحيل تلك المخاوف بينك وبين الاستمتاع بحياتك اليومية الطبيعية(1).



يؤثر إدراك فنائنا الحتمي تأثيرًا عميقًا على أفكارنا ومشاعرنا، ومن ثم على جودة حياتنا وسلوكياتنا، توقُّع النهاية والخوف منها مؤلمٌ للغاية إلى حدّ أننا نحتاج إلى تحجيمه ووضعه في سياقه الصحيح. كلنا بطبيعة الحال نقلق من مواجهة أننا يومًا ما لن نوجد على الإطلاق، نجد صعوبةً في فهم أن الحياة ستستمر ربما لآلاف وملايين السنين بعدنا. يقول الطبيب النفسي "روبرت فايرستون" إننا قد لا نتحمل الفكرة فنقمعها تمامًا ونطوَّر وسائل دفاعية ضدها ليتلاشى التفكير فيها حتى، بل ربما يؤدي هذا الرعب إلى إنكاره من الأساس.



متى آخر مرةٍ فكرت في موتك؟ ربما تكون الإجابة بأنه نادرًا ما يخطر ببالك بشكلٍ واعٍ، لكن على مستوى اللاوعي، يُشير فايرستون أن إدراك حتمية موتنا دون تقبلها والتعامل معها بوعي، يؤجج قلقنا، ويؤثر على جوانب مهمة من حياتنا، ويحفز الكثير من أفعالنا وقراراتنا وسلوكياتنا. يتطور إدراك الموت تدريجيًّا من الطفولة، يموت حيوان الطفل الأليف أو يلحظُ موتًا في عائلته أو حتى يتعرفُ عليه في الأفلام (كما في فيلم العثور على نيمو). بين الثالثة والسادسة يفهم الطفل حقيقة أن الشخصين اللذين تعتمدُ حياته عليهما معرضان أيضًا لهذا الخطر الخاطف، وفي النهاية يترسخُ إدراك أنه شخصيًّا لن يتمكن من الإفلات منه.



في هذه المرحلة، يتبدل حال العالم الذي آمن الطفل أنه متين وراسخ ودائم. هذا الوعي والرعب المرافق له يكون غامرًا ومدويًا لدرجة أنه يرى أنه لا مفر من قمعه. ورغم وسائل الدفاع التي تُقاوَم بها فكرة الموت، يظل محفوظًا في لاوعيه على حاله الأول، يستمر الخوف المتجاهل والمقموع في تأثيره على طفولته، ثم لاحقًا على مراهقته وشبابه.

قد يستجيب المرء لهذا الخوف، يطوِّعه ويتعلم من خلاله أن يعيش حياته بطرقٍ طبيعية ويمنحها معاني تُقنعه وترضيه ويستغل فرصها في تحقيق أهدافه، لكن قد يفشل البعض في هذا ويتكوَّن لديهم قلقٌ حاد من الموت، يحثهم كلما حضر أو استُثير على اتخاذ قراراتٍ اندفاعية تتزايد أضرارها مع الكبر في السن ومعه المسؤولية، ما قد ينتهي إلى تخريب حياتهم وحياة من حولهم. قد ينكر المرء الموت مع الوقت، لا يلتفتُ إليه حمايةً لنفسه، فيفقد بوصلة حياته، ويولي أهميةً قصوى لقضايا ومسائل بلا أهمية في الواقع، ويفشل في التقدير السليم لِمَا يلعبُ دورًا حاسمًا في حياته. يعيش معظم الناس حياتهم كأنها لن تنتهي أبدًا، وأن بإمكانهم إفساد أهم تجاربها.



قد ينتهي المطاف بفقدان مشاعر الإثارة أو الفضول لعيش الحياة خلال بناء وسائل دفاعية تحمي الشخص القَلِق من فكرة الموت، قد يغدو أكثر صرامة وتحكَّمًا في حياته ظنًّا منه أنه لو تحكَّم وسيطر على كل تفاصيلها ونواحيها فقد يتمكَّن من كتابة نهايةٍ مختلفة عن النهاية التي لا مفر منها، فيحدّ نطاق تجاربه كأنه يمتنع عن خوض حياةٍ لا يرغب في مغادرتها. قد تظهر ردود الفعل الدفاعية هذه في صور كراهيةٍ للذات ولسانٍ ساخر من كل شيء وأي شخص، ورفض ممارسة نشاطٍ يُثير حماسه اتجاه نفسه وأيامه، وأيضًا أقل استمتاعًا بالملذات اليومية العابرة.

لكن قد يكون لوسائل دحض الموت جانبٌ إيجابي في بعض الحالات، قد ينتج عنها سعي لخلود رمزي في مخيلة العالم من خلال الأعمال الأدبية أو الفنية أو العلمية. البحثُ الدؤوب عن معنًى صادق للحياة في التفاني للعائلة والأصدقاء ومَن نحبهم، ومحاولة ترك أثرٍ إيجابي يُغير المرء وعالمه الصغير الشخصي. أحد دفاعات الموت السلبية هو محاولة العيش من خلال إنجاب نسلٍ جديد وترك خليفةٍ لغرض تخليد الاسم والعائلة، يؤدي هذا القرار الفادح إلى معاناة الأطفال في حياتهم من محاولة والديهم لتحويلهم إلى نسخةٍ طبق الأصل من ذواتهم.

ماذا أفعل للتخلّص من الخوف من المَوت؟

لديك كل الحق لتقلق، لترتعب. الموتُ مرعب، وكذلك الفناء والنهاية. يومًا ما ستكون هنا، ثم في اليوم التالي ستختفي. سيستيقظ العالم في اليوم التالي وكل شيءٍ سيسير على ما يرام، ستصدر الصحف، ستزهز الأزهار، ستُعدّ القهوة، لن يختل النظام، وهذا هو الرعب بذاته. هل هناك أي أسباب قد تنجدك من هذا الخوف؟ قد تُسعفك لتمضي أيامك مدركًا وواعيًا للفجوة اللحظية بين الوجود والعدم، ومع ذلك تعيشها في سلام؟ لحسن الحظ، نعم. يُساعدنا علم النفس والفلسفة على تخفيف وطأة هذه الأزمة الوجودية، التي قد تكون فكرةً عابرة لكنها تمتص سعادة الحياة كلها.


أولًا: فهم وسائل إنكار الموت
أي حدثٍ سلبي أو تذكير بالموت، مثل المرض أو الحوادث أو الأوبئة أو المآسي الصادمة بشكلٍ عام، تُثير قلقك حيال دنو الموت، والتي بدورها تشجعك أكثر على بناء حصنٍ من الدفاع ضد هذه المشاعر التي لا يمكن التخلص من مصدرها الذي سيحدث لا محالة. أحد أشهر الدفاعات هو الإنكار، تصور أن "المآسي تحدثُ للآخرين وليس لي".

قد يُفاجئك هذا النمط من التفكير السحري الذي شهدناه في الأعوام الماضية خلال تفشي وباء فيروس كورونا. مَن لم يتّبعوا تعليمات السلامة والوقاية أو الحظر المنزلي لم يكونوا راغبين في التعجيل بموتهم، بل مؤمنين بأن كارثةً كهذه ستحلُّ على الآخرين وليس لهم على الأخص. يلجأ المرء إلى هذا التصور المفرط في تفاؤله وغروره لتعويض مشاعر الدونية، إنه بقايا تصورات القوة الخارقة المطلقة التي نتحلى بها في طفولتنا، ويعمل آليةً للنجاة في أوقات الضغط ووضوح مدى هشاشة الجسد البشري وضعفه، إنه يعبر عن الإيمان بأن الموت سيحدثُ للآخرين وليس لنا أبدًا. تمنح هذه الفردانية والخصوصية اللتان لا أساس لهما شعورًا بأن المرء محصنٌ ضد مصير الناس العاديين.

ثانيًا: استبدال الإنكار بوسائل حماية صحية

من الوسائل الدفاعية الإيجابية لمقاومة قلق الموت هي احترام الذات وتقديرها، إذ هي البوابة الرئيسية للأمان النفسي. احترام الذات يعني الرضا عنها ومحاولة تحسينها دون قسوةٍ أو جلد لإيمانك بأنك تستحق. وعيك بأهمية دورك في حياة من حولك وبمميزاتك أساسيٌ لتخفيف رعب الموت، بل يؤكد لك أنك حتى بعد موتك ستظل حيًّا في ذكريات عائلتك وأحبائك، لتشعر حين يأتي أنك عشت حياةً راضية تقدّرها حق قدرها. احترام الذات والوعي بأهميتها سيؤدي بك إلى إحاطة نفسك بمن يُشبهك من الناس، فتجد بينهم عزاءً وسلوى لمقاومة هذا الخوف الوجودي. ستظل قلقًا من الموت، لكن بإمكانك تغيير دفة هذا القلق وتوظيفه كتذكير بأن تعش حياة هادئة.

كذلك يمكن لادخار المال ووضع خطط مستقبلية منطقية ومرنة أن يوفر حاجزًا نفسيًّا أمام قلق الموت، إذ يرتبط بإحساس بالسيطرة على المستقبل وتأمينه، ومن ثم راحة نسبية اتجاه قدومه. سيمنحنا الأمل في المستقبل طريقةً مختلفةً في التفكير حيال احتمالاته المختلفة بدلًا من النظر بشكلٍ قاطع إلى نهايته.

ثالثًا: ممارسة تقبُّل الموت

يحكي الطبيب وعالم النفس "وارن وارد" عن إصابته بسرطان الجلد وعن إدراكه من عمله طبيبًا أن موته وشيك، بل كان وشيكًا منذ أيام دراسته؛ بسبب نَسْخ كل ما يعرفه عن الأمراض في دراسته وإسقاطه على جسده المسكين. يقرُّ الطبيب بصعوبة سرطان الجلد، لكن لحسن حظه تمر العملية الجراحية بسلام ويتعافى من مرضه. يُشير "وارد" إلى أنه محظوظٌ من جانب آخر، صدمة التجربة واليقين المطلق المثبت بدنو موته، عاجلًا أم آجلًا، شُفي أم لم يُشفَ، هذا التقبل والإدراك كان مهمًّا بالنسبة إليه بنفس أهمية التطورات الطبية التي أدت إلى نجاته من المرض.

الوعي بدنو الموت يؤدي إلى عيش حياةٍ مثمرة ومثيرة، ذكَّره مرضه بالموت كل يوم، بفنائه ومحدودية أيامه، ذكَّرته الصدمة بأن عليه عيش حياته بطولها وعرضها كل يوم، لأنه يريدُ تفادي الندم على ما فاته فيما بعد. من المهم محاولة استقاء هذا التقبل والإدراك من تجارب الآخرين لأننا لن نمرَّ جميعًا بتجربةٍ نقترب فيها من الموت، تحررنا من قلقنا منه وتذكّرنا بأن الأهم هو عيش حياةٍ صادقة. يدرك "وارد" بوصفه طبيبًا مدى هشاشة أجسادنا وقربها من الموت في أي لحظة، ويدرك -بصفته طبيبًا نفسيًّا- ضآلة الحياة وسطحيتها إن خلت من الأهداف والمعاني. إدراكُ قِصَر أعمارنا الثمينة ومحدودية الحياة قد يدفعنا -في مفارقةٍ مثيرة للسخرية- إلى البحث عن معنى لحياتنا أو حتى خلقه من البداية.

رابعًا: حدد ما قد تندم عليه أشد الندم وافعله

كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ M3r0ilM

نشرت الممرضة "بروني وير" عام 2011 كتابًا بعنوان "أهم خمسة أشياء يندم عليها المرء عند الموت"، أجرتْ مقابلاتٍ مع عشرات من الأشخاص يقضون شهورهم الأخيرة في الحياة، وسألتهم عن أكثر شيءٍ يندمون عليه في حياتهم، أتت الإجابات الخمس الأكثر شيوعًا كما تظهر في الشكل أدناه.

تحديد ما قد تندم عليه لاحقًا، أي ما أنت مقصّر به حاليًّا، سيُساعدك على تغيير طريقة تفكيرك حيال الموت البعيد أو غير مجهول الموعد لتفكر في اللحظة الحالية، كي تعيش حياةً ثريةً وعريضة فلا تقلق من نهايتها خلال محاولاتك لاستغلالها لآخر أمنيةٍ وقطرةٍ فيها.

خامسًا: أعد تشكيل خوفك

كتب "إيرفين يالوم"، الطبيب النفسي الوجودي والخبير في فهم قلق الموت وطرق علاجه، كتابًا بعنوان "التحديق في وجه الشمس: كيف تتغلب على رعب الموت؟"، يقول فيه إن الحيوات باختلافها تشتركُ في شيءٍ واحد: الموت، وباختلاف طرق العلاج فإنها كلها تنتهي إلى التقبل، إذ كلما تجنبنا فكرةً أو خوفًا معينًا، زاد قلقنا حياله ومعه رغبتنا في تجنبه، أي حلقة مفرغة.

يقول الروائي الروسي، "فلاديمير نابكوف": "يُخبرنا المنطق أن وجودنا ليس سوى شقٍّ ضيقٍ من النور بين عالمين أبديين من الظلام". سأل يالوم مرةً أحد عملائه عما يزعجه أكثر شيءٍ في فكرة الموت، فأجابه قائلًا: "غيابي خلال الخمسة مليارات سنة القادمة"، فسأله يالوم إن كان قد أزعجه غيابه عن الخمسة مليارات سنة الماضية. تُسمى هذه الفكرة في الفلسفة "حُجة التناظر". لتتغلب على خوفك من الموت، حاول أن تتذكر ما كنت عليه قبل أن تولد، ليس شكل عالمك وأسرتك، بل كيف كنتَ أنت قبل أن تُخلق من الأساس. لا يُمكنك التفكير في نفسك قبل أن تولد، ناهيك بطبيعتك وقتها. الجزء المتناظر من هذه الحجة هو أن الأمر نفسه ينطبق على بعد وفاتك. وفقًا لهذه الفلسفة، ما قبل مولدك يُساوي موتك، كنت وستكون في كلا الحالتين غائبًا. ونظرًا لهذا التساوي، يجدر بك القلق من الموت بنفس مقدار قلقك للحياة قبل وجودك على الإطلاق.

تمنحنا الفلسفة الأبيقورية كذلك فهمًا مغايرًا لطبيعة الموت حتى نتقبله. ينص منهج هذه الفلسفة على أن هدف الحياة هو السعادة، ليس بالانغمار في الملذات فحسب، بل بتجنب المعاناة، ولكي نسعد بالحياة علينا ألا نقلق ونترقب نهايتها، ولذا ينبغي علينا فهم موتنا. أول شيءٍ عليك فعله هو محاولة تصور ما سيكون عليه الموت، ليس الحياة الآخرة ولا موت الآخرين، بل موتك أنت. تصوَّر نفسك ميتًا، لا يمكنك هذا، أليس كذلك؟ لأن تصوَّرك ميتًا يتناقض مع البقاء على قيد الحياة من الأساس. الموتُ غياب الوجود، كيف ستتخيل وجودك وأنت ميت؟ لا شيء يمكن تخيله، لا شيء يمكن منحه صورةً ولونًا وشكلًا فعليًّا، لا شيء يمكن الاقتراب منه. هذه هي التوصية الأولى، إدراك أن الموت ليس تجربةً ستمر بها، وكما يقول أبيقور: "الموتُ لا يمثل لنا شيئًا على الإطلاق"

منقول

كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ 866468155

descriptionكيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ Emptyرد: كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟

more_horiz
أهلاً أكا تشان ~
كنت قد فعلت اشعارات المنتدى المهمة في جوالي 
و لا أعرف كيف ظهر لي إشعار الموضوع فجاة 
لذا دخلت مباشرة لقراءته ، فأنا كالكثير منّا ممن تلاحقه فكرة كيف سأموت وماذا سيحدث لي 
كاتب المقالة هذهِ جزاه الله خيراً فصل كل النقاط التي يحتاج القارئ معرفتها
نحن البشر نخاف من كل شيء مجهول بطبيعتنا ، والموت كذلك
إضافة لنقطة .. إن المناهج الدراسية لمادة الدين حتى بعض رجال الدين ، يركزون على فكرة
العقاب والموت وعذاب القبر وهذهِ الامور ، يجعلونا نكبر بخوف شديد من كمية وانواع العذاب التي قد تنتظرنا !!
اضافة لهذه السنين الاخيرة نرى الناس من حولنا كبار وصغار يموتو احياناً بدون سبب , او لإسباب غير متوقعة 
مما يزيد رهبة الامر ، لكن سأكون صريحة في هذه النقطة 
في الشهر الماضي مع بداية احداث غزة , عندما كنت ارى كل هؤلاء الشجعان كباراً وصغاراً يقولون بأنهم لا يخافون الموت
ثم يستشهدون ، ليأتي ذويهم بأبتسامة تدمي القلب يخبرونا بأنهم سعيدون بذهابهم للجنة ، وهم سيلحقون بهم !
كان الامر كالصحوة بالنسبة لي ، برؤية أيمان هؤلاء الناس جميعا بحكم الله وقضاءه ، إيمانهم كان حقيقي لدرجة يمكن ان تراه !
الامر فقط جعلني ادرك شيء عن الموت والحياة لا يمكن شرحه بالكلمات .
نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة 

descriptionكيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ Emptyرد: كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟

more_horiz
بالفعل .. سارعت بنقل الموضوع ما إن رأيته

ففي فترة ما كنت أهاب الموت لدرجة أنني أمضيت ليالي مؤرقة

وكنت أرتعد خوفا فيها بمجرد التفكير أنني ربما سأموت غدا

وصلت لدرجة الخوف في الطريق من أن تصدمني سيارة أو شيء ما

أو الاصابة بمرض خطير عافانا الله

حدث هذا مباشرة بعد موت خالتي رحمها الله

لكن الحمد لله تدريجيا تجاوزت الأمر

وأصبحت أفكر في "الآن" بدل التفكير في اللاحق

أيضا أحرص بقدر المستطاع على عدم فعل ما أندم عليه لاحقا

والحمد لله نحن مسلمون و علينا كما قلتِ أن نقوي إيماننا و نثق بالله سبحانه وتعالى

وما يحدث في فلسطين درس لنا جميعا

"نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة"

آميـن يا رب

شكرا على مرورك الجميل

كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ 866468155

descriptionكيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ Emptyرد: كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟

more_horiz
جاءني إشعارٌ بوجودِ كلمة ريم لأني كنت قد فعلتُ هذه الخاصيّة سابقًا عن كلمة ريم.

مجرد سماع اسمها هو كمجرد سماع خبرٍ قديـــــــــــــــــــــمٍ بالعمر، وهلاتٌ تمر كومضة العين،
جاءني خطُّ سيلٍ قديمٍ كنتُ قد افتقدته، بل بالأحرى فقدته العائلة أجمع.
كانت نقيةً طاهرةً لدرجة المرآه، ينعكس كل ما في بصيص قلبها على صفحات وجهها.
وأنا أكتبُ هذه العبارة منذ قليل، توقف مخّي عن التفكير قليلًا، حيثُ مرّ  عليّ طيفٌ يهمسُ في أذنيّ قائلًا:
هذه العبارة أنت تذكرها، وتعرفها أيضًا. 
استجمعت قوت ذاكرتي فتذكرت شيئًا قويًّا غريبًا. ربما كتبت هذه العبارة منذ فترةٍ لكن لا أتذكر أين 
وضعتها، ولا أدري لما كتبتها بذاك الوقت، كأني كنت أكتبها بغير  إرادتي، ولما انتهيتُ منها، نظرتُ لها وجلًا
مُتعجبًا متحيرًا الأمر، ثم قبضت على يدي بالأخرى القوية لكي يثبت قوامي، ثم انعصر قلبي اللعين،
أتاني هاجسٌ وقتها بأن شيئًا كهذا تحديدًا قد بات يلوح بالأفق. ربما تقريبًا مسحتُ هذه العبارة
وبعدها أكملتُ حياتي، ثُم الآن وجدتني أكتبها عن ريم بعد أن رحلت، وتركت العائلة، وتركت
كل شيءٍ كان لها سابقًا. أظنها الآن بمكانٍ بعيدٍ عن حقد وغلّ طبقة البشر الأغبياء.


انتبهوا، أحيانًا يكون لتلك الهواجس اللعينة الطائفة والحائرة، ولربما تكون رسالةً تذهب بك إلى شيءٍ قد يحدث لك بالمستقبل البعيد، فمن يدي ما قد يجري وقتها،
لربما تحلمُ حلمًا وترسم عليه خطوط مخيلتك ليصل بك الفهم والإدراك لكل معاني الحياة وأمنيتك تتحقق، ليأتي لك كلام شخصٍ كنت قد قرأته مسبقًا
يُدعى جحيم، فيسقط عليك سقف الواقع المتهالك ليقضي عليك. فلا تستبشروا خيرَا
كُلّ ما عليكم فعله هو أن تتركوا أجسادكم بالهواء سارحةً مُعبرةً عن كل شيء، لتتذكروا وقتها كلمة فلترقد بسلام، ليأتيكم الهاجس المصاحب لهذه الكلمة،
ولكي تعلموا وقتها أن الرقود قد نُفذ على أحدٍ منكم.
أرقدوا بسلام

descriptionكيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ Empty...

more_horiz
رحمها الله و أسكنها فسيح جناته

فعلا فراق المقربين صعب و يترك دائما ندوبا يصعب شفاؤها

مشكور على المرور ومشاركة تجربتك

كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟ 866468155
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
كيف أتخلص من وسواس الخوف من الموت؟
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة