هل الكذب من المفطرات في رمضان؟
ُيعد الكذب من الأمراض الاجتماعية الأكثر انتشارا في المجتمعات الإسلامية ويؤدي إلى توتر العلاقات الإنسانية لغياب المصداقية والتعامل على أسس من الصراحة والأمانة في التحدث. يتلخص الكذب في تزييف الحقائق بقصد الخداع والابتزاز المادي أو النفسي أو الاجتماعي، وهو مقرون بالعديد من الجرائم، من سرقة ونصب وغش تجاري، وكلها أمور محرمة دينيا لما لها من تأثيرات سلبية على العلاقات البشرية والأمن المجتمعي.
لا يكذب المرء إلا لاكتساب فوائد على حساب الآخرين أو للاستمتاع بخداع الآخرين والشعور بالنصر عليهم بذلك، وكلها أمراض يكتسبها المرء عليها في مرحلة النشأة لتتحكم في تصرفاته طوال العمر. ورأي الدين في الكذب واضح، فقد قال الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (سورة غافر-28) وقال أيضا في سورة الحج (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الآية 30). واعتبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكذب من أحط الصفات لديه، فهو من صفات المنافق وهو ليس من صفات المؤمن، حتى إنه رأى أن السارق والزاني أقل خطأ من الكاذب، وتروي السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن بغضه للكذب قائلةً (ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ?من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي ?بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة).
قد يكون الكذب أحيانا بنية التوفيق بين المتخاصمين والمختلفين أو لتجنب الإحراج عند ارتكاب الحماقات أو الوقوع في خطأ دون قصد، وهي أمور قد تبدو بسيطة وتحمل اسما متعارف عليه اجتماعيا بـ(الكذب الأبيض) أو (الكذب المباح)، ورغم حرمانية الكذب دينيا، فقد يكون الكذب مباحا في بعض الأحيان عند تعذر الوصول إلى هدف بعينه من خلال وسائل أخرى. وروي عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. وفي رواية: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.)
من هنا يتضح لنا أن حرمانية الكذب لا جدال عليها، أما حكم الكذب في رمضان، فيرى أتباع المذهب الحنفي أن الكذب من المفطرات في الصيام استنادا لقول رسول الله %22من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه%22. مع ذلك يرى جمهور العلماء أن الكذب ليس من المفطرات، كونه ليس بشهوة أو طعام، إلا أنه من أشد المكروهات ومنقصات الأجر، فالصوم صون للسان وحفظ للجوارح وليس مجرد ترك للشهوات
ُيعد الكذب من الأمراض الاجتماعية الأكثر انتشارا في المجتمعات الإسلامية ويؤدي إلى توتر العلاقات الإنسانية لغياب المصداقية والتعامل على أسس من الصراحة والأمانة في التحدث. يتلخص الكذب في تزييف الحقائق بقصد الخداع والابتزاز المادي أو النفسي أو الاجتماعي، وهو مقرون بالعديد من الجرائم، من سرقة ونصب وغش تجاري، وكلها أمور محرمة دينيا لما لها من تأثيرات سلبية على العلاقات البشرية والأمن المجتمعي.
لا يكذب المرء إلا لاكتساب فوائد على حساب الآخرين أو للاستمتاع بخداع الآخرين والشعور بالنصر عليهم بذلك، وكلها أمراض يكتسبها المرء عليها في مرحلة النشأة لتتحكم في تصرفاته طوال العمر. ورأي الدين في الكذب واضح، فقد قال الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (سورة غافر-28) وقال أيضا في سورة الحج (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الآية 30). واعتبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكذب من أحط الصفات لديه، فهو من صفات المنافق وهو ليس من صفات المؤمن، حتى إنه رأى أن السارق والزاني أقل خطأ من الكاذب، وتروي السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن بغضه للكذب قائلةً (ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ?من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي ?بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة).
قد يكون الكذب أحيانا بنية التوفيق بين المتخاصمين والمختلفين أو لتجنب الإحراج عند ارتكاب الحماقات أو الوقوع في خطأ دون قصد، وهي أمور قد تبدو بسيطة وتحمل اسما متعارف عليه اجتماعيا بـ(الكذب الأبيض) أو (الكذب المباح)، ورغم حرمانية الكذب دينيا، فقد يكون الكذب مباحا في بعض الأحيان عند تعذر الوصول إلى هدف بعينه من خلال وسائل أخرى. وروي عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. وفي رواية: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.)
من هنا يتضح لنا أن حرمانية الكذب لا جدال عليها، أما حكم الكذب في رمضان، فيرى أتباع المذهب الحنفي أن الكذب من المفطرات في الصيام استنادا لقول رسول الله %22من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه%22. مع ذلك يرى جمهور العلماء أن الكذب ليس من المفطرات، كونه ليس بشهوة أو طعام، إلا أنه من أشد المكروهات ومنقصات الأجر، فالصوم صون للسان وحفظ للجوارح وليس مجرد ترك للشهوات