المؤمن وقاف حتي يتبين
كلمة الإمام الحسن البصري دالة علي بلوغ المرام عند الباغي للحق الساعي نحو
مرضاة الله، فالمؤمن لا يتسرع في إطلاق الأحكام ولو رواها ثقات، فعند
وجود الشبهة حينها وجب التحقق.
إن الحقيقة سهلة وبينة فالتركيب البيولوجي للإنسان يحتم عليه التعارف لا
التنافر، فطبيعته تكره الصدام وتحب السلام ،لذا قيل أن الأصل في الإنسان
الخير أما الشر فهو شئ عارض، ولنفترض أن الحقيقة ستصعب علي أحد فمن السهل
عليه أن يبسطها للآخر كي لا يقع في غيبته أو كرامته أو عرضه، فكلها أشياء
تجذب التنافر وتزرع الكراهية ،مما سيولد نوعا من الأفكار التصادمية التي في
الغالب تتطور حتي تصبح واقعا مفاجئا للجميع..
أقول هذه الكلمات وأري أن المجتمع الإسلامي صارت فيه ظاهرة الحُكم علي
الناس أمرا مرئيا، ولم لا وقد أصبحت الشعوب العربية والإسلامية تفقه في
السياسة والشريعة والرياضة وفي كل شئ حتي قيل بأن العربي موسوعة أينما حل
أو راح!، تجد أنه ومن الطبيعي أن تري العامي يفتي في مسألة شرعية بل وتراه
يستدل بحديث أو آية وحينما يعارضه أحد فالجواب جاهز وهو جهل المعترض أو
ابتداعه أو كُفره، كلها أحكام مُعلبة لا تشير إلي علم القائل بل إلي جهله،
فالتصورات بين الإنسان والآخر تختلف حتي في أدق الأشياء فما بالكم فيمن
يختلف في أمر ذو قدسية ..
لقد ذكر الإمام الشافعي أن من شروط الفتيا هو العلم باختلاف الناس، وهذه
مسألة عامة لا تخص الشريعة وحسب بل تتعداه إلي السياسة والاقتصاد وفي سائر
المجالات التي تقبل الخلاف والسعة فيها رحمة....أو كما قال الإمام ابن
جرير الطبري في إشار إلي اهل التحقق والتثبت:
"وخص بذلك القوم الذين يوقنون، لأنهم أهل التثبت في الأمور، والطالبون معرفة حقائق الأشياء علي يقين وصحة"..تفسير الطبري..
تلك صفة من صفات أهل العلم والفضل نقلها الإمام ابن حجر حيث قال:
"إن الذي يتصدي لضبط الوقائع من الأقوال والأفعال
والرجال يلزمه التحري في النقل، فلا يجزم إلا بما يتحققه، ولا يكتفي
بالقول الشائع، ولاسيما أن ترتب علي ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل
العلم والصلاح، وإن كان في الواقعة أمر فادح سواء كان قولا أو فعلا أو
موقفا في حق المستور فينبغي أن لا يبالغ في إفشائه، ويكتفي بالإشارة لئلا
يكون قد وقعت منه فلتة، ولذلك يحتاج المسلم أن يكون عارفا بمقادير الناس
وأحوالهم ومنازلهم فلا يرفع الوضيع ولا يضع الرفيع" شرح البخاري.
قد يكون هذا الأسلوب المرفوض نتاج طبيعي لثقافة سائدة في مجتمع، أنه لا
وجود للآخر إلا بالإتباع ، هذه الثقافة عادة ما تكون مكتسبة جراء تسلط
سياسي أو بروز أنماط مُقلدة ليست علي قدر المستوي من الأهلية وهو ما نربطه
بنتيجة الإستبداد في عالمنا العربي والإسلامي، فالحق أن الإستبداد يولد
نوعا من البلادة الفكرية المصحوبة بالجهل وهي السبب في نشوء تلك العناصر
التي ترفض الرأي الآخر ولو كان ذي قابلية للخلاف...
الحل الوحيد لكي نتغلب علي مشاكلنا تلك هو إظهار نماذج دعوية وسياسية تتوفر
فيها شروط القدوة الصالحة لدي العامة، مع تشجيع تلك النماذج وإعطائها
كافة الفرص كي تصنع فكرة جديدة لدي الناس تتسم بالموضوعية والتعقل، هذا
الحل هو جزء أصيل من صحة العالم وليس مرضه، فما من بقعة علي أرض العالم
فشا فيها هذا السلوك وتلك الأنماط إلا وفشا فيهم الجهل والفقر
والحرب...نسأل الله العفو العافية.
كلمة الإمام الحسن البصري دالة علي بلوغ المرام عند الباغي للحق الساعي نحو
مرضاة الله، فالمؤمن لا يتسرع في إطلاق الأحكام ولو رواها ثقات، فعند
وجود الشبهة حينها وجب التحقق.
إن الحقيقة سهلة وبينة فالتركيب البيولوجي للإنسان يحتم عليه التعارف لا
التنافر، فطبيعته تكره الصدام وتحب السلام ،لذا قيل أن الأصل في الإنسان
الخير أما الشر فهو شئ عارض، ولنفترض أن الحقيقة ستصعب علي أحد فمن السهل
عليه أن يبسطها للآخر كي لا يقع في غيبته أو كرامته أو عرضه، فكلها أشياء
تجذب التنافر وتزرع الكراهية ،مما سيولد نوعا من الأفكار التصادمية التي في
الغالب تتطور حتي تصبح واقعا مفاجئا للجميع..
أقول هذه الكلمات وأري أن المجتمع الإسلامي صارت فيه ظاهرة الحُكم علي
الناس أمرا مرئيا، ولم لا وقد أصبحت الشعوب العربية والإسلامية تفقه في
السياسة والشريعة والرياضة وفي كل شئ حتي قيل بأن العربي موسوعة أينما حل
أو راح!، تجد أنه ومن الطبيعي أن تري العامي يفتي في مسألة شرعية بل وتراه
يستدل بحديث أو آية وحينما يعارضه أحد فالجواب جاهز وهو جهل المعترض أو
ابتداعه أو كُفره، كلها أحكام مُعلبة لا تشير إلي علم القائل بل إلي جهله،
فالتصورات بين الإنسان والآخر تختلف حتي في أدق الأشياء فما بالكم فيمن
يختلف في أمر ذو قدسية ..
لقد ذكر الإمام الشافعي أن من شروط الفتيا هو العلم باختلاف الناس، وهذه
مسألة عامة لا تخص الشريعة وحسب بل تتعداه إلي السياسة والاقتصاد وفي سائر
المجالات التي تقبل الخلاف والسعة فيها رحمة....أو كما قال الإمام ابن
جرير الطبري في إشار إلي اهل التحقق والتثبت:
"وخص بذلك القوم الذين يوقنون، لأنهم أهل التثبت في الأمور، والطالبون معرفة حقائق الأشياء علي يقين وصحة"..تفسير الطبري..
تلك صفة من صفات أهل العلم والفضل نقلها الإمام ابن حجر حيث قال:
"إن الذي يتصدي لضبط الوقائع من الأقوال والأفعال
والرجال يلزمه التحري في النقل، فلا يجزم إلا بما يتحققه، ولا يكتفي
بالقول الشائع، ولاسيما أن ترتب علي ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل
العلم والصلاح، وإن كان في الواقعة أمر فادح سواء كان قولا أو فعلا أو
موقفا في حق المستور فينبغي أن لا يبالغ في إفشائه، ويكتفي بالإشارة لئلا
يكون قد وقعت منه فلتة، ولذلك يحتاج المسلم أن يكون عارفا بمقادير الناس
وأحوالهم ومنازلهم فلا يرفع الوضيع ولا يضع الرفيع" شرح البخاري.
قد يكون هذا الأسلوب المرفوض نتاج طبيعي لثقافة سائدة في مجتمع، أنه لا
وجود للآخر إلا بالإتباع ، هذه الثقافة عادة ما تكون مكتسبة جراء تسلط
سياسي أو بروز أنماط مُقلدة ليست علي قدر المستوي من الأهلية وهو ما نربطه
بنتيجة الإستبداد في عالمنا العربي والإسلامي، فالحق أن الإستبداد يولد
نوعا من البلادة الفكرية المصحوبة بالجهل وهي السبب في نشوء تلك العناصر
التي ترفض الرأي الآخر ولو كان ذي قابلية للخلاف...
الحل الوحيد لكي نتغلب علي مشاكلنا تلك هو إظهار نماذج دعوية وسياسية تتوفر
فيها شروط القدوة الصالحة لدي العامة، مع تشجيع تلك النماذج وإعطائها
كافة الفرص كي تصنع فكرة جديدة لدي الناس تتسم بالموضوعية والتعقل، هذا
الحل هو جزء أصيل من صحة العالم وليس مرضه، فما من بقعة علي أرض العالم
فشا فيها هذا السلوك وتلك الأنماط إلا وفشا فيهم الجهل والفقر
والحرب...نسأل الله العفو العافية.