The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
350 المساهمات
261 المساهمات
188 المساهمات
92 المساهمات
78 المساهمات
78 المساهمات
62 المساهمات
46 المساهمات
24 المساهمات
23 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

description قصص الانبياء مختصرة Empty قصص الانبياء مختصرة

more_horiz
قصص الانبياء مختصرة وصحيحة



"آدم عليه السلام"


وهو أول الرسل عليهم السلام. ودليل رسالته من القرآن الكريم ما جاء في الآيتين
قوله تعالى في آية البقرة: {فإما يأتينكم مني هدى}.

ففي هذا وعد بالهدى من الله تعالى، وإشعار بالرسالة.

وقوله تعالى في آية طه: {ثم اجتباه ربه}.

والظاهر أن اجتباء الله له بعد المعصية وتوبة الله عليه، إنما هو اصطفاء الله إياه للرسالة.

كما يدل على رسالته عموم قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ}، وقوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً}.

وقد
كان أولاد آدم أمة تتطلب رسالة ربانية، وأحرى الناس بأن يكون رسولاً لأول
أمة إنسانية إنما هو آدم عليه السلام أبو البشر، المكلّم من قِبل الله
تعالى.

لذلك نرى اتفاق معظم علماء المسلمين على نبوته ورسالته.




وقد
تولى الله جلَّ وعلا عرض قصة خلق آدم في تسع سور من القرآن الكريم، وبيّن
لنا في قصته أنه هو الإِنسان الأول الذي بثّ الله منه هذه السلالة من البشر
على وجه هذه الأرض. كما حدَّد الله لنا في كتابه كيفية خلقه لآدم، بشكل
صريح واضح لا يحتمل التأويل، فلا مجال لإِيراد تكهّنات وتخيّلات وفرضيّات
حول كيفية بدء وجود الإِنسان على هذه الأرض، ولا مجال لفرضيات "دارون"
وغيره بعد أن ورد إلينا يقين لا شبهة فيه عن الذي خَلَق وصوّر وهو بكل شيء
عليم. ونحن نعلم أن كل اعتقاد يخالف ما تضمنه القرآن الكريم بشكل قاطع هو
اعتقاد مخالف للحقيقة، وكل اعتقاد مخالف للحقيقة من الحقائق القطعية التي
نصت عليها الشرعية اعتقاد مُكفِّر.

(2)

"إدريس عليه السلام"

قال
الله تعالى بشأنه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ
صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 56-57].

وقد جاء في صحيحي (البخاري ومسلم) في حديث المعراج:

"ثم
صعد بي - أي جبريل – حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال:
جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل:
مرحباً به فنعم المجيء جاء. ففُتح. فلما خلصتُ فإذا إدريس، فقال: هذا إدريس
فسلِّم عليه، فسلّمت عليه، فردّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي
الصالح".



*نسب إدريس:

ويذكر النسّابون أنه: إدريس
عليه السلام بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن (شيث عليه السلام) بن
(آدم عليه السلام). والله أعلم.

وإدريس عند العبرانيين: (حنوخ) أو (خنوخ)، وعُرِّب: (أخنوخ).

* أقوال المؤرِّخين في ديانته ومن ينتسب إليها:

يقول
المؤرخون: إن أمة السريان أقدم الأمم، وملتهم هي ملة الصابئين - نسبة إلى
صابي أحد أولاد شيث -، ويذكر الصابئون أنهم أخذوا دينهم عن شيث وإدريس، وأن
لهم كتاباً يعزونه إلى شيث ويسمونه: "صحف شيث"، ويتضمن هذا الكتاب على ما
يذكرون الأمرَ بمحاسن الأخلاق، والنهي عن الرذائل.

وأصل دينهم
التوحيد وعبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة بالعمل
الصالح في الدنيا، والحض على الزهد في الدنيا، والعمل بالعدل، وبعد ذلك
أحدثوا ما أحدثوا في دين الله وحرفوا.

وكانت مدة إقامة إدريس عليه السلام في الأرض(82) سنة ثم رفعه الله إليه.


(3)

"نوح عليه السلام"

قال
الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ
قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [نوح: 1].

وقد
أرسله الله إلى قومٍ فسد حالهم، ونسوا أصول شريعة الله التي أنزلها على
أنبيائه ورسله السابقين، وصاروا يعبدون الأوثان. وقد أثبت القرآن الكريم
خمسة أوثان لهم، كانوا يقدسونها ويعبدونها، وهي: (وَدّ - سُوَاع - يَغُوث -
يَعُوق - نْسْر). قال الله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}
[نوح: 23].



* نسب نوح:

يذكر النسَّابون أنه: نوح
(عليه السلام) بن لامك بن متوشالح بن إدريس ("أخنوخ" عليه السلام) بن يارد
بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث (عليه السلام) بن آدم (عليه السلام)
أبي البشر. والله أعلم.



* حياة نوح مع قومه في فقرات:

وقد ذُكرت قصة نوح مع قومه في ست سور من القرآن الكريم بشكل مفصَّل، وأبرز ما فيها النقاط التالية:

1- إثبات نبوته ورسالته.

2- دعوته لقومه دعوة ملحَّة، وثباته وصبره فيها، واتخاذه فيها مختلف الحجج والوسائل.

3- إعراض قومه عنه، فكلما زادهم دعاءً وتذكيراً زادوه فراراً وإعراضاً، وإصراراً على الباطل، واحتقاراً لأتباعه من الضعفاء.

4- عبادة قومه الأوثان الخمسة التي مرَّ ذكرها، وضلالهم الكثير.

5- تنكّر قومه لدعوته، وتكذيبه فيها بحجة أنه رجل منهم، ثم طلبهم إنزال العذاب الذي يَعِدهم به.

6- شكوى نوح إلى ربه أن قومه عصَوْه، واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلاَّ خساراً.

7-
إعلام أو إخبار الله لنوح بأنه لن يؤمن من قومه إلاَّ من آمن، وذلك بعد
زمن طويل لبعثه فيهم وهو يدعوهم ويصبر عليهم، وقد تعاقبت عليه منهم أجيال.

8-
دعوة نوح عليهم بقوله: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ
الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ
وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 26-27].

9- أمْرُ
الله لنوح أن يصنع السفينة - وقد كان ماهراً في النجارة - وذلك تهيئة
لإِنقاذه هو ومَن معه من الطوفان الذي سيغسل الأرض من الكفر.

10- سخرية قوم نوح منه كلما مرَّ عليه ملأَ منهم ورأَوْهِ يصنع السفينة، وذلك إمعاناً منهم بالضلال وهم يَرَون منذرات العذاب.

11- حلول الأجل الذي قضاه الله وقدَّره للطوفان، وكان من علامة ذلك أن فار الماء من التَّنُّور.

12- أمر الله لنوح أن يحمل في السفينة:

(أ) من كلٍّ زوجين اثنين.

(ب)أهله إلاَّ من كفر منهم، ومنهم ولده الذي كان من المُغْرَقين وزوجته.

(ج) الذين آمنوا معه، وهؤلاء قليل.



فركبوا فيها وقالوا: {بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41].

13-
تفجّر عيون الأرض، وانسكاب سحب السماء، ووقوع قضاء الله، ودعوة نوحٍ ولدَه
في آخر الساعات قبيل غرقه، ولكن هذا الولد رفض الإِيمان، وظن النجاة
بالاعتصام بالجبل وجرت السفينة بأمر الله، وقُضي الأمر، وكان ولد نوح من
المغرقين.

14- تحسُّر نوحٍ على ولده وهو في السفينة تجري بأمر الله
وتمنِّيه أن يكون معه ناجياً، وقوله لربه: "إن ابني من أهلي" وعتاب الله
له، وإخباره بأن هذا الولد ليس من أهله، لأنه كافر عمل عملاً غير صالح.

15- ختم القصة بالإِعلان عن انقضاء الأمر:

{وَقِيلَ
يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ
وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا
لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [هود: 44].

الجودي: جبل في نواحي ديار بكر من بلاد الجزيرة، وهو متصل بجبال أرمينية. ويُسمى في التوراة: "أراراط".

16-
ذِكْرُ المدة التي لبثها نوح في قومه، وهي: ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً،
فهل هي مجموع حياته، أو هي فترة دعوته لقومه - أي: منذ رسالته حتى وفاته -
أو هي منذ ولادته أو رسالته إلى زمن الطوفان؟ كل ذلك محتمل والله أعلم
بالحقيقة.

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى
قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا
فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [العنكبوت: 14].

ويرجح الرأي الأخير لقوله تعالى: {فأخذهم الطوفان} بعد قوله: {فلبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عاماً}، لما تفيده الفاء من الترتيب.

17- بيان أن الذين بقوا بعد نوح هم ذريته فقط، وذلك في قوله تعالى: {وجعلنا ذريته هم الباقين}.

قال المؤرخون: وهم ذرية أولاده الثلاثة، سام وحام ويافث.

ويقولون أيضاً:

1- سام: أبو العرب وفارس الروم.

2- وحام: أبو السودان والفرنج والقبط والهند والسند.

3- ويافث: أبو الترك والصين والصقالبة ويأجوج ومأجوج.



(4)

"هود عليه السلام"

وقد أرسله الله إلى عاد.

قال
الله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ *
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ
أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 123-127].

* نسب هود:

أرسل
الله هوداً عليه السلام في قبيلة من القبائل العربية البائدة، المتفرعة من
أولاد سام بن نوح عليه السلام، وهي قبيلة عاد، وسميت بذلك نسبةً إلى أحد
أجدادها، وهو: عاد بن عوص بن إرم بن سام. وهو عليه السلام من هذه القبيلة
ويتصل نسبه بعاد.

ويرجح النسابون أن نسبه كما يلي:

فهو: هود
(عليه السلام) بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد - جدّ هذه القبيلة -
ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح (عليه السلام). والله أعلم.



* مساكن عاد:

كانت
مساكن عاد في أرض "الأحقاف"، من جنوب شبه الجزيرة العربية. والأحقاف تقع
في شمال حضرموت، ويقع في شمال الأحقاف الربع الخالي، وفي شرقها عُمان.
وموضع بلادهم اليوم رمال قاحلة، لا أنيس فيها ولا ديار.

قال الله
تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ
وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا
تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ} [الأحقاف: 21].

* حياة هود مع قومه في فقرات:

لقد فصل القرآن الكريم قصة سيدنا هود عليه السلام مع قومه عاد في نحو عشر سور، وأبرز ما فيها النقاط التالية:

1- إثبات نبوته ورسالته إلى عاد.

2- ذكر أن عاداً كانوا خلفاء في الأرض من بعد قوم نوح.

3- ذكر أن هؤلاء القوم كانوا:

(أ) أقوياء أشداء، ممن زادهم الله بسطة في الخلق.

(ب)
مترفين في الحياة الدنيا، قد أمدهم الله بأنعام وبنين، وجنات وعيون،
وألهمهم أن يتخذوا مصانع لجمع المياه فيها، وقصوراً فخمة شامخة، إلى غير
ذلك من مظاهر النعمة والترف.

(جـ) يبنون على الروابي والمرتفعات
مباني شامخة، ليس لهم فيها مصلحة تقصد إلاَّ أن تكون آيةً يتباهون بها،
تُظهر قوتهم وبأسهم في الأرض.

(د) أهل بطش، فإذا بطشوا بطشوا جبارين.

(هـ) أصحاب آلهةٍ من الأوثان، يعبدونها من دون الله.

(و)
ينكرون الدار الآخرة ويقولون: {إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا
نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون:37]

4-
ذكر أن هوداً عليه السلام دعاهم إلى الله بمثل دعوة الرسل، وأمرهم بالتقوى،
وأنذرهم عقاب الله وعذابه، فكذبوه واستهزؤوا بدعوته، وأصروا على العناد،
واتبعوا أمر كل جبار عنيد منهم، ولم يؤمن معه إلاَّ قليل منهم، فاستنصر
بالله، فقال الله له: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ}
[المؤمنون: 40]، فأرسل الله عليهم الريح العقيم، ريحاً صرصراً عاتية، سخرها
عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ حسومٍ نحسات، تدمر كلّ شيء بأمر ربها، فما
تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم. فأهلكتهم، وأنجى الله برحمته
هوداً والذين آمنوا معه، وتم بذلك أمر الله وقضاؤه.


(5)

"صالح عليه السلام"

وقد أرسله الله إلى ثمود:

قال
الله تعالى في شأنه: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ
لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ} [الشعراء: 141-142].



* نسب صالح:

أرسل
الله صالحاً عليه السلام في قبيلة من القبائل العربية البائدة، المتفرعة
من أولاد سام بن نوح عليه السلام، وهي قبيلة ثمود، وسميت بذلك نسبة إلى أحد
أجدادها، وهو: ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح (عليه السلام)، وقيل:
ثمود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح (عليه السلام). وسيدنا صالح عليه
السلام من هذه القبيلة، ويتصل نسبه بثمود.

أما نسبه: فهو: (صالح
عليه السلام) بن عبيد بن أسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر - أو - صالح بن جابر
بن ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن (نوح عليه السلام). والله أعلم.



* مساكن ثمود:

كانت
مساكن ثمود بالحِجْر، ولذلك سماهم الله في القرآن الكريم أصحاب الحِجر
بقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ *
وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا
يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمْ
الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ} [الحِجْر: 80 - 84]



والحِجْر: أرض بين الشام
والحجاز إلى وادي القرى، وتقع في الطريق البري للمسافر من الشام إلى
الحجاز. وآثار مدائن هؤلاء القوم ظاهرة حتى الآن، وتسمى مدائن صالح، كما
تعرف ديارهم باسم (فجّ الناقة).



* حياة صالح مع قومه في فقرات:

لقد فصل القرآن الكريم قصة سيدنا صالح عليه السلام مع قومه ثمود في نحو إحدى عشرة سورة، وأبرز ما فيها النقاط التالية:

1- إثبات نبوته ورسالته إلى ثمود.

2- ذكر أن ثمود كانوا خلفاء في الأرض من بعد عاد.

3- ذكر أن هؤلاء القوم كانوا:

(أ) آمنين ممتَّعين بنعمة من الله في جنات وعيون، وزروع مختلفة، وأشجار نخيل مثمرة.

(ب) يتخذون من السهول قصوراً، وينحتون الجبال بيوتاً فارهين.

(جـ) أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله.

4-
ذكر أن صالحاً عليه السلام دعاهم إلى الله بمثل دعوة الرسل، وأمرهم
بالتقوى، ونهاهم عن عبادة الأوثان، فآمن معه ثُلة قليلة، أما أكثرهم
فكذبوه، واستكبروا عن اتّباعه، وكفروا برسالته، وطلبوا منه معجزةً تشهد
بصدقه، فجاءهم بمعجزة الناقة، وقال لهم: ذروها تأكل من أرض الله ولا تمسوها
بسوء فيأخذكم عذاب قريب، فأصروا على العناد، وبعثوا أشقاهم فعقر الناقة،
فقال لهم: "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب". ولما حان أجل
العذاب أرسل الله عليهم الصيحة مصبحين، فدمرتهم تدميراً، وأصبحوا في ديارهم
جاثمين هلكى، وأنجى الله برحمته سيدنا صالحاً والذين آمنوا معه. وتم بذلك
أمر الله وقضاؤه: "سنة الله في الذين خلَوا من قبل".


(6)

"إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام"

قد
أثبت الله نبوته ورسالته في مواطن عديدة من الكتاب العزيز، وشهد له بأنه
كان أمة قانتاً لله حنيفاً. قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً
قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا
لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ *
وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ
الصَّالِحِينَ} [النحل: 120 - 122].



* نسب إبراهيم:

ذكر
المؤرخون نسبه واصلاً إلى سام بن نوح عليه السلام، ونوح - في سلسلة نسب
إبراهيم- هو الأب الثاني عشر. وقد أسقط بعض النسابين من آبائه في سلسلة
النسب (قينان)، بسبب أنه كان ساحراً.

فهو على ما يذكرون: إبراهيم
"أبرام" (عليه السلام) بن تارح "وهو آزر كما ورد في القرآن الكريم" بن
ناحور بن ساروغ "سروج" بن رعو بن فالغ "فالج" بن عابر بن شالح بن قينان -
الذي يسقطونه من النسب لأنه كان ساحراً - بن أرفكشاذ "أرفخشذ" بن سام بن
نوح (عليه السلام). والله أعلم.



* حياة إبراهيم عليه السلام في فقرات:

1- موجز حياته عند أهل التاريخ:

ذكر المؤرخون: أنه ولد بالأهواز، وقيل: ببابل - وهي مدينة في العراق -.

ويذكر أهل التوراة أنه كان من أهل "فدّان آرام" بالعراق.

وكان أبوه نجاراً، يصنع الأصنام ويبيعها لمن يعبدها.

وبعد
نضاله في الدعوة إلى التوحيد ونبذ الأصنام، وما كان من أمره مع نمروذ بن
لوش ملك العراق، وإلقائه في النار، ونجاته منها بالمعجزة - كما قص الله
علينا في كتابه المجيد -، انتقل إلى أور الكلدانيين - وهي مدينة كانت قرب
الشاطئ الغربي للفرات - ومعه في رحلته زوجته سارة وقد آمنت معه، وابن أخيه
لوط بن هاران بن آزر وقد آمن معه وهاجر معه، كما قال تعالى: {فَآمَنَ لَهُ
لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ} [العنكبوت 29].



كما هاجر معه في الرحلة ثُلة من قومه الذين آمنوا معه، وأبوه آزر دون أن يؤمن به، وأقام في أور الكلدانيين حقبةً من الزمن.

ثم رحل إلى حاران أو "حرَّان".

ثم رحل إلى أرض الكنعانيين - وهي أرض فلسطين -، وأقام في "شكيم" وهي مدينة "نابلس".

ثم
رحل إلى مصر، وكان ذلك في عهد ملوك الرعاة، وهم العماليق - ويسميهم
الرومان: "هكسوس" -، واسم فرعون مصر حينئذٍ: "سنان بن علوان"، وقيل
"طوليس".

وقد وهب فرعون هذا سارة زوجة إبراهيم - بعد أن عصمها الله منه - جاريةٌ من جواريه اسمها: "هاجر"، فوهبتها لزوجها فاستولدها.

ولما
وُلِدَ له من هاجر "إسماعيل" - وكان عمره (86) سنة - سافر بأمر من الله
إلى وادي مكة، وترك عند بيت الله الحرام ولده الصغير إسماعيل مع أمه هاجر،
وعاد إلى أرض الكنعانيين.

ثم وهبه الله ولداً من زوجته سارة سماه "إسحاق"، وذلك حين صار عمره (100) سنة.

وكان
يتعهد ولده إسماعيل في وادي مكة من آن إلى آخر، وبنى مع ولده إسماعيل
البيت الحرام بأمر من الله. قال الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ
الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127].



وقد
جاء في الإِصحاح الخامس والعشرين من "سفر التكوين": أن إبراهيم تزوج بعد
وفاة سارة زوجة اسمها "قطورة"، فولدت له ستة أولاد هم: زمران ويقشان ومدان
ويشباق وشوحا ومديان.

وإلى مديان - هو مدين - بن إبراهيم هذا ينسب "أهل مدين" الذي أرسل إليهم "شعيب عليه السلام".

ولما
بلغ عمر إبراهيم عليه السلام (175) سنة ختم الله حياته في أرض فلسطين،
ودفن في مدينة الخليل "حبرون وكان اسمها في الأصل قرية أربع"، في المغارة
المقام عليها الآن مقام الخليل عليه السلام، وتعرف بمغارة الأنبياء.

واختتن
وهو ابن ثمانين سنة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "اختتن إبراهيم النبي وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم". رواه البخاري
ومسلم.



2- لمحات من قصة إبراهيم عليه السلام في القرآن:

وقد بسط القرآن الكريم مشاهد بارزة مهمة من حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام في عدة سور، وأبرز ما فيها النقاط التالية:

1-
بدأ حياته عليه السلام باحتقار الأصنام، وبيان سخف عبادتها، ثم ثورته
عليها وتحطيمها، غير مكترث بما ينجم عن عمله هذا، وتنبيه عابديها على خطئهم
البالغ في عبادتها وتعظيمها، ونشأته على ما بقي محفوظاً من ملّة نوح عليه
السلام.

2- تأمّلاته في ملكوت السماوات والأرض، وبحثه الذي دلّه على
جلال الرب وكمال صفاته وتنزه ذاته عن كل صفة من صفات الحدوث وعوارض النقص.

3- توجُّهه إلى الله فاطر السماوات والأرض، وتبرؤه مما يشرك المشركون.

4- بلوغه منزلة النبوة والرسالة باصطفاء الله له، واضطلاعه بمهامها، وإنزال الصحف عليه المسماة "بصحف إبراهيم".

5-
محاجّته لقومه بالبراهين والأدلة المنطقية المقنعة والملزمة، وثباته في
محاجّةِ من آتاه الله الملك في البلاد، وارتقاؤه إلى أعلى مراتب الإِيمان
بأن الله هو الذي يميت ويحيي، ويطعم ويسقي، ويمرض ويشفي، وبيده كل شيء.

6-
تعرضه للعذاب من قبل قومه، وذلك بإيقاد النار له في بنيان أعدوه لهذا
الغاية، وإلقاؤه فيها، وصبره وثباته وثقته بالله، ثم سلامته من حرّها
وضُرّها، إذ قال الله لها: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى
إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء:69] !!

7- عزمه على الهجرة من أرض الشرك، وإيمان لوط به ومهاجرته معه.

8- إثبات أن الله أنزل عليه صحفاً تسمى "صحف إبراهيم".

9-
زيارته مكة، وإسكانه في واديها بعض ذريته وهو "إسماعيل". ورفع قواعد بيت
الله الحرام فيها بعد سنوات من الإسكان مع ولده إسماعيل عليهما السلام.
وعهدُ اللهِ له ولولده إسماعيل أن يطهرا البيت للطائفين والعاكفين والركّع
السُّجود، وأمر الله له أن يؤذِّن في الناس بالحج. ومشاهد رائعة من مواقف
التجاءاته إلى الله، ومناجاته له بالعبادة والدعاء.

10- طلبه من
الله أن يريه كيف يحيي الموتى، وذلك ليطمئن قلبه، ويزداد يقينه بالحياة بعد
الموت، إذا رأى بالمشاهدة الحسية كيفية حدوث ذلك.

11- أن الله وهبه - على كبر سنه - إسماعيل وإسحاق، وخرق العادة له بإكرامه بإسحاق من امرأته العجوز العاقر "سارة".

12-
مجادلته الملائكة المرسلين لإِهلاك قوم لوط، لعل الله أن يدرأ عنهم العذاب
الماحق، وذلك طمعاً بأن يهتدوا ويستقيموا، إلاَّ أن جواب الرب ناداه:
{إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ
مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [هود: 11].

13- إكرام الله له بأن جعل
في ذريته النبوة والكتاب من بعده، وقد كان واقع الأمر كما وعده الله،
فجميع الأنبياء والرسل من بعده كانوا من ذريته. أما لوط عليه السلام فإنه
كان معاصراً له، على أن إبراهيم كان عمه فيمكن دخوله في عموم الذرية.

قال أبو هريرة: (تلك أمكم يا بني ماء السماء).

مَهْيَمْ: كلمة استفهام، بمعنى: ما حالك، ما شأنك؟


(7)اسماعيل عليه السلام

فإن
إبراهيم أمر بذبح ولده البكر، وفي رواية الوحيد، وأياً ما كان فهو إسماعيل
بنص الدليل، ففي نص كتابهم‏:‏ إن إسماعيل ولد ولإبراهيم من العمر ست
وثمانون سنة، وإنما ولد إسحاق بعد مضي مائة سنة من عمر الخليل، فإسماعيل هو
البكر لا محالة، وهو الوحيد صورة ومعنى على كل حالة‏.‏

أما في
الصورة‏:‏ فلأنه كان وحده ولده أزيد من ثلاثة عشر سنة، وأما أنه وحيد في
المعنى‏:‏ فإنه هو الذي هاجر به أبوه ومعه أمه هاجر، وكان صغيراً رضيعاً
فيما قيل، فوضعهما في وهاد جبال فاران، وهي الجبال التي حول مكة نعم
المقيل، وتركهما هنالك ليس معهما من الزاد والماء إلا القليل، وذلك ثقة
بالله وتوكلاً عليه، فحاطهما الله تعالى بعنايته وكفايته، فنعم الحسيب
والكافي والوكيل والكفيل‏.‏

فهذا هو الولد الوحيد في الصورة
والمعنى، ولكن أين من يتفطن لهذا السر‏؟‏ وأين من يحل بهذا المحل
والمعنى‏؟‏ لا يدركه ويحيط بعلمه إلا كل نبيه نبيل‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 221‏)‏

قد
أثنى الله تعالى عليه ووصفه بالحلم والصبر، وصدق الوعد، والمحافظة على
الصلاة والأمر بها لأهله ليقيهم العذاب، مع ما كان يدعو إليه من عبادة رب
الأرباب‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{ ‏فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ *
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي
الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ‏
}‏ ‏[‏الصافات‏:‏ 101-102‏]‏ فطاوع أباه على ما إليه دعاه، ووعده بأن
سيصبر، فوفى بذلك بأن سيصبر وصبر على ذلك‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{
‏وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ
وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ
وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً‏ }‏ ‏[‏مريم‏:‏
54-55‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{ ‏وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا
أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا
لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ
وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ‏ }‏ ‏[‏ص‏:‏ 45-48‏]‏‏.‏

وقال
تعالى‏:‏ ‏{ ‏وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ
الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ
الصَّالِحِينَ‏ }‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 85-86‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{
‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ
وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ‏.‏‏.‏‏.‏‏ }‏ الآية
‏[‏النساء‏:‏ 163‏]‏‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{ ‏قُولُوا آمَنَّا
بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ‏ }‏ ‏[‏البقرة‏:‏
136‏]‏ الأية‏.‏ ونظيرتها من السورة الأخرى‏.‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{
‏أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ آنْتُمْ
أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ‏ }‏ الآية‏.‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 140‏]‏‏.‏

فذكر الله عنه كل صفة جميلة، وجعله نبيه ورسوله، وبرأه من كل ما نسب إليه الجاهلون، وأمر بأن يؤمن بما أنزل عليه عباده المؤمنون‏.‏

وذكر علماء النسب وأيام الناس، أنه أول من ركب الخيل، وكانت قبل ذلك وحوشاً فأنسها وركبها‏.‏

وقد
قال سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه‏:‏ حدثنا شيخ من قريش، حدثنا عبد الملك
بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال‏:‏

‏(‏‏(‏اتخذوا الخيل واعتبقوها فإنها مراث أبيكم إسماعيل‏)‏‏)‏‏.‏

وكانت
هذه العراب وحشاً، فدعا لها بدعوته التي كان أعطي فأجابته، وإنه أول من
تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد تعلمها من العرب العاربة الذين
نزلوا عندهم بمكة، من جرهم والعماليق وأهل اليمن من الأمم المتقدمين من
العرب قبل الخليل‏.‏

قال الأموي‏:‏ حدثني علي بن المغيرة، حدثنا
أبو عبيدة، حدثنا مسمع بن مالك، عن محمد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏(‏‏(‏أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة‏)‏‏)‏‏.‏

فقال له يونس‏:‏ صدقت يا أبا سيار هكذا أبو جرى حدثني‏.‏

وقد
قدمنا أنه تزوج لما شب من العماليق امرأة، وأن أباه أمره بفراقها
ففارقها‏.‏ قال الأموي‏:‏ هي عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليقي‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 1/ 222‏)‏ ثم نكح غيرها فأمره أن يستمر بها فاستمر بها، وهي
السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي‏.‏

وقيل‏:‏ هذه ثالثة فولدت له
اثني عشر ولداً ذكراً، وقد سماهم محمد بن إسحاق رحمه الله وهم‏:‏ نابت،
وقيذر، وازبل، وميشى، ومسمع، وماش، ودوصا، وارر، ويطور، ونبش، وطيما،
وقذيما، وهكذا ذكرهم أهل الكتاب في كتابهم، وعندهم أنهم الاثنا عشر عظيما
المبشر بهم، المتقدم ذكرهم، وكذبوا في تأويلهم ذلك‏.‏

وكان إسماعيل عليه السلام رسولاً إلى أهل تلك الناحية وما والاها، من قبائل جرهم، والعماليق، وأهل اليمن، صلوات الله وسلامه عليه‏.‏

ولما
حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق، وزوج ابنته نسمة من ابن أخيه العيص بن
إسحاق فولدت له الروم، ويقال لهم‏:‏ بنو الأصفر لصفرة كانت في العيص‏.‏
وولدت له اليونان في أحد الأقوال، ومن ولد العيص الأشبان، قيل منهما أيضاً،
وتوقف ابن جرير رحمه الله‏.‏

ودفن إسماعيل نبي الله بالحجر مع أمه
هاجر، وكان عمره يوم مات مائة وسبعاً وثلاثين سنة، وروي عن عمر بن عبد
العزيز أنه قال‏:‏ شكى إسماعيل عليه السلام إلى ربه عز وجل حرَّ مكة، فأوحى
الله إليه أني سأفتح لك باباً إلى الجنة إلى الموضع الذي تدفن فيه، تجري
عليك روحها إلى يوم القيامة‏.‏

وعرب الحجاز كلهم ينتسبون إلى ولديه
نابت وقيذار، وسنتكلم على أحياء العرب، وبطونها، وعمائرها، وقبائلها،
وعشائرها من لدن إسماعيل عليه السلام إلى زمان رسول الله صلى الله عليه
وسلم‏.‏ وذلك إذا انتهينا إلى أيامه الشريفة وسيرته المنيفة، بعد الفراغ من
أخبار أنبياء بني إسرائيل إلى زمان عيسى بن مريم خاتم أنبيائهم، ومحقق
أنبائهم‏.‏

ثم نذكر ما كان في زمن بني إسرائيل، ثم ما وقع في أيام
الجاهلية، ثم ينتهي الكلام إلى سيرة نبينا رسول الله إلى العرب والعجم
وسائر صنوف بني آدم من الأمم، إن شاء الله تعالى، وبه الثقة وعليه التكلان،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز الحكيم‏



(8)يعقوب عليه السلام
دعا
نبي الله يعقوب عليه السلام إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله وحده وترك
عبادة غير الله، وقد ابتلى الله نبيه يعقوب بالبلايا الكثيرة فصبر ونال
الدرجات العالية، ومن جملة البلاء الذي ابتلى به عليه السلام أنه فقد بصره
حُزنًا على ولده يوسف الذي مكر به أخوته العشرة وهم من سوى بنيامين، ثم رد
الله تعالى له بصره بعد أن جاء البشير بقميص يوسف ووضعه على وجهه فعاد
بصيرًا بعد طول غياب وشدة حزن وألم على فقد ابنه وحبيبه يوسف عليه الصلاة
والسلام قال الله
{ ‏ فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا
قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون ‏.‏ قالوا يا أبانا استغفر
لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ‏.‏ قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور
الرحيم ‏ }‏ الآية رقم ‏(‏96 ‏:‏ 98‏)‏ سورة يوسف


وقد اجتمع يعقوب بابنه يوسف عليهما السلام في مصر بعد طول غياب حيث مكث يوسف بعيدًا عن أبيه يعقوب ما يقارب الأربعين سنة.

كما
يتبين مقدار تقواه من هذه الإشارة السريعة إلى وفاته.. نعلم أن الموت
كارثة تدهم الإنسان فتنسيه رسمه، ولا يذكر غير همه ومصيبته.. غير أن يعقوب
لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه.. قال تعالى في سورة (البقرة):

{
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ
لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ
وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً
وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } (133) (البقرة)

إن هذا المشهد
بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة.. نحن
أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟ ما الأفكار
التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ما الأمر الخطير
الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفها
لأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن -قبل موته- على سلامة
وصوله للناس.. كل الناس..؟

ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في
سؤاله { مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي }. هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في
سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله. هي القضية الأولى والوحيدة، وهي
الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ.

قال
أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا،
ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه،
خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة.

توفي يعقوب
عليه السلام وله من العمر ما يزيد على المائة، وكان ذلك بعد سبعة عشر سنة
من اجتماعه بيوسف، وقد أوصى نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه
مع أبيه إسحاق وجده إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ففعل ذلك، وسار به إلى
فلسطين ودفنه في المغارة بحبرون وهي مدينة الخليل في فلسطين.


(9) لوط عليه السلام

نبذة:

أرسله
الله ليهدي قومه ويدعوهم إلى عبادة الله، وكانوا قوما ظالمين يأتون
الفواحش ويعتدون على الغرباء وكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء فلما
دعاهم لوط لترك المنكرات أرادوا أن يخرجوه هو وقومه فلم يؤمن به غير بعض من
آل بيته، أما امرأته فلم تؤمن ولما يئس لوط دعا الله أن ينجيهم ويهلك
المفسدين فجاءت له الملائكة وأخرجوا لوط ومن آمن به وأهلكوا الآخرين بحجارة
مسومة.





سيرته:

حال قوم لوط:

دعى
لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش.
واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر. وحكموا على لوط وأهله
بالطرد من القرية. فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا
من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم،
ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد
من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.

لقد اختلت
المقاييس عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار
النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه..
ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في
ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم
أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت
شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام
والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير
أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. كانت زوجته كافرة.

وزاد
الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون:
(ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فيئس لوط
منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين.

ذهاب الملائكة لقوم لوط:

خرج
الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط.. بلغوا أسوار سدوم.. وابنة لوط
واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر.. رفعت وجهها فشاهدتهم.. فسألها أحد
الملائكة: يا جارية.. هل من منزل؟

قالت [وهي تذكر قومها]: مكانكم
لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم.. أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري
نحو الغرباء. فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا
وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا؟ .. وما هي وجهتهم؟..
فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم.. استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم
توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد.

قال
كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم
يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى
أهل القرية - حدثهم أنهم خبثاء.. أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في
الأرض. وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرين.. صرف ضيوفه عن
المبيت في القرية دون إحراجهم، وبغير إخلال بكرم الضيافة.. عبثا حاول
إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية.

سقط
الليل على المدينة.. صحب لوط ضيوفه إلى بيته.. لم يرهم من أهل المدينة
أحد.. لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره. أسرعت إلى
قومها وأخبرتهم الخبر.. وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم. وجاء قوم لوط له
مسرعين.. تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم؟.. وقف القوم على باب
البيت.. خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير، وبدأ بوعظهم:

(هَـؤُلاء
بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).. قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن
أطهر.. فهن يلبين الفطرة السوية.. كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن
لهذا الأمر.

(فَاتَّقُواْ اللّهَ).. يلمس نفوسهم من جانب التقوى
بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى..
ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه.

(وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).. هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه.

(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).. أليس فيكم رجل عاقل؟.. إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون.

إلا
أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب
الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق.. ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها.

أحس
لوط بضعفه وهو غريب بين القوم.. نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه، ولا
أولاد ذكور يدافعون عنه.. دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته.. كان الغرباء
الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.. فدهش لوط من هدوئهم.. وازدادت ضربات
القوم على الباب.. وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي
بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم
عن ضيفه.. وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه.. غاب عن لوط في
شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد.. ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه
وأوليائه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية: "رحمة
الله على لوط.. كان يأوي إلى ركن شديد".

هلاك قوم لوط:

عندما
بلغ الضيق ذروته.. وقال النبي كلمته.. تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة.. أفهموه
أنه يأوي إلى ركن شديد.. فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف.. نحن ملائكة..
ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. ثم نهض جبريل، عليه السلام، وأشار بيده إشارة
سريعة، ففقد القوم أبصارهم.

التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه
أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج.. سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل
الجبال.. لا يلتفت منهم أحد.. كي لا يصيبه ما يصيب القوم.. أي عذاب هذا؟..
هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه.. أفهموه أن
امرأته كانت من الغابرين.. امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما
أصابهم.

سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟

خرج
لوط مع بناته وزوجته.. ساروا في الليل وغذوا السير.. واقترب الصبح.. كان
لوط قد ابتعد مع أهله.. ثم جاء أمر الله تعالى.. قال العلماء: اقتلع جبريل،
عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. رفعها جميعا إلى
عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع
وهوى بها في الأرض.. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم..
حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.. استمر
الجحيم يمطرهم.. وانتهى قوم لوط تماما.. لم يعد هناك أحد.. نكست المدن على
رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. هلك قوم لوط ومحيت
مدنهم.

كان لوط يسمع أصوات مروعة.. وكان يحاذر أن يلتفت خلفه..
نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت.. تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من
الملح.

قال العلماء: إن مكان المدن السبع.. بحيرة غريبة.. ماؤها
أجاج.. وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة.. وفي هذه البحيرة
صخور معدنية ذائبة.. توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا
مشعلة. يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في
فلسطين.. هي مدن قوم لوط السابقة.

انطوت صفحة قوم لوط.. انمحت
مدنهم وأسمائهم من الأرض.. سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء.. وطويت صفحة من
صفحات الفساد.. وتوجه لوط إلى إبراهيم.. زار إبراهيم وقص عليه نبأ قومه..
وأدهشه أن إبراهيم كان يعلم.. ومضى لوط في دعوته إلى الله.. مثلما مضى
الحليم الأواه المنيب إبراهيم في دعوته إلى الله.. مضى الاثنان ينشران
الإسلام في الأرض.

(10)أيوب عليه السلام

نبذة:

من
سلالة سيدنا إبراهيم كان من النبيين الموحى إليهم، كان أيوب ذا مال وأولاد
كثيرين ولكن الله ابتلاه في هذا كله فزال عنه، وابتلي في جسده بأنواع
البلاء واستمر مرضه 13 أو 18 عاما اعتزله فيها الناس إلا امرأته صبرت وعملت
لكي توفر قوت يومهما حتى عافاه الله من مرضه وأخلفه في كل ما ابتلي فيه،
ولذلك يضرب المثل بأيوب في صبره وفي بلائه، روي أن الله يحتج يوم القيامة
بأيوب عليه السلام على أهل البلاء.





سيرته:

ضربت
الأمثال في صبر هذا النبي العظيم. فكلما ابتلي إنسانا ابتلاء عظيما أوصوه
بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام.. وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده
أيوب في محكم كتابه (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ
أَوَّابٌ) والأوبة هي العودة إلى الله تعالى.. وقد كان أيوب دائم العودة
إلى الله بالذكر والشكر والصبر. وكان صبره سبب نجاته وسر ثناء الله عليه.
والقرآن يسكت عن نوع مرضه فلا يحدده.. وقد نسجت الأساطير عديدا من الحكايات
حول مرضه..

مرض أيوب

كثرت الروايات والأساطير التي نسجت حول مرض أيوب، ودخلت الإسرائيليات في كثير من هذه الروايات. ونذكر هنا أشهرها:

أن
أيوب عليه السلام كان ذا مال وولد كثير، ففقد ماله وولده، وابتلي في جسده،
فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة, فرفضه القريب والبعيد إلا زوجته ورجلين من
إخوانه. وكانت زوجته تخدم الناس بالأجر، لتحضر لأيوب الطعام. ثم إن الناس
توقفوا عن استخدامها، لعلمهم أنها امرأة أيوب، خوفاً أن ينالهم من بلائه،
أو تعديهم بمخالطته. فلما لم تجد أحداً يستخدمها باعت لبعض بنات الأشراف
إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره،
فقالت: خدمت به أناساً، فلما كان الغد لم تجد أحداً، فباعت الضفيرة الأخرى
بطعام فأتته به فأنكره أيضاً، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا
الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقاً، قال في دعائه: (رب
إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين). وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى.

وقيل
أن امرأة أيوب أخبرته أنها لقيت طبيبا في الطريق عرض أن يداوي أيوب إذا
رضي أن يقول أنت شفيتي بعد علاجه، فعرف أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس، فغضب
وحلف أن يضربها مئة ضربة.

أما ما كان من أمر صاحبي أيوب، فقد كانا
يغدوان إليه ويروحان, فقال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا
لكشف عنه هذا البلاء, فذكره الآخر لأيوب, فحزن ودعا الله. ثم خرج لحاجته
وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه, فأوحى الله إليه أن اركض برجلك,
فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا, فجاءت امرأته فلم
تعرفه, فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو, وكان له أندران: أحدهما: للقمح
والآخر: للشعير, فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض,
وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض.

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله
لعيه وسلم قال: "بينما ‏‏أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل
يحثي في ثوبه فناداه ربه يا ‏‏ أيوب ‏ ‏ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا
رب ولكن لا غنى لي عن بركتك" (رجل جراد ‏أي جماعة جراد).

فلما
عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ (عود دقيق) فيضربها ضربة
واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر في قسمه. ثم جزى الله -عز وجل-
أيوب -عليه السلام- على صبره بأن آتاه أهله (فقيل: أحيى الله أبناءه.
وقيل: آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم، وجمع له شمله بكلهم في
الدار الآخرة) وذكر بعض العلماء أن الله رد على امرأته شبابها حتى ولدت له
ستة وعشرين ولدا ذكرا.

هذه أشهر رواية عن فتنة أيوب وصبره.. ولم
يذكر فيها أي شيء عن تساقط لحمه، وأنه لم يبقى منه إلا العظم والعصب. فإننا
نستبعد أن يكون مرضه منفرا أو مشوها كما تقول أساطير القدماء.. نستبعد ذلك
لتنافيه مع منصب النبوة..

ويجدر التنبيه بأن دعاء أيوب ربه
(أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ). قد يكون القصد منه
شكوى أيوب -عليه السلام- لربه جرأة الشيطان عليه وتصوره أنه يستطيع أن
يغويه. ولا يعتقد أيوب أن ما به من مرض قد جاء بسبب الشيطان. هذا هو الفهم
الذي يليق بعصمة الأنبياء وكمالهم.

وروى الطبري أن مدة عمره كانت
ثلاثا وتسعين سنة فعلى هذا فيكون عاش بعد أن عوفي عشر سنين , والله أعلم.
وأنه أوصى إلى ولده حومل، وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب، وهو الذي
يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل فالله أعلم.



(11 داود عليه السلام)

نبذة:

‏‏آتاه
الله العلم والحكمة وسخر له الجبال والطير يسبحن معه وألان له الحديد، كان
عبدا خالصا لله شكورا يصوم يوما ويفطر يوما يقوم نصف الليل وينام ثلثه
ويقوم سدسه وأنزل الله عليه الزبور وقد أوتي ملكا عظيما وأمره الله أن يحكم
بالعدل.





سيرته:

حال بنو إسرائيل قبل داود:

قبل البدء بقصة داود عليه السلام، لنرى الأوضاع التي عاشها بنو إسرائل في تلك الفترة.

لقد
انفصل الحكم عن الدين..فآخر نبي ملك كان يوشع بن نون.. أما من بعده فكانت
الملوك تسوس بني إسرائيل وكانت الأنبياء تهديهم. وزاد طغيان بني إسرائيل،
فكانوا يقتلون الأنبياء، نبيا تلو نبي، فسلط الله عليهم ملوكا منهم ظلمة
جبارين، ألوهم وطغوا عليهم.

وتتالت الهزائم على بني إسرائيل، حتى
انهم أضاعوا التابوت. وكان في التابوت بقية مما ترك آل موسى وهارون، فقيل
أن فيها بقية من الألواح التي أنزلها الله على موسى، وعصاه، وأمورا آخرى.
كان بنو إسرائيل يأخذون التابوت معهم في معاركهم لتحل عليهم السكينة
ويحققوا النصر. فتشروا وساءت حالهم.

في هذه الظروف الصعبة، كانت
هنالك امرأة حامل تدعو الله كثيرا أن يرزقها ولدا ذكرا. فولدت غلاما فسمته
أشموئيل.. ومعناه بالعبرانية إسماعيل.. أي سمع الله دعائي.. فلما ترعرع
بعثته إلى المسجد وأسلمته لرجل صالح ليتعلم منه الخير والعبادة. فكان عنده،
فلما بلغ أشده، بينما هو ذات ليلة نائم: إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد
فانتبه مذعورا ظانا أن الشيخ يدعوه. فهرع أشموئيل إلى يسأله: أدعوتني..؟
فكره الشيخ أن يفزعه فقال: نعم.. نم.. فنام..

ثم ناداه الصوت مرة ثانية.. وثالثة. وانتبه إلى جبريل عليه السلام يدعوه: إن ربك بعثك إلى قومك.

اختيار طالوت ملكا:

ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما.. سألوه: ألسنا مظلومين؟
قال: بلى..
قالوا: ألسنا مشردين؟
قال: بلى..
قالوا: ابعث

description قصص الانبياء مختصرة Emptyرد: قصص الانبياء مختصرة

more_horiz
 قصص الانبياء مختصرة 2754608807

description قصص الانبياء مختصرة Emptyرد: قصص الانبياء مختصرة

more_horiz



بـــآركـ الله فيـك وجعلها فـي ميزآن حسنآتكـ

تقبلــي مروري الـبسيـط

تحيـــآتـي لكـ




 قصص الانبياء مختصرة 866468155

description قصص الانبياء مختصرة Emptyرد: قصص الانبياء مختصرة

more_horiz
شكـرآ لـك علـى الـطرح الجميـل

description قصص الانبياء مختصرة Emptyرد: قصص الانبياء مختصرة

more_horiz


ڵۑ آڵڜرڣ آڹ آڪۅڹ مٍڹ رډ عڵى مٍۅضۅعڪ .....
آبډآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآع ۅآڪٹٍر آڪٹٍر مٍڹ آبډآآآآآآآآآآآآآآآآع....
إبډآع ٺعڵى ڣۅق ھٍآمٍآٺ آڵڛحب
ڛڵمٍٺ أڹآمٍڵڪمٍ آڵڏھٍبۑة ۅآڵحآڹۑة ۅآڵرقۑقھٍ
ۅآڵچمٍۑڵھٍ مٍٹٍڵ چمٍآڵڪ آڿٺۑ آڵۼآڵۑة
ڪڵمٍھٍ حق ۑچب آڹ ٺقآڵ آبډعٺۑ
ۅآڿرچٺۑ ڵڹآ ٺحڣة آقڵ مٍآۑقآڵ عڹھٍآ رآآآآآآئعھٍ
مٍۅآضۑعڪ ڪبۑرھٍ ۅچمٍۑڵھٍ ۅھٍآډڣھٍ رۅآئع ۅ ڪڵمٍآٺ ۅحرۅڣ ٺحمٍڵ مٍعآڹۑ ڪٹٍۑرھٍ ۅڪبۑرة
آڜڪرڪ ... عڵى ھٍڏآ آڵمٍۅضۅع آڵآڪبر مٍڹ رآئع....
ۅآڵى آڵآمٍآمٍ ډآآآآآئمٍآ...

description قصص الانبياء مختصرة Emptyرد: قصص الانبياء مختصرة

more_horiz
 قصص الانبياء مختصرة 13128990601154

description قصص الانبياء مختصرة Emptyرد: قصص الانبياء مختصرة

more_horiz
مموضوععَ ققميلْ ققدآ . . / !

ممجهودَ آعع ـجبني جدآ . . < !

ججعلهْ آلله ففي ميزآإننَ حسسنآتكِ !

آلىَ آلإممْآم دومآ . , !

ودآعآ ~

description قصص الانبياء مختصرة Emptyرد: قصص الانبياء مختصرة

more_horiz
جــزاك الله خيرآ و جعله في ميزآن حسنآتكـ

بإنتظار كل جديد منكـ
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
قصص الانبياء مختصرة
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة