قصة تأسيس نادي الاتحاد السعودي من الألف إلى الياء
ميلاد العميد في غرفة اللاسلكي
تظل أصالة الاتحاد وعراقته سمة مميزة يتفرد بها هذا النادي العميد. فهما نتاج طبيعي لذلك الإصرار الصخري على تحديد الهوية الاتحادية مع تباشير الإرادة التاريخية في جدة عام
١٣٤٦هـ.
عقد مجموعة من الشباب اجتماعا خلف مكتب اللاسلكي بمدينة جدة للنظر في أمر تأسيس فريقهم الجديد وضم الاجتماع كلا من: عبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وعبد العزيز جميل ، وعبد اللطيف جميل ،وإسماعيل زهران ، وحمزة فتيحي ، وعلي يماني ، وأحمد أبو طالب .
وبحث الاجتماع مسألة تأسيس ناد جديد واختيار اسمه ورئيسه وذلك ضمن المهام التأسيسية الأخرى. واستقر الرأي على اختيار اسم ( الاتحاد ) وللتاريخ نذكر أن أول من فكر في إطلاق هذا الاسم هو عبد العزيز جميل الذي قال في ذلك الاجتماع :
طالما إحنا مجتمعين هنا ومتحدين " الاتحاد " وصادف هذا الاسم قبولاً لدى جميع المجتمعين وهكذا انطلق من ذلك الاجتماع ذلك الاسم الحبيب ( الاتحاد ) الذي تناقلته الأجيال وتغنت به الجماهير حتى يومنا هذا .
في ذلك الاجتماع التاريخي خلف مكتب اللاسلكي أشار إسماعيل زهران لاعب الفريق الذي كان يعمل موظفاً بجهاز اللاسلكي والتلغراف بجدة إلى إمكانية انتخاب رئيس الجهاز الذي يعمل له وهو الأستاذ على سلطان رئيساً للنادي ، ولم يجد اقتراحه معارضة ولدى الاجتماع بعلي سلطان ومفاتحته في أمر ترشيحه لرئاسة النادي استجاب لطلب الاتحاديين ووعد ببذل الجهود لخدمة النادي وأهدافه وبذلك أصبح على سلطان ( رحمة الله ) أول رئيس رسمي للنادي .
كانت بداية الاجتماعات حول تكوين النادي قد تمت في رجب من عام
١٣٤٦ هـ
واستقر الرأي مع ذلك أن يعتمد التأسيس مع مطلع عام
١٣٤٧ هـ
وهذه كانت رواية حمزة فتيحي أحد أبرز مؤسسي نادي الاتحاد. وبالتالي يكون الاتحاد في هذا العام
١٤٢٣هـ قد بلغ الخامسة والسبعون من عمره المديد وحق له أن يحتفل باليوبيل الماسي مثلما أحتفل من قبل باليوبيل الفضي .
سـلامة أول مدرب في تاريخ الاتحاد
ونشط الاتحاديون فور فراغهم من اختيار رئيس النادي في البحث عن مدرب الفريق، وفي تلك الأيام عاد إلى جدة صالح سلامة وقد كان يعمل بالهند حيث تعرف على كرة القدم هناك عن كثب ودرس بعض فنونها ، وحين عرضوا عليه مهمة تدريب الفريق أبدى موافقته الفورية ، وهكذا تم تعيينه مدرباً للفريق .
وتم تشكيل مجلس الإدارة من الآتية أسماؤهم :
صالح سلامة - مدرباً وقائداً
عبد العزيز جميل - سكرتيراً
عبد الرازق عجلان - عضواً
عباس حلواني - عضواً
عثمان باناجة - عضواً
عبد الله بن زقر - عضواً
زهران إسماعيل - عضواً
عبد الله جميل –عضواً
العميد - كيف ولماذا؟
تعتبر المباراة التي أقيمت بين فريقي الرياضي والاتحاد عام 1349 هـ هي أول لقاء بين فريقين سعوديين ولذا فتلك المباراة كانت تاريخية.
كان فريق الرياضي هو الفريق الأم الذي انبثق منه فريق الاتحاد ومع أن الفارق في مدة التأسيس شهور وان كان لاعبي الاتحاد هم لاعبون سابقون في الرياضي فان الرياضي أصبح يرى في الوليد الجديد خطر عليه. أقيمت تلك المباراة التاريخية وسط أجواء ساخنة ملتهبة وانتهت بهزيمة الرياضي 3/صفر وقد سجل الأهداف كل من علي يماني وحمزة فتيحي وحسن كامل ، ومل لبث الرياضي أن حل نفسه متأثراً بتلك الهزيمة القاسية . تجدر الإشارة إلى أن شعار الرياضي هو الأحمر والأبيض ( مخطط طولي ) ولو أن الرياضي استمر لأصبح عميداً للأندية السعودية الحية بفارق شهور بينه وبين الاتحاد، وهكذا لم يبق من فريق الرياضي إلا الآثار التاريخية وبهذا أصبح الاتحاد عميد الأندية السعودية. وجد الاتحاد نفسه بين عشية وضحاها سيداً للفريق جدة مجتمعة ، واستشعاراً منه بالمسؤولية الضخمة المتمثلة في الدفاع عن مستوى الكرة السعودية تم الاتفاق على ضرورة إقامة مباراة تحدى بين فريق الاتحاد ومنتخب من الفرق الإندونيسية .
الاتحاد يتحدى بالحبر الأحمر.
وعن طريق الصدفة وحدها فيما يروى المؤرخون لتاريخ الكرة كتب عبد العزيز جميل خطاباً بالحبر الأحمر للدكتور عبد الفتاح فلمبان وكان مسئولا عن أكبر الفرق الإندونيسية ويعمل بالسفارة الإندونيسية بجدة كتب إليه داعيا قبول التحدي في لقاء يجمع بين الاتحاد ومنتخب الإندونيسيين وقبل الإندونيسيين التحدي وعلى الرغم من أنهم كانوا يشعرون بأن نادي الاتحاد دون مستواهم إلا أن كتابة الخطاب بالحبر الأحمر أثارتهم فتوعدوا الاتحاد بهزيمة قاسية . كان حمزة فتيحي في تلك المباراة متحفزاً مثل النمر ، هذه الشخصية الفريدة التي ظلت دائماً شريكا في كل مجد من أمجاد الاتحاد الأولى ، كأنها تجسد تاريخه ، في تلك المباراة تألق حمزة فتيحي وتسبب في انتصار فريق الاتحاد بتمريره منه إلى القناص عبد الله مدني الذي أودعها في الحال في مرمى الإندونيسي وانتصر الاتحاد بذلك الهدف في ذلك اللقاء الهام على منتخب الإندونيسيين ، وأهمية المباراة تنبع من أن المنتخب الإندونيسي كانت فيه أبرز العناصر وألمع اللاعبين من جميع فرق الجالية الإندونيسية في مكة و جدة ، وكانت تلك هي هزيمتهم الأولى من فريق وطني بالمملكة وبمثابة الضربة القاضية فأحرقوا الخشب وقلبوا قدور العشاء تعبيراً عن حزنهم وخيبة أملهم ، وفي المقابل زادت شعبية الاتحاد لأنه الفريق الوطني الوحيد في تلك العصر .
أول ذهب يدخل خزانة الاتحاد
أصبح الاتحاد فريقاً مهاباً ، وقد قادت انتصاراته الأخيرة الشيخ أحمد ناظر إلى دعوة فريق جدة للتباري على نيشان من الذهب الخالص باسم نجله فؤاد ناظر ، وقد لبى دعوته فريقا الاتحاد والمختلط . وأقيمت مباراة ساخنة بين الفريقين في يوم الجمعة 29/10/1351 هـ وحضرها جمهور كبير من مشجعي الفريقين ، وفاز الاتحاد في هذه المباراة أيضاً وأحرز النيشان الذهبي ، وكانت هذه أول جائزة يحصل عليها الاتحاد في تاريخه ، وقد بدأ الاتحاد طريقة كما رأينا بالذهب.
التشكيلة الذهبية
مثل فريق الاتحاد في تلك المباراة نخبة رائعة من نجوم ذلك الزمان هم : طموش، وعبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وغريب رشاد ، وزهران إسماعيل ، وعلي يماني، والسيد عبد الله ، وحسن كامل وحمزة فتيحي ، وآخرون.
الاتحاد السفير المفوض
حينما ازدادت علاقات المملكة التجارية والثقافية مع أرجاء المعمورة ، اتسع نشاط ميناء جدة فأصبحت تزوره السفن التجارية والبوارج الحربية وذلك قبيل الحرب العالمية الثانية وكل ناقلة من تلك الناقلات كان من ضمن بحارتها من يمارسون كرة القدم وكانت السفن تنتهز فرصة رسوها بالميناء ليوم أو يومين فتتبارى الفرق التابعة لها ودياً مع أندية جدة وكان ذلك منذ عام 1354 هـ وكان الاتحاد وقتها جاهزا للقاء مثل تلك الفرق بعد أن تسيد على أندية جدة بتغلبه عن فرق الجاليات الصومالية واليمنية والسودانية والإندونيسية والفرق الوطنية المختلفة .
التحدي مع البارجة هاستنجس
استهل الاتحاد لقاءات البوارج مع فريق البارجة هاستنجس لكرة القدم وكان هناك تخوف من الفريق الإنجليزي باعتبارهم مخترعو كرة القدم لكن سرعان ما تبدد هذا الخوف بمجرد نزول الاتحاديين أرض الملعب ، هناك حيث جعلت صيحات الجماهير وتشجيعهم من فريق الاتحاد فتية من الحماس وألهبت تلك الهتافات شعور لاعبي الاتحاد الوطني مع فريق البارجة ، و قد تألق في تلك المباراة لاعب الاتحاد الموهوب إبراهيم حمبظاظة وكان يلعب بالسويس كما تألق أيضاً القناص حسن كامل. رفع هذا التعادل مع فريق البارجة الإنجليزية من معنويات فريق نادي الاتحاد ذلك أن تاريخ الكرة الإنجليزية في ذلك الوقت كان يربو على نصف قرن بينما كان تاريخ ممارسة فريق الاتحاد لكرة القدم لا تتعدى سنواته عدد أصابع اليد الواحدة.
أول مواجهة بين الاتحاد والأهلي
أثار فوز الاتحاد على فريق البارجة البريطانية غيرة المولود الجديد فريق الأهلي ، حيث تقدم هذا الأخير إلى الاتحاد بطلب إقامة مباراة بينهما وذلك في أول عام على تأسيس الأهلي 1357 هـ وافق الاتحاديون على طلب الأهلاوي لكنهم دفعوا بالصف الثاني لمواجهة الأهلي ، وانتهت المباراة بالتعادل ، وبعد ذلك وقع ما يشبه التحدي بين رئيس الأهلي حسن شمس وقائد الاتحاد حمزة فتيحي ، فقال الشمس للفتيحي : ( ومين من اللاعبين كان ينقص الاتحاد ، كلهم لعبوا ما عد أنت وعلي اليماني ) . وإزاء هذا التحدي لعب الاتحاد المباراة الثانية بكامل نجومه وفاز بالمباراة وبعد هذه المباراة أصبح الأهلي يتجنب ملاقاة الاتحاد وأستمر ذلك لأكثر من أحد عشر عاماً.
الفوز على البارجة جون هور
رست البارجة البريطانية جون هور في ميناء جدة عام 1369 هـ فكانت فرصة سانحة لفريق الاتحاد الجديد للتباري مع فريق كرة القدم التابع للبارجة وعلى الرغم من فنيات ذلك الفريق الإنجليزي العالية استطاع فريق الاتحاد الفوز عليهم بنتيجة 2/1 وجذبت تلك المباراة اهتمام سمو الأمير عبد الله الفيصل الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية وقتها ويقول سموه : كنت احرص على متابعة أخبار المباريات التي يخوضها الاتحاد مع هذه البوارج إعجاباً بهذه الفريق الوطني وقدرته على مقارعة الفرق الأجنبية وكانت أول مباراة أحضرها في معلب الاتحاد بجدة أمام القشلة بجوار بيت زينل وجرت بين الاتحاد وفريق البارجة البريطانية في 21/5/1369 هـ وقد حضرتها شخصياً بعد أن زارني في مكة المكرمة علي رضا وطلب مني رعاية المباراة بصفته وكيل نائب الملك : كما حضر اللقاء عبد الله السليمان وزير المالية الأسبق : وكان ذلك بمثابة مساندة ودعم للفريق وفاز الاتحاديون في تلك المباراة على الفريق الإنجليزي بنتيجة 2/صفر وسجل لفريق الاتحاد كل من عبد الوهاب عبد الحفيظ وفخري زارع . وكانت تلك المباراة أول شرارة حب لكرة القدم ولنادي الاتحاد في قلب سمو الأمير عبد الله الفيصل ومن فرط إعجابه بما قدمه اللاعبون تبرع للنادي بألف ريال وبدلتين رياضيتين لكل لاعب ، أما الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية آنذاك فقد منح كل لاعب 500 ريال وأهداهم الشيخ عبد الله بن زقر ساعة يد لكل لاعب كما قدم قلماً مذهباً من الهدافين عبد الوهاب عبد الحفيظ وفخري زارع.
ميلاد العميد في غرفة اللاسلكي
تظل أصالة الاتحاد وعراقته سمة مميزة يتفرد بها هذا النادي العميد. فهما نتاج طبيعي لذلك الإصرار الصخري على تحديد الهوية الاتحادية مع تباشير الإرادة التاريخية في جدة عام
١٣٤٦هـ.
عقد مجموعة من الشباب اجتماعا خلف مكتب اللاسلكي بمدينة جدة للنظر في أمر تأسيس فريقهم الجديد وضم الاجتماع كلا من: عبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وعبد العزيز جميل ، وعبد اللطيف جميل ،وإسماعيل زهران ، وحمزة فتيحي ، وعلي يماني ، وأحمد أبو طالب .
وبحث الاجتماع مسألة تأسيس ناد جديد واختيار اسمه ورئيسه وذلك ضمن المهام التأسيسية الأخرى. واستقر الرأي على اختيار اسم ( الاتحاد ) وللتاريخ نذكر أن أول من فكر في إطلاق هذا الاسم هو عبد العزيز جميل الذي قال في ذلك الاجتماع :
طالما إحنا مجتمعين هنا ومتحدين " الاتحاد " وصادف هذا الاسم قبولاً لدى جميع المجتمعين وهكذا انطلق من ذلك الاجتماع ذلك الاسم الحبيب ( الاتحاد ) الذي تناقلته الأجيال وتغنت به الجماهير حتى يومنا هذا .
في ذلك الاجتماع التاريخي خلف مكتب اللاسلكي أشار إسماعيل زهران لاعب الفريق الذي كان يعمل موظفاً بجهاز اللاسلكي والتلغراف بجدة إلى إمكانية انتخاب رئيس الجهاز الذي يعمل له وهو الأستاذ على سلطان رئيساً للنادي ، ولم يجد اقتراحه معارضة ولدى الاجتماع بعلي سلطان ومفاتحته في أمر ترشيحه لرئاسة النادي استجاب لطلب الاتحاديين ووعد ببذل الجهود لخدمة النادي وأهدافه وبذلك أصبح على سلطان ( رحمة الله ) أول رئيس رسمي للنادي .
كانت بداية الاجتماعات حول تكوين النادي قد تمت في رجب من عام
١٣٤٦ هـ
واستقر الرأي مع ذلك أن يعتمد التأسيس مع مطلع عام
١٣٤٧ هـ
وهذه كانت رواية حمزة فتيحي أحد أبرز مؤسسي نادي الاتحاد. وبالتالي يكون الاتحاد في هذا العام
١٤٢٣هـ قد بلغ الخامسة والسبعون من عمره المديد وحق له أن يحتفل باليوبيل الماسي مثلما أحتفل من قبل باليوبيل الفضي .
سـلامة أول مدرب في تاريخ الاتحاد
ونشط الاتحاديون فور فراغهم من اختيار رئيس النادي في البحث عن مدرب الفريق، وفي تلك الأيام عاد إلى جدة صالح سلامة وقد كان يعمل بالهند حيث تعرف على كرة القدم هناك عن كثب ودرس بعض فنونها ، وحين عرضوا عليه مهمة تدريب الفريق أبدى موافقته الفورية ، وهكذا تم تعيينه مدرباً للفريق .
وتم تشكيل مجلس الإدارة من الآتية أسماؤهم :
صالح سلامة - مدرباً وقائداً
عبد العزيز جميل - سكرتيراً
عبد الرازق عجلان - عضواً
عباس حلواني - عضواً
عثمان باناجة - عضواً
عبد الله بن زقر - عضواً
زهران إسماعيل - عضواً
عبد الله جميل –عضواً
العميد - كيف ولماذا؟
تعتبر المباراة التي أقيمت بين فريقي الرياضي والاتحاد عام 1349 هـ هي أول لقاء بين فريقين سعوديين ولذا فتلك المباراة كانت تاريخية.
كان فريق الرياضي هو الفريق الأم الذي انبثق منه فريق الاتحاد ومع أن الفارق في مدة التأسيس شهور وان كان لاعبي الاتحاد هم لاعبون سابقون في الرياضي فان الرياضي أصبح يرى في الوليد الجديد خطر عليه. أقيمت تلك المباراة التاريخية وسط أجواء ساخنة ملتهبة وانتهت بهزيمة الرياضي 3/صفر وقد سجل الأهداف كل من علي يماني وحمزة فتيحي وحسن كامل ، ومل لبث الرياضي أن حل نفسه متأثراً بتلك الهزيمة القاسية . تجدر الإشارة إلى أن شعار الرياضي هو الأحمر والأبيض ( مخطط طولي ) ولو أن الرياضي استمر لأصبح عميداً للأندية السعودية الحية بفارق شهور بينه وبين الاتحاد، وهكذا لم يبق من فريق الرياضي إلا الآثار التاريخية وبهذا أصبح الاتحاد عميد الأندية السعودية. وجد الاتحاد نفسه بين عشية وضحاها سيداً للفريق جدة مجتمعة ، واستشعاراً منه بالمسؤولية الضخمة المتمثلة في الدفاع عن مستوى الكرة السعودية تم الاتفاق على ضرورة إقامة مباراة تحدى بين فريق الاتحاد ومنتخب من الفرق الإندونيسية .
الاتحاد يتحدى بالحبر الأحمر.
وعن طريق الصدفة وحدها فيما يروى المؤرخون لتاريخ الكرة كتب عبد العزيز جميل خطاباً بالحبر الأحمر للدكتور عبد الفتاح فلمبان وكان مسئولا عن أكبر الفرق الإندونيسية ويعمل بالسفارة الإندونيسية بجدة كتب إليه داعيا قبول التحدي في لقاء يجمع بين الاتحاد ومنتخب الإندونيسيين وقبل الإندونيسيين التحدي وعلى الرغم من أنهم كانوا يشعرون بأن نادي الاتحاد دون مستواهم إلا أن كتابة الخطاب بالحبر الأحمر أثارتهم فتوعدوا الاتحاد بهزيمة قاسية . كان حمزة فتيحي في تلك المباراة متحفزاً مثل النمر ، هذه الشخصية الفريدة التي ظلت دائماً شريكا في كل مجد من أمجاد الاتحاد الأولى ، كأنها تجسد تاريخه ، في تلك المباراة تألق حمزة فتيحي وتسبب في انتصار فريق الاتحاد بتمريره منه إلى القناص عبد الله مدني الذي أودعها في الحال في مرمى الإندونيسي وانتصر الاتحاد بذلك الهدف في ذلك اللقاء الهام على منتخب الإندونيسيين ، وأهمية المباراة تنبع من أن المنتخب الإندونيسي كانت فيه أبرز العناصر وألمع اللاعبين من جميع فرق الجالية الإندونيسية في مكة و جدة ، وكانت تلك هي هزيمتهم الأولى من فريق وطني بالمملكة وبمثابة الضربة القاضية فأحرقوا الخشب وقلبوا قدور العشاء تعبيراً عن حزنهم وخيبة أملهم ، وفي المقابل زادت شعبية الاتحاد لأنه الفريق الوطني الوحيد في تلك العصر .
أول ذهب يدخل خزانة الاتحاد
أصبح الاتحاد فريقاً مهاباً ، وقد قادت انتصاراته الأخيرة الشيخ أحمد ناظر إلى دعوة فريق جدة للتباري على نيشان من الذهب الخالص باسم نجله فؤاد ناظر ، وقد لبى دعوته فريقا الاتحاد والمختلط . وأقيمت مباراة ساخنة بين الفريقين في يوم الجمعة 29/10/1351 هـ وحضرها جمهور كبير من مشجعي الفريقين ، وفاز الاتحاد في هذه المباراة أيضاً وأحرز النيشان الذهبي ، وكانت هذه أول جائزة يحصل عليها الاتحاد في تاريخه ، وقد بدأ الاتحاد طريقة كما رأينا بالذهب.
التشكيلة الذهبية
مثل فريق الاتحاد في تلك المباراة نخبة رائعة من نجوم ذلك الزمان هم : طموش، وعبد الصمد نجيب ، وعثمان باناجة ، وغريب رشاد ، وزهران إسماعيل ، وعلي يماني، والسيد عبد الله ، وحسن كامل وحمزة فتيحي ، وآخرون.
الاتحاد السفير المفوض
حينما ازدادت علاقات المملكة التجارية والثقافية مع أرجاء المعمورة ، اتسع نشاط ميناء جدة فأصبحت تزوره السفن التجارية والبوارج الحربية وذلك قبيل الحرب العالمية الثانية وكل ناقلة من تلك الناقلات كان من ضمن بحارتها من يمارسون كرة القدم وكانت السفن تنتهز فرصة رسوها بالميناء ليوم أو يومين فتتبارى الفرق التابعة لها ودياً مع أندية جدة وكان ذلك منذ عام 1354 هـ وكان الاتحاد وقتها جاهزا للقاء مثل تلك الفرق بعد أن تسيد على أندية جدة بتغلبه عن فرق الجاليات الصومالية واليمنية والسودانية والإندونيسية والفرق الوطنية المختلفة .
التحدي مع البارجة هاستنجس
استهل الاتحاد لقاءات البوارج مع فريق البارجة هاستنجس لكرة القدم وكان هناك تخوف من الفريق الإنجليزي باعتبارهم مخترعو كرة القدم لكن سرعان ما تبدد هذا الخوف بمجرد نزول الاتحاديين أرض الملعب ، هناك حيث جعلت صيحات الجماهير وتشجيعهم من فريق الاتحاد فتية من الحماس وألهبت تلك الهتافات شعور لاعبي الاتحاد الوطني مع فريق البارجة ، و قد تألق في تلك المباراة لاعب الاتحاد الموهوب إبراهيم حمبظاظة وكان يلعب بالسويس كما تألق أيضاً القناص حسن كامل. رفع هذا التعادل مع فريق البارجة الإنجليزية من معنويات فريق نادي الاتحاد ذلك أن تاريخ الكرة الإنجليزية في ذلك الوقت كان يربو على نصف قرن بينما كان تاريخ ممارسة فريق الاتحاد لكرة القدم لا تتعدى سنواته عدد أصابع اليد الواحدة.
أول مواجهة بين الاتحاد والأهلي
أثار فوز الاتحاد على فريق البارجة البريطانية غيرة المولود الجديد فريق الأهلي ، حيث تقدم هذا الأخير إلى الاتحاد بطلب إقامة مباراة بينهما وذلك في أول عام على تأسيس الأهلي 1357 هـ وافق الاتحاديون على طلب الأهلاوي لكنهم دفعوا بالصف الثاني لمواجهة الأهلي ، وانتهت المباراة بالتعادل ، وبعد ذلك وقع ما يشبه التحدي بين رئيس الأهلي حسن شمس وقائد الاتحاد حمزة فتيحي ، فقال الشمس للفتيحي : ( ومين من اللاعبين كان ينقص الاتحاد ، كلهم لعبوا ما عد أنت وعلي اليماني ) . وإزاء هذا التحدي لعب الاتحاد المباراة الثانية بكامل نجومه وفاز بالمباراة وبعد هذه المباراة أصبح الأهلي يتجنب ملاقاة الاتحاد وأستمر ذلك لأكثر من أحد عشر عاماً.
الفوز على البارجة جون هور
رست البارجة البريطانية جون هور في ميناء جدة عام 1369 هـ فكانت فرصة سانحة لفريق الاتحاد الجديد للتباري مع فريق كرة القدم التابع للبارجة وعلى الرغم من فنيات ذلك الفريق الإنجليزي العالية استطاع فريق الاتحاد الفوز عليهم بنتيجة 2/1 وجذبت تلك المباراة اهتمام سمو الأمير عبد الله الفيصل الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية وقتها ويقول سموه : كنت احرص على متابعة أخبار المباريات التي يخوضها الاتحاد مع هذه البوارج إعجاباً بهذه الفريق الوطني وقدرته على مقارعة الفرق الأجنبية وكانت أول مباراة أحضرها في معلب الاتحاد بجدة أمام القشلة بجوار بيت زينل وجرت بين الاتحاد وفريق البارجة البريطانية في 21/5/1369 هـ وقد حضرتها شخصياً بعد أن زارني في مكة المكرمة علي رضا وطلب مني رعاية المباراة بصفته وكيل نائب الملك : كما حضر اللقاء عبد الله السليمان وزير المالية الأسبق : وكان ذلك بمثابة مساندة ودعم للفريق وفاز الاتحاديون في تلك المباراة على الفريق الإنجليزي بنتيجة 2/صفر وسجل لفريق الاتحاد كل من عبد الوهاب عبد الحفيظ وفخري زارع . وكانت تلك المباراة أول شرارة حب لكرة القدم ولنادي الاتحاد في قلب سمو الأمير عبد الله الفيصل ومن فرط إعجابه بما قدمه اللاعبون تبرع للنادي بألف ريال وبدلتين رياضيتين لكل لاعب ، أما الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية آنذاك فقد منح كل لاعب 500 ريال وأهداهم الشيخ عبد الله بن زقر ساعة يد لكل لاعب كما قدم قلماً مذهباً من الهدافين عبد الوهاب عبد الحفيظ وفخري زارع.