بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب :
الحمد لله
هذه الآية من الآيات الكونية الدالة على عظيم خلق الله
ودقيق إبداعه في صنعه ، وقد جعل عز وجل للبشر في خلق النحل وعجائب هدايته
له ما يبهر العقول ويحير الألباب ، وهذا ما ندعو إلى التأمل فيه ، وليس
التنقير عن شبهات يختلقها بعض الناس في المنتديات ، تذهب ببريق الحكمة
والعظة من كلام الله عز وجل ، وهو أمر لا ينطلي إلا على ضعاف العقول ، أو
من هانت عليه نفسه ، وهان عليه أمر دينه ، ففتح قلبه للشهوات ، وجعل نفسه
تبعا لكل ناعق !!
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
" في خلق هذه النحلة الصغيرة ، التي هداها الله هذه الهداية
العجيبة ، ويسر لها المراعي ، ثم الرجوع إلى بيوتها التي أصلحتها بتعليم
الله لها ، وهدايته لها ، ثم يخرج من بطونها هذا العسل اللذيذ مختلف
الألوان بحسب اختلاف أرضها ومراعيها ، فيه شفاء للناس من أمراض عديدة ،
فهذا دليل على كمال عناية الله تعالى ، وتمام لطفه بعباده ، وأنه الذي لا
ينبغي أن يحب غيره ، ويُدعَى سواه " انتهى.
" تيسير الكريم الرحمن " (444)
وعلى كل حال : فأساس هذه الشبهة الضعف البالغ في فهم أساليب
اللغة العربية وأبواب البيان والمجاز فيها ، وليس أي شيء آخر ، والجهل
أساس كل داء .
يقول الله تعالى :
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ
اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا
يَعْرِشُونَ . ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ
رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/68-69.
فقوله تعالى : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) يتضمن مسائل لغوية مهمة ، منها :
أولا :
قوله عز وجل (مِنْ) يحتمل ثلاثة معاني :
1- ويحتمل أن يراد به ( مِنْ ) التبعيضية .
2- ويحتمل أن يراد به (مِنْ ) التي هي لابتداء الغاية ،
وهذان المعنيان من معاني حرف الجر (مِنْ) أشهر معانيها التي تفيدها ، كما
ذكر ذلك ابن هشام في " مغني اللبيب " (ص/419-420).
3- ويحتمل أن يراد بها(مِنْ) التي هي لبيان الجنس .
فإذا قلنا إنها (مِنْ ) التبعيضية : أفادت أن إلهام الله
للنحل كان بأن تأكل جزءا من الثمار ، وليس كل الثمار ، وهذا الجزء هو ما
تأخذه النحلة من رحيق الأزهار ، وإن كان العلماء المتقدمون يذكرون في كتبهم
أن النحل يصنع العسل من أكله لأوراق الشجر أيضا ، بل ومن بعض الذرات التي
تكون في الهواء ، ولكن العلم الحديث لا يذكر ذلك ، فاكتفينا بما يذكره
العلم الحديث ، والقرآن الكريم ذكر ( من ) التبعيضية ، ولم يحدد هذا البعض
الذي تأكله النحلة فتصنع منه العسل .
وإطلاق (الثَّمَرَاتِ ) على الأزهار هو من المجاز المعروف
باعتبار ما سيكون ، تماما كقوله تعالى : ( إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ
خَمْرًا) يوسف/36، وهو إنما يعصر العنب ، ولكن أطلق عليه الخمر باعتبار ما
سيكون عليه عصير العنب بعد وقت ، وهكذا ، أطلق على الأزهار أنها ثمار ،
باعتبار ما ستؤول إليه من الثمار النافعة ، بقرينة المشاهد المحسوس من
معاينة كل الناس ، أن النحل إنما تقف على الأزهار ، ولا تأكل من الثمرات
الحقيقية شيئا .
يقول القرطبي رحمه الله :
" قوله تعالى : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) : وذلك أنها إنما تأكل النوار من الأشجار " انتهى.
" الجامع لأحكام القرآن " (10/135)
ويقول ابن جزي الغرناطي :
" و ( مِنْ) للتبعيض ، وذلك أنها إنما تأكل النوار من الأشجار ، وقيل المعنى من كل الثمرات التي تشتهيها " انتهى.
" التسهيل " (2/257)
ويقول أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
" وظاهر ( مِنْ) في قوله : (مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) أنها
للتبعيض ، فتأكل من الأشجار الطيبة والأوراق العطرة أشياء يولد الله منها
في أجوافها عسلاً .
قال ابن عطية : إنما تأكل النوّار من الأشجار " انتهى.
" البحر المحيط " (5/496)
وأما إذا قلنا : إن ( مِنْ) هنا لابتداء الغاية ، فالمعنى
المقصود أن النحل تأكل الرحيق ، ويكون أكلها مبتدأ من هذه الأزهار ، وليس
من مكان آخر .
وإذا قلنا : إن (مِنْ) ههنا لبيان الجنس ، كقوله تعالى :
(وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) الكهف/31،
أفادت معنى بيان ما ألهم الله النحل أن تأكله ، وهو الثمرات ، وليس أي جنس
آخر من أجناس الطعام .
وكل هذه المعاني صحيحة ، لا تعارض بينها ، واتساع اللغة العربية يضيف إلى
آيات القرآن الكريم آفاقا كثيرة من المعاني والدلالات البديعة الجميلة .
يقول الخطيب الشربيني :
" لفظ ( من ) هذا للتبعيض ، أو لابتداء الغاية " انتهى.
" السراج المنير " (2/273) .
ثانيا :
وأما قوله تعالى في هذه الآية : ( كل الثمرات ) :
فيحتمل أن تكون الكلية ههنا مقصودة ، فتدل الآية على أن من هدي النحل وجبلته أخذ رحيق الأزهار ، من أي زهرة كانت .
ويحتمل ألا يكون التعميم مقصودا ، بل أغلبيا على سبيل المجاز ، كقوله تعالى : ( لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) البقرة/266.
والحقيقة أننا لا نستطيع الجزم بأحد هذين الاحتمالين ، إذ
كل منهما معقول محتمل ، ولم نقف على دراسة علمية حديثة تحدد طبيعة الأزهار
التي يقف عليها النحل ، ويصنع من رحيقها العسل المعروف ، على أن أكثر
المفسرين حملوا ذلك على التبعيض ، وأن العموم غير مراد. قال ابن قتيبة رحمه
الله :
" ( ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) أي : من الثمرات
، وكلّ هاهنا ليس على العموم ، ومثل هذا قوله تعالى : ( تُدَمِّرُ كُلَّ
شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ) " انتهى .
" غريب القرآن " (ص/246) . وينظر : " البحر المحيط " ، لأبي حيان (2/326) .
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" ( كُلَّ ) هنا مستعملة في معنى الكثير ، وهو استعمال وارد في القرآن والكلام الفصيح ، FPRIVATE "TYPE=PICT;ALT=": ( وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ ) يونس/97 " انتهى.
" التحرير والتنوير " (23/160) .
وقال الدميري رحمه الله :
" القرآن يدل على أنها ترعى الزهر ، فيستحيل في جوفها عسلاً
وتلقيه من أفواهها ، فيجتمع منه القناطير المقنطرة قال الله تعالى : ( ثم
كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه
فيه شفاء للناس )، وقوله : ( من كل الثمرات ) ، المراد به بعضها ، نظيره
قوله تعالى : ( وأوتيت من كل شيء ) يريد البعض ، واختلاف الألوان في العسل
بحسب اختلاف النحل والمرعى ، وقد يختلف طعمه لاختلاف المرعى " انتهى.
" حياة الحيوان الكبرى " (2/463)
والله أعلم .تفسير قوله تعالى ـ عن النحل ـ : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ )
السؤال:
يقول الله تعالى في سورة النحل : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ )
فمن المعلوم أن النحل لا تأكل الثمرات ذاتها ، وإنما تمتص ( تأكل ) من
أزهار الثمار فقط ، فما تفسير هذه الآية تمامًا ؟ أرجو التوضيح .
السؤال:
يقول الله تعالى في سورة النحل : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ )
فمن المعلوم أن النحل لا تأكل الثمرات ذاتها ، وإنما تمتص ( تأكل ) من
أزهار الثمار فقط ، فما تفسير هذه الآية تمامًا ؟ أرجو التوضيح .
الجواب :
الحمد لله
هذه الآية من الآيات الكونية الدالة على عظيم خلق الله
ودقيق إبداعه في صنعه ، وقد جعل عز وجل للبشر في خلق النحل وعجائب هدايته
له ما يبهر العقول ويحير الألباب ، وهذا ما ندعو إلى التأمل فيه ، وليس
التنقير عن شبهات يختلقها بعض الناس في المنتديات ، تذهب ببريق الحكمة
والعظة من كلام الله عز وجل ، وهو أمر لا ينطلي إلا على ضعاف العقول ، أو
من هانت عليه نفسه ، وهان عليه أمر دينه ، ففتح قلبه للشهوات ، وجعل نفسه
تبعا لكل ناعق !!
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
" في خلق هذه النحلة الصغيرة ، التي هداها الله هذه الهداية
العجيبة ، ويسر لها المراعي ، ثم الرجوع إلى بيوتها التي أصلحتها بتعليم
الله لها ، وهدايته لها ، ثم يخرج من بطونها هذا العسل اللذيذ مختلف
الألوان بحسب اختلاف أرضها ومراعيها ، فيه شفاء للناس من أمراض عديدة ،
فهذا دليل على كمال عناية الله تعالى ، وتمام لطفه بعباده ، وأنه الذي لا
ينبغي أن يحب غيره ، ويُدعَى سواه " انتهى.
" تيسير الكريم الرحمن " (444)
وعلى كل حال : فأساس هذه الشبهة الضعف البالغ في فهم أساليب
اللغة العربية وأبواب البيان والمجاز فيها ، وليس أي شيء آخر ، والجهل
أساس كل داء .
يقول الله تعالى :
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ
اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا
يَعْرِشُونَ . ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ
رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/68-69.
فقوله تعالى : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) يتضمن مسائل لغوية مهمة ، منها :
أولا :
قوله عز وجل (مِنْ) يحتمل ثلاثة معاني :
1- ويحتمل أن يراد به ( مِنْ ) التبعيضية .
2- ويحتمل أن يراد به (مِنْ ) التي هي لابتداء الغاية ،
وهذان المعنيان من معاني حرف الجر (مِنْ) أشهر معانيها التي تفيدها ، كما
ذكر ذلك ابن هشام في " مغني اللبيب " (ص/419-420).
3- ويحتمل أن يراد بها(مِنْ) التي هي لبيان الجنس .
فإذا قلنا إنها (مِنْ ) التبعيضية : أفادت أن إلهام الله
للنحل كان بأن تأكل جزءا من الثمار ، وليس كل الثمار ، وهذا الجزء هو ما
تأخذه النحلة من رحيق الأزهار ، وإن كان العلماء المتقدمون يذكرون في كتبهم
أن النحل يصنع العسل من أكله لأوراق الشجر أيضا ، بل ومن بعض الذرات التي
تكون في الهواء ، ولكن العلم الحديث لا يذكر ذلك ، فاكتفينا بما يذكره
العلم الحديث ، والقرآن الكريم ذكر ( من ) التبعيضية ، ولم يحدد هذا البعض
الذي تأكله النحلة فتصنع منه العسل .
وإطلاق (الثَّمَرَاتِ ) على الأزهار هو من المجاز المعروف
باعتبار ما سيكون ، تماما كقوله تعالى : ( إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ
خَمْرًا) يوسف/36، وهو إنما يعصر العنب ، ولكن أطلق عليه الخمر باعتبار ما
سيكون عليه عصير العنب بعد وقت ، وهكذا ، أطلق على الأزهار أنها ثمار ،
باعتبار ما ستؤول إليه من الثمار النافعة ، بقرينة المشاهد المحسوس من
معاينة كل الناس ، أن النحل إنما تقف على الأزهار ، ولا تأكل من الثمرات
الحقيقية شيئا .
يقول القرطبي رحمه الله :
" قوله تعالى : (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) : وذلك أنها إنما تأكل النوار من الأشجار " انتهى.
" الجامع لأحكام القرآن " (10/135)
ويقول ابن جزي الغرناطي :
" و ( مِنْ) للتبعيض ، وذلك أنها إنما تأكل النوار من الأشجار ، وقيل المعنى من كل الثمرات التي تشتهيها " انتهى.
" التسهيل " (2/257)
ويقول أبو حيان الأندلسي رحمه الله :
" وظاهر ( مِنْ) في قوله : (مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) أنها
للتبعيض ، فتأكل من الأشجار الطيبة والأوراق العطرة أشياء يولد الله منها
في أجوافها عسلاً .
قال ابن عطية : إنما تأكل النوّار من الأشجار " انتهى.
" البحر المحيط " (5/496)
وأما إذا قلنا : إن ( مِنْ) هنا لابتداء الغاية ، فالمعنى
المقصود أن النحل تأكل الرحيق ، ويكون أكلها مبتدأ من هذه الأزهار ، وليس
من مكان آخر .
وإذا قلنا : إن (مِنْ) ههنا لبيان الجنس ، كقوله تعالى :
(وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) الكهف/31،
أفادت معنى بيان ما ألهم الله النحل أن تأكله ، وهو الثمرات ، وليس أي جنس
آخر من أجناس الطعام .
وكل هذه المعاني صحيحة ، لا تعارض بينها ، واتساع اللغة العربية يضيف إلى
آيات القرآن الكريم آفاقا كثيرة من المعاني والدلالات البديعة الجميلة .
يقول الخطيب الشربيني :
" لفظ ( من ) هذا للتبعيض ، أو لابتداء الغاية " انتهى.
" السراج المنير " (2/273) .
ثانيا :
وأما قوله تعالى في هذه الآية : ( كل الثمرات ) :
فيحتمل أن تكون الكلية ههنا مقصودة ، فتدل الآية على أن من هدي النحل وجبلته أخذ رحيق الأزهار ، من أي زهرة كانت .
ويحتمل ألا يكون التعميم مقصودا ، بل أغلبيا على سبيل المجاز ، كقوله تعالى : ( لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) البقرة/266.
والحقيقة أننا لا نستطيع الجزم بأحد هذين الاحتمالين ، إذ
كل منهما معقول محتمل ، ولم نقف على دراسة علمية حديثة تحدد طبيعة الأزهار
التي يقف عليها النحل ، ويصنع من رحيقها العسل المعروف ، على أن أكثر
المفسرين حملوا ذلك على التبعيض ، وأن العموم غير مراد. قال ابن قتيبة رحمه
الله :
" ( ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) أي : من الثمرات
، وكلّ هاهنا ليس على العموم ، ومثل هذا قوله تعالى : ( تُدَمِّرُ كُلَّ
شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ) " انتهى .
" غريب القرآن " (ص/246) . وينظر : " البحر المحيط " ، لأبي حيان (2/326) .
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :
" ( كُلَّ ) هنا مستعملة في معنى الكثير ، وهو استعمال وارد في القرآن والكلام الفصيح ، FPRIVATE "TYPE=PICT;ALT=": ( وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ ) يونس/97 " انتهى.
" التحرير والتنوير " (23/160) .
وقال الدميري رحمه الله :
" القرآن يدل على أنها ترعى الزهر ، فيستحيل في جوفها عسلاً
وتلقيه من أفواهها ، فيجتمع منه القناطير المقنطرة قال الله تعالى : ( ثم
كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه
فيه شفاء للناس )، وقوله : ( من كل الثمرات ) ، المراد به بعضها ، نظيره
قوله تعالى : ( وأوتيت من كل شيء ) يريد البعض ، واختلاف الألوان في العسل
بحسب اختلاف النحل والمرعى ، وقد يختلف طعمه لاختلاف المرعى " انتهى.
" حياة الحيوان الكبرى " (2/463)