انخفاض سكر الدم هي حالة تنخفض فيها مستويات الجلوكوز في الدم إلى الحد الذي يصير فيه هذا الجلوكوز غير كاف لتلبية احتياجات الأنشطة المختلفة للجسم من الطاقة، وبالأخص احتياجات المخ والجهاز الدوري والتنفسي، وهذا الحد يكون أقل من 70 مجم %.
الدواء أكثر من الأكل
وهذه الحالة تحدث أكثر ما تحدث كأحد الآثار الجانبية أو المضاعفات الناتجة عن علاج مرض السكري، فقد تكون جرعة الإنسولين أو أقراص علاج السكر كبيرة جداً أو ربما تكون قد أخرت أو أهملت تناول إحدى الوجبات، وليست كل أقراص علاج السكر تسبب نقص سكر الدم، ولكن هذه المشكلة تحدث أساساً عند استعمال بعض أقراص علاج السكر وليس كلها (مثل مركبات السلفا).
في حالات أقل شيوعاً يحدث انخفاض سكر الدم في الشهور المبكرة من الحمل أو ينتج عن طول صيام أو الرياضة المضنية (التي تقلل السكريات).
الأعراض
تتفاوت أعراض نقص سكر الدم بشكل جوهري بين الناس، كما تتفاوت بتفاوت مستويات سكر الدم، وقد تظهر الأعراض عند بدء علاج السكري خاصة إذا كان سكر دم المريض مرتفعا جدا (300-400مجم%) وتعود الجسم على هذا الارتفاع ثم بدأ السكر في الانخفاض (مثلا حتى 200مجم%) حين تبدأ ظهور أعراض هبوط السكر، فبعض الأشخاص قد يشعرون بالضعف، والعرق، والنعاس، والارتباك، والجوع، أو الدوار. وتشمل الأعراض الأخرى لانخفاض سكر الدم التهيج والارتعاش وسرعة دقات القلب واضطراب البصر والغثيان والإحساس بالبرودة ولزوجة الجلد، والانخفاض الشديد في سكر الدم يمكن أن يسبب الغيبوبة إذا طالت فترة الهبوط بدون علاجها.
كارت تعريفي بالمحفظة
لابد من كل مريض سكري أن يحمل معه في حافظته كارت تعريفي يقول «أنا مريض سكري» مبين به حالته والأدوية التي يتعاطاها وما ينبغي عمله إذا وجد مغشيا عليه.
مشروب سكري حالاً
يعتمد العلاج على سبب حالتك وشدتها، مثلا إذا كانت الحالة ناتجة عن دواء تتناوله، فقد يكون طبيبك قادرا على إبداله بآخر لا يسبب انخفاضا في سكر الدم، وإذا كنت تعاني من نوبات دورية من انخفاض سكر الدم، يجب عليك أن تكون منتبها للعلامات المبكرة، على الفور تناول طعاماً أو اشرب شراباً محتوياً على السكر، فإذا كانت حالة انخفاض السكر شديدة وسبق أن فقدت وعيك بسببه في الماضي، فقد تحتاج إلى تنقيط في الوريد بمحلول من الجلوكوز.
التثقيف السكري
ولابد من تثقيف المريض وأسرته وأصدقائه بأعراض انخفاض سكر الدم، وهذا هو دور المثقف الصحي والطبيب المعالج، ويجب أن يعلموا أنك قد تصاب حينئذ بالارتباك أو الإعياء إلى درجة أنك قد لا تفكر في تناول طعام يحتوي على السكر لتخفيف الأعراض.
حقنة بالعضل
أما إذا وُجد مريض السكري فاقدا للوعي (غيبوبة) فلابد من إعطاؤه حقنة (جلوكاجون) بالعضل التي ينبغي أن يحملها كل مريض سكري يعاني من الهبوط المتكرر للسكر.
وهناك بعض الأدوية التي يمكن أن يكون المريض متناولاً لها والتي تسبب حجب أو ضعف لظهور أعراض هبوط السكر والذي لابد من توخي الحذر عند إعطائها للمرضى الذين يعانون من تكرار هبوط السكر.
الارتفاع لا خوف منه
ومن ناحية أخرى قد تكون أعراض الغيبوبة وفقدان التركيز نتيجة زيادة السكر في الدم، فلا داعي للقلق حتى ولو تناول المريض بعض الحلوى أو السكريات وزادت نسبة السكر في الدم أكثر، فلا ضرر في هذه الحالة، لأن الأخطر والأسرع تأثيراً في الجسم هو نقص السكر.