تسافر
الطائرات التجارية عادة على ارتفاع 7-12 ألف متر فوق سطح البحر ويعدّل ضغط
كابينة السفر (داخل الطائرة) إلى 1500-2500 متر فوق سطح البحر. هذا التغير
في ضغط الهواء الجوي له تأثيرات فيزيولوجية وعضوية يستطيع الإنسان السليم
تحملها مع بعض الآثار الجانبية الخفيفة أما المرضى فقد تؤثر عليهم بشكل
أكبر. ويسبب نقص الضغط الجوي وخاصة في الرحلات الطويلة أعراضا تشبه أعراض
تسلق المرتفعات بسبب انخفاض الضغط الجوي ومن هذه الأعراض الخمول، الصداع،
الدوخة الغثيان وغيرها ويبدأ ظهور الأعراض بعد 3-4 ساعات من السفر. من
المعلوم طبيا أن انخفاض الضغط الجوي يسبب انخفاضا في ضغط الأكسجين المستنشق
من الهواء ومن ثم مستوى ضغط الأكسجين في الدم. فعند الضغط الجوي على
ارتفاع 2500 متر ينخفض ضغط الأكسجين في الدم عند الإنسان الطبيعي من 95 ملم
زئبق إلى 60 فقط وهذا يؤدي إلى انخفاض تشبع الدم بالأكسجين بنسبة 3-6 في
المائة. وهذا الانخفاض لا يؤثر على الشخص السليم ولكنه قد يكون مؤثرا على
المصابين بأمراض الصدر والقلب والدم المزمنة. لذلك يُنصح المصابون بأمراض
القلب والصدر المزمنة بزيارة أطبائهم قبل السفر بالطائرة وخاصة الرحلات
الطويلة لتحديد مدى حاجتهم للأكسجين في الطائرة. وفي العادة يوصى بالأكسجين
للمرضى الذين يكون لديهم ضغط الأكسجين في الدم عند الراحة أقل من 70 ملم
زئبق أو تشبع الدم بالأكسجين 92 بالمائة أو اقل. وتتبع معظم خطوط الطيران
نظاما معينا لحماية المرضى المسافرين فهي تطلب من الطبيب المعالج كتابة
تقرير طبي يحدد حاجة المسافر للمساعدة الطبية وللأكسجين خلال السفر إن
استدعى الأمر.
كما أن نقص الضغط الجوي داخل الطائرة يؤدي إلى تمدد
الغاز في تجاويف الجسم بنسبة 30% وهذا يسبب للإنسان الطبيعي آلاما خفيفة في
الأذن وأحيانا بعض المغص. ولكن للمرضى الذين أجروا عمليات حديثا في
الأمعاء قد يكون لذلك آثار ضارة. كما أن هواة الغطس (سكوبا دافينج) قد
يكونون معرضين لداء الغواصين الناتج عن تخفيف الضغط في حال السفر بعد مرحلة
غطس قريبة مما قد يسبب ظهور فقاعات الهواء في الدم. لذلك يُنصح الغطاسون
بأن يكون سفرهم بالجو بعد 12 ساعة أو أكثر من آخر غطسة. أما الغطاسون الذين
يقومون بأكثر من غطسة في اليوم فينصح بأن لا يسافروا بالجو قبل 24 ساعة من
آخر غطسة