السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــــــــــــه
أهلا ومرحبــــــــــــــــــــا بكل أعضاء وزوآآر منتدى The Best الأعزآآء
اليوم أتيتكم بموضوع جديد عبارة عن قصة خياليـــــــــــــة مرفوقة بحكمــــ رآآئعة
ملحوظــــــــــــــــة:
تألــــــــــــــــــيف القصة: هارومي
تصميم الفواصل وتعديل الصور: أكاتسوكي
قرآآءة ممتعة
*رائـد* والقدرة العجيـــــــــــبة
يحكى أنه في زمن ليس ببعيد عاش طفل يتيم يدعى *رائد*
وكان أبواه قد توفيا ولم يتركا له من الإرث شيئا سوى كوخ صغير وسط قرية نائية
بعيدة عن المدينة ، وكان من ذوي القلوب الرحيمة من يعطف على هذا الولد كلما سمح
لهم الحال ، لأن أهل القرية كانوا أناس بسطاء جدا.
وعندما بلغ رائع من عمره سن الشباب وصار فتى قوي البدن
راجح العقل أبى أن يتلقى المساعدة من أحد ، وفكر في إيجاد عمل يقتات منه ، فقرر أن
يعمل حطابا لقرب كوخه من الغابة . كان رائد يخرج كل يوم للعمل من طلوع الشمس ليمضي
نهاره في الاحتطاب إلى غروب الشمس ، كان
عمله صعبا جدا ولم يكن يثمر إلا بالقليل من الخشب الذي كان يبيعه في سوق المدينة
نهاية كل أسبوع ، فيحصل على دراهم معدودة يشتري بها قوت 5 أيام ليمضي ما تبقى من
الأسبوع في جوع شديد وحال يرثى لها
أتى شتاء ذلك العام سريعا ، ولم يكن رائد قد ادخر من
المال أو الطعام شيئا ، كانت أيامه طويلة شديدة البرد وغزيرة الأمطار ولم يكن رائد
يملك من الثياب سوى ما يرتديه من لباس بال ، لم يكن يخرج للاحتطاب إلا في الأيام
التي يتوقف فيها المطر ، ويوما بعد يوم كان الجو يزداد سوءا إلى أن صار الوصول إلى
المدينة أمرا مستحيلا لانسداد الطرق وصعوبة المسالك ، فاشتد حال المسكين سوءا وأحس
بقساوة الحياة واليتم
وفجأة تذكر رائد شيخا حكيما أوصاه والده قبل وفاته أن يلجأ
إليه إذا اقتضته الحاجة الماسة ، اعتلت البسمة وجهه وتوجه إلى الجهة الغربية من
الغابة وبعد سير طويل لمح على غير بعيد بيتا فأسرع إليه ووجد عند بابه شيخا مسنا
تبدو علامات الحكمة والزهد على وجهه وكانت لحيته البيضاء تصل إلى ركبتيه ، فسلم
عليه رائد قائلا: السلام عليك أيها الشيخ الفاضل . رد العجوز : وعليك السلام يا
رائد ، تعجب رائد كيف يعرف اسمه ، ثم دعاه الشيخ للدخول إلى بيته وقدم له العسل
واللبن فازداد عجبا وقال في نفسه: من أين له بهذا في مثل هذا الوقت من الشتاء؟ .
تناول رائد ما قدم له وحمد الله وشكر الشيخ ثم هم ليروي له قصته فقال الشيخ : إني
أعرف ما ستقوله يا ولدي وإني والله لأرأف لحالك وأشفق عليك ، وإنه آن الأوان
لينتهي عناؤكـ ولتبدأ حياة جديدة ، اسمع ما سأقوله لك جيدا وإياك أن تخالف ما آمرك
به يا بني : سأمدك بقدرة تجعلك تحول كل ما تلمسه يدك اليسرى إلى ذهب في لمح البصر
ولكن إياك وإياك أن تستخدم هذه القدرة فيما يضر غيرك وإلا فستزول عنك وتعود لحالك
، اندهش رائد لما قاله الشيخ ، فشكره وودعه ولم يصدق ما قاله ، وفي طريق عودته شعر
بتعب شديد فاتكأ على جذع شجرة وأسند إليها يده وفجأة تحولت إلى ذهب خالص ، لم يكد
رائد يصدق ما رأته عيناه ومد يده إلى صخرة
فتحولت في لمح البصر إلى كتلة ذهبية ومد يده مرة أخرى إلى ملابسه
فتحولت خيوطها البالية إلى خيوط حريرية مذهبة ، شعر رائد في هذه الأثناء بفرحة
غامرة وأسرع عائدا إلى قريته .
ولم تمض سوى أيام معدودة حتى ذاع سيطه في كل مكان
وفي عشية أحد الأيام وصل هذا الخبر إلى مسامع ملك البلاد ، فأمر بإحضار رائد إليه
، وما إن وصل إلى القصر حتى استقبل استقبالا كبيرا ودعاه الملك إلى تناول وليمة على شرفه ، أعجب
الملك برائد لما لمسه فيه من أخلاق وحسن في الكلام ، فعرض عليه أن يصير مستشارا له
وأن يصير له من المقام ما يليق برجل مثله ، دهش رائد ورد عليه : إن هذا لعطاء جزيل
وكرم وفير ، و والله لا يرفض طلبا كهذا إلا مجنون . وهكذا صار لرائد مكانة عند
الملك وصار يحول الصخور والأشياء إلى ذهب بلمسة واحدة من يده فتباع في البلدان
المجاورة بأغلى الأثمان .
وصارت له خزائن من الأموال والكنوز لا تعد مفاتيحها ولا
تحصى. ولم يعد ذلك الفتى الرءوف الرزين الذي يعرفه الناس فقد صار شخصا نهما لا
يفكر إلى في جني المزيد من الثروات فأصبح
لا يرأف على محتاج ولا يشفق على فقير. وحدث يوما أن توفي الملك فخلفه رائد في منصب
الحكم ، اغتر وصار ملكا جبارا ظالما يحول كل من يرفض له عرضا أو يخالفه رأيا
تمثالا من ذهب وهكذا صار الجميع يتجنبه . وفي أحد الأيام جاء إليه زوار إلى القصر
، لقد كانوا أهل قرته الذين جاءوا أملا في مساعدة منه ، لعله يتذكر ما قدموا له من
عون في صباه . جن جنون رائد وصرخ قائلا : كنت أعيش بائسا وحيدا ولم يكن احد منكم
يرأف أو يشفق علي وأضاف قائلا : وهل تظنون أني بلغت هذا الغنى بيسر ، لقد عانيت
كثيرا قبل هذا وعليكم أن تذوقوا مما ذقته من مرارة العيش وهب أن يلمسهم ليحولهم
إلى تماثيل من ذهب فلم يحدث شيء وأعاد الكرة ثانية فلم يتحول أحد منهم
وفي هذه
الأثناء ظهر الشيخ الزاهد فهرع إليه رائد وقال : فقدت قدرتي على تحويل ما ألمسه
ذهبا ، أرجوك أعدها لي .رد الشيخ بخيبة أمل كبيرة : لقد منحتك هذه القدرة بشرط أن
تستخدمها فيما ينفع الناس لكنك فعلت عكس
ذلك فتحمل نتيجة أعمالك ، أ ونسيت أنك لم تختلف حالا عن هؤلاء الناس ولجأت إلي فلم
أردك ، فكيف تفعل لمن أحسن إليك من هؤلاء شرا؟ واختفي الشيخ.
ندم رائد أشد الندم على ما فعله : واعتذر إلى أهل القرية وقدم لهم مالا وفيرا ، ومنحهه
مناصبا في القصر ومنذ ذلك الحين صار رائد ملكا عادلا يعطف على الفقراء ويهتم بشؤون
بلاده فلم يعد بها فقير وهكذا أحبه الجميع وصار اسمه يتردد على كل لسان وعاش الناس
في هناء في ظل رعاية ملكهم العادل
تمانياتيــــــــ أن تكون القصة قد نالــــت إعجابكم
............................................................................
كل الحقوقــــ محفوظة لي ولأكا ولفريق TBT
لا أحلل النقل دون ذكر المصدر
منتدى The Best /HaRuMi