بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختلاف الأمزجة والأذواق مسألة مطروحة بين البشر وكل فرد له طريقته وأطباعه ان كانت طيبة أوغير طيبة
انما هي موجودة نتعامل بها مع بعضنا البعض وطبيعي أننا نرتاح للأرض الخضراء المزروعة بأنواع الخضرة
ويمج عقلنا ماسواها كالأرض اليابسة الخالية من أي شيء مريح للنفس
المزارع الجيد يستطيع تنويع مزرعته يشتى انواع الأشجار والشجيرات ويسقيها ويرعاها حتى تصبح ذات قوام
فارع يسر الناظرين وماان تبصر عيناك ذلك المشهد شعرت براحة وأنس يطرب روحك العاشقة للجمال الرباني
فلا تبرح الا وأنت في أوج الأنس والراحة
الإنسان المخلوق نفس الشيء ممكن يكون حديقة غناء فيها المسرة والراحة عندما يتعامل معه الآخرون يشعرون
بفرح وسرور من خلال طيبته وأخلاقه وخفة دمه ومعه هم في مأمن من شره وتبعاته الثقيلة وهذا ديدن المؤمن
الذي يحمل قلبا نورانيا خاليا من الشوائب والأشواك المدمية فهو يحمل الخير دائما ويسعى اليه وينبذ الشر ويسد أبوابه
أحيانا بعض المواقف تتطلب الجدية في التعامل وهذا أمر متسالم للنهوض بأعباء الحياة وليست الحياة كلها جدية او هزلية أوغير ذلك انما الموقف يحدد نوع التعامل المطلوب ومع ذلك الرفق مطلب والخلاص من الهم والتعب مطلب أيضا وعليه ينبغي مواصلة السير بأسهل الطرق وأريحها
ادخال السرور على المؤمن متشعب وأبعاده كثيرة وكل فرد له قابليته في الأخذ بيد العطاء والراحة لمن حوله
سواء في الأسرة او خارج محيط الأسرة من الأقارب والأصدقاء وهو طريق جميل ان تعامل به الأفرادعلى مختلف المستويات وطبيعي أن الأجر والثواب لاأحد يعافه بل يتسابق حوله المؤمنون والمؤمنات
الالحاح على المخلوقين فيه نوع من الثقل لاختلاف القابليات والاستعدادات بعكس الالحاح على الخالق عز وجل فهو مطلوب دائما وفيه اتصال متواصل وارتقاء ورقي ونتيجة جيدة لأن لكل مسألة جواب عند الخالق عز وجل ان تؤجل أوتؤخر هذا شانه تعالى لعلمه بمصلحة عباده ومن كثر طرق الباب فتح له
والاتصال بالله سبحانه له وقع على الروح لايشعر به الا المتعلقون ببابه تعالى
يقول الإمام السجاد سلام الله عليه:
(َالْحَمْدُ لله الَّذِي أَغْلَقَ عَنَّا بَابَ الْحَّاجَةِ إلاّ إلَيْهِ)
ويقول في موضع آخر أَللَّهُمَّ إنَّهُ يَحْجُبُنِي عَنْ مَسْأَلَتِكَ خِلاَلٌ ثَلاثٌ وَتَحْدُونِي عَلَيْهَا خَلَّةٌ وَاحِدَةٌ، يَحْجُبُنِي أَمْرٌ أَمَرْتَ بِهِ فَأَبْطَأتُ عَنْهُ، وَنَهْيٌ نَهَيْتَنِي عَنْهُ فَأَسْرَعْتُ إلَيْهِ، وَنِعْمَةٌ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَصَّـرْتُ فِي شُكْرِهَـا. وَيَحْدُونِي عَلَى مَسْأَلَتِكَ تَفَضُّلُكَ عَلَى مَنْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إلَيْكَ، وَوَفَدَ بِحُسْنِ ظَنِّـهِ إلَيْكَ، إذْ جَمِيعُ إحْسَانِكَ تَفَضُّلٌ، وَإذْ كُلُّ نِعَمِكَ ابْتِدَاءٌ. فَهَا أَنَا ذَا يَا إلهِيْ وَاقِفٌ بِبَابِ عِزِّكَ وُقُوفَ المُسْتَسْلِمِ الذَّلِيْل، وَسَائِلُكَ عَلَى الْحَيَاءِ مِنّي سُؤَالَ الْبَائِسِ الْمُعِيْلِ--- الخ)الصحيفة السجادية دعاء12