من طموحي أصنع عالم لنفسي أمشي فيه على قارب الحياة باحثا على منبع الحقيقة في بحر الغموض فأرتطم بامواج المشاكل لكن حب الجزائر يدفعني الى التقدم
فاحيانا لا أجد سوى سرابا يعيد أمالي أوهاما لكن يبقى هدفي الوصول فلوكان الانسان و الزمان ضدي فأنا جزائري يعشق التحدي
مقدمة
منذ تعيينه في اكتوبر 2007 على رأس المنتخب الوطني الاول خلفا للفرنسي جون ميشال كفالي اختلفت أراء الشارع الرياضي الجزائري حول العمل الذي يقوم به المدرب الوطني السابق رابح سعدان الذي كان محل نقد في العديد من المرات عبر الصحف العامة او المختصة في كرة القدم و قد أسالت الكثير من الحبر فبعض التقارير كانت تؤيده خاصة انه نجح في التأهل للمونديال بعد غياب الجزائر على العرس العالمي منذ مونديال مكسيكو 1986
و تحقيق ما عجزت عنه أجيال متعاقبة كما أنه حقق مرتبة رابعة في كأس أمم افريقيا 2010 بانغولا ناهيك عن المرتبة التاريخية للمنتخب الجزائري في سلم الترتيب العالمي للمنتخبات حيث حقق أشبال سعدن المركز26 لاول مرة في تاريخ المنتخب منذ احداث التصنيف ، هذا الكم من الانجازات دفع عشاق الشيخ كما يحلو لهم تسمسيته للمطالبة ببقائه رغم تقهقر مستوى الخضر بمشاركة تعد الأسوء في تاريخ كرة القدم الجزائرية على مستوى كأس العالم بنقطة و احدة و دون تسجيل اي هدف على أراضي بلاد العم مانديلا
كما هناك فئة تشير الى هشاشة عمل رابح سعدان و تنادي باقالته في عز أيام النصر لانها كانت ترى في بقائه كارثة و ان النجاح مجرد نتاج للالتفاف الشعبي و السياسي حول المنتخب ما أعطى اللاعبين جرعة حماس و تحدي انتهى تأثيرها بنهاية مبارة نصف نهائي امم افريقيا أمام فيلة كوديفوار ليبدأ المنتخب في السقوط الحر و تكبد الخسارة تلو الاخرى و يؤدي بعد ذلك مونديالا كارثيا تلاه بهزيمة على ارض الوطن بملعب 5 جويلية و تعادل بطعم الهزيمة في افتتاحية اتصفيات أمم افريقيا 2012
المستوى المتدني و اللعب العشوائي لرففاء القائد الجديد كريم زياني أثار سخط الجماهير التي قابلتهم بوابل من السب و الشتم للفريق و بالتحديد للمدرب الذي حملته مستوى المنتخب و طالبت برحيله و هذا ما أدى الى استقالة رابح سعدان من على راس العارضة الفنية بعد عهدة دامت 3 سنوات
من أجل تسليط الضوء أكثر على المنتخب وطني خلال العهد قمنا بجمع بعض الاحصائيات إظافة الى بعض الملاحظات
1/ الدور الاول بناء منتخب و تأهل بهدية
منذ تولي رابح سعدان زمام العارضة الفنية و تدعيمه بمساعدين يعتبرون نكرة بالنسبة للشارع الرياضي ، فكل من زهير جلول و كبير أمين لم نعرفهم على الساحة الكروية الجزائرية
و لا يمتلكان أي تجربة تدريبية سواءا مع المنتخب أو الفرق المحلية
لمسة رابح سعدان بدت جلية على معالم المنتخب منذ أول لقاء رسمي بالسينغال حيث انهزم رفاق صايفي بصعوبة أمام أسود التيرانغا بهدف يتيم مع الغاء هدف رفيق صايفي الصحيح بداعي التسلل
ليعرف المنتخب صحوة بثلاثية على ملعب تشاكر تلاها بانهزام بهدف يتيم من ضربة جزاء على الاراضي الغامبية في مبارة غير متلفزة لم يعرف فيها اداء رفاق زياني سوى ببعض التقارير
في هاته المرحلة استطاع رفاق ياسين بزاز فك عقد الانهزام على أرض الوطن و الخروج المبكر بعد كابوسي الغابون و غينيا ليتمكن المنتخب من بلوغ الدور الثاني من التصفيات بفضل
هدية من المنتخب الغامبي الذي فرض التعادل على رفقاء الحاج ضيوف بملعبهم و يحرم اسود التيرنغا من التأهل
المنتخب في هاته الفترةاخذ منحنى واضح بالفوز داخل الديار و تجنب الاضرار خارج اسوار تشاكر حتى ان التأهل كان هدية!!!
2/ الدورالثاني من التصفيات مرحلة القوة
الهزيمة امام غامبيا بملعبها كانت آخر هزيمة عرفها أشبال رابح سعدان ليبدأو في رسم منحنى تصاعدي و تجانس في اللعب و استقرار في التشكيل الاساسي الذي لم يعرف الكثير من التغييرات عدى الغيابات بداعي الاصابة او التدعيم النوعي بكل من مراد مغني و جمال عبدون و حسان يبدة
في هاته المرحلة عرف المنتخب تغيرا جذريا من حيث الوسائل المسخرة من طرف الدولة بعد عودة الحاج راوراوة الى بيت دالي ابراهيم الذي لم يتوانى بتقديم الاهم للمنتخب و توفير كل
وسائل الراحة حيث اقام اشبال سعدان تربصاتهم في اكبر المراكز العالمية لوكاستولي (فرنسا) ، كوفرتشياني (إطاليا) ، كما حل مشكل العلاوات و رفع السلم الى درجات محفزة لا تختلف عن سلم
علاوات الدول المجاورة
هذا الدعم و توفير كل الظروف اللازمة للعمل عاد بالايجاب على رفاق يزيد منصوري الذين لم ينهزموا سوى في مبارة واحدة بالقاهرة علما انها لعبت في ظروف يعرفها الجميع
كما ان المنتخب استطاع فك عقدة الفوز خارج الديار حيث عاد رفقاء الماجيك بفوز من زامبيا يعد الاول بعد ست سنوات من الانهزامات او التعادلات خارج اسوار تشاكر
كما ان المنتخب الوطني اعتمد على خطة 3-5-2 التي اعطت نتائج باهرة لتوفر المنتخب على لاعب رواق ممتازين نذير بلحاج و كريم مطمور الذان كان لهم دور فعال في العديد من المرات بفضل العرضيات
3/ الكان تقهقهر في المستوى
كأس افريقيا 2010 بأنغولا عرفت مشاركة جد سيئة للمنتخب الوطني على مستوى النتائج نظرا لعدة عوامل أهمها كان التربص الغير الناجح لاشبال سعدان في صقيع فرنسا
و التحول الى انغولا التي تعرف جوا حارا و رطبا برطوبة تخطت 70% في المبارة الافتتاحية التي انهزم فيها رفقاء حسان يبدة بثلاثية امام منتخب ملاوي المغمو ر ، هاته الهزيمة كادت تكلف المنتخب لولا قوانين الكاف التي تسبّق نتيجة المبارة في حالي تساوي فريقين في النقط و هذا ما اعطى الاولية للمنتخل على حساب منتخب مالي بفضل هدف رفيق حليش .
و في مبارة مجنونة بكابيندا تمكن المنتخب من ترويض فيلة الكوديفوارتعد د الاحسن للمنتخب الوطني منذ كأس افريقيا 1990
ليعرف المنتخب بعدها أسوء مبارة حيث كان فيها الجميع خارج الاطار نفسيا و ذهنيا وبدنيا و فنيا و تكتيكيا ، فزادت البطاقات المجانية من الحكم كوفي كوجا
الطين بلة و استطاع اخراج لاعبي المنتخب عن المبارة حيث بدوا تائهين و متعصبين لدرجة خروج ثلاث لاعبين ببطاقتين حمروتين و فضيحة فوزي شاوشي بضرب الحكم ناهيك عن عدم قيام المدرب باي تغيير بعد طرد رفيق حليش و بقي المنتخبب يلعب ب3 مدافعين ثم بمدافعين فقط!!!!
الخسارة علقت على شماعة الحكم كوفي كوجيا و اتخذ كذريعة او عذر اختبأ الطاقم الفني من مسؤوليته ازاء ماحدث في المباراة لينهي المنتخب الكان بانهزام اما نيجيريا
بهدف صعد من خلاله رفقاء تايتايو المنصة و يخرج المنتخب بخفي حنين و بنتائج كارثية بتسجيله ل4 اهداف و تلقيه 10 بمعدل 1.66 هدف في كل مبارات ناهيك على 3 بطاقات حمراء تعكس حالة المنتخب
4/ المونديال العقم الهجومي
مونديال جنوب افريقيا 2010 كان اول مونديال في القارة السمراء حيث علقت الجماهير الجزائرية الكثير على منتخبها كون الكأس ستنظم في افريقيا ما يعطي المنتخب دافعا معنويا
مشاركة الخضر في المونديال اقتصرت على اللاعب الدفاعي و تفادي الاضرار مع تسجيل عدد محتشم من الهجمات
ففي المبارة الافتتاحية ضيع رفاق المتالق حسان يبدة الفوز بعد طرد الحكم لعبد القادر غزال في لقطة غريبة بعد امساكه للكرة بيده على شاكلة لاعبي كرة السلة ما جعله احد المغضوب عليهم
و تلقي الحارس فوزي شاوشي لهدف بطريقة غريبة جعلته يفقد مكاانته الاساسية لصالح الوافد الجديد رايس وهاب مبولحي ، كما أن ركون لاعبي المنتخب الى الوراء بطريقة غير مفهومة سهلت من مهمة المنتخب السلوفيني للظفر بثلاث نقاط غالية
في ثاني مباراة تمكن المنتخب من فرض سيطرته على المرشح الاول الفريق الانجليزي ليخرج الفريقان باقتسام نقاط المبارة بتعادل سلبي و يفوز المنتخب بحارس مرمى قوي اسمه وهاب رايس مبولحي و في آخر المبارة التي كان ينقص فيها المنتخب فوز بفارق هدفين لتحقيق اول تأهل للدور الثاني خيب رفقاء رفيق جبور آمال عشاق المنتخب بانهزامهم بهدف في الدقائق الاخيرة
المشاركة المونديالية الثالثة كانت مخيبة بكل الماقيس حيث لم يستطع اشبال سعدان تسجيل اي هدف و تلقي هدفين و بطاقتين حمروين الى العديد من البطاقات الصفراء تبين مدى النقص النفسي و الذهني لدى اشبال سعدان
و هذا جدول نتائج المنتخب مع مخطط يبني فارق أهداف كل مباراة
جدول نتائج المنتخب في عهدة رابح سعدان
مخطط لفارق أهداف لمبرايات الخضر
5/ مشاكل المنتخب
رغم ان الاتحادية الجزائرية لم تتوانى في توفير أدنى شروط الراحة للناخب الوطني رابح سعدان و أشباله الا ان هذا الاخير لم يستطع تصليح بعض الاخطاء التكررة و التي كلفت المنتخب كثيرا
*/ كسر المدافعين لخطة التسلل
من بين هاته الاخطاء او بالاحرى المشاكل التي لم يجد لها الناخب الوطني حلا ثلاث سنوات في عهدته التدريبية هي كسر المدافعين لمصيدة التسلل
و هذا سوء التفاهم الذي يعالج بالوقت لكن للاسف ثلاث سنوات لم تكفي المدرب لتصحيح هذا الخطأ الذي تسبب في كثير من المرات بأهداف قاتلة
فهدف ابوتريكة الذي كان قادرا ان يعصف بأحلام الملايين لو طبقت الكاف مبدأ الهدف في ملعبك بهدفين و كذلك هدف المنتخب الزامبي في مبارة العودة الذي كان قادرا ان يخلط اوراق المجموعة
و كذلك هدف كولو تورييه نهاية الوقت بدل الضائع في ربع نهائي كاس افريقيا الذي كان قادر على قلب موازن المباراة و لربما اقصاء المنتخب
ماورد في النص هي امثلة على سبيل الذكر لا الحصر مع صور للتأكد
*/ الظهير الايمن
كذلك من بين مشاكل المنتخب التي لم يجد لها رابح سعدان حلا هو الظهير الايمن و الذي منذ تراجع مستوى رحو سليمان و الاخطاء القاتلة في مباراة السينغال و بعدها مبارة رواندا ذهابا
لم يجد سعدان خليفة له فقد شارك العديد من اللاعبين في ذات المنصب كسياسة بريكولاج في حين لم يلعب ولا مرة ظهير ايمن حقيقي
فقد شارك كريم مطمور في المنصب خلال التصفيات ثم كل من العيفاوي و عنتر يحي بكأس امم افريقيا و قديورة في مبارة ايرلندا الودية في حين شارك فؤاد قادير في ذات المنصب خلال المونديال
ليشغله في الاخير عبد القادر غزال خلال آخر لقاء لرابح سعدان على راس العارضة
عدم ايجاد ظهير ايمن خلال عامين يطرح العديد من التساؤلات !!!!
*/ تسجبل المدافعين
من خلال مخطط تسجيل كل خط للاهداف نرى التقارب الكبير من حيث عدد الاهداف المسجلة من طرف المهاجمين و المدافعين
اعتماد المنتخب الوطني الكرات الثابة كسلاح خلال التصفيات جعل المدافعين يرفعون من ترتيبهم في قائمة الهدافين
لكن اعتماد الشيخ على الكرات الثابتة
جعل الفريق يضيع خلال المونديال نظرا للقامة و البنية المرفولوجية التي يتميز بها لاعبوا المستوى العالي و عدم قدرة
المدافعين على ترك امكانهم نظرا للمستوى العالي لمهاجمي الخصم
هذا ما جعل المنتخب عقيما على التسجيل في مبارياته
*/ كثرة البطاقات الحمر بعد التأهل للمونديال
من خلال إحصائيات المنتخب نلاحظ انه بعد تأهل المنتخب الى كأس العالم من خلال بوابة أم درمان ارتفع عدد البطاقات الحمر و هذا ما يبين اللااستقرار الذهني للاعبين
و قد ربط العديد هذا الى تنجيم الجماهير الجزائرية للاعبين زيادة عن اللزوم و كما تحدثت اخبار صحفية عن اللاانظباط الموجود داخل الكواليس و الذي انجر مرتين بطرد خالد لموشية خلال كاس افريقيا 2010 و تلاه مشاكل عشية لقاء انجلترا تحدث عنها الناخب من دون نسيان حادثة منصوري التي تحاشت الصحف الكلام عنها
كثرة البطاقات الحمراء ما هي الا دليل على كواليس المنتخب التي لم تعد كما كانت قبل النأهل وان الروح انتهت في كابيندا و بعدها تغير المنتخب كليا
*/ غياب الكوتشينغ و لمسة الاحتياط
الملاحظ من مخطط طرق تسجيل المنتخب فان الاحتياط يحتل المركز الاخير بهدفين كانا لكل من رفيق صايفي و عامر بوعزة
تغييرات سعدان لم تكن مفهمومة و كانت استهلاكية و دائما ماتكون منصب بمنصب و يحسب لسعدان تغييران كانا في قمة الذكاء الاول بتغيير منصبي زياني ومطمور في الشوط الثاني لمبارة مصر
بتشاكر و الثاني بتغيير عنتر يحي بمراد مغني في مبارة زامبيا و يعد هذا اول و آخر تغيير تكتيكي قام به سعدان قي عهدته
و اغرب تغييرات سعدان هو تغيير كريم زياني بعدلان قديورة و المنتخب يسعى للتسجيل ، كما يعاب على سعدان عدم وقوفه لتقديم النصائح و التوجيهات و ايظا الكلام القليل مع الاحتياطين لحظة الدخول ما جعل لمسته تغييب و تحضر روح الفريق.
6/ قوة المنتخب
الكلام على سلبيات المنتخب الكثيرة لا يينسين بطبيعة الحال نقاط المنتخب في عهد سعدان
فالملاحظ ان المشاكل كثرت بعد التأهل الى المونديال لان المستوى العالي عرى عورة المنتخب و انكشفت الحقائق
التأهل للمونديال بعد 24 سنة غياب يعتبر انجازا في حد ذاته ناهيك على العديد من الارقام
*/ عدم الخسارة على أرض الوطن
المتتبع لمشوار المنتخب يلاحظ ان محاربي الصحراء لم يخسروا اي مبارة رسمية في ملعب التشاكر الذي احتضنها جميعا ، قوة المنتخب كان في ملعبه و اما جماهيره الغفيرة
التي غزت مدرجات تشاكر القريبة من الملعب و التي تسبب ضغطا رهيبا على المنافسين ، ناهيك على حسن تعامل سعدان مع المباريات في ملعبه
و التي وفق فيها عدى مبارة واحد انتهب بالتعادل و ادت الى استقالته
*/ الكرات الثابتة
كذلك المنتخب الوطني عرف امتلاكه لسلاح كان يخيف مدافعي الفرق المنافسة الا وهو الكرات الثابتة التي كانت السبب المباشر في تأهل المنتخب
كل كرة ثابة بقرب منطقة الخصم كانت تتسبب بحالة رعب و صفارة انذار للمدافعين ، فجل الاهداف الحاسمة سجلت من كرات ثابتة تناوب عن تنفيذها كل من كريم زياني و نذير بلحاج
الخاتمة
فد تختلف التحليلات و تتغير وجهات النظر و ذلك حسب تعلق المناصرين بالمنتخب الوطني وزاوية رؤيتهم للاحداث ، لكن لغة الارقام تبين مدى النقص القاعدي للعمل المنجز من طرف الناخب الوطني السابق رابح سعدان و ان الروح و العامل النفسي كان لهم دور كبير في تحفيز اللاعبين و اعطاء وجه آخر للمنتخب و أن هذا الاخير افتقد الى طريقة لعب واضحة جعلته يتلاشى مع آخر المباريات
ما أدى الى موجة غضب انتهب باستقالة رابح سعدان و تعويضه بعبد الحق بن شيخة الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة نظرا للانجازات الكبيرة او الخرافية ان صح التعبير التي حققت خلال عهدة سعدان و ان شاء الله نرى المنتخب الوطني بابهى حلة و يعود الى سابق تألقه.
فاحيانا لا أجد سوى سرابا يعيد أمالي أوهاما لكن يبقى هدفي الوصول فلوكان الانسان و الزمان ضدي فأنا جزائري يعشق التحدي
مقدمة
منذ تعيينه في اكتوبر 2007 على رأس المنتخب الوطني الاول خلفا للفرنسي جون ميشال كفالي اختلفت أراء الشارع الرياضي الجزائري حول العمل الذي يقوم به المدرب الوطني السابق رابح سعدان الذي كان محل نقد في العديد من المرات عبر الصحف العامة او المختصة في كرة القدم و قد أسالت الكثير من الحبر فبعض التقارير كانت تؤيده خاصة انه نجح في التأهل للمونديال بعد غياب الجزائر على العرس العالمي منذ مونديال مكسيكو 1986
و تحقيق ما عجزت عنه أجيال متعاقبة كما أنه حقق مرتبة رابعة في كأس أمم افريقيا 2010 بانغولا ناهيك عن المرتبة التاريخية للمنتخب الجزائري في سلم الترتيب العالمي للمنتخبات حيث حقق أشبال سعدن المركز26 لاول مرة في تاريخ المنتخب منذ احداث التصنيف ، هذا الكم من الانجازات دفع عشاق الشيخ كما يحلو لهم تسمسيته للمطالبة ببقائه رغم تقهقر مستوى الخضر بمشاركة تعد الأسوء في تاريخ كرة القدم الجزائرية على مستوى كأس العالم بنقطة و احدة و دون تسجيل اي هدف على أراضي بلاد العم مانديلا
كما هناك فئة تشير الى هشاشة عمل رابح سعدان و تنادي باقالته في عز أيام النصر لانها كانت ترى في بقائه كارثة و ان النجاح مجرد نتاج للالتفاف الشعبي و السياسي حول المنتخب ما أعطى اللاعبين جرعة حماس و تحدي انتهى تأثيرها بنهاية مبارة نصف نهائي امم افريقيا أمام فيلة كوديفوار ليبدأ المنتخب في السقوط الحر و تكبد الخسارة تلو الاخرى و يؤدي بعد ذلك مونديالا كارثيا تلاه بهزيمة على ارض الوطن بملعب 5 جويلية و تعادل بطعم الهزيمة في افتتاحية اتصفيات أمم افريقيا 2012
المستوى المتدني و اللعب العشوائي لرففاء القائد الجديد كريم زياني أثار سخط الجماهير التي قابلتهم بوابل من السب و الشتم للفريق و بالتحديد للمدرب الذي حملته مستوى المنتخب و طالبت برحيله و هذا ما أدى الى استقالة رابح سعدان من على راس العارضة الفنية بعد عهدة دامت 3 سنوات
من أجل تسليط الضوء أكثر على المنتخب وطني خلال العهد قمنا بجمع بعض الاحصائيات إظافة الى بعض الملاحظات
1/ الدور الاول بناء منتخب و تأهل بهدية
منذ تولي رابح سعدان زمام العارضة الفنية و تدعيمه بمساعدين يعتبرون نكرة بالنسبة للشارع الرياضي ، فكل من زهير جلول و كبير أمين لم نعرفهم على الساحة الكروية الجزائرية
و لا يمتلكان أي تجربة تدريبية سواءا مع المنتخب أو الفرق المحلية
لمسة رابح سعدان بدت جلية على معالم المنتخب منذ أول لقاء رسمي بالسينغال حيث انهزم رفاق صايفي بصعوبة أمام أسود التيرانغا بهدف يتيم مع الغاء هدف رفيق صايفي الصحيح بداعي التسلل
ليعرف المنتخب صحوة بثلاثية على ملعب تشاكر تلاها بانهزام بهدف يتيم من ضربة جزاء على الاراضي الغامبية في مبارة غير متلفزة لم يعرف فيها اداء رفاق زياني سوى ببعض التقارير
في هاته المرحلة استطاع رفاق ياسين بزاز فك عقد الانهزام على أرض الوطن و الخروج المبكر بعد كابوسي الغابون و غينيا ليتمكن المنتخب من بلوغ الدور الثاني من التصفيات بفضل
هدية من المنتخب الغامبي الذي فرض التعادل على رفقاء الحاج ضيوف بملعبهم و يحرم اسود التيرنغا من التأهل
المنتخب في هاته الفترةاخذ منحنى واضح بالفوز داخل الديار و تجنب الاضرار خارج اسوار تشاكر حتى ان التأهل كان هدية!!!
2/ الدورالثاني من التصفيات مرحلة القوة
الهزيمة امام غامبيا بملعبها كانت آخر هزيمة عرفها أشبال رابح سعدان ليبدأو في رسم منحنى تصاعدي و تجانس في اللعب و استقرار في التشكيل الاساسي الذي لم يعرف الكثير من التغييرات عدى الغيابات بداعي الاصابة او التدعيم النوعي بكل من مراد مغني و جمال عبدون و حسان يبدة
في هاته المرحلة عرف المنتخب تغيرا جذريا من حيث الوسائل المسخرة من طرف الدولة بعد عودة الحاج راوراوة الى بيت دالي ابراهيم الذي لم يتوانى بتقديم الاهم للمنتخب و توفير كل
وسائل الراحة حيث اقام اشبال سعدان تربصاتهم في اكبر المراكز العالمية لوكاستولي (فرنسا) ، كوفرتشياني (إطاليا) ، كما حل مشكل العلاوات و رفع السلم الى درجات محفزة لا تختلف عن سلم
علاوات الدول المجاورة
هذا الدعم و توفير كل الظروف اللازمة للعمل عاد بالايجاب على رفاق يزيد منصوري الذين لم ينهزموا سوى في مبارة واحدة بالقاهرة علما انها لعبت في ظروف يعرفها الجميع
كما ان المنتخب استطاع فك عقدة الفوز خارج الديار حيث عاد رفقاء الماجيك بفوز من زامبيا يعد الاول بعد ست سنوات من الانهزامات او التعادلات خارج اسوار تشاكر
كما ان المنتخب الوطني اعتمد على خطة 3-5-2 التي اعطت نتائج باهرة لتوفر المنتخب على لاعب رواق ممتازين نذير بلحاج و كريم مطمور الذان كان لهم دور فعال في العديد من المرات بفضل العرضيات
3/ الكان تقهقهر في المستوى
كأس افريقيا 2010 بأنغولا عرفت مشاركة جد سيئة للمنتخب الوطني على مستوى النتائج نظرا لعدة عوامل أهمها كان التربص الغير الناجح لاشبال سعدان في صقيع فرنسا
و التحول الى انغولا التي تعرف جوا حارا و رطبا برطوبة تخطت 70% في المبارة الافتتاحية التي انهزم فيها رفقاء حسان يبدة بثلاثية امام منتخب ملاوي المغمو ر ، هاته الهزيمة كادت تكلف المنتخب لولا قوانين الكاف التي تسبّق نتيجة المبارة في حالي تساوي فريقين في النقط و هذا ما اعطى الاولية للمنتخل على حساب منتخب مالي بفضل هدف رفيق حليش .
و في مبارة مجنونة بكابيندا تمكن المنتخب من ترويض فيلة الكوديفوارتعد د الاحسن للمنتخب الوطني منذ كأس افريقيا 1990
ليعرف المنتخب بعدها أسوء مبارة حيث كان فيها الجميع خارج الاطار نفسيا و ذهنيا وبدنيا و فنيا و تكتيكيا ، فزادت البطاقات المجانية من الحكم كوفي كوجا
الطين بلة و استطاع اخراج لاعبي المنتخب عن المبارة حيث بدوا تائهين و متعصبين لدرجة خروج ثلاث لاعبين ببطاقتين حمروتين و فضيحة فوزي شاوشي بضرب الحكم ناهيك عن عدم قيام المدرب باي تغيير بعد طرد رفيق حليش و بقي المنتخبب يلعب ب3 مدافعين ثم بمدافعين فقط!!!!
الخسارة علقت على شماعة الحكم كوفي كوجيا و اتخذ كذريعة او عذر اختبأ الطاقم الفني من مسؤوليته ازاء ماحدث في المباراة لينهي المنتخب الكان بانهزام اما نيجيريا
بهدف صعد من خلاله رفقاء تايتايو المنصة و يخرج المنتخب بخفي حنين و بنتائج كارثية بتسجيله ل4 اهداف و تلقيه 10 بمعدل 1.66 هدف في كل مبارات ناهيك على 3 بطاقات حمراء تعكس حالة المنتخب
4/ المونديال العقم الهجومي
مونديال جنوب افريقيا 2010 كان اول مونديال في القارة السمراء حيث علقت الجماهير الجزائرية الكثير على منتخبها كون الكأس ستنظم في افريقيا ما يعطي المنتخب دافعا معنويا
مشاركة الخضر في المونديال اقتصرت على اللاعب الدفاعي و تفادي الاضرار مع تسجيل عدد محتشم من الهجمات
ففي المبارة الافتتاحية ضيع رفاق المتالق حسان يبدة الفوز بعد طرد الحكم لعبد القادر غزال في لقطة غريبة بعد امساكه للكرة بيده على شاكلة لاعبي كرة السلة ما جعله احد المغضوب عليهم
و تلقي الحارس فوزي شاوشي لهدف بطريقة غريبة جعلته يفقد مكاانته الاساسية لصالح الوافد الجديد رايس وهاب مبولحي ، كما أن ركون لاعبي المنتخب الى الوراء بطريقة غير مفهومة سهلت من مهمة المنتخب السلوفيني للظفر بثلاث نقاط غالية
في ثاني مباراة تمكن المنتخب من فرض سيطرته على المرشح الاول الفريق الانجليزي ليخرج الفريقان باقتسام نقاط المبارة بتعادل سلبي و يفوز المنتخب بحارس مرمى قوي اسمه وهاب رايس مبولحي و في آخر المبارة التي كان ينقص فيها المنتخب فوز بفارق هدفين لتحقيق اول تأهل للدور الثاني خيب رفقاء رفيق جبور آمال عشاق المنتخب بانهزامهم بهدف في الدقائق الاخيرة
المشاركة المونديالية الثالثة كانت مخيبة بكل الماقيس حيث لم يستطع اشبال سعدان تسجيل اي هدف و تلقي هدفين و بطاقتين حمروين الى العديد من البطاقات الصفراء تبين مدى النقص النفسي و الذهني لدى اشبال سعدان
و هذا جدول نتائج المنتخب مع مخطط يبني فارق أهداف كل مباراة
جدول نتائج المنتخب في عهدة رابح سعدان
مخطط لفارق أهداف لمبرايات الخضر
5/ مشاكل المنتخب
رغم ان الاتحادية الجزائرية لم تتوانى في توفير أدنى شروط الراحة للناخب الوطني رابح سعدان و أشباله الا ان هذا الاخير لم يستطع تصليح بعض الاخطاء التكررة و التي كلفت المنتخب كثيرا
*/ كسر المدافعين لخطة التسلل
من بين هاته الاخطاء او بالاحرى المشاكل التي لم يجد لها الناخب الوطني حلا ثلاث سنوات في عهدته التدريبية هي كسر المدافعين لمصيدة التسلل
و هذا سوء التفاهم الذي يعالج بالوقت لكن للاسف ثلاث سنوات لم تكفي المدرب لتصحيح هذا الخطأ الذي تسبب في كثير من المرات بأهداف قاتلة
فهدف ابوتريكة الذي كان قادرا ان يعصف بأحلام الملايين لو طبقت الكاف مبدأ الهدف في ملعبك بهدفين و كذلك هدف المنتخب الزامبي في مبارة العودة الذي كان قادرا ان يخلط اوراق المجموعة
و كذلك هدف كولو تورييه نهاية الوقت بدل الضائع في ربع نهائي كاس افريقيا الذي كان قادر على قلب موازن المباراة و لربما اقصاء المنتخب
ماورد في النص هي امثلة على سبيل الذكر لا الحصر مع صور للتأكد
*/ الظهير الايمن
كذلك من بين مشاكل المنتخب التي لم يجد لها رابح سعدان حلا هو الظهير الايمن و الذي منذ تراجع مستوى رحو سليمان و الاخطاء القاتلة في مباراة السينغال و بعدها مبارة رواندا ذهابا
لم يجد سعدان خليفة له فقد شارك العديد من اللاعبين في ذات المنصب كسياسة بريكولاج في حين لم يلعب ولا مرة ظهير ايمن حقيقي
فقد شارك كريم مطمور في المنصب خلال التصفيات ثم كل من العيفاوي و عنتر يحي بكأس امم افريقيا و قديورة في مبارة ايرلندا الودية في حين شارك فؤاد قادير في ذات المنصب خلال المونديال
ليشغله في الاخير عبد القادر غزال خلال آخر لقاء لرابح سعدان على راس العارضة
عدم ايجاد ظهير ايمن خلال عامين يطرح العديد من التساؤلات !!!!
*/ تسجبل المدافعين
من خلال مخطط تسجيل كل خط للاهداف نرى التقارب الكبير من حيث عدد الاهداف المسجلة من طرف المهاجمين و المدافعين
اعتماد المنتخب الوطني الكرات الثابة كسلاح خلال التصفيات جعل المدافعين يرفعون من ترتيبهم في قائمة الهدافين
لكن اعتماد الشيخ على الكرات الثابتة
جعل الفريق يضيع خلال المونديال نظرا للقامة و البنية المرفولوجية التي يتميز بها لاعبوا المستوى العالي و عدم قدرة
المدافعين على ترك امكانهم نظرا للمستوى العالي لمهاجمي الخصم
هذا ما جعل المنتخب عقيما على التسجيل في مبارياته
*/ كثرة البطاقات الحمر بعد التأهل للمونديال
من خلال إحصائيات المنتخب نلاحظ انه بعد تأهل المنتخب الى كأس العالم من خلال بوابة أم درمان ارتفع عدد البطاقات الحمر و هذا ما يبين اللااستقرار الذهني للاعبين
و قد ربط العديد هذا الى تنجيم الجماهير الجزائرية للاعبين زيادة عن اللزوم و كما تحدثت اخبار صحفية عن اللاانظباط الموجود داخل الكواليس و الذي انجر مرتين بطرد خالد لموشية خلال كاس افريقيا 2010 و تلاه مشاكل عشية لقاء انجلترا تحدث عنها الناخب من دون نسيان حادثة منصوري التي تحاشت الصحف الكلام عنها
كثرة البطاقات الحمراء ما هي الا دليل على كواليس المنتخب التي لم تعد كما كانت قبل النأهل وان الروح انتهت في كابيندا و بعدها تغير المنتخب كليا
*/ غياب الكوتشينغ و لمسة الاحتياط
الملاحظ من مخطط طرق تسجيل المنتخب فان الاحتياط يحتل المركز الاخير بهدفين كانا لكل من رفيق صايفي و عامر بوعزة
تغييرات سعدان لم تكن مفهمومة و كانت استهلاكية و دائما ماتكون منصب بمنصب و يحسب لسعدان تغييران كانا في قمة الذكاء الاول بتغيير منصبي زياني ومطمور في الشوط الثاني لمبارة مصر
بتشاكر و الثاني بتغيير عنتر يحي بمراد مغني في مبارة زامبيا و يعد هذا اول و آخر تغيير تكتيكي قام به سعدان قي عهدته
و اغرب تغييرات سعدان هو تغيير كريم زياني بعدلان قديورة و المنتخب يسعى للتسجيل ، كما يعاب على سعدان عدم وقوفه لتقديم النصائح و التوجيهات و ايظا الكلام القليل مع الاحتياطين لحظة الدخول ما جعل لمسته تغييب و تحضر روح الفريق.
6/ قوة المنتخب
الكلام على سلبيات المنتخب الكثيرة لا يينسين بطبيعة الحال نقاط المنتخب في عهد سعدان
فالملاحظ ان المشاكل كثرت بعد التأهل الى المونديال لان المستوى العالي عرى عورة المنتخب و انكشفت الحقائق
التأهل للمونديال بعد 24 سنة غياب يعتبر انجازا في حد ذاته ناهيك على العديد من الارقام
*/ عدم الخسارة على أرض الوطن
المتتبع لمشوار المنتخب يلاحظ ان محاربي الصحراء لم يخسروا اي مبارة رسمية في ملعب التشاكر الذي احتضنها جميعا ، قوة المنتخب كان في ملعبه و اما جماهيره الغفيرة
التي غزت مدرجات تشاكر القريبة من الملعب و التي تسبب ضغطا رهيبا على المنافسين ، ناهيك على حسن تعامل سعدان مع المباريات في ملعبه
و التي وفق فيها عدى مبارة واحد انتهب بالتعادل و ادت الى استقالته
*/ الكرات الثابتة
كذلك المنتخب الوطني عرف امتلاكه لسلاح كان يخيف مدافعي الفرق المنافسة الا وهو الكرات الثابتة التي كانت السبب المباشر في تأهل المنتخب
كل كرة ثابة بقرب منطقة الخصم كانت تتسبب بحالة رعب و صفارة انذار للمدافعين ، فجل الاهداف الحاسمة سجلت من كرات ثابتة تناوب عن تنفيذها كل من كريم زياني و نذير بلحاج
الخاتمة
فد تختلف التحليلات و تتغير وجهات النظر و ذلك حسب تعلق المناصرين بالمنتخب الوطني وزاوية رؤيتهم للاحداث ، لكن لغة الارقام تبين مدى النقص القاعدي للعمل المنجز من طرف الناخب الوطني السابق رابح سعدان و ان الروح و العامل النفسي كان لهم دور كبير في تحفيز اللاعبين و اعطاء وجه آخر للمنتخب و أن هذا الاخير افتقد الى طريقة لعب واضحة جعلته يتلاشى مع آخر المباريات
ما أدى الى موجة غضب انتهب باستقالة رابح سعدان و تعويضه بعبد الحق بن شيخة الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة نظرا للانجازات الكبيرة او الخرافية ان صح التعبير التي حققت خلال عهدة سعدان و ان شاء الله نرى المنتخب الوطني بابهى حلة و يعود الى سابق تألقه.
