ليلة البــارحــة ,,
الســاعة تشير إلى الواحدة ليلاً والنعاس يغلبني ..
فخلت أن السهر
أعفاني من سجنه و كللني بإفراج
تحاملت إلى سريري
أجتَّرُ معي جسدي الهزيــل لأتوسد فرحتي
بالنوم
وألتحف بغطائي المهترئ من دموعي
أغمضت عيني لأسجل انتصاراً فريداً على سهري المعتــاد
إغماض
عيني بات أمر مريع .
فلا أرى سوى الظلام المألوف لي في كل ليلة ولكن مهلاً ..
أرى أن هناكـ
نسمــات ضوء تأتي من باب تُرك مواربــا
يبدو أن أحد
مشــاعري خرج و نسي إغلاقـــه ..!
مشيت نحوه بهدوء وخطى
مثقلة أثقلهــا نعاســاً أحاط الجسد
حتى أمسكته وبدلاً من إغلاقه فتحته معللة
بأن الوقت لازال مبكراً ..!
رأيت
فضــاء واسع يتوسطه مســاراً تدور فيه بانتظــام
كواكبـاً وتتطاير فيه نيازكـ..!
اقتربت بحذر إلى حفت البــاب خوفا من السقوط ..!
وفي غمرة تعجبي تلقفني شهــابٍ
كان عابرا ليقذفني وسط ذاك المســار ..
شيء دفعني للاقتراب من كوكب ساطع
وسط ذهولي بالمكان
ربمــا هو حب الاكتشاف ،، وربمــا
مسايرة واقع ..!
اقتربت بحذر أمد يدي لأتلمسه و وسرعان ما استدرك
فمي بريقه أناملي
فكوكب
الأشواق كان مشتعــلا تمــامــا كشمس
نهاري..!
ابتعدت خوفا من الانصهار لأقترب من كوكب المـــاء فيطفئ
حرارة أنــاملي المحترقة
حتى لسعتني أملاح متراكمة
فيه لأعلم أن ذاك كوكب دموعي المتهاطلة ..!
لمحت
ببصري بريقــا ما ولمعــاناً أشعر أني رأيته من قبل
إنه كوكب
الحب .. هاهو فاتح أبوابة يطلب زائرا رغم علمه بممانعتي
ما أجمله من كوكب .. فراشه وثير،، وشرابه مثير ,, لامع برَّاق
..!
غير أن غبار الزمان تراكم عليه ،، ولا عجب فلم
تلوثه بعد أكـــاذيب البشر ..
إقتربت إلى جدارنة هامسة.. أن اشكري الخوف فلولاه لما بقي الحب لامعــا ..!
خرجت
وبي بهجــة لأتلمس آخرلم أرى مثله
مهترئ .. مشقق .. مليئ بالثقوب ..
نظرته
تتوسطه مشنقــة وقد عُلقت فيهــا روحي
الطاهرة ..!
تصارع الألم .. تكابد سكرة الموت .. ترتعش .. تنتفض .. تصرخ
.. كل ذلكـ بصمت !!
خوفــا من إيقــاظ سجانهــا
فيحكم وثاقهــا لتتعذب أكثر
حاولت المسـاعدة فَهّمستْ بأحرف متلعثمة
أكاد استجماعها فضلا عن فهمها
" أنا هنــا أغض أبصارهم
عنكـِ فارحلي " ..!
سقطت أرضا أترنح بين كفوف البكاء
و عجزت تماما عن
إستجمــاع قوى النهوض داخلي
بعد أن سيطر عليهــا كوكب
همومي ..!
ركضت لاهثة أتلهف من يخرجني من هذا المكان
حتى
تنحيت عن مساري وهويت ليتلقفني ذاكـ الشهاب
ويقذفني تارة
أخرى نحو بابي لأستجمع قواي وأغلقه بإحكــام
و في محاولة
عابثة بحثت عن مفتــاح ذلك الباب لتكون الصدمة
فذاك الفضاء الواسع هو قلبي !! لتطابق
المفاتيح..!
انغمست
في الظلام مرة أخرى لأُفيقَ نفسي من مآسيها
وفي
عنــاد طفولي جلست وارتكزت للمرايــا خلفي
وقد عضضت
بوسـادتي المبـلـلة بالأرق ،،!
هامسة في خفاء ،،
عد أيها السهر ولتعانق جفنـــي المشتــاق
فقد أعلن
النعاس مشنقــة أنثى على عتبات غفوة ..!
كل
ذلك ولا زالت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والعشر دقائق ..!
منقووول /
همس الحنين ~