بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر الحِرْباء (Trapelus persicus) من الزواحف الصحراوية التي تنتشر في الكويت وشمال المملكة العربية والسعودية والعراق والأردن، ومشهور عنها أنها تتسلق أغصان الشجيرات وتقابل الشمس.
يعتبر الحِرْباء من فصيلة Agamidae ويتميز بطول الجسم، ومما يميزه في صحراء الكويت هو مقابلته للشمس وهو مرتفع على أغصان الشجر أو الصخور، ولقد رأيته ليلاً وهو على غصن شجرة أثل في أحد مزارع الوفرة (مزرعة عبدالله ومحمد سعود العنزي) فاصطدته لتصويره ثم تركته إلى سبيله. والحِرباء قد وصفه العرب من قديم الزمان بأنه يستقبل الشمس على غصن شجرة وأنه ظهره مخطط وأخطأ بعضهم عندما ظن أن الحِرباء ذكر لأم حبين ومن الخطأ تسميته بالعظاية أو غيرها من الأسماء، أنظر ما أورده لاحقاً من القواميس العربية.
يغطي ظهره حراشف مختلفة الحجم ورأسه كبير نسبياً وله أربعة أطراف في كل طرف خمسة أصابع، يكون الإصبع الرابع أكثرها طولاً. طبلة الأذن ترى واضحة في الصور وتغطيها بعض الحراشف.
وعند مضايقته يهرب ليختفي خلف أغصان الشجر ويفغر فمه ليفزعك حيث يظهر لون فمه البرتقالي، وهو غير سام أبداً وقد يعض دفاعاً عن نفسه.
للذكور انتفاخ في البلعوم بحيث يظهر واضحاً أسفل الرقبة ويزرق أحياناً في موسم التزاوج. العينة التي اصطدتها لم يظهر فيها الكيس ولا اللون الأزرق وعلى ذلك فهي أنثى.
وقد بلغت أطوال إحدى العينات كالتالي:
الطول الكلي: 29 سم
الطول من بداية الفم إلى فتحة المجمع: 10.5 سم
طول الذيل: 18.5 سم
الصورة التالية وهو قابع على غصن شجرة رمث:
تختلف ألوان الحرباء في موسم التزاوج حيث يتغير لون الذكر إلى الأبيض وينتفخ كيس الذكر البلعومي ويظهر باللون الأزرق ويمتد كذلك اللون الأزرق إلى الأطراف والأجناب ويصبح لون الذيل برتقالياً إلى بني فاتح، ويرى أيضاً وهو يهز رأسه إلى الأعلى ثم إلى الأسفل.
يخرج الحِرباء نهاراً بحثاً عن غذائه وهو الحشرات (والنمل الطائر والخنافس) ويستريح على أغصان الشجيرات البرية مستقبلاً الشمس، فهو نهاري وتظهر عيونه الصغيرة التي تدل على أنه نهاري، حيث غالباً ما تكون عيون الحيوانات الليلية كبيرة نسبياً. وينزل أحياناً إلى الأرض لغذائه أو ليذهب إلى شجرة أخرى ليصعدها.
تضع الإناث بيوضها من 8 إلى 12 بيضة في حفر في الرمل لتفقس بعد ثلاثة أشهر.
في الصورة التالية يرى ذيله الطويل:
ومن الأمثال التي وردت بها الحِرباء ماورد في مجمع الأمثال للميداني:
"حِرْبَاءُ تَنْضَبَةٍ"
التَّنْضَبُ: شجر تُتَّخَذُ منه السهام، قاله ابن سلمة، والحرباء: أكبر من العَظَاية شئياً، وهو يلزم هذه الشجرة. يضرب لمن يلزم الشيء فلا يفارقه.
"أحْزَمُ مِنْ حِرْبَاء"
لأنه لا يخلى عن ساق شجرة حتى يمسك ساق شجرة أخرى، وقال:
أنى أتِيحَ لها حِرْبَاءُ تَنْضَبَةٍ لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكا سَاقَا
"لا يُرْسِلُ السَّاق إلاَّ مًمْسِكاً ساقا"
أصل هذا في الحِرْبَاء يشتدُّ عليه حَرُّ الشمسِ فَيَلْجَأ إلى ساق الشجرة يستظلُّ بظلها، فإذا زالت عنه تحوَّلَ إلى أُخْرَى أعدَّهَا إلى نفسه، ويقَال بخلاف هذا، قَال بعضهم: لا، بل كلما اشتد حر الشمس ازداد نَشَاطا وحركة، يعنى الحرباء فإذا سقط قرص الشمس سقط الحرباء كأنه ميت، وإذا طَلَعَتْ تحرك وحيى، وإنما يتحوَّلُ من غصن إلى آخر لزوال الشمس عنه
يضرب لمن لا يَدَعُ له حاجة إلا سأل أخرى.
وقَال:
بلت بأشْوَسَ مِنْ حِرْبَاء تَنْضُبَة لا يُرْسِلُ السَّاق إلا مُمْسِكاً سَاقَا
في الصورة التالية تظهر الأذن أسفل العين إلى الوراء وهي بحجم العين:
وورد في لسان العرب:
والحِرْباء: ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ.
وقيل: هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ، أَو أَكبر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت، يقال: إِنه إِنما يفعل ذلك ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس، والجمع الحَرابِيُّ، والأُنثى الحِرباءةُ.
قال: حِرْباء تَنْضُب، كما يقال: ذِئْبُ غَضىً.
قال أَبو دُوادٍ الإِياديُّ:
أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبة لا يُرْسِلُ الساقَ إِلاَّ مُمْسكاً ساقا
قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري، وصواب إِنشاده:
أَنَّى أُتِيحَ لها، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ المُجِدُّ الحازِمُ، وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر.
والعَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ، على القَلْبِ، وإِنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود؛ وذلك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ، وعلى أَجْذالِ الشجَر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإِذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها.
الأَزهري: الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقيقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها.
قال: وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها: أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، الواحدة أُم حُبَيْنٍ، وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً.
وأَرضٌ مُحَرْبِئةٌ: كثيرة الحرْباء.
لاحظ في الصورة التالية لون أظفارها السوداء وطول الإصبع الرابعة:
وورد أيضاً في اللسان:
وأُمُّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة على خِلْقةِ الحِرْباء عريضةُ الصدر عظيمةُ البطن، وقيل: هي أُنثى الحِرْباء.
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَنه رأَى بلالاً وقد خرج بطنُه فقال: أُمُّ حُبَيْنٍ"
تَشْبيهاً له بها، وهذا من مَزْحِه -صلى الله عليه وسلم- أَراد ضِخَمَ بطنِه.
ومن الأشعار التي ذكرت فيها الحِرباء شعر الحسن بن هانيء يذم العيش في البادية وما يرى من الأطلال عند رحيل الأحباب ويمدح عيشه في الحاضرة مع وجود الماء وشجر النخيل (من بعض الحذف):
مالي بدارٍ خلَتْ من أهلِها شُغُلٌ، ولا شَجاني لها شخصٌ ولا طَلَلُ
ولارُسُومٌ، ولا أبكي لمَنْزِلَةٍ، للأهلِ عَنها، و للجيرانِ مُنْتَـقَـلُ
ولا قَطَعْتُ على حَرْفٍ مذَكَّرَةٍ في مرْفَقَيْها، إذا استَرَضْتَها، فَتَـلُ
بيْداءَ مقْفِرَةً يوْماً، فأنْعَتهـا ولا سـرَى بي، فأحكيـهِ بها، جملُ
ولا شَتَوْخت بها عاماً، فـأدرَكَني فيها المَصيفُ، فلي عن ذاكَ مرْتحَلُ
ولا شَدَدْتُ بها مِنْ خَيمَةٍ طُـنُبـاً، جاري بها الضّبُّ و الحرْباءُ و الوَرَلُ
لا الحزْنُ مني برأي العين أعْرفُـهُ، وليسَ يَعرِفُني سَهْـلٌ و لا جَبَــلُ
لا أنعتُ الرّوضُ إلاّ رأيتُ بـهِ قصراً مُنيفاً، عليـهِ النّـخلُ مشتَمِـلُ
فهاكَ من صِفتي إن كنتَ مُـختَبـراً، ومُخبـراً نَـفراً عني، إذا سألُوا
نخـلٌ، إذا جُلِيَتْ إبّـانَ زينَتِهـا، لاحَتْ بأعنـاقِهـا أعْذاقُها النُّحُلُ
يقول ابن مقبل (جاهلي اسلامي):
وهلْ علمْتِ إذا لاذَ الظِّباء وقدْ ظلَّ السرابُ على حِزَّانِهِ يضعُ
أنِّي أُنَقِّرُ قامُوصَ الظَّهيرةِ، والحِرْباءُ فوقَ فروعِ الساقِ يمْتَصِعُ
لاحظ في الصورة التالية أن التخطيط يوجد كذلك في أسفل البطن والحنجرة:
قال الشاعر الطرماح:
يظلُّ هزيزُ الرَّيحِ بينَ مسامعي بهِا كالتجاجِ المأتمِ المتنوِّحِ
وقدْ عقلَ الحرباءُ، واصطهرَ اللَّظَى جنادبَ يرمحنَ الحصَى كلَّ مرمحِ
يشلْنَ إذا اعرورَينِ مستوقدَ الحصَى، ولسنَ على تشوالهنَّ بلقَّحِ
بمسترجَفِ الأرطى، كأنَّ جروسَهُ تداعي حجيجٍ رجعُهُ غيرُ مفصحِ
يحيلُ بهِ الذِّئبُ الأحلُّ، وقوتُهُ ذواتُ المرادي منْ مناقِ ورزَّحِ
لاحظ في الصورة التالية تماثل التخطيط على كلا الجهتين، فسبحان الله الخلاق المبدع:
ملاحظة: أغلب المعلومات حصلت عليها من كتاب تنوع الأحياء في البيئة
منقول للفائده
يعتبر الحِرْباء من فصيلة Agamidae ويتميز بطول الجسم، ومما يميزه في صحراء الكويت هو مقابلته للشمس وهو مرتفع على أغصان الشجر أو الصخور، ولقد رأيته ليلاً وهو على غصن شجرة أثل في أحد مزارع الوفرة (مزرعة عبدالله ومحمد سعود العنزي) فاصطدته لتصويره ثم تركته إلى سبيله. والحِرباء قد وصفه العرب من قديم الزمان بأنه يستقبل الشمس على غصن شجرة وأنه ظهره مخطط وأخطأ بعضهم عندما ظن أن الحِرباء ذكر لأم حبين ومن الخطأ تسميته بالعظاية أو غيرها من الأسماء، أنظر ما أورده لاحقاً من القواميس العربية.
يغطي ظهره حراشف مختلفة الحجم ورأسه كبير نسبياً وله أربعة أطراف في كل طرف خمسة أصابع، يكون الإصبع الرابع أكثرها طولاً. طبلة الأذن ترى واضحة في الصور وتغطيها بعض الحراشف.
وعند مضايقته يهرب ليختفي خلف أغصان الشجر ويفغر فمه ليفزعك حيث يظهر لون فمه البرتقالي، وهو غير سام أبداً وقد يعض دفاعاً عن نفسه.
للذكور انتفاخ في البلعوم بحيث يظهر واضحاً أسفل الرقبة ويزرق أحياناً في موسم التزاوج. العينة التي اصطدتها لم يظهر فيها الكيس ولا اللون الأزرق وعلى ذلك فهي أنثى.
وقد بلغت أطوال إحدى العينات كالتالي:
الطول الكلي: 29 سم
الطول من بداية الفم إلى فتحة المجمع: 10.5 سم
طول الذيل: 18.5 سم
الصورة التالية وهو قابع على غصن شجرة رمث:
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 608 وحجم الصورة 73 كيلو بايت |
تختلف ألوان الحرباء في موسم التزاوج حيث يتغير لون الذكر إلى الأبيض وينتفخ كيس الذكر البلعومي ويظهر باللون الأزرق ويمتد كذلك اللون الأزرق إلى الأطراف والأجناب ويصبح لون الذيل برتقالياً إلى بني فاتح، ويرى أيضاً وهو يهز رأسه إلى الأعلى ثم إلى الأسفل.
يخرج الحِرباء نهاراً بحثاً عن غذائه وهو الحشرات (والنمل الطائر والخنافس) ويستريح على أغصان الشجيرات البرية مستقبلاً الشمس، فهو نهاري وتظهر عيونه الصغيرة التي تدل على أنه نهاري، حيث غالباً ما تكون عيون الحيوانات الليلية كبيرة نسبياً. وينزل أحياناً إلى الأرض لغذائه أو ليذهب إلى شجرة أخرى ليصعدها.
تضع الإناث بيوضها من 8 إلى 12 بيضة في حفر في الرمل لتفقس بعد ثلاثة أشهر.
في الصورة التالية يرى ذيله الطويل:
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 621 وحجم الصورة 71 كيلو بايت |
ومن الأمثال التي وردت بها الحِرباء ماورد في مجمع الأمثال للميداني:
"حِرْبَاءُ تَنْضَبَةٍ"
التَّنْضَبُ: شجر تُتَّخَذُ منه السهام، قاله ابن سلمة، والحرباء: أكبر من العَظَاية شئياً، وهو يلزم هذه الشجرة. يضرب لمن يلزم الشيء فلا يفارقه.
"أحْزَمُ مِنْ حِرْبَاء"
لأنه لا يخلى عن ساق شجرة حتى يمسك ساق شجرة أخرى، وقال:
أنى أتِيحَ لها حِرْبَاءُ تَنْضَبَةٍ لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكا سَاقَا
"لا يُرْسِلُ السَّاق إلاَّ مًمْسِكاً ساقا"
أصل هذا في الحِرْبَاء يشتدُّ عليه حَرُّ الشمسِ فَيَلْجَأ إلى ساق الشجرة يستظلُّ بظلها، فإذا زالت عنه تحوَّلَ إلى أُخْرَى أعدَّهَا إلى نفسه، ويقَال بخلاف هذا، قَال بعضهم: لا، بل كلما اشتد حر الشمس ازداد نَشَاطا وحركة، يعنى الحرباء فإذا سقط قرص الشمس سقط الحرباء كأنه ميت، وإذا طَلَعَتْ تحرك وحيى، وإنما يتحوَّلُ من غصن إلى آخر لزوال الشمس عنه
يضرب لمن لا يَدَعُ له حاجة إلا سأل أخرى.
وقَال:
بلت بأشْوَسَ مِنْ حِرْبَاء تَنْضُبَة لا يُرْسِلُ السَّاق إلا مُمْسِكاً سَاقَا
في الصورة التالية تظهر الأذن أسفل العين إلى الوراء وهي بحجم العين:
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 583 وحجم الصورة 59 كيلو بايت |
وورد في لسان العرب:
والحِرْباء: ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ.
وقيل: هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ، أَو أَكبر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت، يقال: إِنه إِنما يفعل ذلك ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس، والجمع الحَرابِيُّ، والأُنثى الحِرباءةُ.
قال: حِرْباء تَنْضُب، كما يقال: ذِئْبُ غَضىً.
قال أَبو دُوادٍ الإِياديُّ:
أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبة لا يُرْسِلُ الساقَ إِلاَّ مُمْسكاً ساقا
قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري، وصواب إِنشاده:
أَنَّى أُتِيحَ لها، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ المُجِدُّ الحازِمُ، وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر.
والعَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ، على القَلْبِ، وإِنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود؛ وذلك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ، وعلى أَجْذالِ الشجَر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإِذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها.
الأَزهري: الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقيقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها.
قال: وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها: أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، الواحدة أُم حُبَيْنٍ، وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً.
وأَرضٌ مُحَرْبِئةٌ: كثيرة الحرْباء.
لاحظ في الصورة التالية لون أظفارها السوداء وطول الإصبع الرابعة:
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 572 وحجم الصورة 53 كيلو بايت |
وورد أيضاً في اللسان:
وأُمُّ حُبَيْنٍ: دُوَيْبَّة على خِلْقةِ الحِرْباء عريضةُ الصدر عظيمةُ البطن، وقيل: هي أُنثى الحِرْباء.
وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَنه رأَى بلالاً وقد خرج بطنُه فقال: أُمُّ حُبَيْنٍ"
تَشْبيهاً له بها، وهذا من مَزْحِه -صلى الله عليه وسلم- أَراد ضِخَمَ بطنِه.
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 592 وحجم الصورة 63 كيلو بايت |
ومن الأشعار التي ذكرت فيها الحِرباء شعر الحسن بن هانيء يذم العيش في البادية وما يرى من الأطلال عند رحيل الأحباب ويمدح عيشه في الحاضرة مع وجود الماء وشجر النخيل (من بعض الحذف):
مالي بدارٍ خلَتْ من أهلِها شُغُلٌ، ولا شَجاني لها شخصٌ ولا طَلَلُ
ولارُسُومٌ، ولا أبكي لمَنْزِلَةٍ، للأهلِ عَنها، و للجيرانِ مُنْتَـقَـلُ
ولا قَطَعْتُ على حَرْفٍ مذَكَّرَةٍ في مرْفَقَيْها، إذا استَرَضْتَها، فَتَـلُ
بيْداءَ مقْفِرَةً يوْماً، فأنْعَتهـا ولا سـرَى بي، فأحكيـهِ بها، جملُ
ولا شَتَوْخت بها عاماً، فـأدرَكَني فيها المَصيفُ، فلي عن ذاكَ مرْتحَلُ
ولا شَدَدْتُ بها مِنْ خَيمَةٍ طُـنُبـاً، جاري بها الضّبُّ و الحرْباءُ و الوَرَلُ
لا الحزْنُ مني برأي العين أعْرفُـهُ، وليسَ يَعرِفُني سَهْـلٌ و لا جَبَــلُ
لا أنعتُ الرّوضُ إلاّ رأيتُ بـهِ قصراً مُنيفاً، عليـهِ النّـخلُ مشتَمِـلُ
فهاكَ من صِفتي إن كنتَ مُـختَبـراً، ومُخبـراً نَـفراً عني، إذا سألُوا
نخـلٌ، إذا جُلِيَتْ إبّـانَ زينَتِهـا، لاحَتْ بأعنـاقِهـا أعْذاقُها النُّحُلُ
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 633 وحجم الصورة 64 كيلو بايت |
يقول ابن مقبل (جاهلي اسلامي):
وهلْ علمْتِ إذا لاذَ الظِّباء وقدْ ظلَّ السرابُ على حِزَّانِهِ يضعُ
أنِّي أُنَقِّرُ قامُوصَ الظَّهيرةِ، والحِرْباءُ فوقَ فروعِ الساقِ يمْتَصِعُ
لاحظ في الصورة التالية أن التخطيط يوجد كذلك في أسفل البطن والحنجرة:
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 614 وحجم الصورة 50 كيلو بايت |
قال الشاعر الطرماح:
يظلُّ هزيزُ الرَّيحِ بينَ مسامعي بهِا كالتجاجِ المأتمِ المتنوِّحِ
وقدْ عقلَ الحرباءُ، واصطهرَ اللَّظَى جنادبَ يرمحنَ الحصَى كلَّ مرمحِ
يشلْنَ إذا اعرورَينِ مستوقدَ الحصَى، ولسنَ على تشوالهنَّ بلقَّحِ
بمسترجَفِ الأرطى، كأنَّ جروسَهُ تداعي حجيجٍ رجعُهُ غيرُ مفصحِ
يحيلُ بهِ الذِّئبُ الأحلُّ، وقوتُهُ ذواتُ المرادي منْ مناقِ ورزَّحِ
لاحظ في الصورة التالية تماثل التخطيط على كلا الجهتين، فسبحان الله الخلاق المبدع:
تم تصغير هذه الصورة ... نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بمقاسها الحقيقي علما بأن مقاسات الصورة قبل التصغير هو 787 في 566 وحجم الصورة 58 كيلو بايت |
ملاحظة: أغلب المعلومات حصلت عليها من كتاب تنوع الأحياء في البيئة
منقول للفائده