السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما من مؤمن إلا و له ذنب يعتاده ...
وطلب الوصول إلى حالة السّلامة الكاملة من الذّنوب ، وهذا محال .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ،
أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا
إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسَّاء ، إذا ذكر ذكر "
لأنّ جنس الذّنب لا يسلم منه بشر ، وكون المؤمن يجعل هذا غايته
فهو يطلب المستحيل ، إلاّ أن يجعلها غاية مطلوب منه تحقيق
أقرب النّتائج إليها .
فالله تعالى خلق الإنسان في هذه الحياة وجعل له أجلاً يكتسب فيه الصّالحات،
فمن قدم على الله بميزان حسنات راجح فهو النّاجي إن شاء الله تعالى
بغضّ النّظر عمّا وقع فيه من السّيّئات إذا كان موحّداً .
ومن يرى نصوص الكتاب والسنه يدرك بجلاء أنّ مراد الله تعالى
من العبد ليس مجرّد السّلامة من المخالفة ،
بل المراد بقاء العلاقة بين العبد وربّه بمعنى :
أن يطيعه العبد فيُؤجر ، ويذنب فيستغفر ، وينعم عليه فيشكر ،
ويقتّر عليه فيدعوه ويطلب منه ، ويضيّق أكثر فيلجأ ويضطر..
وورد أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم:
( لولا أنّكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر الله لهم )
ولهذا كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع سلامته من الذّنوب يكثر من أن يستغفر .
فينبغي أن لا يشغل العبد نفسه في الحرص على الكمال والسّلامة من الذّنوب
لأن هذا شيء محال ..
فيقع به في الفتور واليأس ..إذا ظنّ أنّ هذا غاية التّديّن وهدف الالتزام بالدّين ..
فلنتأمل قوله صلى الله عليه وسلم :
( سدّدوا وقاربوا وأبشروا)
فإنّ فيه معنىً لطيفاً يقطع الطّمع على المؤمن أن يبلغ حقيقة التّديّن
والقيام بحقوق الله تعالى ،
بل المطالبة أن يسدّد العبد وأن يقارب فكأنّ الإصابة غير ممكنة ..
ولكن كلّما كان سهم العبد أقرب إلى الإصابة فهو أقرب للسّلامة ..
إذا وطّن العبد نفسه على التّوبة من الذّنب كلّما وقع فيه سكنت نفسه
عن التّطلّع للوقوع في الخطأ ..
أو أضعفت أثر الذّنب في النّفس ، فالتّوبة لا يقوم بوجهها شيء من الذّنوب
والخطايا بالغاً ما بلغ ..
إذا صدق العبد فيها ، وذاق قلبه حرقة النّدم وألم الحسرة من زلّة الذّنب .
وإذا عرف ربّك منك تكرار التّوبة وتعاهدها فلا أثر لذنبك بعد ذلك أبداً .
وإذا عرف إبليس منك كثرة التّوبة وتعاهدها قنط وأيس منك.
فأهلِك إبليس بتعاهد التّوبة في كلّ وقت وإن كثرت ، فإنّ الله لا يملّ منها
كما يملّ ابن آدم ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنّ رجلاً أذنب ذنباً فقال : أي ربّ أذنبت ذنباً فاغفر لي ،فقال :
عبدي أذنب ذنباً فعلم أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به
قد غفرت لعبدي ، ثمّ أذنب ذنباً آخر ، فقال : ربّ إنّي عملت ذنباً فاغفر لي ،
فقال : علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ،
ثمّ عمل ذنباً آخر فقال : ربّ إنّي عملت ذنباً آخر فاغفر لي ،
فقال الله تبارك وتعالى : علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به ،
أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء)
وأن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
أحدنا يذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له
ويتاب عليه قال فيعود فيذنب قال فيكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب
قال يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا
كما أنّ كثرة التّوبة يزيل أثر الذّنب في الدّنيا والآخرة ..
وهو ارتباط وثيق بين الله وبين العبد امتدح الله به
نبيّ الله إبراهيم فقال : " نعم العبد إنّه أوّاب "
فليس من شرط الولاية السّلامة من الذّنوب ،
ولكن عدم الإصرار عليها والتّوبة منها ..
كما قال تعالى:
"وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السّماوات والأرض أُعدّت للمتّقين*
الّذين ينفقون في السّرّاء والضّرّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس
والله يحبّ المحسنين * والّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله
فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذّنوب إلاّ الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون "
تأمل قوله تعالى في الايه السابقه ( فاستغفروا لذنوبهم )
فالاستغفار من وسائل تخفيف أثر الذّنب ، وهذا ليس بمستنكر .
فالاستغفار المقرون بالتّوبة له شأن آخر ، لأنّ من تاب من الذّنب توبة مكتملة الشّرائط
وجبت له من الله المغفرة .
وأمّا الاستغفار دون إقلاع عن الذّنب فإنّه وإن كان أقلّ درجة
لكن لا يُعدم العبد منه فائدة ،لأنّه تعرّض بالدّعاء لنيل رحمة الله تعالى
ومغفرته للذّنب ..
ما من مؤمن إلا و له ذنب يعتاده ...
وطلب الوصول إلى حالة السّلامة الكاملة من الذّنوب ، وهذا محال .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ،
أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا
إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسَّاء ، إذا ذكر ذكر "
لأنّ جنس الذّنب لا يسلم منه بشر ، وكون المؤمن يجعل هذا غايته
فهو يطلب المستحيل ، إلاّ أن يجعلها غاية مطلوب منه تحقيق
أقرب النّتائج إليها .
فالله تعالى خلق الإنسان في هذه الحياة وجعل له أجلاً يكتسب فيه الصّالحات،
فمن قدم على الله بميزان حسنات راجح فهو النّاجي إن شاء الله تعالى
بغضّ النّظر عمّا وقع فيه من السّيّئات إذا كان موحّداً .
ومن يرى نصوص الكتاب والسنه يدرك بجلاء أنّ مراد الله تعالى
من العبد ليس مجرّد السّلامة من المخالفة ،
بل المراد بقاء العلاقة بين العبد وربّه بمعنى :
أن يطيعه العبد فيُؤجر ، ويذنب فيستغفر ، وينعم عليه فيشكر ،
ويقتّر عليه فيدعوه ويطلب منه ، ويضيّق أكثر فيلجأ ويضطر..
وورد أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم:
( لولا أنّكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر الله لهم )
ولهذا كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع سلامته من الذّنوب يكثر من أن يستغفر .
فينبغي أن لا يشغل العبد نفسه في الحرص على الكمال والسّلامة من الذّنوب
لأن هذا شيء محال ..
فيقع به في الفتور واليأس ..إذا ظنّ أنّ هذا غاية التّديّن وهدف الالتزام بالدّين ..
فلنتأمل قوله صلى الله عليه وسلم :
( سدّدوا وقاربوا وأبشروا)
فإنّ فيه معنىً لطيفاً يقطع الطّمع على المؤمن أن يبلغ حقيقة التّديّن
والقيام بحقوق الله تعالى ،
بل المطالبة أن يسدّد العبد وأن يقارب فكأنّ الإصابة غير ممكنة ..
ولكن كلّما كان سهم العبد أقرب إلى الإصابة فهو أقرب للسّلامة ..
إذا وطّن العبد نفسه على التّوبة من الذّنب كلّما وقع فيه سكنت نفسه
عن التّطلّع للوقوع في الخطأ ..
أو أضعفت أثر الذّنب في النّفس ، فالتّوبة لا يقوم بوجهها شيء من الذّنوب
والخطايا بالغاً ما بلغ ..
إذا صدق العبد فيها ، وذاق قلبه حرقة النّدم وألم الحسرة من زلّة الذّنب .
وإذا عرف ربّك منك تكرار التّوبة وتعاهدها فلا أثر لذنبك بعد ذلك أبداً .
وإذا عرف إبليس منك كثرة التّوبة وتعاهدها قنط وأيس منك.
فأهلِك إبليس بتعاهد التّوبة في كلّ وقت وإن كثرت ، فإنّ الله لا يملّ منها
كما يملّ ابن آدم ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنّ رجلاً أذنب ذنباً فقال : أي ربّ أذنبت ذنباً فاغفر لي ،فقال :
عبدي أذنب ذنباً فعلم أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به
قد غفرت لعبدي ، ثمّ أذنب ذنباً آخر ، فقال : ربّ إنّي عملت ذنباً فاغفر لي ،
فقال : علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ،
ثمّ عمل ذنباً آخر فقال : ربّ إنّي عملت ذنباً آخر فاغفر لي ،
فقال الله تبارك وتعالى : علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به ،
أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء)
وأن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
أحدنا يذنب قال يكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب قال يغفر له
ويتاب عليه قال فيعود فيذنب قال فيكتب عليه قال ثم يستغفر منه ويتوب
قال يغفر له ويتاب عليه ولا يمل الله حتى تملوا
كما أنّ كثرة التّوبة يزيل أثر الذّنب في الدّنيا والآخرة ..
وهو ارتباط وثيق بين الله وبين العبد امتدح الله به
نبيّ الله إبراهيم فقال : " نعم العبد إنّه أوّاب "
فليس من شرط الولاية السّلامة من الذّنوب ،
ولكن عدم الإصرار عليها والتّوبة منها ..
كما قال تعالى:
"وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السّماوات والأرض أُعدّت للمتّقين*
الّذين ينفقون في السّرّاء والضّرّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس
والله يحبّ المحسنين * والّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله
فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذّنوب إلاّ الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون "
تأمل قوله تعالى في الايه السابقه ( فاستغفروا لذنوبهم )
فالاستغفار من وسائل تخفيف أثر الذّنب ، وهذا ليس بمستنكر .
فالاستغفار المقرون بالتّوبة له شأن آخر ، لأنّ من تاب من الذّنب توبة مكتملة الشّرائط
وجبت له من الله المغفرة .
وأمّا الاستغفار دون إقلاع عن الذّنب فإنّه وإن كان أقلّ درجة
لكن لا يُعدم العبد منه فائدة ،لأنّه تعرّض بالدّعاء لنيل رحمة الله تعالى
ومغفرته للذّنب ..