[فاقد الشيء لا يعطيه فهو من السقم والعقم والسفه كما قال الشاعر:
ألا أيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا *** كيما يصح به وأنت سقيم
وأراك تلقح بالرشاد عقولنا *** أبدا وأنت من الرشاد عقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست آليه وانما هي صفه مرتبطه بالمؤمن
وامة محمدصلى الله عليه وسلم حيث وصفهم الله بانهم خير امة اخرجت للناس
كما جاء في الايه الكريمة .الأمر بالمعروف يحتاج إلى المؤمن النقي التقي
الورع.
اذا استخدمت هذه الصفه كسلطه فيصبح الأمر بالقوه وليس بالمعروف وهنا تتسبب
في احداث الفوضى واختلاط الحابل باالنابل وتشتيت المسلمين ما بين حرام
وممنوع.
ومن يامر بالمعروف يجب ان يكون متعلما ودارسا لأصول الدعوه الى الله والأمر بالمعروف
ليس كل من مسك سواك. ولبس ثوبا إلى منصف الساق وأطلق لحيته. كانت له
معيارا أن يأخذ إرث الأنبياء والرسل في هذا الأمر. إلى جانب هذه هناك
العلم قبل العمل والدعوة إليه بعدهما. إن من شروط الدعوة إلى الله أن تكون
متصفا بالحكمة والروية واللين والتواضع. عملا بقوله تعالى ( فقولا له قولا
لينا لعله يتذكر أو يخشى)طه ومنه ذلك الرجل هو من قال لقومه أنا ربكم
الأعلى. ومع ذلك يأمر الله رسوليه بأن يكونا معه باللين والرفق والتواضع
في نصحه ودعوته. ويقول الله تعالى مخاطبا رسوله صلى عليه وسلم بقوله (ولو
كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)آل عمران
يأتي أناس في هذا الزمن ليغيروا هذه القاعدة ليجعلوا الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر قتالا فرضوه هم على أنفسهم. على كل من يجدوا عنده زلة أو
خطيئة أو منكر. وكأنهم لا يخطيئون ولا يذنبون. فتجد في نصحهم غلظة وشده
وتهجم وتوبيخ لمن أرادوا نصحه وهل هم أغير من الله عزوجل على دينه؟
كلا.ولكنه الجهل بأمر بالدعوة وآدابها ومالها من شروط وأحكام.إخواني إن
الأسلوب المباشر في النصح يخلق لدى المنصوح نوعا من المكابرة والنفور لأن
العقل الباطن لدى الإنسان بطبيعته يرفض النصيحة ...
ولكن إ ذا هذبناها وصهرناها في قالب مشوق ..ماذا ستكون النتيجة ؟
بالطبع ستعطي نتائج أفضل وبوقت وجهد أقل ...والتدرج في الإنكار فن من فنون النصيحة .
والله تعالى علمنا كيف يكون ذلك ..
فلم تنزل آية تحريم الخمر دفعة واحدة لأن ذلك سيستحيل على أهل مكة ترك
الخمر لكنها تدرجت في النهي إلى أن وصلت إلى التحريم والقرآن الكريم ذكر
ذلك في مراحل ..
والنصيحة المباشرة أمام الناس نوع آخر يولد الإحساس بالضعف والإهانة ثم المكابرة ... كما ذكر الشافعي :وجنبني النصيحة في الجماعة
فذا ضربا من التوبيخ لا أرضى استماعه
وتبارك الله حيث قال : (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .)قال رسول الله ـ ـ :
( كلام ابن آدم كله عليه لا له، إلا أمرا بمعروف أونهيا عن منكر أو ذكرا لله عزوجل )رواه الترمذي
ومن فلتات اللسان الخطيرة على المسلم التألي على الله عز وجل .وعن أبي
هريرة قال سمعت رسول الله يقول: « كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين
أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على
الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على الذنب فقال: له أقصر فقال: خلني وربي،
أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة،
فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما
أو كنت على ما في يدي قادرا، وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال
للآخر: اذهبوا به إلى النار » قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة
أو بقت دنياه وآخرته) [صحيح الجامع ]
فرويداً رويداً أيها الناصحون.
(منقول للفائده)
ألا أيها الرجل المعلم غيره *** هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا *** كيما يصح به وأنت سقيم
وأراك تلقح بالرشاد عقولنا *** أبدا وأنت من الرشاد عقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست آليه وانما هي صفه مرتبطه بالمؤمن
وامة محمدصلى الله عليه وسلم حيث وصفهم الله بانهم خير امة اخرجت للناس
كما جاء في الايه الكريمة .الأمر بالمعروف يحتاج إلى المؤمن النقي التقي
الورع.
اذا استخدمت هذه الصفه كسلطه فيصبح الأمر بالقوه وليس بالمعروف وهنا تتسبب
في احداث الفوضى واختلاط الحابل باالنابل وتشتيت المسلمين ما بين حرام
وممنوع.
ومن يامر بالمعروف يجب ان يكون متعلما ودارسا لأصول الدعوه الى الله والأمر بالمعروف
ليس كل من مسك سواك. ولبس ثوبا إلى منصف الساق وأطلق لحيته. كانت له
معيارا أن يأخذ إرث الأنبياء والرسل في هذا الأمر. إلى جانب هذه هناك
العلم قبل العمل والدعوة إليه بعدهما. إن من شروط الدعوة إلى الله أن تكون
متصفا بالحكمة والروية واللين والتواضع. عملا بقوله تعالى ( فقولا له قولا
لينا لعله يتذكر أو يخشى)طه ومنه ذلك الرجل هو من قال لقومه أنا ربكم
الأعلى. ومع ذلك يأمر الله رسوليه بأن يكونا معه باللين والرفق والتواضع
في نصحه ودعوته. ويقول الله تعالى مخاطبا رسوله صلى عليه وسلم بقوله (ولو
كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)آل عمران
يأتي أناس في هذا الزمن ليغيروا هذه القاعدة ليجعلوا الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر قتالا فرضوه هم على أنفسهم. على كل من يجدوا عنده زلة أو
خطيئة أو منكر. وكأنهم لا يخطيئون ولا يذنبون. فتجد في نصحهم غلظة وشده
وتهجم وتوبيخ لمن أرادوا نصحه وهل هم أغير من الله عزوجل على دينه؟
كلا.ولكنه الجهل بأمر بالدعوة وآدابها ومالها من شروط وأحكام.إخواني إن
الأسلوب المباشر في النصح يخلق لدى المنصوح نوعا من المكابرة والنفور لأن
العقل الباطن لدى الإنسان بطبيعته يرفض النصيحة ...
ولكن إ ذا هذبناها وصهرناها في قالب مشوق ..ماذا ستكون النتيجة ؟
بالطبع ستعطي نتائج أفضل وبوقت وجهد أقل ...والتدرج في الإنكار فن من فنون النصيحة .
والله تعالى علمنا كيف يكون ذلك ..
فلم تنزل آية تحريم الخمر دفعة واحدة لأن ذلك سيستحيل على أهل مكة ترك
الخمر لكنها تدرجت في النهي إلى أن وصلت إلى التحريم والقرآن الكريم ذكر
ذلك في مراحل ..
والنصيحة المباشرة أمام الناس نوع آخر يولد الإحساس بالضعف والإهانة ثم المكابرة ... كما ذكر الشافعي :وجنبني النصيحة في الجماعة
فذا ضربا من التوبيخ لا أرضى استماعه
وتبارك الله حيث قال : (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .)قال رسول الله ـ ـ :
( كلام ابن آدم كله عليه لا له، إلا أمرا بمعروف أونهيا عن منكر أو ذكرا لله عزوجل )رواه الترمذي
ومن فلتات اللسان الخطيرة على المسلم التألي على الله عز وجل .وعن أبي
هريرة قال سمعت رسول الله يقول: « كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين
أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على
الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على الذنب فقال: له أقصر فقال: خلني وربي،
أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة،
فقبض أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما
أو كنت على ما في يدي قادرا، وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال
للآخر: اذهبوا به إلى النار » قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة
أو بقت دنياه وآخرته) [صحيح الجامع ]
فرويداً رويداً أيها الناصحون.
(منقول للفائده)