الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
عن سيدنا أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم يقول
{ من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر
و مشى و لم يركب و دنا من الإمام فاستمع و لم يلغ
كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها و قيامها }
حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود
والترمذي وقال حديث حسن ,
والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة
وابن حبان في صحيحهما
والحاكم وصححه
وفي هذا الحديث قال بعض الأئمة
لم نسمع في الشريعة حديثا صحيحا مشتملا على مثل هذا الثواب .
( يقول من غسل يوم الجمعة و اغتسل ) :
قال الإمام الخطابي : اختلف الناس في معناهما ,
فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد
ولم تقع المخالفة بين اللفظين لاختلاف المعنيين ,
ألا تراه يقول في هذا الحديث : ومشى ولم يركب ومعناهما واحد ,
وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد .
وقال بعضهم : غسل معناه غسل الرأس خاصة وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور
وفي غسلها مؤنة فأفرد ذكر غسل الرأس من أجل ذلك ,
وإلى هذا ذهب مكحول وقوله اغتسل معناه سائر الجسد ,
وزعم بعضهم أن قوله غسل أي معناه أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة
ليكون أملك لنفسه وأحفظ لبصره في طريقه قال
ومن هذا قول العرب : فحل غسله إذا كثر الضرب .
انتهى .
وقال الجزري في النهاية : ذهب كثير من الناس أن غسل أراد به المجامعة
قبل الخروج إلى الصلاة; لأن ذلك يجمع غض الطرف في الطريق ,
يقال غسل الرجل امرأته بالتشديد والتخفيف إذا جامعها وقد روي مخففا
وقيل أراد غسل غيره واغتسل هو لأنه إذا جامع زوجته ,
أحوجها إلى الغسل , وقيل هما بمعنى كرره للتأكيد .
( ثم بكر ) :
بالتشديد على المشهور قال النووي أي راح في أول وقت
والمعنى أي أتى الصلاة أول وقتها وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه
( وابتكر ) :
أي أدرك أول الخطبة ورجحه العراقي في شرح الترمذي , وقيل كرره للتأكيد ,
وبه جزم ابن العربي في عارضة الأحوذي .
قال ابن الأثير في النهاية : بكر أتى الصلاة في أول وقتها ,
وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه , وأما ابتكر فمعناه أدرك أول الخطبة ,
وأول كل شيء باكورته , وابتكر الرجل : إذا أكل باكورة الفواكه ,
وقيل : معنى اللفظين واحد , فعل وافتعل ,
وإنما كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا جاد مجد . انتهى .
( ودنا من الإمام ) :
أي قرب منه وهو حث على تحصيل الصف الأول .
( فاستمع ) :
أي أصغى وفيه أنه لا بد من الأمرين جميعا فلو استمع وهو بعيد وقرب
ولم يستمع لم يحصل له هذا الأجر .
( ولم يلغ ) :
من لغا يلغو لغوا معناه : استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها .
قال النووي : معناه لم يتكلم , لأن الكلام حال الخطبة لغو .
( كان له بكل خطوة ) :
بضم الخاء بعد ما بين القدمين .
( عمل سنة أجر صيامها وقيامها ) :
أي صيام السنة وقيامها , وهو بدل : من عمل سنة .
والظاهر أن المراد أنه يحصل له أجر من استوعب السنة بالصيام والقيام
لو كان ولا يتوقف ذلك على أن يتحقق الاستيعاب من أحد
ثم الظاهر أن المراد في هذا وأمثاله ثبوت أصل أجر الأعمال
لا مع المضاعفات المعلومة بالنصوص ويحتمل أن يكون مع المضاعفات .
أخـواني هذا الحديـث وقد علمناه وعلمنا فضله
فما نحـن صانعـون ؟
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد
كتبه
أبو أنس الطائفي
دمتم بحفـــظ الرحمان
والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد :
سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أما بعد :
عن سيدنا أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم يقول
{ من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر
و مشى و لم يركب و دنا من الإمام فاستمع و لم يلغ
كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها و قيامها }
حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود
والترمذي وقال حديث حسن ,
والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة
وابن حبان في صحيحهما
والحاكم وصححه
وفي هذا الحديث قال بعض الأئمة
لم نسمع في الشريعة حديثا صحيحا مشتملا على مثل هذا الثواب .
( يقول من غسل يوم الجمعة و اغتسل ) :
قال الإمام الخطابي : اختلف الناس في معناهما ,
فمنهم من ذهب إلى أنه من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد
ولم تقع المخالفة بين اللفظين لاختلاف المعنيين ,
ألا تراه يقول في هذا الحديث : ومشى ولم يركب ومعناهما واحد ,
وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد .
وقال بعضهم : غسل معناه غسل الرأس خاصة وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور
وفي غسلها مؤنة فأفرد ذكر غسل الرأس من أجل ذلك ,
وإلى هذا ذهب مكحول وقوله اغتسل معناه سائر الجسد ,
وزعم بعضهم أن قوله غسل أي معناه أصاب أهله قبل خروجه إلى الجمعة
ليكون أملك لنفسه وأحفظ لبصره في طريقه قال
ومن هذا قول العرب : فحل غسله إذا كثر الضرب .
انتهى .
وقال الجزري في النهاية : ذهب كثير من الناس أن غسل أراد به المجامعة
قبل الخروج إلى الصلاة; لأن ذلك يجمع غض الطرف في الطريق ,
يقال غسل الرجل امرأته بالتشديد والتخفيف إذا جامعها وقد روي مخففا
وقيل أراد غسل غيره واغتسل هو لأنه إذا جامع زوجته ,
أحوجها إلى الغسل , وقيل هما بمعنى كرره للتأكيد .
( ثم بكر ) :
بالتشديد على المشهور قال النووي أي راح في أول وقت
والمعنى أي أتى الصلاة أول وقتها وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه
( وابتكر ) :
أي أدرك أول الخطبة ورجحه العراقي في شرح الترمذي , وقيل كرره للتأكيد ,
وبه جزم ابن العربي في عارضة الأحوذي .
قال ابن الأثير في النهاية : بكر أتى الصلاة في أول وقتها ,
وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه , وأما ابتكر فمعناه أدرك أول الخطبة ,
وأول كل شيء باكورته , وابتكر الرجل : إذا أكل باكورة الفواكه ,
وقيل : معنى اللفظين واحد , فعل وافتعل ,
وإنما كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا جاد مجد . انتهى .
( ومشى ولم يركب ) :
قال الخطابي : معناهما واحد , وإنه للتأكيد
وهو قول الأثرم صاحب أحمد .
انتهى
وفيه تأكيد ودفع لما يتوهم من حمل المشي على مجرد الذهاب
ولو راكبا أو حمله على تحقق المشي ولو في بعض الطريق
قال الخطابي : معناهما واحد , وإنه للتأكيد
وهو قول الأثرم صاحب أحمد .
انتهى
وفيه تأكيد ودفع لما يتوهم من حمل المشي على مجرد الذهاب
ولو راكبا أو حمله على تحقق المشي ولو في بعض الطريق
( ودنا من الإمام ) :
أي قرب منه وهو حث على تحصيل الصف الأول .
( فاستمع ) :
أي أصغى وفيه أنه لا بد من الأمرين جميعا فلو استمع وهو بعيد وقرب
ولم يستمع لم يحصل له هذا الأجر .
( ولم يلغ ) :
من لغا يلغو لغوا معناه : استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها .
قال النووي : معناه لم يتكلم , لأن الكلام حال الخطبة لغو .
( كان له بكل خطوة ) :
بضم الخاء بعد ما بين القدمين .
( عمل سنة أجر صيامها وقيامها ) :
أي صيام السنة وقيامها , وهو بدل : من عمل سنة .
والظاهر أن المراد أنه يحصل له أجر من استوعب السنة بالصيام والقيام
لو كان ولا يتوقف ذلك على أن يتحقق الاستيعاب من أحد
ثم الظاهر أن المراد في هذا وأمثاله ثبوت أصل أجر الأعمال
لا مع المضاعفات المعلومة بالنصوص ويحتمل أن يكون مع المضاعفات .
أخـواني هذا الحديـث وقد علمناه وعلمنا فضله
فما نحـن صانعـون ؟
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد
كتبه
أبو أنس الطائفي
دمتم بحفـــظ الرحمان